رد: مـــقـــالات .. و .. مــقـــامـــات .. !
لم يكن المناضلين للتحرير أوربا يحلمون .. حتى بنزر يسير بما تم في النهاية كانت .. أعظم أحلامهم .. تقف عند أدني عتبات سلم منجز التنوير الذي تم .. صنعو بتضحياتهم ودمائهم كال ما نراه من وجه مشرق في الحياة اليوم .. يخطئ من يعتقد ان أولئك الشجعان تلك العقول المستنيرة قد .. حررت أوربا .. لا بل حررت العالم بأسرة فقط نقلت البشرية كلها الأنسانية .. بأجمعها من ظلام التخلف و الرديكالية .. إلي نور العلم ورحابة الحرية .. فلك يا من تقرأ هذة السطور التخيل لو أن المعركة حسمت للظلاميين الإصوليين لكان العالم لا يزال .. يئن تحت نير التخلف والأمراض والحروب والعنصرية .. !
.
.
أسلفت بالمقدمة السابقة للوصول للمحصلة ان قادة التنوير .. النخبة المفكرة .. التنويرية لم تتخلى يوما عن العامة تلك العامة التي خذلتهم مرار و نكلت .. بهم .. مرارا إلا أنهم بها تمسكو ومن أجلها ناضلو حتى النهاية .. لماذا ..؟ .. لقد أدركو أنهم بدون العامة ليسو شيء وان خصومهم بدون العامة لا شيء .. لأنهم أدركو ان الأمم لا يمكن ان تتقدم وهي تسقط السواد الأعظم من حساباتها .. !
.
.
كل منصف يدرك ان هناك حالة من الفصام بين السلطة والأمة وهذا أمر مألوف في تواريخ الأمم وفي حاضرها ولكن الأمر من ذلك ما تفردت به .. الأمة العربية .. من بين الأمم بالفصام بين العامة وبين طبقتها المفكرة .. فهل هذا الطلاق يعد من أسباب تخلفنا .. ؟ .. هل هذا الطلاق بيننا كعامة وبين نخبنا الفكرية ما جعلنا فريسة سهلة للإدلجة والتوجيه ..؟.. في أعتقادي ان هذا السبب واحد من أقوى أسباب تخلفنا بل أني أعتقد أنه سبب بقائنا في حدود التخلف حتى الأن .. !
.
.
بعد خفوت شعاع فكرتنا الحضارية الكبرى وتحول القيادة إلي ملك عضوض نشاء وضع شاذ بين السلطة السياسية وشعبها محا روح الثقة وأستبدلها بروح النفاق والخوف وكلاهما كان عنصرا هداما لا بنائا للأمم .. إلا أن ما كان شر من ذلك هو الفصام بين الطبقة المفكرة وبقية الناس والذي أصطلح على تسميتهم بـ .. العامة .. لقد كان هذا الفصام هذا الإنشطار أخفاقا شنيعا فريدا فصل عامتنا عن مفكريها جعل عامتنا محرومة من الفكر المفلسف سياسيا وإجتماعيا مما جعلها .. فريسة سهلة جدا وليست عصية على التوجه لما يقال لها من وعاظ وفقهاء السلاطين .. كانت الأنتلجنسيا من يدفع ولوحدها ثمن وعيها للفساد السياسي وكانت وحدها من ينالها الغضب والأنتقام .. ولهذا كانت تتهم العامة بالقعود عن نصرتها في الكفاح من أجل تحرير العامة من الجهل والعبودية .. مما أدى إلي نشوء هذة العلاقة بين المفكر العربي ومن يطمح إلي تخليصهم وتحريرهم .. علاقة تقوم على العطف من حهة وعلاقة إزدراء من جهة أخرى .. !
.
.
لقد دفعت حالة الا ثقة بالعامة .. السواد الأعظم من الأمة .. بالأنتلجنسيا العربية إلي المطالبة بعدم تزويد هؤلاء العامة بالمعرفة أو حجب المعرفة شرعية أم فلسفية .. والشواهد على ذلك كثيرة جدا فتجد كتاب للغزالي سماه .. إلجام العوام عن علم الكلام .. والذي وجة فية إلي ان العامة يجب أن لا يعرفو من أمور دينهم سوى الطاعة والتسليم .. ونجد الفيلسوف المعروف أبن الطفيل قصر فهم العامة على الأمور الملموسة الحسية فقط وقال .. هذا أقصى ما يمكن او يستطيع أن يقدمة الفيلسوف لهم .. أيضا تجد ان أحمد بن حنبل في مشكلة خلق القران كانت محنتة ليست في الرفض العقلي لهكذا مسألة بل أنه يرى أن لا يصل العامة لهذا الأمر لأنهم ليسو أهلا للنظر في هذة المسألة الأمر الذي سوف يضعف إيمانهم وعقيدتهم .. !
.
.
روح الإزدراء للعامة وهم الغالبية العظمى الساحقة من الأمة أمتدت من ذلك العصر إلي يومنا هذا فلا تزال تجد نخبنا المفكرة تتبنى قضاينا من باب العطف وتتألم بسببها ثم تعود بعد حين إلي الإزدراء والسب والتشمت .. مالم تؤمن نخبنا الفكرية بأنه يجب التعامل مع العامة لا من باب العطف ولا من باب الأزدراء بل من باب الإيمان بالطاقة الأنسانية المودعة في العامة فلن نخرج من هذة الفجوة التي عمرها ألف ومئات من السنين .. !
.
.
فهل ياترى تبدأ رحلتنا إلي التنوير والخلاص بالوفاق بين الجماهير ومفكريها هذا سؤال يبقى للحوار .. ( ؟ ) .. !
|