InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الكليات الجامعية > منتدى كلية الآداب والعلوم الإنسانية > قسم الشريعة و الدراسات الاسلامية > منتدى مادة الثقافة الإسلامية
   
   


منتدى مادة الثقافة الإسلامية قسم خاص بِـ كل ما يختص بمادة الثقافة الإسلامية ISLS بِـ مُستوياتها الأربعة .

ملخص كتاب ثقافه اسلاميه 104

منتدى مادة الثقافة الإسلامية

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 26-03-2012, 09:51 AM
الصورة الرمزية سارونه الحربي

سارونه الحربي سارونه الحربي غير متواجد حالياً

جامعي

 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الكلية: كلية الآداب والعلوم الانسانية
التخصص: درسات اسلاميه
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: السادس
البلد: جــــدة
الجنس: أنثى
المشاركات: 153
طالبات انتساب ملخص كتاب ثقافه اسلاميه 104


القسم الاول - الوحدة الأول - الأخلاق حضارة الإنسان (ص 15)


الأخلاق لغة : جمع خلق والخلق بضم اللام وسكونها وهو الدين والطبع والسجية والخلق يصف الإنسان من الناحية المعنوية في خصاله وطبائعه وهو معبر عن صورة الإنسان الباطنه .
فالخلقة الجسدية الظاهرة لها أوصاف حسنه وقبيحة ويضاف عليه انه يرتبط بت المدح والذم ويترتب عليه الثواب والعقاب لأنه يحصل باختيار الإنسان وقصده فالمرء يمدح لكرمه ويذم لبخله ولا يمدح لطوله أو قصره . فالخلق مختص بالهيئة والصفة المدركة بالبصر والخلق متعلق بالخصال والخلال المدركة بالبصيرة .
وحقيقة الخلق في اللغة : ما يأخذ بت الإنسان نفسه من الأدب . لأنه يصير كخلقته الظاهرة التي يعرف بتا لأنها ملازمه له قال تعالى ( وانك لعلى خلق عظيم ) وقوله جل وعلا ( ان هذا الا خلق الأولين ) فأخلاقك حقيقة وليس مجازا هي العنوان الأساسي لشخصيتك
الأخلاق اصطلاحا : الخلق عبارة عن هيئه للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال بسهوله ويسر من غير حاجه الى فكر ورويه فإذا كانت الهيئة تصدر عن الأفعال الجميلة عقلا وشرعا سميت الهيئة خلقا حسنا وان كان الصادر منها الأفعال القبيحة سميت الهيئة خلقا سيئا .وفي التعريف قصور لانه يجعل الخلق مقتصرا على الجانب الفطري دون ان يتناول الجانب العملي الإرادي الذي يكتسبه المرء بالتعلم والتدريب وكذلك اقتصر على ذكر الأفعال بينما الأخلاق تتجلى في الأقوال والأفعال بل وفي الهيئات والإشكال .
التعريف المختار : الخلق :قوه راسخة للنفس تنزع بسهوله ودون تكلف الى اختيار الخير والشر بضابط الشرع الحنيف والفطرة السليمة وتظهر أثارها في الأقوال والأفعال والأحوال .

