عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 26-08-2009, 04:25 PM   #11

هذيان

.. !

الصورة الرمزية هذيان

 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
التخصص: مهندس تخطيط عمراني
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,587
افتراضي رد: مـــقـــالات .. و .. مــقـــامـــات .. !

حليمة مظفر


"نمولة" في سوق "اليُمنة"!!
تحكي حليمة، أن "نمولة" بنت "نمول" التي كادت تفقد حياتها تحت كعب نسائي، تابعت سيرها بديار السعوديين في أزقة الهنداوية الكثيرة الحفر بين بيوتها الشعبية المتلاصقة؛ وهي غاضبة"ناس عيونها معلقة فوق! أين عمال شق الطرق!!" وتتفادى "دهس" شباشب شرقية لكنها ليست بخطورة "الزنوبة" الرائجة بالحي، فتوقفت خوفا على حياتها تفكر بـ"الشعبطة" اختصارا للمسافة، وتأملت أقدام العابرين، "يا لطيف.. ألا يغسلون أقدامهم للصلاة خمس مرات أم مجرد "طرطشة موية والسّلام "..أين الآمرون بالمعروف عنهم ؟!" حتى لمحت قدما صغيرة لطفل تمسكه عجوز، ينتظران "سيارة" تقلهما.
"فرصة!"قالت نمولة، وأسرعت "تتشعبط" في حذائه، وتسللت لطرف سرواله، وما إن استقرت حتى دخلا "التاكسي"، وسريعا أخذت أصابع الطفل تحك رجله بعصبية، شعرت معها "نمولة" بـ"الدوخة"، ما جعلها تسقط على طرف عباءة العجوز البالية، فتمسكت بها، لكن عطرها القوي انطقها قائلة"حاشا لله.. هذا مبيد حشري وليس عطرا..؟!" وما هي إلا دقائق ونزلا في سوق شعبي قريب من "الهنداوية"، وقد تعرضت لسقطة قوية على الإسفلت حين ترجلت العجوز نافضة العباءة، لكنها سرعان ما ركضت؛ مبتعدة عن "مياه المجاري" الساقطة قربها خوفا أن تنتهي حياتها.
وتساءلت "هذه جدة الحديثة!؟" وللحظة كادت لا تستطيع التنفس؛فالرائحة كريهة؛ لتجيب"ليس هذا ما وصفته النملة ريحانة!!" وبين أقدام مزدحمة قبل أذان المغرب، أحرق جلدها الشمس؛ مشت مندهشة، تسير بين عربات خشبية وفضلات أطعمة وخضروات تخلص منها البائعون، فيما الأصوات تملأ السوق" حُلبة ولحوح يمني.. المرسة الحلو " وآخر يصرخ "سمك مالح جيزاني.. خمير " وعجوز تنادي" مين يشتي ريحان وفل.. جرجير.. " وكل ذلك وسط مياه المجاري التي أجبرتها لوضع يديها الخامسة والسادسة على "منخارها"؛ قائلة" يالطيف.. كيف يعيشوا هذه العيشة.. أين عمال النظافة..وأصحاب الأمانة ؟؟ لو عرفوا أننا في مستعمرة النمل أكثر نظافة منهم وحرصا على تطهير أيدينا ومستودعات طعامنا ضد الجراثيم.. لا وكمان يقولوا أنفلونزا الخنازير !!".
وأخذت تنادي "يا ذبابة.. " كانت تحوم مع صويحباتها، وسألتها"ما هذه القرية!؟ " أجابتها ساخرة"معقول لا تعرفين سوق اليُمنَة عمره يقارب نصف قرن.. وما من حشرة زاحفة أو طائرة إلا وتعرفه!!" غاصت نمولة في همها ضائعة، لتلتفت بلحظة عابرة، فإذا بـ "صرصور أعور" يركض وراءها، فقفزت "مولولة" تجري بأقدامها الستة "يا ويلي..أردتُ جدة الحديثة.. فإذا أنا بأحد أسواق اليمن الشعبية..!!".

 

توقيع هذيان  

 



من المستحيل ان يتقدم الشعب ويتطور الا اذا حطم العرف واخترق التقاليد القديمه والنظم الجامده .. ولو لم يكن في الشر .. خير لاختفى وزال من الوجود .. فحذار من الاسراف في الخير .. وعلى الانسان ان يزيد في خيره وشره .. !

 

هذيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس