ترجمة ابن المقفع وسهل بن هارون والمتنبي

[سهورة الأمورة]

ابن المقفع



سهل بن هارون



المتنبي



بالتوفيق

[softheart1411]

مشكووووووووووره ياسهوره
الله يوفقك إن شاء الله .جعله الله في موازين حسناتك
بتلخيصك الأكثر من رائع ساعدتي بنات كثير كانو محتاسين في الادب حفظك الله ورعاك

[سهورة الأمورة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة softheart1411 مشكووووووووووره ياسهوره الله يوفقك إن شاء الله .جعله الله في موازين حسناتك بتلخيصك الأكثر من رائع ساعدتي بنات كثير كانو محتاسين في الادب حفظك الله ورعاك

بارك الله فيك أختي

ولك بمثل مادعوت

[روح متفائله]

يعطيك العافيه عالمجهود الذي تقدمينه
موفقه يارب.

[سهورة الأمورة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روح متفائله يعطيك العافيه عالمجهود الذي تقدمينه موفقه يارب.

جزاك الله خيرا

وبارك فيك

[بسمة رضا]

جزيت خيرا سهورة
الله يوفقك ويفتح عليك فتوح العارفين.

[بسمة رضا]

عسولة نور الله دربك ما فتح معاي
لو تكرمت انسخيها ع المتفصفح مباشرة .

[سهورة الأمورة]

ابن المقفع

ابن المقفع.
اسمه : روزبة قبل إسلامه وعبد الله بعد إسلامه.
لقبه: ابن المقفع نسبة إلى أبيه عامل الخراج الذي يقال ضُرب حتى تقفعت يده.
كنيته: أبو عمرو، أو محمد بعد أن أسلم.
مولده: ولد في قرية جور بالقرب من شيراز سنة 106هـ.
أبوه : داذويه كان والياً في بلاد فارس، يقال إنه تلاعب بأموال الخراج وأنفق قسماً كبيراً منها على أعوانه فأدبه الحاكم بضربه على يديه حتى تقفعتا.
مقتله: تذكر المصادر أنه مات شاباً ، واختلفت في سبب وفاته ؛ فيقال إن ابن المقفع كان يتهم في دينه ويرمى بالزندقة ، التي كانت سبباً في مقتله.
ثقافته:
يعد ابن المقفع أديباً ومفكراً ومصلحاً اجتماعياً تمثلت فيه المعادلة العربية والفارسية تمثلاً جميلاً . فلقد اغترف من معين الثقافة الفارسية وأشبع بها ذهنه.وقد استفاد كثيراً من نزوله البصرة إذ كانت لعهده أبرز مدينة للأدب واللغة والثقافة في العالم الإسلامي. وفيها نجوم مشهود لهم بالنبوغ وفي مربدها تناظر الشعراء واللغويون.
فقد نال ابن المقفع حظاً وافراً من العلم،إذ كان واسع الاطلاع على العلوم المختلفة،واللغات المتعددة ، فقد أتقن منها: الفارسية والعربية واليونانية،وتعدى إتقانه لها إلى الترجمة.
فهو مترجم، شاعر، لغوي، فيلسوف، سياسي،عالم بأسرار اللغات التي عرفها، وهو أول من ترجم كثيراً من كتب أرسطو في المنطق والجدل والقياس والمقولات.

أخلاقه:
كان ابن المقفع مع – زندقته- نبيل الخلق وقوراً يترفع عن الدنيا ولا يجعل للهوى سلطاناً على عقله، وكان يأخذ نفسه بكل ما يمكن من خصال المروءة والشعور بالكرامة

فكره:
يتجلى ابن المقفع لقارئه المتقصي: رجل فكر وصاحب رأي وحامل رسالة، فضلاً عن كونه أديباً وكاتباً، وشاعراً، ويمكن أن نستجلي في فكر ابن المقفع ملامح مميزة منها:
1- إجلال العقل: حرص ابن المقفع أن يجعل العقل في المقام الأول، فالعقل لديه أفضل من كل شيء .
2- الاعتدال: ابن المقفع بطبيعة مزاجه وإيثاره للحكمة وللعقل ونفوره من الحدة والتطرف إنما كان ممن يجنحون للتوسط والاعتدال ، سواء في حياته أو في آرائه.
3- رياضة النفس: لطالما نادى بضرورة كبح جماح النفس وكسر حدة غرائزها ونزواتها.
4- المثالية: بوسع أي مُطَّلع على ما كتبه ابن المقفع أن يلمس بوضوح مثالية الفكر وسمو الغاية ونبل المقصد. فهذا الكاتب داعية كبير إلى الفضيلة وحسن الخلق ودماثة الطبع ورقة الحاشية.