- قوة راسخة للنفس _ الأخلاق أصلا نفسيا مستقرا فهو صفه ملازمه لها كصفة الجسد طولا وقصرا وليس الخلق عبارة عن الفعل.
- تنزع بسهوله ودون تكلف الى اختيار الخير او الشر- بيان للجانب العملي الإرادي للأخلاق
- بضابط الشرع الحنيف والفطرة السليمة – بيان للمعيارية والمرجعية يشمل الفطرة فالستر والحياء فطره إنسانيه قال تعالى ( فأكلا منها فبدت سوءتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ) فالضابط الثابت الشرع الإسلامي بما يدل عليه من آيات القران وما يصح من السنة .
- وتظهر أثارها في الأقوال والأفعال والأحوال – هذا بيان تكميلي لان الأخلاق لها مظاهر تعبر عنها وتدل عليها لان ما في النفس لا يعرف الا بالظهور الفعلي ويشمل الكلمة الطيبة والأفعال كالإحسان والأحوال المراد بها الهيئات المتصلة بالمرء من ملبسه ومركبه ومسكنه .
والخلاصة :
1- الخلق أساسه صفه وقوه نفسيه معنوية وليس مجرد صوره حسية لسلوكيات عمليه
2- الخلق صفه راسخة مستقره وليست عارضه زائلة
3-الخلق طبع تلقائي وليس تصنعا وتكلفا
4-الخلق وان كان أساسه نفسيا فان له آثار سلوكيه عمليه في الأقوال والأفعال والأحوال والإشكال .
5- الخلق منه محمود ومنه مذموم والمرجع في تحديد ذلك الفطرة السليمة والعقل الراشد وقبله الشرع الحكيم


مفهوم الأخلاق الإنساني والحضاري
الإنسان أكرم خلق الله قال تعالى ( ولقد كرمنا بنئ ادم ) ومظاهر هذا التكريم تتجلى في صور منها خلقه بيديه كما في قوله ( ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي ) وانه سبحانه نفخ فيه من روحه ( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ) والفطرة البشرية فيها ميل نحو الخير والأخلاق هي الوجود الثاني للإنسان مثل وجوده الحيواني البشري كما يقول الفيلسوف الألماني ( هيجل) وذلك يدل على أهميه الأخلاق إنسانيا وإنها جزء من كينونة الإنسان وها ما أكده الفيلسوف( هارتمان )بقوله : ان الوجود البشري هو وحده الحامل للقيم الاخلاقيه فهو الكائن الوحيد الذي لا يتحدد وجوده الا من خلال علاقته بالقيم .
وعل مستوى الإنسان الفرد تمثل الأخلاق استقرارا نفسيا ومعيارا سلوكيا له قال صلى الله علية وسلم ( دع ما يريبك الى ما لا يريبك فان الصدق طمأنينة وان الكذب ريبه ) والحضارة بمفهومها الشامل تعنى ببناء الإنسان ليتولى بناء العمران والأخلاق جوهر حقيقي ولا يخفى ان شيوع الأخلاق المذمومة يعكس أسوا صوره وسمعه لاي حضاره ومجتمع ويعتبر من أعظم أسباب سقوطها وانهيارها وهذا ما اكده المؤرخون فابن خلدون جعل الإسراف والتبذير واصطناع قرناء السوء وإبعاد الصالحين الناصحين . واما المؤرخ البريطاني توينبي فانه يشير الى ان السبب الأساسي لعجز الحضارات عن الاستجابة للتحدي ومن ثم الانهيار . قال تعالى ( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ) وقال تعالى ( واذا أردنا ان نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ) والسنة المطهرة تضمنت هذا التحليل في أحاديث كثيرة قال صلى الله علية وسلم اذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد احلوا بأنفسهم عذاب الله بل ان القران يقرر كسنه ربانيه قال تعالى ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )


القسم الاول - الوحدة الثانية - الأخلاق رسالة الإسلام (ص 27)


الإسلام دين شامل لجميع جوانب الحياه وتكون للمسلم محراب عباده لتحقيق الغايه من وجوده قال تعالى ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ) فهو لم يخلق عبثا ولم يترك سدى قال تعالى ( قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) .
وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه شمول الاسلام لجميع مناشط الحياه حيث قال صلى الله عليه وسلم ( وفي بضع احدكم صدقه ....) كما دلت احاديث المصطفى عليه السلام على تنوع الإعمال الايمانيه والانسانيه تحت مظله العمل الصالح كما روى ابو ذر قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل افضل ؟ قال ايمان بالله وجهاد في سبيله ..
ولقد جاء الإسلام ليبين للإنسان الاحكام والاداب المتصله بعلاقاته في جانبين هما :
- الجانب الاول علاقة الإنسان مع الخالق وتشتمل على الإيمان والعبادة
- الجانب الثاني العلاقة مع الخلق وتشتمل على المعاملات والسلوكيات
ويدل على ذلك عندما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اكثر ما يدخل الناس الجنه ؟ قال تقوى الله وحسن الخلق ) ولابد من التأكيد ان الايمان ليس معان نظريه مجرده ولا معارف عقديه جامدة

