أهلن بك أخي..
هل تعتقد أن من الصحيح أن نحكم على ذات الإنسان وأخلاقه وجوهره من لباسه وشعره؟!!!
ربما تكون هناك أخطاء في اللباس، ولكن لا تصل لأن أحكم على أخلاق الشخص بالفساد والانحطاط وسوء التربية لمجرد هذا الخطأ، بشرط: أن يثبت فعلا أنه خطأ!! ويكون فيه تعد على الآخرين!!
وليس لأنه لا يناسب شخصي الكريم.
دمت بخير أخي؛؛
|
أهلًا بك،
مع احترامي لك ،في كلامك هذا تسطيح لماهية الحرية وإغفال لدور القيم والمحددات المجتمعية والثقافية، فعقلًا وشرعًا أن المظهر لا يخولنا أن نحكم حكمًا قاطعًا على شخصٍ ما بأنه فاسد إطلاقًا، لكن ثمة صلة تقوى وتضعف بين (المظهر) و(المخبر) ، وديننا-إن كنت تؤمن بالإسلام-لم يترك الإنسان المسلم ليعيش بفوضوية في لباسه، ولإن قصر في تطبيق شروط اللباس فعليه الإثم بقدر تقصيره،
ولو تُرك أمر اللباس لحرية الناس لعشنا فوضى تتباين في دركات الانحطاط ،
أنا معك أن الكثير من أفراد مجتمعنا يهتم لأمر المظهر ويعطيه أكثر مما يستحق ،فقد يوفر أحدهم لحيته ويقصر ثوبه فيظن الجهلاء أنه بالضرورة متدين وصاحب عبادة أو "مطوع" بالبلدي صاحب قلب نظيف نقي ،بينما قد يكون محشش وصايع! ، وفي أقل الأحوال مثله مثل كثير ،فقط أنه يؤدي الفروض ! وهذه حماقة ، ولأن هذا ليس منطقًا سويًا تحدث ردة فعل توازي هذا التصرف الغير سوي وهو أن نجعل المظهر وطريقة اختياره منوطين بالشخص دون أي التفات لأعراف دينية وتقاليد مجتمعية ،
ولو سايرتك في فهمك لكان لأحدهن أن تلبس البكيني على شاطىء ما تستدفىء برماله الحريرية ، فتكون إنسانة خلوقة محترمة لأنها لم تتعد على حريات الآخرين ولم تؤذهم بذوقها!
إن الحرية مسؤولية قبل أن تكون انفلاتًا من كل عرف أو دين ، وإلا لكان الحيوان أولى بها،
وحين نتحدث عن الحرية فمن الخطأ أن نستجلب الفهم الغربي لها ونحاول أن نطبقه في وسطٍ إسلامي لا يقبل بهذا ولو ابتعد عن دينه كيفما ابتعد!
أنا من أشد الناس-هكذا أظن- في معارضة تقديس المظهر وجعله محور التقدير لفلان أو علان وإن كان له صلة، ومع هذا ليس من العقل أن يزيد الأمر عن حده فأجعل أمر المظهر هامشيًا ولا يزن ولو مثقال حبةٍ من حقيقة في ميزان أخلاق الشخص، قطعًا لابد أن تكون ثمة نسبة معينة- تزيد أو تنقص-تربط المظهر بالمخبر، هذا إن وُجد ما يسمونه "العقل" وأما إن لم يوجد فالأمر آخر،
ولستُ "مطوع" -مع تحفظي الشديد على هذا اللقب-وليس لي بـ"المطوعية" أية صلة، لكني في أقل الأحوال لا أشرعن خطئي حتى أكون أقرب لسلوك سبيل العقل والصواب ، وقبل هذا أحب منطلقات المتدينين التي ينطلقون منها، وهي الإسلام قراءنًا وسنة ، والذين هجرناهما حتى صار بعضنا يعادي قطعياتهما جهلًا!
إن حالنا مع الغرب كرجلٍ دخل قصرًا جميلًا فترك أكثر الجمال وذهب يتمركز حول"البلاعة" ، وقد تكون البلاعة لباساً أو قَصَّة كما قد تكون نظرية ! ،
إن من الخطأ أن نُغفل المنطلقات الثقافية والفكرية لمجتمعٍ ما ثم نلوم هذا المجتمع لأننا حدنا عن هذه الثقافة التي يقيم أودها الدين قبل كل شىء آخر!
تحيتي