العوامل المؤثرة في شخصيته وأدبه:
من أهم الأحداث التي أثرت في شخصيته وأدبه:
1- نشأته في بلاد فارس.
2- انتقاله مع والده إلى البصرة مركز العلم والعلماء.
3- إتقانه اللغة الفارسية ومعرفته الهندية واليونانية.
4- إتقانه اللغة العربية، ومعرفة أسرارها، وعمق دلالتها.
5- مجالسته للعلماء والأدباء، وحرصه على ارتياد مجالس العلم في المساجد.
6- اتصاله بالأمراء الأمويين والعباسيين.
7- إسلامه.
8- وفاؤه لأصدقائه، وافتداؤه عبد الحميد الكاتب بنفسه.
9- ترجمة بعض الكتب، وتأليف الكتب والرسائل.

آراء القدامى فيه:
الخليل بن أحمد الفراهيدي:“ يراه رجلاً علمه أكثر من عقله ”.
قال الجاحظ:”كان عبد الحميد الأكبر وابن المقفع مع بلاغة أقلامهما وألسنتهما لا يستطيعان من الشعر إلا ما لا يُذكر مثله“
قال ابن عبد ربه: ” كان ابن المقفع ممن نَبلوا بالكتابة واستحقوا اسمها“.
قال الذهبي: ” كان ابن المقفع أحد المشهورين بالكتابة والبلاغة والترسل والبراعة ”.
قال الصفدي:“ كان ابن المقفع أديباً فاضلاً شاعراً بارعاً في الفصاحة والبلاغة متحققاً بنحو ولغة ”.

آثاره: أ- )مؤلفاته): 1- الأدب الكبير.
2- الأدب الصغير.
3- رسالة الصحابة.
4- الأدب الوجيز.
5- الدرة اليتيمة.

تابع آثاره :ب- الكتب المترجمة: 1- كليلة ودمنة.
2- كتاب مزدك ، وهو نوع من الأمثال.
3- كتاب التاج في سيرة ابن شروان.
وله ترجمات أخرى.

أسلوبه:
من سمات أسلوب ابن المقفع:
1- الأسلوب سهل طيع وواضح
2- الملائمة بين الأخيلة والصور الفارسية وذوق اللغة العربية .
3- يزهد ابن المقفع في الصنعة والتأنق.
4- الإيجاز ملمح من ملامح أسلوب ابن المقفع.
5- الكتابة في نظره جد ورسالة وليست تسلية.
6- توخي الألفاظ والعبارات التي تكفل تأدية الغرض وتجلية القصد.
7- عباراته تخرج من العقل ، وتنبثق من التجربة.
8- الاستعارة من ألفاظ القرآن وأساليبه كثيرا.
*