صله الأخلاق بالإيمان
جاء مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم في القران في قوله ( وانك لعلى خلق عظيم ) فكان له من الأخلاق أكملها واجلها وقد سئلت عائشه رضي الله عنها عن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم قالت خلقه القران . وهنا نلحظ ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يمدح بايمانه وهو عظيم راسخ ولا بعبادته وهي عظيمه لكن جاء المدح في القران بخلقه لانه ثمره الايمان والعباده من جهه ولانه من الذي ينتفع به الناس ويتاثرون , ومما يدل على عظيم الصله الخلقيه بالايمان ان الخلق يفسر بالدين كما قال ابن عباس في تفسير قوله تعالى( وانك لعلى خلق عظيم ) قال دين عظيم وهو الاسلام . وها هو الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يختصر رسالته في كلمات من جوامع كلمه حيث يقول (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) .
ويأتينا مزيدا من الإيضاح في قوه الصلة والتكامل بين الإيمان والأخلاق قال تعالى( ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ..) فالقران ذكر أركان الإيمان مع خصال الأخلاق الحميدة وفرائض العبادات في سياق واحد من الصفات والافعال ومثل ذلك يظهر بوضوح في ذكر صفات المؤمنين قي قوله تعالى ( قد افلح المؤمنون) .
ومن رحاب القران الى رحاب السنه نجد التطابق في الدلالات على الصله بين الاخلاق والايمان فحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم يؤكد ان الاخلاق تمثل جزاء حقيقيا من الايمان فيقول ( الايمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبه فأفضلها قول لا اله الا الله وأدنها أماطه الأذى عن الطريق والحياء شعبه من الإيمان ).
وهناك إعمالا أخلاقيه سلوكيه يذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول ( من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فلا يؤذ جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيرا أو ليصمت ) فلا يكون الايمان كاملا الا بالاتيان بهذه الاعمال من احسان المعامله وكرم الضيافه وحسن القول . وقد حض النبي على اكرام الجار وحسن مجاورته قال تعالى( والجار ذي القربى والجار الجنب )
وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( لا ايمان لمن لا امانه له و لادين لمن لا عهد له ) مزيد من الدلاله فمن جرى بينه وبين احد عهد ثم غدر لغير عذر شرعي فدينه ناقص .. ويؤكد هذه العلاقه بين العقيده والاخلاق المفكرين غير المسلمين يقول ( وليم جيمس ) ان القيم الاخلاقيه اذا وجدت في عالم لا اله فيه تكون من القيم الاسمية التي لا يكاد يوجد فيها إلزام واما الالزام الحقيقي والقيم الحقيقة فلا تكون الا اذا كان الاله هو الملزم وهو المحدد لقيم الأشياء .كما يقول ( الكسيس كاريل ) لا يتحمس الإنسان في الخضوع لقواعد السلوك القائم على المنطق الا اذا نظر الى قوانين الحياه على انها أوامر منزله من الذات الالهيه .

مزايا قوة الصلة بين الإيمان والأخلاق
1- قدسيه الفضائل الاخلاقيه : لان الايمان اعظم قيمه عند الانسان المسلم
2- استقرار وثبات الاخلاق : الايمان محله القلب ويظهر اثره على الجوارح
3- الترابط بين السلوك الاخلاقي والسعاده النفسيه:
4- التجرد في الممارسه الخلقية تعلقا بالمثوبه الاخرويه : كون الاخلاق جزاء من الإيمان ويقتضي لها ثوابا واجرا.

