[عمر من الأعمار]

أختي الفاضلة وبعدين ياحب :

بعد موفور السلام وفائق التقدير والاحترام إن الشعور بالخيانة من أكثر الأحاسيس المؤلمة التي يمكن للمرء أن يشعر بها وتزداد إيلاماً كلما كان الشخص الخائن أكثر قرباً ومودة من الشخص المغدور .
وبالنسبة لسؤالك أختي "شخص خانك ولجأ اليك للمساعدة ،، هل تساعدهُ ؟؟"
بصفه عامة لأظن أنه من النبل أو المروءة أن يطرق شخصاً بابك وتقفله دونه كائن من كان وحتى لو كان شخصاً سيئا أو شخصاً سبق وأن اخطأ في حقك ,وذلك لأنه لم يطرق بابك إلا من ضعف ويكفيه ذلاً أن يقف ببابك بعدما بدر منه مابدر ( وأما السائل فلا تنهر ) فيجب على الانسان أن لا يستغل ضعف الآخرين وحاجتهم لأن ذلك تصرف يدل على دناءة فاعلها وعلى ضعفه أيضا .
فصدقا وبدون مجاملة للنفس أو تجميلا للذات إذا لجأ لي من خانني سوف أنظر أولاًُ هل هو بالفعل واقع في مشكلة عويصة تحتاج إلى مساعدة أو أن لجوئه لي مجرد إتكالية أو وسيلة لغرض ما , فإذا كان في مشكلة لن أتوانا عن مساعدته قدر الإمكان بشرط أن لا تكون تلك المساعدة عوناً له على باطل أو خطأ ولا أن تكون سبباً لرجوع علاقتي به إطلاقا , وبعد انتهاء الموضعوع هو في طريق وأنا في طريق آخر.

أختي العزيزة أسمحي لي أن اختلف معك في قولك "الخيانة في بعض الأحيان تكون الشعور الأجمل إذا كان الشخص المغدور يستحقها" وذلك لأنني لا أرى أي شخص يستحق الخيانة أيا كان ولو كان الشيطان نفسه فمن الممكن أن أجابهه وأحاربه وأرده وأردعه ولو تطلب الأمر أقاتله نعم ولكن أن أخونه لا وألف لا ولن أستخدم ما أراه خطأ في تحقيق مرادي فالغاية لا تبرر الوسيلة من وجهة نظري ولأن الإنسان يجب أن يفعل ما تمليه عليه مبادئه وماهو كفء له وليس ما الآخر كفء له ويكفيني شعوري وإحساسي بالدونية عند محاسبتي لنفسي .

دمتي في حفظ الله ورعايته