ماذا عن مادة ( علم اللغة 426) ؟

[abojood]

من عنده ملخص لمادة علم اللغة (426) أوحضر دورة لها .
أخوكم من الرياض ولا أعرف كيف أذاكر هذه المادة
وفق الله الجميع وشكر لكم ...
:4 7:

[روودي]

حياك اخوي

اتفضل هذا الملخص وهو المطلوب فقط

لا تذاكر غيره

بالتوفيق

[أبو عامر2008]

أخي الكريم ابو جوود
حسب ما افادني بعض الزملاء عن المادة ( علم اللغة 426 ) طبعاً هي خمس محاضرات حجي منها أربع محاضرات مثال ذلك سؤال عن تعريف اللغة طبعاً انت تكتب كامل المحاضرة الأولى ، بالمختصر المفيد الأسئلة مقالية بحته وجيب معاك فرخ زائد عشان تكتب كثير وحسب ما قال الزملاء ان الدكتور متفهم لوضع طلاب الانتساب وربنا يوفق الجميع

اخوكم أبو عامر ـ انتساب قسم تاريخ مسار ارشاد سياحي

[المحترم]

الله يجزاك خير

[طالبة مستجدة]

كيف أسلوب الدكتور محمد خضر في علم اللغه

[ابولجين البلوي]

يعطيكم العافية

[مَلاك]

مرة شكرا بجد كنت بحاجتها

بس ابسال فقط هالخمس محاضرات ؟

بليز متاكدين ؟؟؟

ردولي الله يوفقكم

[ماشاءالله]

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه المذكرة 10 صفحات مهمة جداً

========

ARAB 426
محاضرات في علم اللغة
للدكتور / محمد خضر عريف













المحاضرة الأولى

علم اللغة

مادة علم اللغة : بحث عالم عربي علم اللسانيات في النصف القرن العشرين اسمه نون جنسوكي.

الإنسان له قدرة تعبيرية ما أرقى أنواع التعبير ؟ الأدب

تعريف اللغة : الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يستخدم لغة رمزية في التعامل والتعاون مع أبناء مجتمعه وبواسطتها ينقل خبراته وتراثه العقلي من جيل إلى جيل . ومن هنا جاء تعريف الإنسان على أنه مخلوق ذو لغة رمزية ، وهذه اللغة تعينه على تناول الموجودات من حوله بطريقة تختلف عن تناول الحيوان ذلك أن الحيوان يتناول الأشياء بحواسه أما الإنسان فيتناولها بلغته وفكره فضلاً عن حواسه لذلك فإن التناول الإنساني يتصف بالإحاطة والشمول.

واللغة هبة طبيعية خص الله تعالى بها الإنسان وميزه بها عن سائر ضروب الحيوان لتكون سبيله إلى عبادة الله وإلى معرفة خلقه.

وهي شكل متميز من أشكال السلوك الإنساني الذي لم يعرف في تاريخ الإنسانية مجتمع بشري لم تكن له لغة خاصة تربط بين أبنائه يتبادلون بها المنافع ويستعملون فيها مفردات وجمل وتعبيرات تدل على احتياجاتهم ففي كل لغة رموز تشير إلى الدين والقيم والسلوك والمواريث الاجتماعية السائدة في المجتمع كما أنها ترمز إلى الأحداث الاجتماعية والأنشطة المختلفة التي يمارسها الناس في واقع حياتهم اليومية ومن هنا كانت اللغة ترجمة حية صادقة لأي أمة من الأمم تكشف عن حياتها الروحية والمادية والمعنوية معاً.

واللغة أداة اجتماعية يستخدمها المجتمع ليرمز بها لعناصر معيشته وطرق سلوكه وهي أكثر طرق الاتصال الإنساني استخداماً فهي رسالة متبادلة بين مرسل ومستقبل كلاهما من البشر.

ولا يبرز خصائص المجتمع شيء كاللغة التي تعبر بالرمز عن الإنسان ودائرته الاجتماعي والفكري والوجداني ، لذا من المستحيل أن نتصور مجتمعاً من المجتمعات الإنسانية إلا عن طريق اللغة فهي السبيل الوحيد إلى اكتشاف مواصفات الأمة التي تتكلمها ومعرفة خصائص لغتها التي تكمن ورأى السطح الخارجي.