صلة الأخلاق بالعبادات
تاتي العبادة في رتبه بعد العقيدة فأركان الإسلام من العبادات مسبوقة بالركن الأول وهو الإيمان ومن عظمه الإسلام ان هذه الفرائض كلها ثمرات اخلاقيه واثار سلوكيه .

الصلاة والأخلاق
قال تعالى ( ان الصلاه تنهى عن الفحشاء والمنكر) والصلاه تشتمل على شيئين على ترك الفواحش والمنكرات أي مواظبتها تحمل على ترك ذلك فالغاية الخلقيه بالتنزه عن الفواحش والمنكرات مقصد أساسي وثمره حقيقيه للصلاه , وهذا ابن عبا سيروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله قال ( انما تقبل الصلاه ممن تواضع بتا لعظمتي ولم يستطل على خلقي ولم يبت مصرا على معصيتي وقطع نهاره في ذكري ورحم المسكين والارمله ورحم المصاب .) فالصلاه بالنسبه الى اولئك الذين يؤدونها بروحها ذات وظيفتين أخلاقيتين فهي لا تقتصر على كونها ( تنهى عن الفحشاء والمنكر ) ولكن ( ولذكر الله اكبر ) فهي تجعلنا روحيا على اتصال بالمنبع الشامل لجميع الكمالات .

الزكاة والأخلاق
قال تعالى ( خذ من اموالهم صدقه تطهرهم وتزكيهم ) فهي تطهر من الذنوب والاخلاق الرذيله ( وتزكيهم ) : تنميهم وتزيد في اخلاقهم واعمالهم الصالحه (وتطهرهم ) اشاره الى مقام التخليه عن السيئات , (وتزكيهم) اشاره الى مقام التحليه بالفضائل والحسنات . فالزكاه للغني تطهير من امراض الشح والبخل ورذائل الحرص والطمع كما انها تغرس في النفس حب الخير وخلق الجود

الصوم والاخلاق
الصوم له دور تجنيبي فهو يحفظنا من الشر ويدفع عنا شره الجوارح وهو وسيله الى بلوغ التقوى قال تعالى ( يأيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) ونجد الايضاح والتفصيل في السنه كما في قوله صلى الله عليه وسلم( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجه في ان يدع طعامه وشرابه ) وفيه دلاله ان ليس المقصود من شرعيه الصوم نفس الجوع والعطش بل ما يتبعه من كسر الشهوات وتطويغ النفس الاماره للنفس المطمئنه . وثمه ثمار اخرى مباشره في حديث ( والصيام جنه ) ففحش القول وعنف الفعل يتم ترويضهما والبعد عنهما من خلال الصيام وبالجمله الصوم مدرسه اخلاقيه فيها الصبر والاحتمال بترك الطعام والشراب وقوه الاراده

الحج والاخلاق
الغايه الاخلاقيه في الحج واضحة في قوله تعالى ( الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ) فترك الرفث والفسوق والجدال كلها خصال أخلاقيه , والحديث يطابق دلاله الايه ويؤكد المنحى الأخلاقي للحج في قوله صلى الله عليه وسلم ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه ) وفي هذا المعنى نتأمل قول الحق في شأن ذبح الاضاحي والهدي والفديه ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ) فنجد ان لفت النظر الى ما وراء صوره العمل المحسوسة وهي التقوى الت تعني الصياغه الايمانيه والرقابه الذاتيه والثمره الاخلاقيه . قال تعالى( ذلك ومن يعظم حرمت الله فهو خير له عند ربه واحلت لكم الانعام الا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور )

مزايا قوه الصلة بين العبادات والأخلاق
1- حضور وتأثير العنصر العاطفي في البناء الأخلاقي : لان العبادات فيها خشوع وتعلق بالله فتصبح مع الأخلاق ملكه نابعه من عاطفه المسلم تخرج بتلقائيه دون تكلف ولا عناء وتغذيها العباده
2- تجديد وتأكيد واحياء المعاني الاخلاقيه بصفه منتظمه : لان العبادات كالصلوات والصدقات تتكرر يوميا يدل عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( ارايتم لو ان نهر بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شي ؟ قالوا لا يبقى من درنه شئ , قال : فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا )
3- امتداد الحضور الاخلاقي من الفرد الى الامه : فالعبادات فرائض عينيه على كل مسلم وهي تؤدى بصوره جماعيه كالصلوات والحج

