صيد الخاطر(6)

[أبو حذيفة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه


أما بعد
اكمل اليوم معكم الرحلة مع كتاب صيد الخاطر للإمام ابن الجوزي
-رحمه الله - وذلك بعد أن بدأنا في شهر رمضان المبارك إلى أن وقفنا في العشر الآواخر وسنكمل مابدأناه اليوم وكما عودتكم سأقوم اليوم كذلك بنقل ثلاثه فصول بإذن الله لتعم الفائدة





فصل : " الحذر طريق السلامة "



من قارب الفتنة بعدت عنه السلامة. ومن ادَّعى الصبر وُكِّل إلى نفسه .

ورب َّ نظرة لم تناظر! وأحق الأشياء بالضبط والقهر : اللسان والعين .

فإيــاك إيــاك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى ، مع مقاربة الفتنة ،

فإن الهوى مكايد .وكم من شجاع في صف الحرب اغتيل ، فأتاه ما

لم يحتسب ممن يـأنف النظر إليــه ! واذكر حمزة مع وحشي ( 1) .

فتبصَّــرْ ولا تــَشــــــِم ْ كل َّ بــرق * رُب ّ بـرق فيه صواعق حـــَيــْـن ِ
وَاغضُض الطْرفَ تسترح من غرَام * تكْتسي فيــه ثـوْبَ ذُُل و شـــين ِ
فبــــَلاءُ الْفَتَـــى مُــوافقــةُ النفس * وبَـدْءُ الهوَى طــمُـوحُ العـــَيــن ِ


(1) قصة وحشي مع حمزة بن عبدالمطلب . أخرجها البخاري في كتاب : (( المغازي )) باب (( قتل حمزة ابن عبدالمطلب )) ، ( 7 / ح 4072 / فتح ) بطولها . وكذلك أوردها ابن هشام في السيرة النبوية بتحقيقنا فلتراجع.



# الزبدة #

على الإنسان أن لا يقترب من الفتن أو المعاصي حتى ولو كان جازماً أنه سيقوى

على ممانعة النفس منها ومن فعلها. فالإنسان الشجاع لن تحميه شجاعته من الموت

إن كان كتب له.فالأحرى بنا أن نبتعد عن المعاصي والفتن وكما قيل الوقاية خيرٌ من العلاج !






فصل : " لا تاخذك العزة بالإثم "

أعظم المعاقبة أن لا يحس المعاقب بالعقوبة . وأشد من ذلك نفع السرور بما هو عقوبة

كالفرح بالمال الحرام والتمكن من الذنوب. ومن هذه حاله لا يفوز بطاعة . وإني تدبرت

أحوال أكثر العلماء والمتزهدين فرأيتهم في عقوبات لا يحسون بها ، ومعظمها من قبل

طلبهم للرياسة. فالعالم منهم يغضب إن رُدّ عليه خطؤه ، والواعظ متصنع بوعظه ، و

المتزهد منافق أو مراء. فأول عقوباتهم إعراضهم عن الحق شغلا بالخلق. ومن خَفـِـيِّ

عقوباتهم سلب حلاوة المناجاة ولذة التعبد. إلا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات يحفظ الله

بهم الأرض بواطنهم كظواهرهم ؛ بل أجلى ، وسرائرهم كعلانيـتهم ؛ بل أحلى ، وهممهم

عند الثريا ؛ بل أعلى. إن عُرفوا تنكروا، وإن رئيت لهم كرامة؛ أنكروا فالناس في غفلاتهم

وهم في قطع فلاتهم (1) تحبهم بقاع الأرض وتفرح بهم أملاك الســماء. نسأل الله عزوجل

التوفيق لاتباعهم وأن يجعلنا من أتباعهم .


(1)فلاتهم : الإفلات : يكون بمعنى الانفلات ، لازما ً وقد يكون واقعا ً . يقال : أفلته من الهلكة أى : خلصته .، كما في اللسان مادة ( فلت ) .

# الزبدة #

أشد أنواع العقاب هو الذي لا يشعر صاحبه به. والأشد والأنكى من هذا هو أن يفرح

الإنسان بعمل الذنوب وإرتكاب المعاصي. ويقول الكاتب أنه رأى أن أحوال أغلب المتزهدين

والوعاض و العلماء بها من هذا الداء. فلقد شغلهم طلبهم للرئاسة عن الحق وأعمى بصائرهم

إلا قلة قليلة يحمي الله بهم الأرض لا يشغلهم شيء عن إظهار الحق ونسأل الله أن نكون من أتباعهم.






فصل : " كمال العقل "


من علامة كمال العقل : علو الهمة ! والراضي بالدون دنيء !!

وَلمْ أرَ فِـي عُيُوب النَّـاس ِعَيـْبــًا كـَنـَقـص ِالقـَـادِرِين عَلــى التــَّمـام ِ


# الزبدة #

لا حاجة لها

*
#همسة #


في الختام أتمنى أن تعم الفائدة الجميع


*
في أمان الله