واللغة توحد مشاعر الأمة الناطقة بها وتجعل من المجتمع بنية واحدة تخضع لقوانين مشتركة وهي بذلك تعد ظاهرة إنسانية اجتماعية بل هي بين الظواهر الاجتماعية كلها دليل نشاطها ووعاء تجاربها بل وتستقصي الملامح المميزة لكل مجتمع.

واللغة باعتبارها نظام رمزي تعد لوناً من ألوان الثقافة فالإنسان له قدرة على استعمال الرمز وتطور الثقافة مرتبط ارتباط وثيقاً بقدرة الإنسان على استخدام الرموز وقد أدت القدرة على الترميز اللغوي إلى أنماط معينة من السلوك ولذلك لم تكن اللغة صورة من صور الثقافة فحسب بل إنها هي التي تشكل الثقافة.

وكان للغة أيضاً فضل تطور الثقافة هذا التطور السريع الذي نلحظه ذلك أن الثقافة لا تتطور إلا من خلال تبادل المعلومات وانتقالها عبر الأجيال وبهذا تعمل اللغة على كسب المعرفة وتنمية التجارب والخبرات الإنسانية فهي أداة الاستمرار الثقافي عبر القرون و وسيلة إحياء تجارب الماضي ونقلها عبر الأجيال المتلاحقة وبذلك يستطيع كل جيل أن يبدأ من حيث انتهاء الجيل السابق بدل أن يعيد اكتشاف الخبر وتعلمها من البداية وتلك تفرقة أساسية بين الإنسان والحيوان لذلك كانت المعرفة الإنسانية متنامية باستمرار فاللغة هي القوة التي تنمو بها ملكات الإنسان العقلية وبها تهيأت له حياة التمدن والرقي والتطور العلمي.

ومع كل تلك الأهمية التي تتمتع بها اللغة فهي أيضاً أمر من أمور الحياة اليومية وظاهرة عادية في حياة الناس كل منا يمارسها بتلقائية مطلقة مثلها في ذلك مثل ظاهرة النوم أو المشي أو أي ظاهرة أخرى وقد أعطى ذلك انطباع خاطئ هو أننا نعرف عنها كل شيء ومن ثم فهي لا تستحق عناء الدراسة ويقوي هذا الانطباع الخاطئ ويؤكده أن الطفل يسيطر على اللغة ويملك زمامها في مده زمنية قصيرة لا تتجاوز ثلاثة سنوات من سنية طفولته المبكرة على الرغم من ضعف قدرته الذهنية ولكن ما إن تستقر اللغة بين يدي اللغوي ويشرع في دراسة بنيتها الداخلية وطريقة تعبيرها عن الأفكار والأشياء حتى يدرك أن اللغة ظاهرة معقدة للغاية وليس أدل على ذلك من أن معجم أكسفورد الانجليزي يقدم لكلمة لغة أكثر من اثني عشر معناً متميزاً.

وعلم اللغة هو أحدث العلوم الإنسانية ومن أكثرها تقدماً في الغرب ومن ثم كانت له أهمية خاصة في نظرية المعرفة وفي العلوم التي تبحث في السلوك الإنساني عموماً وقد توصل علماء اللغة في أوروبا وأمريكا إلى الكثير من الكشوف والآراء والنظريات والفرضيات إلى جانب علم اللغة وأجروا كثيراً جداً من التجارب والدراسات الميدانية ورغم ذلك كله ما يزال علم اللغة بكراً ومازال العلماء يخطون في حقوله أولى خطواتهم يبحثون ويناقشون قضايا كثيرة ويدرسونها بطرق مختلفة ومناهج متباينة.





















المحاضرة الثانية

وظائف اللغة
1- وظيفة الإبلاغ.
2- الوظيفة التعبيرية الشعورية.
3- الوظيفة الإرشادية.
إن اللغة قد وجدت أصلاً لتبادل الرسائل الكلامية والرمزية بين المتحدثين بها وهو ما يؤكده أن الإبلاغ هو أهم وظائف اللغة جميعاً.