صله الأخلاق بالمعاملات
تنقسم المعاملات الى قسمين هما : المعاملات المالية تتعلق بمعاملات البيع والشراء ونحوها من الأمور المالية والمعاملات الشخصية تتعلق بالصله بين الرجل والمراه من الخطبة والزواج وما يلحق بذلك من أحكام أحوال الشخصية .

المعاملات المالية والأخلاق
في التشريع الإسلامي نجد للبعد الأخلاقي حضورا في النشاط الاقتصادي والمعاملات الماليه , وهذه مزيه كبرى في الإسلام فالتشريع الإسلامي يشتمل على تحريم الربا والقمار ونصوص القران والسنة مليئة قال تعالى ( يأيها الذين امنوا اذ تداينتم بدين الى اجل مسمى فأكتبوه ) , والله جل وعلا يقول ( ويل للمطففين ) والمراد بالتطفيف هنا البخس في المكيال والميزان اما بالازدياد واما بالنقصان وعدهم بالخسار والهلاك وهو الويل . ( يستوفون ) يأخذون حقهم بالوافي والزائد ( وإذا كالوهم او وزنوهم يخسرون ) أي ينقصون وتأمل التأثير الخلقي لهذا التشريع فيما رواه ابن عباس قال : لما قدم نبى الله صلى الله عليه وسلم المدينه كانوا من أخبث الناس كيلا فأنزل الله ( ويل للمطففين ) فحسنوا الكيل بعد ذلك .
وفي السنة قال صلى الله عليه وسلم ( لا يبع بعضكم على بيع بعض ) والغاية من هذا النهي منع ما قد يترتب عليه من أثار للأحقاد والضغائن وإفساد العلاقات والصلات . ومنه ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من النهي عن النجش وهو المزايدة في سعر البضاعة بغير غرض الشراء .كم بين النبي صلى الله عليه وسلم الاثر المحمود للاخلاق في حصول الرزق والبركه فيما ورد به حديثه صلى الله عليه وسلم القائل : (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا – او قال حتى يتفرقا – فان صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وان كتما وكذبا محقت بركه بيعهما ) فالبركه مقرونه بالصدق والوضوح , ومحقها نتيجه للكذب والتدليس .

الأحوال الشخصه والأخلاق
يقول الله تعالى في شان معامله النساء ( وعاشروهن بالمعروف ) والمراد حسن الخلق في معامله الزوجه بالا يعبس في وجهها بغير ذنب وان لا يكون منطلقا في القول لا فظا ولا غليظا , وها نحن نقف مع حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ( لا يفرك مؤمن مؤمنه ان كره منها خلقا رضي منها اخر ) أي لا يبغضها وهذا قمة التربية الخلقية بلفت النظر الى المحاسن وعد التركيز والاستسلام للمساوئ حتى يستقر التوازن في النفس ويعتمد العقل على الرشد والإنصاف والرؤية الشاملة لكل الجوانب .
وقال صلى الله عليه وسلم ( خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لأهلي ) وكان من أخلاقه انه جميل العشرة دائم البشر .

المعاملات الاجتماعية والأخلاق
وضع القران قاعدة عامه في التعامل بين البشر حثهم على التعاون على الخير والبر فقال تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ) , والإسلام يجعل دائرة العلاقات الاجتماعية قائمه على الأخلاق من خلال البر والإحسان والرفق قال تعالى ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ) وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على أعانه المسلم وتنفيس الكربة عنه قال صلى الله عليه وسلم ( من نفس عن مؤمن كربه من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ) قال النووي وفيه فضل قضاء حوائج المسلمين . فعماد العلاقات وأساس الصلات حسن الخلق وكرم المعاملة والاعانه .

