[أبو غيث]

في اواخر التسعينات .... كنت اذكر أنني كنت أسترق بعض المسلسلات المدبلجة والتي كانت آنذاك المسلسلات المكسيكية ....
فكنت أغيب عن ناظري أهلي بإستخدام أعذار وأوهام من اجل أن أذهب لأحد جيراننا لأشاهد واستمتع من غير مراقبة أو
مساءلة .... على الأفلام والمسلسلات وأفلام الكرتون أيضاً ...
وكنت على جهلي .. أعتبر حينها طفل ناضج أن هذه المسلسلات ... [ وكنت أسميها أفلام .. ] هي وقائع مصورة
وكان حينها عندما يعرض المسلسل أو الفلم تجدني مشدقاً مسمراً أما الشاشة اتمايل مع الشاشة من غير إدراك ...
وأشبه حالي أيامها باليوم .. كحال إخواني الآن على حلقات [توم وجيري ... وأشباهها] ....

ومع أنني كنت أشاهد الأفلام خاصة وحلقات الإثارة بها وليس أقصد هذا عن غيره .... فبالرغم آنذاك ...
من قلة القنوات والمواد المعروضة آنذاك ولكن تجد لها مشاهدين ...

وأما الآن لا تسل عن هذا .... فكل بيت يوجد به عشرة صحون لاقطة على الأقل وكل صحن فضائي يوجد عليه على
الأقل إثنان أو ثلاثة اقمار فضائية ....

وليس هذا ما أقصده ... بل أقصد وجود الترفية بأقصى مساحاته ووفرته ... وتجد الصغير يعرف بخفاياها أكثر من الكبير وهكذا مما نعرفه ...
وليس غريباً أن نجد ما يسمى عند علماء الإجتماع والنفسانيين ... بالمعرفة اللاإرادية .... وما يعرض على القنوات
الفضائية أحد أوجهه ومؤثراته ....
فالدراما المعروضة المصطنعة المكررة على المشاهد بكل تأكيد تعطي إدراكاً وشعوراً غير إرادياً بحصول أو إمكانية وجود مثل هذا الأمر ....

ويعرف هذا جيداً أصحاب الإعلام ... وما اكثر ما مرضونا به من إعلاناتهم المكررة ...
لا يهم كل ما سبق ....

بقدر ما يهمني محتوى موضوعك .... عن المسلسلات التركية التي غزت الساحة الفنية العربية .....
فأود أن أتكلم عنها من معادلة [المفسدة لا تساوي المصلحة ] .... وأتجنب الحكم الديني لأنه واضح وله أهله ...

فمن جانب الترفيه أرى فعلاً أنها مسلية ومرفهة مثل هذه المسلسلات وليس كل مرفه جميل ...
فمنذ أن عرضت هذه المسلسلات وقد كسبت شعبية جماهيرية واسعة يؤسفني أن اسمع ان معضمها من النساء ...
ولقد تداركت أخيراً محطة mbc هذا الأمر ... وعملت على إحتكار مستقبلي لقنواتها من الشركات المنتجة التركية
بجانب شراء بعض الأفلام التركية ... واخيراً سعت مجموعة mbc كما نسمع إلى إحتكار جديد بعض مسلسلاتها
على قنوات جديدة برسوم مدفوعة .... بعد ماكنت وعرفت مجموعة mbc بأنها مجانية ...
وهذا يعطي دلالة واضحة على النوايا المالية للمجموعة بغض الطرف على أي أمور أخرى ....
وترون ما هو أخفى ... في القريب العاجل ....
ولا يهم هذا أيضاً لأنهم أحراراً فيما يفعلوا ما دام أنهم قادرين على ذلك ...

وإن نظرنا للأمر من ناحية فنية ....
فتجد أن المسلسلين ذا توجه وغالب نحو مفهوم الحب واشكاله ... وهذا بلا شك بأنه مفسد للأخلاق والقيم ...
وخاصة عندما يتعدى إلى أمور أخرى تدخل في العادات ... كـا أشكال العواطف الزوجية وكيف يجب أن تكون ووو ..
ومن الأمور التي تخلق فكراً للمشاهد وتولد لديه أيدلوجيه بتحقيق ذلك الشئ .... ومن نتاج ذلك ما نسمعه ونقرأه
الآن من حالات طلاق وتفكك للأسر .... وكلها نتاج لتلك المسلسلات ...

وقد يتساءل امرئ ما ذا علمتنا سنوات الضياع؟ .... وماذا علمتنا نور؟ ... وما نصائح مهند ؟ وكيف عاش
مهند ؟ وهل تطلق نور من مهند أم لا ؟ وهل تحب لميس يحيى مرة أخرى ؟
والكثير من الأسئلة المطروحة ... وكلاً تجد لديه أجوبه .... ولكن تجد جواب العقلاء موحداً .... وهذا الفرق ...

وسأعود لكم مرة اخرى لمجموعة mbc .... وسأذكركم أيضاً أنها وفي ضل إزدياد مشاهديها بهذا الشكل فإنها تعد
العدة لمسلسلات أخرى وأخرى .... وليس غريباً غداً بأن نسمع مسلسلات إيرانية مدبلجة ....
وهكذا .. إلعبي يا فأر إذا غابت القطة ....

في النهاية ....

ارجع إليكم وإلى عقولكم الأسباب والنتائج ... فإن علمتوها فلا شك بأنكم أدرى بالتفاهه من غيرها وأدرى بأنفسكم .....
ويكفينا ما بنا ...

وأتمنى للجميع الصحة والسلامة ....

شكراً لكاتب الموضوع ... وأعتذر عن إطالتي وتشتت كلامي ...
أتمنى له كل خير وعافية ...

تحياتي للجميع ...