وأعظم صفة أطلقت على اللغة في القرآن الكريم هي أنها مبينة فقد وردت عدة آيات في الذكر الحكيم تصف اللسان العربي بأنه لسان عربي مبين ومن ذلك قوله تعالى ( وهذا لسان عربي مبين ) واللسان المبين أو البين هو اللسان الذي يؤدي وظيفة الإبلاغ على أكمل وجه ولو كانت هنالك صفة أهم من هذه الصفة تتعلق باللسان وهو اللغة إذن لوردت في القرآن الكريم بدل صفة التبيين والإبلاغ وإن لم تتحقق وظيفة الإبلاغ في اللغة تحولت اللغة إلى أصوات ورموز لا قيمة لها وإذا قيل أنه قد تكون للأصوات أو الرموز أدوار أخرى سوى دور الإبلاغ فإن ذلك لا تتحقق إلا بتحقق الإبلاغ أولاً ثم تصحبه الوظائف اللغوية الأخرى.


ويتحدث اللغويون العرب والغربيون عن وظائف اللغة المختلفة ويجمعون على أن وظيفة الإبلاغ هي أهم وظائف اللغة على الإطلاق وباستعراض مجموعة من آراء اللغويون حول وظائف اللغة يتأكد لنا أن استعمال اللغة وسيلة لنقل المعلومات هو أهم وظائفها على الإطلاق. وقد تحدث الغربيون عن وظائف مختلفة للغة تصل إلى خمس أو ست وظائف واقتصر بعضهم على ثلاث فقط ولكن أجمعوا على أن وظيفة الإبلاغ هي أهم هذه الظائف جميعاً.

يقول لايلز Liles لغوي أمريكي في هذا المجال ( يجمع اللغويون على أن وظيفة الإبلاغ هي أهم وظائف اللغة جميعاً فقد تنقل اللغة معلومات مناسبة لموقف ما أو غير مناسبة وقد تكون المعلومات التي تنقلها اللغة صحيحة أو خاطئة ولكن في كل الأحوال تبقى وظيفة اللغة أن تبلغ قبل أي شيء آخر، وقد تكون الرسالة التي تبلغها اللغة عن شخص يعيش معنا أو لا يعيش معنا وقد تكون عن قطعة أدبية معينة أو وصف لمنظر طبيعي بعينه، ولا يوجد فرق ما إذا كان المتحدث أو الكاتب صادقاً أو كاذباً، دقيقاً أو غير دقيق ففي كل الأحوال يكون المقصد الأول من استعمال اللغة هو الإبلاغ ).

يقول المؤلف نفسه في موضع آخر ( إن وظيفة الإبلاغ تمكننا من نقل المعلومات إلى أجيالنا القادمة فلولا هذه الوظيفة للزم كل جيل يأتي بعدنا أن يكتشف النار من جديد أو أن يتعلم الزراعة من جديد ولكن الواقع أن الأجيال المتعاقبة ترث معارفها عن الأجيال التي تسبقها عن طريق ما تتركه من تراث لغوي وتضيف إليه من علومها ليبقى إلى الجيل الذي يلحقها وهكذا ).

وباستعراض الوظائف الأخرى للغة عند لايلز وسواه من اللغويون الغربيين نكتشف أنها جميعاً وثيقة الصلة بوظيفة الإبلاغ. فمن الوظائف اللغوية التي ذكروها:

• الوظيفة التعبيرية الشعورية
حيث يعبر الإنسان باستعمال اللغة عن شعوره بالفرح أو الحزن أو سوى ذلك ويمثل لذلك بقول أحدهم: أليس الجو بديعاً اليوم ؟ فإن القصد من السؤال ليس الإبلاغ فقط عن جمال الجو بقدر ما هو تعبير عن نشوة المتحدث وسعادته.

ويؤكد الغربيون أننا نتعلم من عبارات كتلك كيف يشعر المتحدث إزاء حدث ما أو شيء ما وذلك بنوع من أنواع الإبلاغ اللغوي ويؤكدون أن ذلك يحدث في الأدب أكثر من أي شيء آخر حين تحس بشعور الأديب سواء كان شاعراً أو ناثراً تجاه أمر ما وسواء كان ذلك أمراً محزناً أو مفرحاً.

