عشر أيام مرت منذ أن علمت بخبر وفاة الدكتور محمد يوسف العيتاني، عشر أيام ولا يفارقني ذكره، إن أردت أن أوجز الدكتور محمد في كلمتين فسأقول: كان رحمه الله “طيب القلب”، تكفي طيبة قلبه ميزة جمعت في طيها كل الميزات.
درست معه مادة واحدة فقط هي المالية الدولية، وكانت المادة ممتعة لثلاثة أسباب، أسلوب الدكتور العيتاني في إثراء الموضوع، وتخصصه في المجال، ووقت الدراسة الذي كان في خضم الأزمة المالية العالمية، وكان يطالب رحمه الله بأن تكون هذه المادة متطلباً اجبارياً لجميع طلبة إدارة الأعمال لأنها أساس مهم لفهم طبيعة الأعمال والاقتصاد، هكذا كان رحمه الله يريد مصلحة الطالب ويمارس دور المربي مع المعلم.
سأل عني وعما حصل لي عندما رآني
أمشي بعكازين، وبارك لي الشفاء عندما رآني بدونهما، وكان كلما يراني يسألني عن دراستي ووضعي الأكاديمي، وكانت آخر مرة قبل شهر تقريباً حينما بارك لي التخرج وأخبرني بمواعيد فراغه لآتيه إن كنت أحتاج لتوصية أو استشارة منه رحمه الله.
الدكتور محمد العيتاني كنز في استشارات الدراسة في أمريكا، استفسرت منه قبل سنتين عن العديد من الأمور، وكان يجيب وينصح ويرشد إلى أفضل الطرق للتعلم والاستفادة من الحياة في أمريكا، كان رحمه الله دليلاً كاملاً مليئاً بالخبرات والتجارب الحياتية في أمريكا والسعودية أيضاً. الدكتور محمد درس الماجستير والدكتوراه في جامعة جورج واشنطن وحصل خلال دراسته فيها على جائزة أفضل طالب دراسات عليا، كان متميزاً بلا شك.
إقرأ المزيد…