سهل بن هارون

هو سهل بن هارون بن راهبون، وهو من الموالي الفرس.
-ولدَ في منطقةٍ بين الأهواز والبصرة، وقيل بأنَّه من أهل نيسابور.
-لا نعرف تاريخ ولادته، ولكنّنا نرجّح أنَّه ولد في النّصف الأوّل من القرن الثّاني، فهو أكبر من الجاحظ، والجاحظ ولدَ سنة 159هــــ.
-كانت وفاته سنةَ 215هــــ.
-نشأ سهل بن هارون في البصرة، وكانت البصرةُ في القرن الثّاني الهجريّ مصدر حركةٍ أدبيّةٍ، ونشاط فكريّ كبيرين، وكانت الثّقافات الأجنبيّةُ أكثر شيوعاً فيها من الكوفة وبغداد، وذلك بحكم موقعها وكثرة الأجناس المختلفة المتعايشة فيها، وأبرز تيّارات الثّقافات الأجنبيّة الّتي كانت تصب في جدول الثّقافات العربيّة في ذلك العصر هو تيّارُ الثّقافة الفارسيّة، وما تحمله هذه الثّقافة الغنيّة من روافد الأدب القديمة، وخاصّة الأدب الهندي.
ونشأةُ سهل العلميّة تُشبه إلى حدِّ كبير نشأة أولاد الموالي في البصرة، فقد كان يحرص على تأديبهم بآداب الإسلام، فيوجهون إلى الكتّاب، حيث يلقّنون علوم العربيّة دون أن يترك آباؤهم الاهتمام بتغذيتهم بثقافتهم القوميّة، ولم يكن الموالي المتعلّمون المثقّفون يطمحون إلى وظيفةٍ أفضل في الانخراط في إحدى دواوين الخلافة، وبخاصّة ديوان الرّسائل، ولهذا السّبب نفسِّرُ انتقال سهل بن هارون إلى بغداد.
وأوّل أخباره في بغداد نجدها في خلافة هارون الرّشيد، ومن المؤكّد أنَّ أقصر طريق لسهل للوصول إلى قصر الخلافة هو الاتّصال بالبرامكة أصحاب النّفوذ وأبناء قومه.
كان أوَّل عملٍ شغله سهل في ظلّ البرامكة عند يحيى بن خالد البرمكيّ، ويصرّح سهل بأنَّ يحيى هذا اصطفاه ليكون كاتبه الخاصّ، فقد كان يقعده بين يديه يكتب له توقيعات في أسافل كتبه لطلّاب الحاجات إليه، وربّما كلّفه بإكمال بعض المعاني، وبالتّأكيد كان يحيى مطمئنّاً إلى أنّ كاتبه سهلاً يؤدّي عنه هذا العمل أحسن الأداء، ويوفي بأساليب البلاغة إلى غايتها القصوى، ولم يكن سهل بن هارون كاتباً ليحيى البرمكيّ فحسب، وإنّما كان تلميذه أيضاً في الفصاحة والبلاغة، وقد أدرك سهلٌ طبقةً من المتكلّمين يشهدون ليحيى ولغيره من كتّاب البرامكة بأنَّ البلاغة لم تُسْتَكْمَلْ إلَّا فيهم، ولم تكن مقصورةً إلّا عليهم، ولا انقادت إلَّا لهم، وأنَّهم قد وُهبوا جزالة منطقٍ ولفظٍ.
وهذا الكلام موجود على لسان سهل بن هارون في كتاب العقد الفريد.
وحين أوقع هارون الرشيد بالبرامكة، جزع سهلٌ جزعاً كبيراً أسفاً وحزناً على مصيرهم، وخوفاً على نفسه.
لكنَّ الرَّشيد أخلف ظنّ سهلٍ، فلم يقتله، بل ورَّثه مجد البرامكة، فقد أحلّه محلّ يحيى وهذا يعني أنَّه استوزَرَهُ، فالرّشيد أبقى على سهل لحاجته إليه، كما صرّح بذلك.
فقد كان مُعجباً بفصاحته وبلاغته، وكانت مهام الوزارة والكتابة الّتي يتولّاها يحيى تجري على مرأى من سهل، وربّما أشركه يحيى في القيام بكثير منها، وبذلك كان أفضل من اختاره الرّشيد للقيام بهذه المهمّة.
ولَمَّا تولَّى المأمُونُ الخلافةَ لم ينجحْ سهلٌ في البداية في الإبقاء لديه على الشّأن الّذي بلغه عند والده الرّشيد، لكنَّ الفضلَ بن سهل ـــــ وهو من أسرة فارسيّة أطلق المأمون أيديهم في شؤون الحكم ـــــ رقَّ جانبه لسهل بن هارون، فاستوصى به خيراً عند المأمون، فجعله المأمون قيِّماً على بيت الحكمة وظلَّ بها إلى أنْ توفِّيَ.


 شـعـوبـيَّـتُـه:
اتُّهِمَ سهلٌ بالشّعوبيّة لكنَّنا لا نعلم أنّه كان ينتَقِصُ من العرب، أمّا ما يقال عن رسالته الَّتي قيل بأنَّه وضعها في امتداح البخل ودعوى بعضهم أنَّها قائمة على الحطِّ من فضيلة ثابتة للعرب، وهي الكرم، فسنرى كيف يمكن أن يكون وضعها لغير هذا القصد.
وربّما كانت حظوته عند الخليفة وتولّيه ديوان الرّسائل وقيامه على خزائن بيت الحكمة وما عرف به من سحر البيان والبلاغة سبباً لكي يتَّهمَه الحاسدون بالشّعوبيّة، وكان الجاحظ على نفرته الشّديدة من دعوى الشّعوبيّة وحمله على أصحابها يحتفظ بقدر عظيم من الإجلال والتَّقدير لسهل بن هارون، ويقول في وصفه:
((كان سهلٌ سهلاً في نفسه عتيق الوجه حسن الشّارة بعيداً عن الفدامة، تقضي له بالحكمة قبل الخبرة وبرقة الذّهن قبل المخاطبة وبدقّة المذهب قبل الامتحان وبالنبل قبل التّكشّف)).
وربّما تكون دعوى الشّعوبيّة لصقت بسهل من صحبته للبرامكة الّذين اتُّهموا بالشّعوبيّة، وكان أشهر أفرادهم في ذلك محمََّد بن الجهم البرمكيّ، وهو الّذي انصبَّت عليه نقمة الجاحظ.
 آثــارُه الـكـتـابـيَّـة:
ذكر الجاحظ أنَّ لسهل بن هارون شعراً وخطباً ورسائلَ وكتبَ سيرةٍ وكتبَ أخبارٍ، ونستطيع أن نستنتج من إحصاء أسماء كتبه أنَّه صنَّف كتباً عديدة، وهذه الكتب هي تأليف، وليس بينها ترجمة واحدة، مع أنّ سهلاً كان يتقن الفارسيّة وما أحصيناه من كتبه من مصادر مختلفة هو سبعة عشر كتاباً أو مصنّفاً وربّما زاد لنا على ذلك ممّا لم نقرأ عنه.


