علي سعد الموسى
في ذكرى سبتمبر
هل سئم الجسد الثقافي والفكري أن يكتب من جديد حول أدبيات الحادي عشر من سبتمبر؟
أكتب اليوم بعد أن حاولت أن أتابع كل ما كتب في الذكرى الثامنة لهذا اليوم. واللافت أن برودة استذكار مثل هذا الحدث ضربت حتى كبريات الصحافة والتلفزة الأمريكية.
ومثل ما كان الحدث في عامه الثامن خبراً رئيساً في تلفزيون "cnn" إلا أنه كان ثاني الأخبار على قناة "ABC" الأمريكية واللافت أن معركة أوباما مع مشروع الرعاية الصحية كان الحدث الأبرز هذا الأسبوع قبل استرجاع الذكرى الثامنة من الحادي عشر من سبتمبر.
حتى الرئيس الأمريكي نفسه لم يأت على ذكرى الحدث في أكثر من ثماني عشرة كلمة مقتضبة في خطاب قصير واللافت أنه كان صباح الذكرى يخاطب الكونجرس حول معركة المشروع الصحي ولم يأت بكلمة واحدة على مصطلح (الحرب ضد الإرهاب) تلك التي كانت لسان جورج بوش خلال سبع سنوات متتالية.
هذا لا يعني أن الحادي عشر من سبتمبر أصبح في ذمة التاريخ ولكن الصحيح أننا وحدنا من يدفع ضريبة هذا اليوم سواء تحدثوا عنه أم سكتوا.
وبالنسبة للصراع العولمي فقد قفل الحادي عشر من سبتمبر نافذة الحرب الباردة بين الرأسمالية والشيوعية ليفتح باب الصراع بين الإسلام والغرب وليثبت أن الطرفين على كفة ذات الميزان لا يمكن لهما أن يعيشا دون عدو واهم أو حقيقي.
ولربما كان الحادي عشر من سبتمبر مفتاح التحول لتاريخ القرن الحادي والعشرين ذاك أنه صراع بين قوتين غير متكافئتين وقد أثبت خلال السنوات الماضية أننا وحدنا أيضاً من يدفع هذه الضريبة إذ لا يمكن لنا أن ننكر أنه جعل منا أقلية تحاول مجرد إزالة الصورة النمطية التي لصقت بنا بعيد هذا الحدث.
أكثر من هذا أنه حاصر الأقليات الإسلامية في مجتمعاتها الغربية وجعل منها مجرد كتائب دفاع تحاول أن تستعيد كثيراً من حقوقها المدنية التي جاهدت من أجلها طويلاً وبدأت تقطف هذه الثمار قبل انهيار البرجين.