الحفل الذي قتل الفرحه في.. قلوب الامهات والخريجات

[المكيه]

بسـم الله الرحـمن الرحـيم


في يوم الاربعاء الموافق 23/5/1429 هـ توجهت اكثر من سته الاف خريجه واهلهم..والفرح والسرور لايكاد يساعهم في مثل هذ اليوم وفي مثل هذا الحدث

يوم فيه افراح الخريجات وعائلاتهم يكاد يعانق السماء ولو استطاع لتخطتاها

كلا يرتدي "روب التخرج" واكاليل الورد تزين رؤوس الخريجات وكانه تاج عرسها

توجهنا والسعاده تغمرنا..والابتسامه هو اقل تعبير عن ما نشعر به


الساعه السادسه وصلنا قاعه الملك عبد العزيز للاحتفالات بجامعه ام القرى بالعابديه واستقبلتنا زحمه السيارات
ترجلنا بسرعه وتوجهنا الى القاعه

بالداخل كان هناك افواج من الخريجات وذويهم..وتهنا في زحمه الدخول والتدافع بسبب سوء تنظيم الاستقبال
وعدم كفاءه التنفتيش

انتظرنا الى ان تم الافراج والدخول بعد شق الانفس

نظرت امامي اذا بساحه كبييييييره مملوئه بالكراسي وفي وسطها شاشتان تنقل شي ما لا اعلم ماهو

اعتقدت انها قاعه للانتظار
توجهنا الى البوابه المؤديه الي قاعه الملك عبد العزيز وكانت المفاجاءه الكبرى
بل الصدمه الكبرى
ان الدخول للقاعه المخصصه للحفل فقط للمتفوقات وخيرجات الطب وامهات خيريجات الطب ؟!!!!!!!!

ماذا عن باقي الطالبات والاهم ماذا عن باقي الامهات؟!!!!!!!!!

سيقضون باقي الحفل هنا بل على الاصح سيينفون في هذه القاعه التي تكاد تشبه الخيمه والتي تخلو من أي تنسيق او ترتيب يليق بامهات الخريجات.. هنا سيبقا باقي الامهات وكانهم منفيين ليشاهدو حفل فلذات اكبادهم عبر شاشه وكانهم ليسو على قدر المستوى ليتاوجدو في نفس القاعه التي تتم فيها مراسم الحفل؟!!

دخلت عائلتي الي قاعه الملك عبد العزيز وبقيت انا في القاعه الاخرى وحدي وكانني يتيمه وهذا هو حال باقي الخريجات

احسست بغصه لعدم تمكني من رؤيه اهلي وبالاخص امي وانا في حفل تخرجي..!!!!!!!!!!!!

جلست على احدى الكراسي الموجوده في القاعه وكانني يتيمه احمل رداء التخرج على احدى يداي فلم يعد حماس ارتدائه كالسابق

ولكن حين رؤيتي لباقي الامهات وهم في اسوء حاله حمدت الله انا امي ليست معهم

بدءت القاعه تعج بالخريجات واهلهم

وتم ترتيبنا للمسيره من الساعه السادسه والربع وتهيئنا لها
اصبحت الساعه السادسه والنصف ولم نسر..!!

انتظرنا الى ان اصبحت التاسعه ونحن واقفون .. بعدها شعرننا بالملل وقرنا الجلوس ولكن لم نجد سوا الارض هيا من رحبت بنا فليس لنا مكان سواه

شعرت بعطش شديد اربع ساعات لم ارتشف فيها حتى قطره ماء

ولايوجد شي يقدم للخريجات وامهاتهم..!!!!!!!

مرت احدى العاملات وبيدها كرتون للعصير فطلبت واحد عله يطفئ عطشي

وكان ردها"دامش ليكم دا للحفله".!!

وماذا عنا السنا نحن اصحاب الحفل وقتها شعرت بدمعه تخنق مقلتي مالذي يحدث

اتصلت باولدتي لاطمن عليها وجدت انا حالهم من حالنا

فقد وضعهم بالقسم العلوي وهو مغطى بحاجز زجاجي مظلل لا يستطيع من خلاله رؤيه شي سوى انعكاس كراسيهم ووجوهمم وكتنهم في غرفه منعزله..!!!

اذا من الذي يجلس في القاعه,,اعضاء هيئه التدريس ورئساء العمادات
اما عن انواع الضافه فحدث ولا حرج كل ما تشتهي الانفس


مرت الساعات وقد ماتت وقتلت الفرحه بكل اشكالها
وهالكنا التعب..اما الامهات فقد ادمع عيني منظرهم المحزن هذا هو الحفل الذي انتظروه...هكاذا جائو ليفرحو ببناتهم


سارت المسيره بعد ان نال منا التعب والممل والكئابه كل بد.. ومررنا مرور الكرام من القاعه التي تقام بها الحفل لنعود الي حيث كنا مما اطرني الي الوقوف في مسيره الطب لكي اتمكن من الجلوس في القاعه ومشاهدت الحفل دون ان الجاء الى الشاشه لمشاهدته

توالت برامج الحفل.. حملنا انفسنا للخروج ونحن نحمل في داخلنا كل الحزن وخيبه الام


انتهى حفل التخرج

مذكرات خريجه