InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الأقسام الخاصة > الأقسام العامة > جـنـة الـحـرف
التسجيل مشاركات اليوم البحث
   
   


جـنـة الـحـرف لـ إبداعاتكم و إختياراتكم الأدبية

جسورٌ وسدود!

جـنـة الـحـرف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 07-12-2013, 03:22 AM

ثامر الحمدان ثامر الحمدان غير متواجد حالياً

جامعي

 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الكلية: أخرى
نوع الدراسة: متخرج - انتظام
البلد: منطقة الباحة
الجنس: ذكر
المشاركات: 148
افتراضي جسورٌ وسدود!


كتبتُ أبياتاً من الشعر وكان منها هذا البيت :

برى حبكم جسمي فصارَ رُكامُهُ … بشيرَ لقاءٍ أو سدوداً تُباعد !

فاعترض عليَّ أحد الأصدقاء قائلاً :

لي على هذا البيت ملاحظتان فاقبل مني نقدي أو ردّ عليَّ بما يروي الغليل ويشفي العليل

الأولى : قلتَ في عجز البيت : بشيرَ لقاءٍ أو سدوداً تباعدُ !

الذي يُناسب البشير النذير , والذي يناسب السدود الجسور , والذي يناسب اللقاء الفراق ,

والذي يناسب التباعد التقارب !

وما أراك في هذا العجز إلا خلطت الحابل بالنابل!

فهلَّا قلتَ : جسوراً تُلاقي أو سدوداً تُباعدُ أو قلتَ : بشير لقاءٍ أو نذيراً يُفرِّق ُ

وهكذا مع بقية الإحتمالات الممكنة مع مراعاة الوزن والقافية .

الثانية : المعنى في قولكَ : بشيرَ لقاءٍ أو سدوداً تُباعدُ

أما قولكَ : ” بشير لقاءٍ ” فلا عيب فيه بل هو ما يطلبه المحب ويسعى إلى تحقيقه كما قال الشاعر :

والحبيبُ الحرُ يسعى للحبيبِ !

فلا يجد المُحبُ متعةً كاملةً ولذَّةً تامةً وأنساً وسروراً إلا في قربه من حبيبه !

لكن قولكَ : ” سدوداً تباعدُ ” نقضت المعنى وشوَّهت جمال البيت !

فالذي برى الحب جسمه ! كيف يقول : إنَّ حبي لكم قد يُباعدني عنكم ؟!

فهل هذا حبٌ أم بغضٌ ؟!

قلتُ : أثرتَ السؤالَ فاسمع الجواب واحكم بعد ذلك بالعدل والإنصاف .

أولاً : إنتقدتَ قولي : بشير لقاءٍ أو سدوداً تُباعدُ

وبيّنتَ سبب ذلك النقد وقولكَ حقٌ إن كان المرادُ محسناتٍ بديعيَّةً دون المعنى !

ولكنَّ المعنى هو المراد ولو إقتصرتُ على ما تفضلَّتَ به لما أدى ذلك البناء اللفظي ما أريده من معنى!

يوضحه : جاء في التعريفات للجرجاني :

الإحتباك : أن يجتمع في الكلام متقابلان ويحذف من كل واحدٍ منهما مقابله لدلالة الآخر عليه كقوله:

علفتها تبناً وماءً باردا أي علفتها تبناً وسقيتها ماءً باردا .

قال السيوطي في ” عقود الجمان في علم المعاني والبيان ” :

قلت ومنه الإحتباك يختصر … من شقي الجملةِ ضد ما ذُكر

وهو لطيفٌ راقَ للمُقتبسِ … بيَّنهُ ابن يوسف الأندلسي

قلتُ : هذا أسلوبٌ بلاغي تكاثرت أمثلته في القرآن العزيز ومنها :

قول الله تبارك وتعالى : “ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلا دُعَاءً وَنِدَاءً “

التقدير : ومثل الأنبياء والكفار كمثل الذي ينعق والمنعوق به .

فحذف من الأول الأنبياء لدلالة الذي ينعق عليه وحذف من الثاني المنعوق به لدلالة الذين كفروا عليه .

ومن أراد الزيادة من الأمثلة فليرجع إلى الكتب التي ركز مؤلفوها على هذا الفن البلاغي ومنها كتاب:

الإحتباك في نظم الدرر للبقاعي لمؤلفه : يوسف بن عبدالله الأنصاري .

وأعود إلى قولي : بشير لقاءٍ أو سدوداً تُباعدُ

والتقدير : جسوراً مبشرةً ومقربةً ينتج منها اللقاء أو سدوداً منذرةً ومباعدةً ينتج منها الفراق .

فكل الإحتمالات الممكنة إجتمعت في عجز البيت وتعددت المعاني !

ثانياً : إنتقدتَ قولي ” سدوداً تباعدُ ” وقلتَ إنَّ هذه الجملة نقضت المعنى و شوَّهت جمال البيت !

فالمحب يطلب اللقاء ويبغض الفراق .

قلتُ : المُحب يؤثر محبوبه على سائر أصحابه يجد الراحة والأُنس معه عند اللقاء تذهب الهموم وتختفي الأحزان

تمر الساعات كدقائق معدودات فيها يكون الذهن صافيا والمورد عذباً زلالا .

واللقاء بين المحبيبن هو المطلب الأسنى ولا سيما إذا تعانقت الأرواح قبل لقاء الأجسام !

ولذلك تجد المُحبُ يخشى على محبوبه من أي عارضٍ يصيبه بل يجد سعادته في سعادة محبوبه

فإذا شبع المحبوب شبع المُحب وإذا حزن المحبوب حزن المحب …

وأنظر إلى هذا المثال :

قال أبو بكرٍ الصديق رضي الله تعالى عنه في كلام عن النبي صلى الله عليه وسلم : فشربَ حتى أرتويتُ !

بربكِ هل بعد هذا الحب حبُ ؟!

النبي صلى الله عليه يشرب والصديق رضي الله عنه يرتوي.

لهذا قدَّمتُ ” بشير لقاءٍ ” لأن فيه ما تطلبه الروح وتأنس به النفس !

لكن قد يضطر المحب لفراق المحبوب ليس حباً للفراق إنما حباً للمحبوب وقلبه يملأه الشوق للقاء محبوبه لكنه يؤثر البعدلأنه قد ينتج من القرب ما يؤذي قلب المحبوب وهنا يتفطر قلب المحب حزناً وأسى !

لذلك وجب ذكر ” سدوداً تُباعد ” حتى يكون العدل بين كفّتي الميزان قائما !

قال المتنبي :

وما وجدَ اشتياقٌ كاشتياقي … ولا عُرفَ انكماشٌ كانكماشي!

فهل بقي بعد هذا الإيضاح ما يجعل النقد باقياً ؟!
رقم : سعيد بن صالح بن علي الحمدان

 


توقيع ثامر الحمدان  

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .. لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير .

 

رد مع اقتباس

 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 10-12-2013, 01:32 AM   #2

ثامر الحمدان

جامعي

 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
كلية: أخرى
نوع الدراسة: متخرج - انتظام
البلد: منطقة الباحة
الجنس: ذكر
المشاركات: 148
افتراضي رد: جسورٌ وسدود!

تنبيه :
نبهني أحد الأخوة الكرام على خطأ وقعتُ فيه وهو:
رواية أبي بكر الصديق رضي الله عنه : فشرب حتى ارتويت .
الرواية الصحيحة المتفق عليها : فشرب حتى رضيت .
فجزاه الله خيراً على تصويب الخطأ وأسأل الله العفو والعافية .
كاتب الموضوع .

 

ثامر الحمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 09:21 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2023