 مؤلفاته هي:
1- النَّمرُ والثّعلب: عثر عليه وتمّ طبعه وهو قصّة طويلة على ألسنة الحيوانات.
2- ثُعلة وعفراء: مجموع حكايات على لسان الحيوان قبل أنّه عارض به كليلة ودمنة لابن المقفّع.
3- نَصْرَة وعَصْرَة: وقيل أنّه عارض به كليلة ودمنة.
4- الوامقُ والعذراء: ورد ذكره في كتاب ابن النّديم الفهرست ويحمل عنوانه على الاعتقاد بأنَّ موضوعه في الحبّ.
5- المخزوميُّ والهذليّة: ورد ذكره في البيان والتّبيين للجاحظ، ويبدو أنّه قصّة عربيّة غراميّة قد تكون شخصيّاتها تصوّر شيئاً من خصائص قبيلتي بني المخزوم وبني هذيل.
6- ندُّود وودُّود ولدُّود: ذكره ابن النّديم في الفهرست.
7-أسل بن أسل، أو أسد بن أسد (في بعض الكتب).
8- كتاب الضّربين.
9- كتاب الغزالين: وقد وردا في الفهرست.
10- إسباسيوس في اتّحاد الإخوان، والجاحظ سمّاه كتاب الإخوان، وربّما يكون هذا في الأدب الأخلاقي الّذي كان سائداً في عصر سهل كما عرف به ابن المقفّع.
11- كتاب الرّسائل.
12- كتاب إلى عيسى بن أبّان في القضاء.
13- تدبير الملك والسّياسة.
14- سيرة المأمون.
15- رسالة في البخل أو في الاقتصاد: وردت في مقدّمة كتاب البخلاء للجاحظ.
16- رسالة في مثالب الحرّاني.
17- كتاب الرّياض.
 أدبــُـــه:
قال الجاحظُ: ((ومن الخطباء الشّعراء الّذين جمعوا الشّعر والخطب والرّسائل الطّوال والقصار والكتب المجلّدة والسّير الحسان المولدة والأخبار المدوّنة سهل بن هارون بن راهبون الكاتب)).
معنى ذلك أنَّ سهلاً جمع الأدب من أطرافه وضرب بقدم في كافّة ميادين البلاغة في عصره.
غير أنَّ سهلاً اشتهر بالكتابة أو بالنّثر، ولا نعرف أنَّه دوّن في الشّعر ديواناً، وليس بين أيدينا الكثير من شعره قد يكون ضاعت كما ضاعت كتبه وله أبيات في كثير من الأغراض تدور حول المدح والرّثاء والغزل والاستعطاف.
 الخصائصُ الفنيّة لأسلوب سـهـل:
يتيح لنا كتاب النّمر والثّعلب وتلك الرّسالة الّتي يذكر بها البخل والّتي حفظها الجاحظ في صدر كتابه البخلاء وكذلك ما بقي متناثراً في كتب الأدب والتّاريخ يتيح لنا ذلك أن نلاحظ عدّة خصائص لأسلوبه تشكّل الطّابع العامّ للنّثر العربيّ في عصر سهل.
1 -يمتاز أسلوبه بسهولته الممتنعة ويخلو من المبالغات أو التّصنّع الفنّيّ، سواء من جوانب اللّفظ أو من جوانب التّصوير وهو مع اعتنائه الملحوظ بالتّعبير الموقّع إلّا أنَّه لا يلتزم السّجع التزام المفتون به وإنَّما يأتيه عفواً كغيره من المتقدّمين الّذين لا يحفلون بالسّجع ولا يقصدونه إلَّا ما أتت به الفصاحة في أثناء الكلام.

