الحكم أثار ردود أفعال متباينة
أمهات يؤكدن منطقية الحكم وعقلانيته وأخريات يطالبن بعقوبة الإعدام
الرياض: سمر المقرن
تباينت آراء أمهات لفتيات حول الحكم الصادر بحق برجس وأصدقائه الذين اشتهروا بجريمة هتك عرض فتاة وتصويرها والتشهير بها، والتي أطلق عليها "فتاة الباندا" وبلغت هذه الآراء بحدتها إلى أن العقوبة الصادرة بحق المجرمين ليست بالكافية مما حدا ببعضهن إلى المطالبة بعقوبة الإعدام، أما الأخريات كانت آراؤهن متوازنة مع حكم الإعدام مؤكدات على منطقية وعدل هذا الحكم الذي أتى على قدر الجرم المرتكب، فيما حملت أخريات الذنب للفتاة أيضاً، واعتبرن العقوبة أكبر من الجريمة نظراً لأن الشاب المستهتر لن يصل إلى الفتاة المحافظة.
وعلى خلفية ذلك التقت "الوطن" بعدد من الأمهات لرصد ردود أفعالهن نحو هذه العقوبة، ورؤيتهن له بدافع الأمومة، والتعرف على توقعاتهن نحو اتعاظ كافة المستهترين من الحكم الصادر.
حنان السليمان، موظفة حكومية وأم لـ(4) فتيات ترى أن العقوبة ليست بالكافية، ولن تكون رادعة لمثل هذا الفعل المشين حيث قالت: "إن جريمته لم تبلغ حد الاعتداء على الشرف فقط، بل تجاوزت ذلك إلى التشهير"، وتضيف السليمان "كنا ننتظر أن يصدر بحق هذه الزمرة حكم الإعدام، وهذا ما تعودناه على الأحكام التي تصدر بقضايا العرض والشرف"، وتتوقع السليمان أن هذا الحكم لن يردع بقية المجرمين والمستهترين، وطالبت أهل الفتاة بالنقض ومحاولة الحصول على ثأر ابنتهم التي ترى أنه ثأر كل الفتيات وليست ابنتهم فقط".
ولا تختلف عنها أم نواف، موظفة في قطاع خاص وأم لفتاة واحدة حيث تخشى أن يتم تخفيف الحكم فيما بعد بسبب حسن السيرة والسلوك داخل السجن، مضيفة بأن حكم الجلد يجب أن يكون علناً أمام العامة ليراه الشبان ويتعظ به المستهترون، والعظة كما تقول أم نواف ليست للشبان وحدهم بل حتى الفتيات المستهترات والأهالي المستهترين الذين لم يراعوا الله في تربية أبنائهم.
وتختلف معهم أم محمد، معلمة وأم لـ3 فتيات حيث ترى بأن العقوبة منطقية وعادلة لأن الطرف الآخر شارك في الخطأ أيضاً، وإن اختلفت كمية الخطأ من شخص لآخر.
وتؤكد عليها أم عبدالله، وكيلة مدرسة وأم لفتاة قائلة: "الحكم منطقي وعقلاني، ولأني أم لشاب أيضاً، فقد يحكمني نوع من العاطفة نحو الشاب الذي ستنتهي سنوات شبابه في السجن"، وتضيف أم عبدالله "بيد أن هذا لا يعني أن يُترك بلا عقاب صارم لأنه لم يجرم بجريمة الاغتصاب فقط، ووصفت هذه الجريمة بـ"الوقحة" لأن المجرم استهتر بالعرض لحد الوقاحة".
وبنظرة مختلفة عن سابقاتها تعتبر فاتن العيدان، مديرة مدرسة وأم لـ4 فتيات أن هذه العقوبة أكبر مما يجب، وأكبر من الجرم لسبب أن الشاب لن يتمكن من فضيحة الفتاة إن كانت هي حافظت على نفسها، وحافظ عليها أهلها، وترى العيدان أن هذه الجرائم لا يمكن أن تطال الفتاة المحافظة إلا في حالات قليلة جداً كالسطو على الفتاة مثلاً، مؤكدة على أن هذا لا يمكن أن يحصل في بلادنا بلاد الأمن، ولا يستطيع الشاب الذي تسول له نفسه هتك الأعراض أن يصل إلى الفتاة بسهولة