أهلن يا سيدي الكريم:
بانسبة للتفاخر بالأنساب، (وإن كنت لا أؤيد الكاتب كتابته بهذه الطريقة) هذا ما أتى الشارع ليدحضه ويجعله قاعا صفصفا، ولهذا كان التساوي بينهم فقط في التقوى، ولكن العرب سابقا في جهلها كانت تفخر بذلك وتجعل له أهمية كبرى، ولذلك عندما جاء القرآن لم يهمش اهتماماتهم، ولكنه مع ذلك قال: " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " ليجعل التفاخر بها على الأجناس الأخرى لا قيمة له.
لي تعليق على كلام أخي المسلم العربي، فقد ذكر في رده السابق:
" كما أننا لم نؤمر بالتمسك بالقبلية أبداً لا في الكتاب ولا في السنة ولا في أقوال السلف, حتى أن الأمور المختصة بالقبائل والأنساب شئ هامشي لا يعطى بالأ, كما أن علم الأنساب علم ظني وليس قطعي فيما أعلم "
|
أختلف معك أخي الكريم في هذه العبارة، فقد اهتمت العرب بأنسابها، ولم تجعلها أبدا في الهامشية التي ذكرت، فقد شهد النبي عليه الصلاة والسلام لأبي بكر بتمكنه من هذا العلم.
وذكره الله عز وجل بقوله: "
وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا "
ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"
تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم "
وعن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال:" أحبوا العرب لثلاث : لأنني عربي ، والقرآن عربي ، وكلام أهل الجنة عربي "
وقد ذكر ابن عبد ربه أن سبب اهتمام العرب بأنسابها: أنها سبب من أسباب التواصل والتعاطف والتعارف فيما بينهم .
ولا أبين من اهتمامهم به، من جعل الفقهاء النسب شرط للزوم في النكاح، وبه تنشأ الفرقة بين الزوجين بالفسخ.
ولكن ما يحدث الآن من تفاخر وتعاظم، هو الأمر الممقوت الذي دحضه الإسلام وساوى فيه بين العربي والعجمي، وهو ما يجب أن نكون عليه، وأن يكون تفاخرنا بما نحمل من علم نفيد به ونطوره ونطور الأجيال، فنكون أمة متقدمة لا عالة على غيرها.
وكل ما جاءت به النصوص لم يات على سبيل التفاخر ولا التكبر، وإنما كان للتواد والتراحم والتعاطف الذي تنشأه قوة الجماعة والانتماء.
تقبلوا تحياتي واحترامي؛؛