عذبة أنت ، كالطفولة ، كالأحلام ، كاللحن ، كالصباحٍ الجديد
كالسماء الضحوك ، كالليلة القمراء ، كالوردِ ، كابتسام الوليد
يا لهــا من وداعـةٍْ وجمـال وشــباب منعــم أملودِ
يا لهــا من طهارة تبعث التقديس في مهجـة الشقي العنيد
يا لهــا رقـةً تكاد يرف الورد منها فـي الصخرة الجلمود
أيً شيء تراك ؟ هل أنت "فينوس" تهادت بين الورى من جديد
لتعيد الشباب والفــرح المعسول للعالــم التعيس العمـيد
أم ملاك الفردوس جاء إلى الأرض ، ليحي روح السلام العهيد
أنت … ما أنتِ ؟ رســم جميل عبقري من فن هذا الوجودِ
فـيكِ ما فيــه من غموضِ وعمق وجمــال مقدَس معبودِ
أنتِ … ما أنت ؟ أنت فجر من السحرِ ، تجلَى لقلبي المعمود
فأراه الحــياة في موفق الحسنِ ، وجلًـى له خفايا الخـلود
أنت روح الربيع ، تختال في الدنيا فتهتزً رائعات الورود
وتهب الحياة سكـرى من العطر ويدوي الوجود بالتغريد
كلــما أبصرتك عيناي تمشين بخطــو موقع كالنشيد
خفق القلب للحياة ، ورف الزهر في حقل عمري المجرود
وانتشت روحـي الكئيبة بالحب وغنت كالبلبل الغــريد
أنت تحيين فـي فؤادي ما قد مات في أمسي السعيد الفقيد
وتشيدين في خرائب روحي ما تلاشى في عهدي المحدود
من طموح إلى الجمال إلى الفن إلى ذلك الفضاء البعـيد
منقووول
ربما تكون المعيرة اهتمامي عذبة وربما أكون كالذي قال :
بليت بلا الأطلال وإن ام أقف بها *** وقوف شحيح ضاع بالترب خاتمه