للوقوف على الأمر لدينا تيارين : فوجود التيار الليبرالي كان بسبب وجود التيار المُتشدد أو التكفيري و قد يكون العكس صحيح . عموماً نسأل الله العلي العظيم أن يهدي من ينتمي إلى هذين التيارين إلى الصراط المُستقيم .
التيار الليبرالي .. لن أقول ليبرالي إسلامي ،، لم يرد في الإسلام ليبراليين !.
لا غرابة في وجوده ، فهو غرس غربي في عقول بعض المسلمين المُتأثرين بالثقافة الغربية ومحاولة لـ "لبرلتهم" والسبب في ذلك وجود أرض خصبة تتمثل في ضعف عقول هؤلاء ، و لا ملامة على الغرب لأن مساعيهم و حيلهم ذُكرت في القـُرآن الكريم ، إذن فالعلة لدينا نحنُ !
المُشكلة عندما يعود هؤلاء الليبراليين لبلادهم المسلمة لا ينشدون التقدم الايجابي لدى الغرب ليطبقوه في بلادهم بل يستوردون أسوأ ما لدى الغرب و يأتون بهِ هُنا .. وهناك شواهد كثيرة على ذلك من الكـُـتـّـاب والمُفكرين و بعضهم إحتلوا مناصب كبيرة في الدولة وكانوا خير سُفراء للغرب لدينا !.
في المُقابل يجب أن لا ننسى أن لدينا تيار مُتشدد و مُتعنت في الدين وأعني بذلك المتشددين عموماً بما في ذلك الجماعات التكفيرية و"التبليغية" والأخيرة لا أعرف ما المقصود منها ؟!
فهذه الجماعات تعتقد أن طريقها هو الصحيح ومن يحيد عنها فهو ضال كافر محكومٌُ عليه بجهنم وكأنهم قُضاة الآخرة !
كما نجد بعض المُتشددين يشددون على أن الاستمتاع بالدنيا من المُحرمات و يحرمون ما أحل الله من الطيبات وهذا مُناقض لسنة مُحمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم لأنه لما بلغه خبر الثلاثة الذين قال أحدهم : إني لا أتزوج النساء ، وقال الثاني : أصوم ولا أفطر ، وقال الثالث : أقوم ولا أنام ، خطب عليه الصلاة والسلام وقال : (ما بال أقوام يقولون كذا وكذا ، وإني أصلي وأنام ، وأصوم وأفطر ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني). كم أن بعض المُتشددين لا يحسنون التعامل مع أخوانهم المُسلمين فكيف يكونوا دُعاة للإسلام مع غير المُسلمين ؟ بل أنهم يظنون أنهم آثمين إن فكروا بابتسامة عند مقابلة الناس الذين لا يسيرون على طريقهم ! فأين الترغيب في الدين بالحكمة والموعظة الحسنة كما قال تعالى : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ).
خاتمة الموضوع والحل لاقتلاع هذه التيارات من جذورها هو الدعوة والعودة لوسطية الإسلام المُستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية البعيدة عن الأهواء والآراء ، فقد ميزنا الله سبحانه وتعالى بميزات من أهمها أن جعلنا أمة وسطاً (وجعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً). فمن أراد الوسطية والأعتدال فعليه بكتاب الله وسنة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، يقول الله تعالى : (إن القرآن يهدي للتي أقوم) ، ويقول سبحانه : (ومآ أتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا).
هذا والله تعالى أعلى وأعلم ..
عذراً على الإطالة و دعواتنا الصادقة لشيخنا الفاضل / صالح الفوزان وجزاه الله خيراً على قول الحق المُستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية .
وشكراً لكِ أختي الكريمة ..
|