2 ً-اهتمام سهل بالمعنى وعنايته الكبيرة باللّفظ كانت خدمة اللّفظ للمعنى:

ولعلَّ الخاصّة البارزة الّتي تطالعنا بكتابات سهل ولا نكاد نجدها واضحة عند من سبقه، هي دعم آرائه وأفكاره بالأقوال المأثورة والأمثال السّائرة وجوامع الكلم والآيات البيّنات فلا نراه يكتب شيئاً حتّى يطعمه من هذه الأشياء تطعيماً حسناً وهو يمزج عباراته بها مزجاً مُحكماً قلّما يُتاح إلّا لمن له ثقافةٌ واسعة بآداب العربيّة وبصرٌ بالكتابة وفنونها.
ويلجأ سهل بن هارون أيضاً لتعزيز أفكاره وتوكيد معانيه إلى التّشبيه والمقارنة والمقابلة –

3 - الفكاهة والطّرافة:
وهي من الخصائص البارزة في أسلوب سهل، فقد كان يدمج النّكتة المرحة والطّرافة الجميلة في ثنايا كلامه، فيعكس روح المرح على كلّ ما يقول، وهذا ما حبّبه إلى أصحابه ومنهم الجاحظ الّذي روى كثيراً من نوادره في ذلك ما أشرنا إليه ((قصّة رأس الدّيك)).
ومنها ما وجدناه من تندّره على أحد جيرانه وهو صغير في الكتّاب، إذ قال له شعراً:
نُبِّئتُ بغلَكَ مبطُوناً فَرعتُ لهُ


فَهَل تَمَاثلَ أو نَأتِيكَ عُوَّادَا

كما روى الجاحظ حادثةً تنمُّ عن خفَّة ظلِّه، قال:
((لقي رجلٌ سهلَ بنَ هارون، فقال: هب لي ما لا ضرر به عليك، فقال: وما هو يا بن أخي، قال: درهم، قال: لقد هوّنت أمر الدّرهم وهو طائع اللّه في أرضه، لا يعصي وهو عشر العشرة عشرة المئة، والمئة عشر الألف، والألف دية المسلم، ألّا ترى دية المسلم، ألّا ترى إلى أين انتهى الدّرهم الّذي هونته، وهل بيوت الأموال إلّا درهم على درهم(

4 ً-الحكمة كانت شخصيّة سهل مزيجاً من العلم والأدب والفكاهة والحكمة والفلسفة:

ولهذا كان أدبه يفيض بالحكمة والصّواب والمعاني الكريمة، ومن حِكَمِه قوله:
((من طلب الآخرة طلبته الدُّنيا حتّى توفيه زرقه فيها ومن طلب الدّنيا طلبه الموت حتّى يخرجه منها)).
وأيضاً: ((مصيبة في غيرك لك ثوابها خير من مصيبة فيك لغيرك ثوابها)).
وقوله: ((تعلَّموا العلم فلئن يذمّ الزّمان لكم خير من أن يذمّ بكم)).
وقوله: ((ثلاثةٌ يعودون إلى أجنّ المجانين وإن كانوا أعقل العقلاء: الغضبانُ، والغيرانُ، والسَّكرانُ)).
5 ً-يكشف لنا أدبه جانباً من جوانب ثقافته الواسعة وهو معرفته العميقة بنوازع النّفس البشريّة، ففي مقالته الّتي أوردها الجاحظ الّتي ناقش فيها سهل علاقة الخطابة بمظهر الخطيب وهيئته أثبت فيها بأدلّة قويّة أنَّ الأثر الّذي يتركه شكل الأديب ومظهره ومركزه الاجتماعيّ في نفس المخاطب له علاقة في حكمه على خطابته وتأثير في تقديرها عنده، ويؤكّد هذه المعرفة النّفسيّة عنده خبر آخر، يقول:
((أنَّه لَمَّا رفع قطرب النّحويّ كتابه في القرآن إلى المأمون أمر له بجائزةٍ وأذن له، فلمّا دخل عليه قال: قد كانت عِدَةُ أمير المؤمنين أرفع من جائزته، فغضب المأمون وهمَّ به، فقال له سهل: يا أمير المؤمنين إنَّه لم يقل بذات نفسه، وإنّما غلب عليه الحصر ألَّا تراه كيف يرشّح جبينه ويكسر أصابعه فسكن غضب المأمون واستجهله واستحمقه)).
6 ً-الطّابع الجدليّ:
أهمُّ ما يلفت النّظر من خصائص سهل أنَّه كان ذا طابعٍ جدليٍّ لأنَّ سهلاً كان صاحب عقليّة جدليّة ممتازة وقد ساعده هذا على أن يُعطي معانيه وأفكاره طابع الأقيسة المنطقيّة فكان لا يدع فكرة دون أن يدعمها بالدّليل والبرهان وأقوال المتقدمين، هذا الأسلوب الجدليّ الّذي تستند فيه الأفكار إلى العنصر البرهانيّ لم نجده في الأساليب السّابقة وهذه الخاصّة تبدو واضحةً في رسالة سهل إلى أبناء عمّه، فإنّه لم يكد يبدؤها حتّى يندفع في معركة جدليّة عنيفةً تستمرّ حتّى ينتهي من رسالته، فقد انبرى في هذه الرّسالة للدّفاع عن نفسه، وأخذ يفنّد تهمهم الّتي وجّهوها إليه واحدة بعد الأخرى مدعّماً رأيه بالأدلّة والبراهين وبما حفظه من أقوال السّابقين وأعمالهم.
 جاء في هذه الرِّسالة:
((عِبتُمُوني بقولي لخادمي: أجيدي عجنه خميراً، كما أجدته فطيراً، ليكون أطيب لطعمه، وأزيد في ريعه.
وقد قال عمر بن الخطاب ـــــ رضي اللَّهُ عنهُ ورحمَهُ ـــــ لأهله: أملكوا العجين، فإنه أريع الطحنتين)).
((وعِبتُمُوني حين قلت للغلام: إذا زدت في المرق فزد في الإنضاج، لتجمع بين التأدم باللَّحم والمرق، ولتجمع مع الارتفاق بالمرق الطيب. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا طبختم لحماً فزيدوا في الماء فإن لم يصب أحدكم لحماً أصاب مرقاً")).
((وعبتموني بخصف النعال، وبتصدير القميص، وحين زعمت أن المخصوفة أبقى وأوطأ وأوقى، وأنفى للكبر، وأشبه بالنسك، وأن الترقيع من الحزم، وأن الاجتماع مع الحفظ، وأن التفرق مع التصنيع. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخصف نعله، ويرقع ثوبه. ولقد لفقت سعدى بنت عواف إزار طلحة، وهو جواد قريش، وهو طلحة الفياض. وكان في ثوب عمر رقاع أدم)).
7 ً-الاهتمام بالأسلوب والتّوقيع الصّوتي:
يتّسمُ أسلوب سهل بن هارون بالتّوازن بالعبارة والاهتمام باعتدال أبنية الكلمات دون تكلّف، فقد كان يعرف ما لجمال الأسلوب وحسن الأداء من أثر في إبراز المعاني وتصوير الأفكار، فوجّه إلى هذه النّاحية جزءاً كبيراً من عنايته فاختار ألفاظه وسلك ألفاظه في سلك بديع من التّعادل الصّوتيّ حتّى كأنّنا نستمع إلى توقيعات موسيقيّة منتظمة على شاكلة ما سنرى عند الجاحظ، يقول في رسالته السّابقة:
((أصلح اللَّهُ أمرَكُم وجمع شملَكم وعلَّمكم الخيرَ وجعلَكُم من أهله... وما أردنا بما قلنا إلَّا هدايتكم وتقويمكم وإلَّا إصلاح فسادكم، وإبقاء النّعمة عليكم ولئن أخطأنا سبيل إرشادكم فما أخطأنا سبيل حسن النّيّة فيما بيننا وبينكم)).
وقد وصف شوقي ضيف أسلوب سهل بقوله:
((إذ نرى الألفاظ تتوازن لكن لا في شكل تسجيع بل في شكل تقطيعات دقيقة كان يعمد إلى ضروب من التّوقيع الصّوتيّ للفظ حتّى تستقيم لأسلوبه فنون من الجمال المادّيّ الّذي يخلب سامعه كي يؤثّر في وجدانه وعواطفه بجانب ما يؤثّر في عقولهم من حجاجه وجدله)).
8 ً-استخدام الأسلوب القصصي:
لجأ سهل إلى الفنّ القصصي ليصوّر معانيه ويوضّح أهدافه واتّفق العلماء على أنَّه ألَّف كتاباً سمّاه (ثعلة وعفراء)، وهو مجموع حكايات على ألسنة البهائم، ويبدو أنَّ القصّ على ألسنة الحيوانات كان شائعاً في القرن الثّاني.
إذ يقول ابن النّديم:
((وكان من يعمل الأسمار والخرافات على ألسنة النّاس والطّير والبهائم جماعةٌ منهم عبد اللّه بن المقفّع وسهل بن هارون، وعليّ بن داود وغيرهم)).
ونفهم من قول ابن النّديم أنَّ سهلاً كتب قصصاً وحكايات ليست على ألسنة الحيوانات بل على ألسنة النّاس، مثل ((الوامقُ والعذراء)) و ((المخزوميُّ والهذليّة)) وهو أوَّل من نعرف له من كتّاب العربيّة هذا النّمط من التَّأليف القصصي الإنسانيّة، وإن كانت القصص الحيوانيّة له ولغيره تقوم على الرّمز للإنسان كما أنَّ سهلاً يُعَدُّ أوَّل من كتب القصّة الطّويلة.
 انـتَـهَـى بـهـذا بـحـثُ سـهـلٍ بـنِ هـارون.
*

المتنبي

نشأته وحياته :