ومن الوظائف اللغوية التي تحدث عنها الغربيون كذلك

• الوظيفة الإرشادية
التي تؤثر على سلوك المتلقي أو تفكيره مما يجعله يقدم على عمل ما أو يحجم عنه وبالطبع أن المتلقي هو بالخيار بين أن يعمل بالإرشاد اللغوي أو لا يعمل، ولكن في كل الأحوال تبقى وظيفة اللغة هي الإرشاد ويتمثل ذلك بالسؤال كالسؤال عن معلومات ما أو الأمر بعمل شيء ما مثل: فتح الباب وقد يكون الطلب بشكل غير مباشر كأن تجد لافته تقول( شكراً لعدم التدخين ).

وهذه الوظيفة الإرشادية التي تحدث عنها الغربيون هي فكرة الإنشاء نفسها التي تحدث عنها اللغويون العرب وجدير ذكره أن اللغويون العرب اتفقوا مع الغربيين.
ولا يختلف ما جاء به اللغويون العرب عما ذكره الغربيون من أن وظيفة الإبلاغ هي أهم الوظائف اللغوية على الإطلاق ومنهم الدكتور محمد حسن عبد العزيز في كتابه ( مدخل إلى علم اللغة ) ومنهم أيضاً الدكتور عبد الغفار هلال في كتابه ( علم اللغة بين القديم والحديث ) وسواهما.






المحاضرة الثالثة

اللغة و الاتصال

اللغة كما فهمتها المدارس الفكرية المختلفة:
إن طبيعة اللغة وجوهرها لا يمكن أن تفهم بوضوح إلا من خلال الدور الذي تؤديه في حياة الناس في كافة المجتمعات على أنها وسيلة الاتصال الرئيسة وقد عبر أحد الباحثين اللغويين المعاصرين عن هذه الحقيقة بقوله:
( إذا أردنا أن ندرس الفكر والنتاج الفكري فالواجب أن ندرس اللغة وإذا أردنا أن ندرس اللغة فعلينا أن ندرس عملها الاتصالي في المجتمع ).

وقد كانت اللغة منذ القدم من الموضوعات التي تشملها عباءة الفلسفة لذلك رأى الفلاسفة وعلماء المنطق أن مهمة اللغة هي الرمز إلى موجودات العالم ووقائعه وأحداثه فإن من أهم ما يميز الإنسان عن سائر الحيوان القدرة على الترميز واطلاق معاني اصطلاحية للموجودات المادية والمعنوية وعليه يرون أن الوظيفة الرئيسية للغة هي نقل الخبرة الإنسانية والتعبير عن الفكر واكتساب المعرفة. وعليه فاللغة ضرورة حتمية للفكر ومن ثم تقدم الثقافة والعلم.

يقول أحد اللغويين الغربيين:
اللغة تولد الفكر وإن الناس ليطلبون في تكوين أفكارهم عون اللغة ، فاللغة تعد أم التفكير وإنما يسمى عمليات العقل ليس إلا من عمل اللغة ، إن المرء لا يفكر بدون عون اللغة.

ويحلل مفكر انجليزي هو ( جيفونز ) الوظيفة العقلية التي تؤديها اللغة فيبين أن اللغة تخدم ثلاثة أغراض :
1- كونها وسيلة للتفاهم.
2- كونها أداة تساعد على التفكير.
3- كونها أداة لتسجيل الأفكار والرجوع إليهـا.
فاللغة أولاً وأخيراً في نظر الفلاسفة العقليين فكر أو تعبير عن فكر.

أما السلوكيون من علماء النفس فقد اهتموا باللغة أيضاً على اعتبار أنها سلوك إنساني مقدوراً وأن الوسيلة الأساسية للغة هي محاولة الوصول إلى عمق الشعور الإنساني والتأثير في النفس وإقناع الناس بالرسالة التي توجهه إليهم وتدفعهم إلى عمل سلوكي معين كشراء سلعة أو تغير نمط من أنماط السلوك أو الإيمان بمبدأ ما، وحجتهم في ذلك أن اللغة تحتوي على كثير من الكلمات المشحونة بالانفعال والتأثر مثل: جميل ، قبيح ، لطيف ، بشع ، .....إلخ.
وهذه الكلمات من وجهة نظر السلوكيين لا تعبر عن صفات أو خواص تلك الأعمال أما الأشياء التي تتعلق بها على رد فعل تأثري عند المتكلم إزاء أعمال أو أشياء معينة.

