أذكر مرّة ، كانت لحظة مسرة ، أن أحد الدكاترة ، وكانت أذهاننا معه فاترة ، قال لنا : إن الغزالي صاحب الأحياء مات والبخاري على صدره ، يقصد كتاب الصحيح، فقلت بلا استحياء : هذا أمر عجيب ، وخبر غريب ، لأن البخاري مات في القرن الثالث ، والغزالي في القرن السادس ، فكيف يكون البخاري على صدر الغزالي .
فقال الأستاذ : أنت قد بلبلت بالي ، قلت : قصيدة البلبلة لصفي الدين الحلي وهي مهلهلة . ثم أنشدتها بدون استئذان ، حتى أدخلتها الآذان ، ومطلعها :
يا بلي البال قد بلبلتُ بالبلبال بالي
بالنوى زلزلتين والقلب بالزلزال زالا
فقال الأستاذ وقد تميز من الغيظ : زدنا يا عائض من هذا الفيض .
فأنشدت :
فقلقلت بالهم الذي قلقل الحشى
قلاقل عيس كلهن قلاقل
والطلاب في ضحكهم هائمون . ثم قلت للأستاذ : سامحني يا علم .......الخ