المتنبي هو أبو الطيب أحمد بن الحسين ، الكوفي الكندي ، ولد بمحلَّةِ كِنْدة بالكوفة سنة ( 203 هـ ـ 915 م ) ، ولهذا نسب إليها .
وقد اعتنى والده بتربيته منذ الصغر ، فأدخله مدرسة بالكوفة ، تعلم فيها مذهب الشيعة ، وشيئاً من العلوم والفلسفة ، ثم انتقل إلى الشام ، وعلمه في مكاتبها ، وطاف به على القبائل بالبادية ، فأخذ عنهم الفصاحة ، وبرع في نظم الشعر ، ولم تثنه وفاة أبيه عن متابعة التحصيل ، والأخذ عن اشهر اللغويين والأدباء ، حتى صار غزير العلم ، كثير الرواية عظيم الاطلاع .
ودفعه طموحه إلى الدعوة لنفسه بين القبائل في بادية الشام ، ولما عَلِمَ لُؤْلُؤُ أمير حمص بهذه الدعوة عجَّل بتفريق أصحابه عنه ، وأسره مدة ، كاد يموت فيها لولا أنه استعطفه فرَّق له ، وأطلق سراحه .
ويقال أنه ادَّعى النبوة ، ولكنه يتنصل من ذلك . وأخذ المتنبي يتكسب بشعره ، ووصلته الأقدار بسيف الدولة بن حمدان فصار من خاصة شعرائه المقربين ، وقد مدحه بمدائح صافية رائعة ، ولازمه في حلِّه وترحاله ، وتلقى عنه فنون الفروسية ، وخاض معه المعارك ضد الروم .
وظل مقيماً لدى سيف الدولة ، كريم المنزلة عنده ، حتى نَفسَ عليه مكانته منافسوه من الشعراء وبعض حاشية الأمير ، فدسوا له عنده ؛ حتى أسخطوا عليه .
قصدَ المتنبي إلى كافور الإِخشيدي ، متطلعاً أن ينال الحُظوة لديه ، وأن يظفر عنده بما لم يظفر به في رحاب سيف الدولة ، ومدحه بقصائد كثيرة ، ولكنه لم يظفر بأمنيته .
واستأْذن المتنبي كافوراً في الخروج من مصر فأًبى ، فانتهز فرصة ليلة عيد النحر سنة 370هـ وخرج إلى الكوفة ، ومنها إلى عضد الدولة بين بويه بفارس ، فمدحه ، ومدح وزيره ابن العميد ، وعاد إلى العراق ، فخرج عليه بعض الأعراب وفيهم فاتكُ ابن أبي جهل ـ وكان المتنبي هجاه ـ فقاتلهم قتالا شديداً ، حتى قتل هو وابن
وغلامه بمكان يسمى (( دير العقول )) ، على بعد خمسة عشر فرسخاً من بغداد ، سنة ( 354 هـ ـ 965 م ) .

شعره وخصائصه الفنية :

شعر المتنبي صورة صادقة لعصره ، وحياته ، فهو يحدثك عما كان في عصره من ثورات ، واضطرابات ، ويدلك على ما كان به من مذاهب ، وآراء ، ونضج العلم والفلسفة .

1. خصائص أسلوب المتنبي:
1- جزالة الألفاظ وقوة العبارة ورصانتها.
2- عمق المعاني والميل إلى التعليل وترتيب الأفكار
3- القدرة على التصوير والبراعة في استخدام الخيال .
4- شيوع الحكمة الدالة على الخبرة والتجربة.
5- شعره صورة صادقة لعصره وحياته.
6- البعد عن تكلف المحسنات البديعية.
7- ترتيب الأفكار و وضوحها وعمقها.
8- المحافظة على الموسيقا الرنانة قوية الجرس .


أغراضه الشعرية :

اتسع شعر المتنبي لأكثر الأغراض ، ولكن كثُر فيه المدح ، الوصف ، والحكمة ، وإليك كلمة عن أغراضه :

المدح :

أكثر الشاعر في المدح ، وأشهر من مدحهم سيف الدولة الحمداني وكافور الإخشيدي ، ومدائحه في الأول تبلغ ثلث شعره ، وقد استكبر عن مدح كثير من الولاة والقواد حتى في حداثته ، وكان في مدحه حيّ الشعور ، غزير المعاني ، يكسب في مدائحه روحه الطامحة السامية حتى نراها مزيجاً بين المدح ، والحكمة ، وكان يبدؤها بالمدح تارة وبالحكمة ، وبالغزل ، وشكوى الدهر تارة أخرى ، وما سيق منها في سيف الدولة أصدق عاطفة ، وأفخم نسجاً ، لأنه كان يراه المثل الأعلى له ، وتبدو مدائحه متقاربة الأفكار ، ولكن له إلى جانب ذلك صوراً بديعية ، تبعث في نفس قارئها السمو والحماسة . وقد اخترنا لكم من القصيدة التي مدح فيها سيف الدولة :

