الرسالة الأصلية كتبت بواسطة زهور الريف
سوف تكتشف و أنت تراجع دفاتر أيامك أن هناك انساناً غرس في أرضك شجرة و أن الشجرة كبرت و صارت لها ظلال و ثمار وربما اكتشفت أن هناك شخصاً آخرغرس في قلبك سهماً. البعض يترك لك رصيداً غالياً من المذكرات..
كلما تلفلّت حولك وجدت منه شيئاً جميلا ...
صحيح ... صدقتي ...
و البعض الآخر لا يترك لك سوى الأسى. ولهذا لن يكون غريباً أن ترحل من ذاكرتك عشرات الوجوه و تختفي عشرات العناوين و تتلاشى ملامح كثيرة ولكن تبقى أمامك بعض الوجوه التى لا تفارق عينيك أبداً يبقى وجه إنسان لاح أمامك في ساعة ضيق و وجدت فيه كل العطاء و الشهامة يبقى وجه صديق رحل و مازالت أيامه تطل في ذاكرتك و تمنحك الدفء و السعاده يبقى وجه عابر لم تجمعك به الأيام كثيراً و لكن ترك لك الكثير من الود ولهذا أحاول دائماً أن أمسح من ذاكرتي وجوها كثيره لا تستحق البقاء..
إنه من الأفضل دائماً أن نترك داخلنا تلك المشاعر الجميله التى ربطت بيننا و بين الناس. و أن لا أتذكرلصديق ساعة غدر و لكن أذكر له لحظة وفاء لا تنتظر طويلاً أمام باب مغلق..ولا تحاول أن تسترجع أشياء ماتت أو تلاشت أو طواها النسيان. إذا كان شريط الذكريات يؤلمك أحياناً فهناك دواء جميل اسمه النسيان..إنه صندوق صغير لا ينبغي أن نفتحه أبداً..
كل مافي الأمر حاول من وقت لآخر أن تراجع شريط ذكرياتك و تلقي ماتلف منها في صندوق النسيان.
وأضيف هنا ... توجد طريقة رائعة غير نسيان ، لكن ليس كل شخص يقدر أن يبلغها فمقامها عالي ...
ألا وهي المسامحة والصفح ، إذا أساء لك شخص ما في فترة من فترات حياتك ، قد تكون هذه الإساءة كبير ة
قد يكون جرحها باقي في قلبك ، لكن ذلك لن يطول ، فإن أنت قدرت نفسك على أن تسامح هذا الشخص فبالإضافة
لما حصلته من أجر وثواب ، فأيضا ستجد أن قلبك أصبح نظيفا اتجاه ، ولن تجد في نفسك أي شعور سلبي إتجاهه
لأن قلبك صفح عنه وسامحه ، وبالتالي ستنسى إسائته ولن تتذكرها بإذن الله ، وإن تذكرتها فستمر على بالك مرور
الكرام بدون أن تترك أثر ، وإن تركت أثر مرة أخرى جدد في قلبك الصفح والمسامحة ، أسأل الله أن يمن علينا بقبول ذلك والتحقق به وأن يسامحنا إذا أسأنا لأي شخص وأن يجعلهم يسامحونا ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...
منقووووووووووول
و بهذا المناسبة تحضرني قصة قرأتها سابقاً تقول هذه القصة على ما أذكر أن هناك صديقان سافرا معاً في رحلة طويلة تخللتها أيام جميلة و أيام صعبة و في يوم من الأيام اشتد الضيق على الصديقان فتشاجرا و شج أحدهما رأس الآخر فكتب الذي شُج رأسه على الرمل اليوم تشاجرت أنا و صديقي في هذا المكان و قد شج رأسي و بعد فترة و هم في مكان آخر قرروا أن يلعبوا معاً في البحر و سبحوا كثيراً و لكن الذي شُج رأسه تعب و كاد أن يغرق فحاول صاحبه أن ينقذه من الموت و استطاع أن ينقذه بالفعل فقام الذي نجا من الموت و حفر على الصخرة اليوم أنقذ صديقي حياتي من الموت غرقاً فاستغرب صاحبه من فعلته و سأله لماذا حفرت هذا على الصخرة و كتبت أننا تشاجرنا على الرمل قال له لأن هذه الذكرى ستبقى محفورة في صدري مثل الكتابة على الصخرة و لكن المشاجرة التي حدثت بيننا إنما هي شيء عابر مثل ما هي الكتابة على الرمل فإنها تمحى و يصبح لا أثر لها بمجرد أن تهب نسمة خفيفة و تحرك الرمال.
كذلك هي الصداقة الحقيقية.