فاللغة من وجهة علماء النفس أقوى الوسائل النفسية وأقدرها على السيطرة على الأفكار ونستطيع أن نبين ذلك في الإعلان التجاري الذي أصبح اليوم فناً يتكئ على اللغة ويتخذها وسيلة رئيسية للوصول إلى عقل المستهلك.

وفي الانتخابات في بعض الدول نلاحظ أن الفوز في الغالب يكون إلى جانب أفصح المرشحين لساناً وفي ساحات المحاكم قد يحكم القضاة بالغلبة لأكثر الخصمين قدرة على استخدام اللغة.

ويوضح النبي عليه الصلاة والسلام فاعلية اللغة وتأثيرها على القاضي فيقول :
( إنكم لتختصمون إلي وعسى أن يكون بعضكم ألحن في حجته من الآخر فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار ).
ويرى اللغويون أن الغرض الأساسي من اللغة هو تحقيق الاتصال والترابط بين أفراد المجتمع الواحد وإيجاد المجتمع المتماسك ، فاللغة كما يقول أحد اللغويون المحدثين هي ( اسمنت المجتمع ) فالإنسان يتصل بغيره عن طريق الكلام ولا تنحصر مهمة الكلام بالتفاهم بل هو من المقام الأول وسيلة للمخالطة الاجتماعية والاتصال بين الناس ، واللغة والاتصال يصبغان الفرد بالصبغة الاجتماعية ويحققان له الانسجام مع الجماعة اللغوية التي ينتمي إليها.

ولو أحصينا الأحداث اللغوية في أحد المجتمعات لوجدنا أن بعضها لا يحوي فكراً عميقاً بالضرورة ومن ذلك كلمات المجاملة كالتحية والتهنئة والوداع ويدخل في ذلك قولنا ( أشكرك ، عفواً ، لا تؤاخذني ،...الخ.

كما أن للغة وظيفة التوجيه العملي المباشر كما في عقد القران إذ يتم الزواج بالنطق بألفاظ معينة ، وكذلك في المحكمة حين يقول القاضي حكمت عليك بكذا وكذا ، وفي اللافتات التي نقرأها والتي فيها توجيهات وإرشادات مثل : اتجه إلى اليمين ، الانتظار ممنوع ، التدخين ممنوع ، وهكذا...

وقد ذكر اللغويين أن الإنسان قد يحرك حباله الصوتية لمناجاة الذات وهو ميال بوجه عام إلى اللعب باللغة وقد تصبح اللغة مصدر بهجة ومتعة للإنسان وقد يستخدمها في التحدث إلى بعض الحيوانات المستأنسة لما فيها من انسجام صوتي وجرس محبب للأذن لذا لا شيء يتيح للإنسان الوعي بنفسه والاتصال بالعالم سوى قيمة الأشياء ، استخدام اللغة ، والكلام واللغة من جهة الوظيفة كالوعي سواء بسواء.

المحاضرة الرابعة
اللغة والفكر

يدور الجدل أحياناً بين اللغويين والفلاسفة وعلماء النفس وعلماء الاجتماع في موضوع العلاقة بين اللغة والفكر. إذ يقال مثلا :
هل يمكن أن يستقل الفكر عن اللغة فنفكر بدون ألفاظ ؟
وهل تعكس اللغة حقاً عقلية الأمة التي تستخدمها أم أن اللغة هي التي تحدد أفكارنا وتقيد سلوكنا ؟

ويتفق الباحثون على أن الفكر بشكل عام نشاط عقلي أو طريقة من طرق السلوك وهو نشاط هادف إذ يحدث لخدمة الإحساس والإرادة ، وقد يظهر أن بعض الحيوانات لديها نشاط عقلي يتمثل في استخدام بعض الأدوات وفي حل بعض المشكلات وإجراء بعض العمليات الحسابية ، غير أنه من المهم أن نلحظ أن هذا النشاط يتم في غيبة اللغة لأن هذه الحيوانات غير قادرة على وضع نشاطها العقلي في رموز لغوية أما الإنسان فالطابع الجوهري لنشاطه العقلي هو استعمال الرموز اللغوية.