مزايا الصلة بين المعاملات والأخلاق
1- ضبط النوازع النفسية ومنع التجاوزات السلبية
2- إنسانيه وأخلاقيه معايير النجاح
3- ايجابيه وانسيابية العلاقات الانسانيه
4- رفع كفاءة الإنتاج

الأخلاق بين المسؤولية والجزاء
الأخلاق من أصول الإسلام الاصيله وغاياته النبيلة ومحاسنه الجميلة .
1- الأخلاق أوامر ربانيه وتكاليف شرعيه : الاخلاق تكليف رباني جاءت به الآيات القرانيه قال تعالى ( وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاه ) وقال تعالى ( يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) وهذا حث على الصدق ودعوة اليه وأمر به قال ابن مسعود ( ان الكذب لا يحل منه جد و لا هزل ) , وقول ابن عباس ( مع الذين صدقت نياتهم واستقامت قلوبهم وأعمالهم ) .
وفي شأن التواضع تاتي الآيات الامره به مع تعليل وتصوير يرغب فيه ويحذر من ضده قال تعالى ( واقصد في مشيك واغضض من صوتك ان أنكر الأصوات لصوت الحمير ) ومثله قوله تعالى ( ولا تمش في الأرض مرحا ) ومن عظمه الإسلام أننا نجد لكل لخلق من الأخلاق الاساسيه العظيمة اطار منهجيا ولبيان ذلك خلق البصر فقد ورد الأمر في قوله تعالى ( يأيها الذين ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا ) ولان الصبر مشقه ربطه الله بالاستعانه به قال تعالى ( واصبر وما صبرك الا بالله ) كما ورد الأمر بالصبر مقترنا بالنهي عن ضده كما قال تعالى ( فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم ) أضافه الى مدح الصابرين قال تعالى ( والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ) كما اوجب لهم محبته ومعيته ( والله يحب الصابرين ) وبين ان عاقبه الصبر خير في الدنيا ومثوبه قال تعالى ( ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ) وبين القران ان أهل الصبر هم أهل العزائم ( ولمن صبر وغفر ان ذلك لمن عزم الأمور ) وإنهم أهل الامامه في الدين ( وجعلنا منهم ائمه يهدون بأمرنا ) .
وقد جاءت أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم مشتملة على كثير من الموضوعات الاخلاقيه ومن الامثله الحديث المشهور عنه صلى الله عليه وسلم ( عليكم بالصدق ..)قال العلماء هذا فيه حث على تحرى الصدق وهو قصده والاعتناء به وعلى التحذير من الكذب والتساهل فيه , وفي شأن الترغيب في بعض الاخلاق جاء حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( ما نقصت صدقه من مال وما زاد الله عبدا بعفو الا عزا وما تواضع احد لله الا رفعه الله ) فهنا معالجه لبعض الإفهام الخاطئة التي ترتبط بالناحية المادية المحسوسة فترى العفو والتجاوز ضرب من الذل والهوان او صوره من الضعف والخور . ومن جهه يربط النبي صلى الله عليه وسلم بين سوء الخلق والعاقبة الوخيمة يوم القيامة ليثبت في نفس المسلم الحذر الشديد والبعد التام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يدخل الجنه من لا يامن جاره بوائقه ) وهذا وعيد شديد وفيه دلاله على حرمة اذيه الجار .
وفي مجال الاشاده ولفت النظر الى بعض الأخلاق يقول عليه الصلاه والسلام لأشج عبد القيس ( ان فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والاناة ) وفي بيان انعدام الأخلاق يقول عليه الصلاه و السلام ( اذا ضيعت الامانه فانتظر الساعة ) قال كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم اذا اسند الأمر الى غير أهله فانتظر الساعة ) وفي مجال التفصيل في دقائق الأخلاق وصورها يقول ( ان من اعظم الامانه عند الله يوم القيامه الرجل يفضي الى امراته وتفضي اليه ثم ينشر سرها ) وفي جوامع ما كان يأمر به من الأخلاق يقول ابن عباس اخبرني ابو سفيان ان هرقل قال له : سألتك ماذا يأمركم ؟ فزعمت انه أمركم بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الامانه قال وهذه صفه نبي .