وقفت وما في الموت شكٌّ لواقف كأنك في جفن الرَّدى وهو نائم
تمـر بك الأبطال كَلْمَى هزيمـةً ووجهك وضاحٌ ، وثغرُكَ باسم
تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى إلى قول قومٍ أنت بالغيب عالم

الوصف :
أجاد المتنبي في وصف المعارك والحروب البارزة التي دارت في عصره ، فجاء شعره سجلاً تاريخياً خلدها وخلد أصحابها ، وإلى جانب ذلك وصف الطبيعة ، وأخلاق الناس ، ونوازعهم النفسية ، كما صور نفسه وطموحه أروع تصوير ، كانت القوة واضحة في كل أوصافه ، وهو فيها واقعي إلى حد كبير .
وقد قال يصف شِعب بوَّان ، وهو منتزه بالقرب من شيراز :

لها ثمر تشـير إليك منـه بأَشربـةٍ وقفن بـلا أوان
وأمواهٌ يصِلُّ بها حصاهـا صليل الحَلى في أيدي الغواني
إذا غنى الحمام الوُرْقُ فيها أجابتـه أغـانيُّ القيـان

الفخر :
المتنبي من شعراء الفخر ، وفخره يأتي غالباً في قصائده في سائر فنونه الشعرية ، فهو لا ينسى نفسه ، حين يمدح ، أو يهجو ، أ, يرثى ، ولهذا نرى روح الفخر شائعةً في شعره .
وإني لمـن قـوم كـأَن نفـوسهـم
بهـا أنَـفٌ أن تـسكـن اللحـم والعظمـا

الهجاء :
لم يكثر الشاعر من الهجاء لأنه لا يتلاءم مع نفسه المترفعة ، ولم ينظم فيه قصائد مستقلة إلا قليلاً ، وهو في هجائه يأتي بحكم يجعلها قواعد عامة ، تخضع لمبدأ أو خلق ، وكثيراً ما يلجأ إلى التهكم ، أو استعمال ألقاب تحمل في موسيقاها معناها ، وتشيع حولها جو السخرية بمجرد الفظ بها ، كما أن السخط يدفعه إلى الهجاء اللاذع في بعض الأحيان .
وقال يهجو طائفة من الشعراء الذين كانوا ينفسون عليه مكانته :

أفي كل يوم تحت ضِبني شُوَيْعرٌ ضعيف يقاويني ، قصير يطاول
لساني بنطقي صامت عنه عادل وقلبي بصمتي ضاحكُ منه هازل
وأَتْعَبُ مَن ناداك من لا تُجيبه وأَغيظُ مَن عاداك مَن لا تُشاكل
وما التِّيهُ طِبِّى فيهم ، غير أنني بغيـضٌ إِلىَّ الجاهـل المتعاقِـل

الرثاء :
للشاعر رثاء غلب فيه على عاطفته ، ورثاء سكب فيه دموعه صادقة ، وقد كثرت الحكمة في تضاعيف مراثية ، وانبعثت بعض النظرات الفلسفية فيها ، وقصائده العاطفية في الرثاء قوية مؤثرة تهز الشعور . وقال يرثى جدته :

أحِنُ إلى الكأس التي شربت بها وأهوى لمثواها التراب وما ضمَّا
بكيتُ عليها خِيفة في حياتهـا وذاق كلانا ثُكْلَ صاحبه قِدما
أتاها كتابي بعد يأس وتَرْحَـة فماتت سروراً بي ، ومِتُ بها غمَّا
حرامٌ على قلبي السرور ، فإنني أَعُدُّ الذي ماتت به بعدها سُمَّا

الحكمة :
اشتهر المتنبي بالحكمة وذهب كثير من أقواله مجرى الأمثال لأنه يتصل بالنفس الإنسانية ، ويردد نوازعها وآلامها . ومن حكمه ونظراته في الحياة :

ومراد النفوس أصغر من أن نتعادى فيـه وأن نتـفانى
غير أن الفتى يُلاقي المنايـا كالحات ، ويلاقي الهـوانا
ولـو أن الحياة تبقـى لحيٍّ لعددنا أضلـنا الشجـعانا
وإذا لم يكن من الموت بُـدٌّ فمن العجز أن تكون جبانا

منزلته الشعرية :
لأبي الطيب المتنبي مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية ، فقد كان نادرة زمانه ، وأعجوبة عصره ، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء ،يجدون فيه القوة ، والتدفق ، والشاعرية المرتكزة على الحس والتجربة الصادقة.

[سهورة الأمورة]

[motr]سبحان الله وبحمده[/motr]