ما هو شعارك ؟

[حنين اللقاء]

أحياناً كثيرة ما تواتي المرء أفكاراً غريبة , لم يسبق له التفكير فيها مطلقاً ..!

و تكون هذه الفكرة محملة بـ رغبة عارمة في تنفيذها مهما كلف الأمر ..

فيستغرب الإنسان هذه الأفكار التي هطلت على عقله فجأة , و دون أية مقدمات ..!

فيخاف إن هو أقدم عليها أن يعض أصابعه ندماً على عجلته .. و لات حين مندم !

و يخاف كذلك أن يفوّت عليه فرصة ثمينة , فـ يظل يندب حظه وقتها

هنا فقط ليكن شعاره : " لا خاب من استخار ولا ندم من استشار " حديث موضوع

.

.

.

و في أحيان أخرى يشعر ذلك الإنسان بـ رغبةٍ جامحةٍ ملحةٍ في البوح بـ مكنون ذاته .. حيال أمر ما , لـ شخص قريب

لكنه يتفاجأ , أن هذا الشخص القريب , قد أصبح بعيداً , و أن معاملته قد تغيرت تجاهه ..!

و لا يعلم صديقنا أن هذا الشخص المقرب إلى قلبه , يمر بـ عاصفة هوجاء قد عكرت صفوه , و انتزعت الفرح من قلبه انتزاعاً ..

فيظن أنه قد تغير عليه , و لم يعد مبالياً له و لـ همومه و مشاكله كما كان في السابق ..

و قدد تجدهم بعض يهيم على صاحبه سيل جارف من التهم و الكلام الجارح .. و ربما تنتهي هنا علاقة كان سببها ( سوء فهم ) و ( عجلة أودت بـ صاحبها إلى التهلكة )

فليكن شعارنا حينها : " إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره فالتمس له عذراً واحداً إلى سبعين عذراً، فإن أصبته، وإلا، قل لعل له عذراً لا أعرفه. " مقولة لـ جعفر بن محمد ..

.

.

.

قد يمر بنا يومٌ .. نشعر معه بأن المنية قد اقتربت , و أن الخطب بات جللاً , و الهم أصبح عظيماً , و الحزن صار لـ قلوبنا رفيقاً

فـ تسودّ الحياة من حولنا و تظلم

و نشعر بأن أحلامنا ستنهار في قاع سحيقٍ .. و طموحاتنا سـ تقع في وادِ عميق ..

فلا نرى سوى الظلام يلفح وجوهنا ..

هنا تذكر " أنا عند ظن عبدي بي , فليظن بي ما شاء " حديث قدسي ..

فقم لـ تتوضأ , و صلّ لله ركعتين في ظلمة الله البهيم

و ثق تماماً , أن الظلمة ستتبدد , و أن الغيوم ستنقشع , و أن الفجر سينبثق

و أن الأمل سيلوح لنا قريباً , لـ يعلن ميلاد فجر جديد

كله ثقة , و إيماناً , و تفاؤلاً , بـ رب الأرباب , و مسبب الأسباب , جل في علاه

أليس هو الذي يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صِفراً خائبتين .. ؟

فما بالنا قد انتفخت أعيننا من فرط البكاء ؟

ما بالنا قد ضاقت علينا فسيح الأرجاء ؟

ما بالنا لا نجعل همتنا ترقى إلى السماء ؟

أليس هو القائل : " و إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعانِ .. الآية "

فقط تفكر في هذه الآية .. و سترى العجب العجاب يكمن في ثناياها ..

إليك إله الخلق أرفع رغبتي وإن كنت يا ذا المن والجود مجرما


ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي جعلت الرجا مني لعفوك سلما

تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك ربي كان عفوك أعظما

فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل تجود وتعفو منة وتكرما

فلولاك لم يصمد لإبليس عابد فكيف وقد أغوى صفيك آدما

فياليت شعري هل أصير لجنة أهنا وأما للسعير فأندما

فلله در العارف الندب إنه تفيض لفرط الوجد أجفانه دما

يقيم إذا ما الليل مد ظلامه على نفسه من شدة الخوف مأتما

فصيحا إذا ما كان في ذكر ربه وفيما سواه في الورى كان أعجما

ويذكر أياما مضت من شبابه وما كان فيها بالجهالة أجرما

فصار قرين الهم طول نهاره أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلما

يقول حبيبي أنت سؤلي وبغيتي كفى بك للراجين سؤلا ومغنما

ألست الذي غذيتني وهديتني ولا زلت منانا على ومنعما

عسى من له الإحسان يغفر زلتي ويستر أوزاري وما قد تقدما

تعاظمني ذنبي فأقبلت خاشعا ولولا الرضا ما كنت يارب منعما

فإن تعف عني تعف عن متمرد ظلوم غشوم لا يزايل مأتما

وإن تنتقم مني فلست بآيس ولو أدخلوا نفسي بجرم جهنما

فجرمي عظيم من قديم وحادث وعفوك يأتي العبد أعلى وأجسما

حوالي فضل الله من كل جانب ونور من الرحمن يفترش السما

وفي القلب إشراق المحب بوصله إذا قارب البشرى وجاز إلى الحمى

حوالي إيناس من الله وحده يطالعني في ظلمة القمر أنجما

أصون ودادي أن يدنسه الهوى وأحفظ عهد الحب أن يتلثما

ففي يقظتي شوق وفي غفوتي منى تلاحق خطوي نشوة وترنما


( آخر ما كتب الإمام الشافعي )

.

.

بقلم : حنين اللقاء

[يوتا]

" إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره فالتمس له عذراً واحداً إلى سبعين عذراً، فإن أصبته، وإلا، قل لعل له عذراً لا أعرفه. "
كلام جميل ..
للأسف لم أعد أرى من يعمل بهذه المقولة

رحمة الله على إمامنا وجزاه الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء

وجزاك الله خيراً على الموضوع

[حنين اللقاء]

يوتا


صدقتِ .. لم نعد نراهم - إلا من رحم ربي -


و لكن حتى لو لم نرَ أحداً يعمل بها , فلنعمل بها نحن .. :)

و جزاك خيراً على حضورك الراقي يا طيبة


دمتِ.. بألف خير

[همسة الاشواق]

رووووعه