2- الأخلاق مثوبة عظيمه ومكافاه جزيله : المسلم حريص على الأجر مجتهد في تحصيل الثواب والاستكثار من الحسنات وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم يبين ما لحسن الخلق من الأجر والثواب حيث يقول ( ان المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجه الصائم القائم ) وفي حديث أخر يبرز مثوبة حسن الخلق وثقلها وأثرها يوم القيامة ( ما من شئ أثقل في الميزان من حسن الخلق ) والأخلاق مذكورة في سياق أسباب دخول الجنة قال تعالى ( وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنه عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ) ورسولنا الكريم يجعل مراتب الجنة مرتبطة بالأخلاق فيقول ( انا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقا وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وان كان مازحا وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ) فالجنة بمراتبها ربطت بمكارم الأخلاق , ولعل أجابه الرسول عن أكثر ما يدخل الجنة تدل على الرتبة العليا للأخلاق حيث أجاب بقوله " تقوى الله وحسن الخلق " وثمه حديث اظهر في الترغيب في الأخلاق بذكر محاسن عاقبتها الاخرويه وهو قوله صلى الله عليه وسلم ان من أحبكم الى وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا ".

3- سوء الأخلاق عقوبة جسميه وعاقبه وخيمة : سوء الخلق له اثركبير في استحقاق العقوبة فقد توعد الله من اتصف بسوء الخلق بعذاب اليم قال تعالى ( إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغر الحق أولئك لهم عذاب اليم ) واذيه الخلق بسوء الخلق من موجبات الإثم قال تعالى ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا ) , ولا يمكن ان نجد بيانا اعظم في دلاله هذه الايه من قول الرسول صلى الله عليه وسلم لاصحابه أي الربا اربى عند الله ؟ قالوا الله ورسوله اعلم قال اربى الربا عند الله استحلال عرض امرئ مسلم ثم قرا ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا ) وقال تعالى في وصف من يستحق العذاب في النار ( ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ) و ولادراك خطر وسوء عاقبه الأخلاق الذميمة علينا نتأمل تنبيه الرسول على صفه من يدخل النار في قوله صلى الله عليه وسلم ( الا أخبركم بأهل النار : كل عتل , جواظ , مستكبر ) والعتل الجافي الشديد الخصومه في الباطل , والجواظ هو الجموع المنوع وفي الحديث تحذير وتخويف من التجبر والتكبر وسئ الأخلاق . ونختم هذا المعنى بحديث مفصل يبين سوء الخلق الى نقصان الحسنات وزيادة السيئات فعن ابي هريره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتدرون ما المفلس ؟ ..

4- الأخلاق منافع جليله وتكليفات يسيره : من محاسن المنهج القراني ربطه بين الأخلاق ومنفعتها الفرديه والاجتماعية فقد أمرنا ان نوفي الكيل ونزن بالقسطاس يعقب على هذا الأمر بقوله ( ذلك خير ) ولكي يسوغ قاعدة الحياء التى تطلب من الرجال ان يغضوا إبصارهم ويحفظوا فروجهم نجده يسوق هذا التفسير ( ذلك ازكى لهم ) وبعد ان يأمرنا بتبين السبب قبل ان نصدر حكما يقول ( ان تصيبوا قوما بجهاله فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) وكذلك نجد الأمر يقتضي ان تكتب الديون وآجالها مفسرا ( ذلكم اقسط عند الله واقوم للشهاده وادنى الا ترتابوا ) فهذه التعليلات تبين نهج القران كونه يساعد على الالتزام والقيام بالمسؤولية . والوجه الاخر في التكاليف الاخلاقيه فهو دخولها في عموم التشريعات التى ليس فيها تكليف بما لا يطاق ويقول ( لا يكلف الله نفسا الا وسعها ) ويقول تعالى ( لا يكلف الله نفسا الا ما ءاتها ) والمصطفى صلى الله عليه وسلم يقول في شان رفع المسؤوليه والتكليف " ان الله قد تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه " ويضاف الى ذلك ما ورد من يسر الشريعة في قوله تعالى ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) وقوله تعالى ( يريد الله ان يخفف عنكم ) .


