[majood Riyadh]

هل نحن عنصريون؟

سؤال بسيط لكنه صادم. لا تستطيع أن تصفنا بالعنصريين لعدم وجود ممارسة منهجية تصنف الناس بناء على اللون أو العرق أو الجنسية. لكنك لا تستطيع كذلك أن تزعم بأننا خلو من ذلك تماما.
للدلالة على وجود علامات تبين أن فينا شيئا من العنصرية أرجو منكم أن تجيبوا بصدق: كم شخصا تعرفونه وتصنفونه كصديق من غير السعوديين؟ وكم مرة استضفتم على الغداء في منزلكم عائلة غير سعودية؟ هل تتضايقون إذا وجدتم أجنبيا، هندي مثلا، بجواركم في مقعد الطائرة؟ هل تقلقون إذا كان ابنكم يختلط بأصدقاء من الأجانب؟
أود أن أنبه بأن الأسئلة السابقة ليست على الإطلاق أسئلة علمية للتعرف على العنصرية الكامنة في شخص ما، غير أني أرى أنها ربما على الأقل تعطي دلالة على وجود شيء من العنصرية في دواخلنا.. قد لا تكون كافية لوصم المرء بأنه عنصري إلا أنها تقدم مؤشرا فقط.
إنه شي غريب أن تجد أكثر من سبعة ملايين أجنبي في البلاد لكنك تجد أن الصلات الإنسانية شبه مقطوعة بين الأجانب والسعوديين رغم مشاركتنا كسعوديين في كثير من الأنشطة الإغاثية والدعوية في مختلف بقاع الأرض خاصة ما يسمى بدول العالم الثالث. التزامنا بديننا الحنيف وثقافتنا العربية عوامل من المفترض أن تعزز من تواصلنا الإنساني مع الآخرين لكنك لا تجد على أرض الواقع تطبيقات عملية لما يمليه علينا ديننا وثقافتنا.
أما الأكثر غرابة فهو شكوانا التي لا تنقطع من التأثير السلبي للثقافات الأخرى التي جلبها القادمون الجدد من بلادهم رغم أننا نجبرهم إجبارا على مراعاة ثقافتنا وعدم إظهار ثقافتهم وطريقة ملبسهم وعيشهم.
والمؤسف أن شبابنا بالذات وصغارنا كذلك لا يحترمون الأجنبي القادم من الدول الفقيرة للعمل لدينا إذ أنهم نشأوا وهم يرون هؤلاء الأجانب يقومون بخدمتهم. بيد إن المؤلم أكثر هو اتساع نطاق المعاملة السيئة وعدم الاحترام ليشمل العرب الذين يرون أنفسهم أفضل وأعز من الشرق آسيويين.
وعودا على السؤال الأول: هل نحن عنصريون؟ في رأيي كلا، لكننا نتوجس من منهم ليسوا منا وهذا التوجس من شأنه أن يجعلنا ننحو باتجاه شكل من أشكال العنصرية غير المقصودة مرسلين رسالة خاطئة لصغارنا بأن الأجانب أدنى درجة منا . هذه الرسالة التقطها صغارنا وسفهاؤنا واستوعبوها خطأ على أن احتقار الأجانب ما هو إلا سلوك مقبول للأسف.