http://www.alwatan.com.sa/news/ad2.a...o=2775&id=2416
قرأت في صحيفة الوطن السبت 13 ربيع الآخر 1429 مقالاً للكاتب محمد السحيمي بعنوان "من الملوم يا سادة؟!
ملخص المقال أن صحيفة الجزيرة نشرت خبراً عن قبض الشرطة على مجموعة من الشباب المخالفين، قاموا بتكسير سيارات جماهير "ربيع الفرح" الذي نشرته أمانة مدينة الرياض في كل مكان وقال إن هؤلاء التلاميذ من خريجي كتاتيبنا العامة في وزارة التعليم العالي، التي ما زالت تتبنى ثقافة تحريم وتجريم الفرح، ثم قال: هل نلوم هؤلاء "الدرزن" أن ذهب بهم الحماس حتى يتبنوا تنفيذ فتاوى تحريم الفن؟ كالتي يصدرها الدكتور محمد النجيمي ومنها: أن السينما حلال في مصر ولبنان، ولكنها حرام في بلد الحرمين، إلى آخر الكلام الذي قاله الأخ محمد السحيمي.
وأقول حشد الكاتب جملة من الاتهامات أولها: يتهم التعليم العام والعالي بأنه يتبنى ثقافة تحريم وتجريم الفرح وهذا ظلم عظيم وافتراء كبير فمن حرم الفرح المنضبط بضوابط الشرع؟ ففي مدارسنا مسارح وفي جامعاتنا كذلك وهي ملتزمة بالضوابط الشرعية، فليس فيها مس بالدين ولا بالثوابت الوطنية بل فيها الفرح والمرح والضحك وليس كما زعمت أن تعليمنا ومدارسنا تعلم الخوف والاكتئاب، والموت، وليس المسرح حراماً إلا إذا كان فيه اختلاط أو استهزاء بالدين أو مجون، ومن قال لك إن الضحك حرام؟ هذا من بنات أفكارك،
وأما الموسيقى فأنت تعلم أنها ليست بينة التحريم قال الإمام الشوكاني في رسالته في السماع ص18: إذا تقرر هذا تبين للمنصف العارف بكيفية الاستدلال العالم بصفة المناظرة والجدل أن السماع بآلة وغيرها من مواطن الخلاف بين أئمة العلم، ومن المسائل التي لا ينبغي التشديد في النكير على فاعلها".
وقال الإمام الشافعي "الغناء ليس محرماً بين التحريم"، وبالتالي فيجب احترام آراء العلماء في مسائل الخلاف وعدم التشنيع عليهم ومثلك لا يفقه هذه المسائل فاترك الأمر لأهله ولا تخض فيما لا تعلم.
وأما ما ذكرته عن الفتوى التي قيلت على قناة LBC اللبنانية تعليقاً على فيلم كيف الحال، فأقول قد فهمت خطأ وهذه من البلادة التي ابتليت بها هذه الأمة
فما قلته ليس فتوى وإنما هو رأي خلاصته أن السينما بوضعها الحالي في عالمنا العربي والإسلامي غير مفيدة بل أرى حرمتها لأنها تشتمل على عدد من المحرمات من أهمها التعري الفاضح والمجون وأنه ليس لها هدف واضح إلا الجنس أو قضايا هامشية وقلت يا ليت السينما في عالمنا العربي تنهج نهج السينما الإيرانية التي تخدم سياسة وفكر الدولة الإيرانية وكذلك الحال في الكيان الإسرائيلي، وقلت أيضاً إني أرى أن السينما يمكن أن تكون جائزة إذا التزمت بمجموعة من الضوابط أهمها:
1- سمو الهدف
2- الحجاب والحشمة
3- خدمة دين وفكر لأمة
ثم سألتني الأخت المذيعة هل أرضى بالسينما في السعودية بالضوابط التي ذكرتها فقلت إن السعودية بلد الحرمين ومهبط الرسالة وجنة المسلمين في الدنيا وقبلة المسلمين ويؤدى الركن الخامس فيها فلا أرى السينما فيها، لاحظ أيها القارئ الكريم أني لم أجزم بالتحريم، ثم إن هناك أمراً يكرره العلماء والدعاة المخلصون جداً جداً وهو أنه إذا ارتكبت أي جهة مخالفة شرعية فإن التغيير باليد لا يكون إلا لولي الأمر فمثلاً بجهاز الشرطة والهيئة وغيرهما من أجهزة الدولة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان".
فقد اتفق العلماء قاطبة على أن التغيير باليد لا يكون لعامة الناس وإنما للسلطان ومن يمثله، ومن هذا المنطلق فقد أدان العلماء والدعاة ما حصل في كلية اليمامة وكذلك ما حصل في ربيع الرياض من تكسير للسيارات واعتداء على الناس وقد خصصت خطبة لهذا الموضوع، فهل كلما قام مخالف بمخالفة يتحمل العلماء والمشايخ المسؤولية بل حتى لو رأى الناس مصنع خمر ما جاز لعامتهم أن يهاجموا هذا المصنع بل يتم تبليغ ولي الأمر عن ذلك المكان، فهل الحل يا أخ محمد أن نبيح جميع المحرمات حتى لا يعتدي الناس، علماً أن ربيع الرياض لا نعلم فيه أي مخالفة وإن وجدت فإن الجهات المسؤولة في الرياض تقوم بواجبها وليس ذلك من اختصاص عامة الناس، فآمل يا أخي محمد أن تترك التهوين من شأن العلماء والدعاة واتهامهم بما لم يقولوا ولكن مجرد حكم على النوايا وقد قلت في مناسبات كثيرة أن التشدد الديني والتشدد الليبرالي يتفقان في نقطتين مهمتين:
أولاهما: التهوين من شأن العلماء والدعاة والقضاء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ثانيتهما: اتهام العلماء والدعاة والقضاء والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر باتهامات باطلة وذلك بهدف زعزعة ثقة الناس في رموز مهمة في المجتمع.
وأما تساؤلك عن الأغلبية فالجواب عليه أنك تفترض في الذين يتزاحمون على فعاليات ربيع الرياض أنهم فسقة وبالتالي فلا يمكن أن يصوتوا للملتزمين دينيا إن صح التعبير وبالتالي فأنا أفترض فيهم أنهم صالحون ذهبوا للترويح عن أنفسهم، فإياك والاصطياد في الماء العكر وأحسن الظن بالناس يا رحمك الله.
التعليق ....
* رغم أني لا أوافق الدكتور النجيمي في معظم ما يطرح، إلا أني أراه قد وفق في أغلب ما طرح، خصوصا رأيه في الوضع الحالي "المزري" للسينما العربية ..
* ماذا لو كان الجزء الملون بالأحمر من أقوال عبده خال أو تركي الدخيل أو ............... إلخ، ماذا سيحدث ؟؟!!