القسم الاول - الوحدة الثالثة - صناعه الأخلاق ومحفزاتها (ص 57 )



الأخلاق ليست كلها فطريه ولا كلها كسبيه بل منها ما هو فطري ومنها ما هو كسبي والأمر وسط بينهما والأخلاق تشتمل على نوعين .
النوع الأول : أخلاق فطريه وهبيه : وهي طبائع الناس الخلقية في أصل خلقتهم التى فطرهم الله عليها على اختلاف ما بين الناس فهذا هادي الطبع وذاك سريع الغضب , ويشهد على ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال للاشج ( ان فيك خلتين يحبهما الله الحلم والاناه قال يارسول الله انا اتخلق بهما ام الله جبلني عليهما ؟ قال بل الله جبلك عليهما قال الحمد لله الذي جبلني على خلتين يحبهما الله ورسوله ) وفي هذا السياق يستدل بعض اهل العلم بعموم قوله تعالى ( ونفس وما سوائها فألهمها فجورها وتقوائها ) على ان النفس مجبوله على الخلق سيئا او حسنا فهو فطره وخلقه وفي قوله تعالى ( قد افلح من زكاها) وفيه دلاله ان مدار الإنسان في الاخره من العقاب وفوزه بالنعيم والسعاده الابديه انما هو على تزكيه نفسه وتطهيرها من العقائد الوثنية الباطلة والأخلاق الفاسدة حتى تكون متخليه عن الأباطيل والشرور .كما ان هناك من استدل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " البر حسن الخلق والاثم ما حاك في صدرك وكرهت ان يطلع عليه الناس " باعتبار ان مرجع حسن الخلق الى ما يتردد في الصدر ولا ينشرح له فهو امر فردي وغايه ما يدل اليه هو ان الحق والباطل لا يلتبس امرهما على المؤمن البصير بل يعرف الحق بالنور الذي عليه فيقبله قلبه وينفر عن الباطل فينكره و لايعرفه .
النوع الثاني :اخلاق عمليه كسبيه : وهي الاخلاق الحسنه التي يكسبها المرء ويتعلمها ويتعود عليها والاكتساب يكون بان يعرف فضلها ويرغب فيها كما انه يربي عليها ويعود على التحلي بها , ويدل على ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله ) ومعنى الحديث ان الصبر رزق من الله لا يستبد العبد بكسبه وما يضاف الى كسب العبد هو التصبر , وتتأكد دلاله ذلك في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتحلم من يتحرى الخير يعطه ومن يتق الشر يوقه ) فالحلم بالتحلم أي يبعث النفس وتنشيطها اليه قال الراغب الحلم امساك النفس عن هيجان الغضب والتحكم امساكها عن قضاء الوطر اذ هاج الغضب .
ومن دلائل اكتساب الاخلاق ما ورد من دعوات النبي صلى الله عليه وسلم ومنها ( اللهم ات نفسي تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها ) ويؤكد الغزالي حقيقه الاكتساب فيقول لو ان الأخلاق لا تقبل التغيير لبطلت الوصايا والمواعظ والتأديبات ولم قال صلى الله عليه وسلم (حسنوا أخلاقكم )

 


اتحسبني طفله يتلاعب بها
وانا التي حكى (القران)عن كيدي

 

رد مع اقتباس

 

 

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 02:52 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2023