InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الأقسام الخاصة > الأقسام العامة > المنتدى الإسلامي
التسجيل مشاركات اليوم البحث
   
   


المنتدى الإسلامي المواضيع الدينية

المجاهد الشهيد سليمان الجوسقي .. الأعمى الذي تحدّى نابليون

المنتدى الإسلامي

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 15-10-2003, 07:35 PM
الصورة الرمزية الريادة

الريادة الريادة غير متواجد حالياً

مشرف سابق

 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
التخصص: ادارة واقتصاد/ محاسبة
المشاركات: 225
افتراضي المجاهد الشهيد سليمان الجوسقي .. الأعمى الذي تحدّى نابليون


*بقلم/ عبدالله الطنطاوي


وقف الأستاذ خالد، بقامته المديدة في الصفّ، وأشار بإصبعه إلى اللوح الأسود الذي كتب عليه: درس اليوم: المجاهد البطل سليمان الجوسقي.


ثم قال: وكان من الأبطال المكافحين - يا أبنائي - رجل أعمى كان يعيشُ في مصر، جاء من الريف المصري، ودرس في الأزهر الشريف، وعُرِفَ بذكائه الحاد، وبإمكاناته الضَّخمةِ التي تُؤَهّلُه لقيادة الجماهير، وتُرشِّحه ليكون زعيماً شعبيّاً قريباً من قلوب النّاس.

سأل الطالب كمال:

- هل كان الشيخ سليمان قويّاً؟.

أجاب الأستاذ خالد:

- نعم.. كان الشيخُ سليمان الجوسقيُّ قويَّ البُنية، وكان ذا مقدرةٍ فذَّةٍ على إدارة الأمور الموكولة إِليه، وكان شيخ العميان في القطر المصري كلّه.
سأل الطالب أحمد:

- متى كان هذا يا أستاذ؟.

أجاب الأستاذ خالد:

- قبل مئتي عام تقريباً يا أحمد.

وسأل الطالب كمال:

- ما معنى أنه صار شيخ العميان في مصر يا أستاذ؟.

أجاب الأستاذ خالد:

- يعني أنه صار قائداً لهم، وكان يعرفهم جميعاً، صغاراً وكباراً، فقد أحصاهم، ورتّب أمورهم، ورعى مصالحهم، وتفنّن في تصريف شؤونهم،وحلِّ مشكلاتهم، ومناقشة قضاياهم، حتى أصبح موضع ثقتهم جميعاً، يأتمرون بأمره، وينتهون عمّا ينهاهم عنه، ولا يقطعون أمراً بدون استشارته، فكان بحقٍّ أباهم الرحيم، وأخاهم الكبير، وسيّدهم وقائدهم وخادم مصالحهم في الوقت نفسه.

وعاد أحمد يقول:

- نريد معرفة كّل شيء عن هذا الشيخ الأعمى.. عن هذا الرجل المثير.. ذي الشخصيّة المثيرة

قال الأستاذ:
- إذن.. أعيروني آذانكم جيّداً، واسمعوا ما أقول:
وُلِدَ الشيخ سليمان الجوسقيّ في قرية كبيرة عامرة من قرى مصر، قرب مدينة «بلبيس»، اسمها «جَوْسَق» وإليها نسبوه فقالوا: الجوسقيّ.. ونشأ وترعرع فيها وفي أحضان أسرته التي كانت تحنوعليه بسبب العاهة التي أصيب بها، أعني عاهة العمى، وبسبب مخايل الذّكاء، التي ظهرت عليه في وقتٍ مبكّرٍ، وتعلّم - كسائر أترابه من أطفال الريف المصري - في «الكُتّاب» وحفظ قسطاً من القرآن الكريم، ثم أرسله أبوه إلى الجامع الأزهر في القاهرة ليتعلّم فيه، وليكون أحد مشايخ القرى، إِماماً وخطيباً ومعلّماً في «كُتّاب».

فسأل عادل:

- هل هذا كلّ ما كان يطمح إليه طلاّب الأزهر وآباؤهم يا أستاذ؟.

أجاب الأستاذ:

- نعم يا عادل.. هكذا كانت مطامح الأهل، أمّا الطلاب، فعلى قدر عزائمهم وذكائهم يكون طموحهم.

سأل عادل:

- لماذا يا أستاذ؟.

أجاب الأستاذ:

- بسبب الجهل، والفقر.

قال فؤاد:

- ليتنا نستمع إلى الأستاذ، فقد يكون في كلامه أجوبة لما نسأل عنه.
فتابع الأستاذ كلامه عن الجوسقي الطالب الأعمى:

- ولكنَّ الفتى سليمان كان طالباً مجدّاً، وذا شخصيّةٍ قويّةٍ لفتت إليه الأنظار، وجعلته مُقدّماً بين الطلاب.. وكثيراً ما كان الطالب سليمان يثير بعض المسائل والمشاكل بسبب أسئلته التي تُحرج بعض مشايخه في عُمقها أو طرافتها أو غرابتها، فيُضحِكُ زملاءه الطلاب حيناً، وتتسبَّب في توبيخه من قِبَلِ أساتذته حيناً آخر، ولكنّها كانت في سائر الأحوال تبعث على الخوف منه، والاحترام له في نفوس الجميع.

سكت الأستاذ خالد لحظة، كان يتفرّس أثناءها في وجوه الطلاب، ثم استأنف كلامه:

- كانت مصر تئن تحت وطأة المماليك الذين كانوا يحكمونها، كما يحكم أيُّ غريبٍ البلاد والشعب. كانت مصر تتبع شكليّاً للإمبراطورية العثمانية، وكان الأتراك الذين يحكمون البلاد العربية من «استانبول» يعتبرونها ولايةً تابعةً لهم، فيعيّنون لها والياً وقاضياً، ولكنَّ المماليك كانوا يتصرّفون بها وبثرواتها ومقدراتها. يظلمون أبناء الشعب المصري، ويتسلطون عليه ويسلّطون أتباعهم على الفلاحين والمساكين، يسرقون أوقاتهم، وينهبون أرزاقهم، ويصادرون ممتلكاتهم، دون أن يحسبوا أيّ حساب للشعب المصريّ المقهور الذي كان يتطلع للخلاص من ظلمهم وحكمهم الجائر، ولكنه لا يستطيع أن يفعل شيئاً، فهو شعبٌ جاهل فقيرٌ أعزل، لا يملك من أمره شيئاً، وليس لديه القيادة التي توعّيه،
وتسعى إلى تخليصه من حكم هؤلاء المماليك.

فسأل أحمد في انفعال:
- والسلطان في استنبول؟، أما كان يسمع بمظالم المماليك؟.

أجاب الأستاذ في امتعاض وألم:

- السلطان هوالذي عيّنهم على مصر، أو أقرّ لهم بحكم مصر، وقد فطن الطالب سليمان إلى كلّ هذا، وحاول أن يثير هذه القضية أكثر من مرّة مع أساتذته، ولكنّه كان يُؤمَرُ بالسكوت، فهي أكبر منه ومنهم، ولا ينبغي لطالب فقيرٍ أعمى أن يَشغَلَ نفسه بها، فقد تُسبّب له الطرد من الجامع الأزهر، وربّما دسّ إليه المماليك من يضربه ويهينه، بل إنهم لن يتورّعوا عن قتله إذا عرفوا أنه قد يزعجهم في قابل الأيام.

--------------------------------------------------------------------------------------------------------
*يتبع..........

 


توقيع الريادة  

 

رد مع اقتباس

 

 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 11:38 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2023