وقد توصلت البحوث التي درست نمو التفكير واللغة عند الطفل إلى وجود مرحلة لما قبل الكلام في تفكير الطفل وحين يقترب الطفل من نهاية العام الثاني يدرك أن لكل شيء اسماً كما تنضج بعض أجهزة النطق عنده ، وعندئذٍ يقال إن التفكير عند الطفل أصبح لفظياً.

والغالب ألا يشعر الإنسان بتفكيره حين يفكر ومن أمثلة ذلك أننا حين نبدأ في تعلم قيادة السيارة ننتبه لكل حركة نقوم بها حتى تكون في مكانها وزمانها المحددين وبعد أن نتقن القيادة ونبلغ حد البراعة يغلب علينا أن تتم التصرفات دون شعور أو بأدنى شعور.

وقد ثار جدل شديد بين علماء النفس في طبيعة العلاقة بين اللغة والفكر وفي إمكان أن ينفصل أحدهما عن الآخر متى انتهى بعض اللغويين والتي وضعت تفسير في طبيعة هذه العلاقة إلا أن النظريات التي حاولت الفصل بينهما كانت دائماً تنتهي إلى دائرة مفرغة ولم يقر بها أحد حتى الآن، ومن التفسيرات التي تجد قبولاً عند كثير من اللغويين وعلماء النفس التفسير الذي يذهب إلى تطابق التفكير واللغة فنحن حين نتكلم نعبر عن أفكار وحين نفكر نتكلم ولكن دون ألفاظ بصوت خافت.

ونلخص كل ما سبق في النقاط التالية:
1- الفكر نشاط عقلي ذو هدف يغلب أن لا يشعر الفرد به.
2- يكون التفكير في بدايته عند الطفل منفصلاً عن الكلام ثم يتصل به بعد ذلك.
3- الطابع الجوهري للنشاط العقلي هو استعمال الرموز اللغوية ومن ثم لا ينفصل التفكير عن اللغة.
وبقيت مشكلة في هذا الموضوع تتصل بما يجري على الألسنة والأقلام من قولهم ( الفكر العربي والعقلية الانجليزية ..إلى آخره ) مما يفهم منه أن لكل شعب نمطاً خاصاً من التفكير يصح أن ينسب إليه ويوصف به وبما أن الفكر نشاط أو سلوك فمن المقبول أن نجد فيه عناصر عامة أو مشتركة بين جميع البشر وعناصر أخرى قليلة خاصة لشعب من الشعوب أو بفرد من الأفراد. ومن المهم أن نحذر من الخلط بين الفكر بوصفه نشاطاً مميزاً للإنسان عن الحيوان والفكر الخاص بشعب أو طبقة أو فرد.

وعلى كل الأحوال فإن اللغات الإنسانية يمكن أن تشترك في عدد من العموميات وأمثلة ذلك كثيرة منها أن العربي الذي يقول قرأت كتابين ، والانجليزي الذي يقول في الموقف نفسه I read two books قد عبرا عن الفكرة نفسها ولكن بطريقتين مختلفتين.

كما تتضمن اللغات ضمائر يشار بها إلى المتكلم أو المخاطب أو الغائب غير أنها تختلف في عددها وفقاً للجنس أو العدد ، ففي اللغة الإنجليزية مثلاً يشار إلى المخاطب بالضمير You مذكراً أو مؤنثاً مفرداً أو مثنى أو جمعاً. في حين يقال في العربية ( أنت ، أنتِ ، أنتما ، أنتم ، أنتن ) بمراعاة الجنس والعدد.

ووحدة الكلام في كل اللغات هي الجملة التي تتضمن عنصرين ضروريين هما المستند والمستند إليه والجملة قد تكون مثبته أو منفيه ومن الملاحظ أن النفي يعبر عنه بأسلوب أكثر تركيباً من أسلوب الإثبات ففي العربية تقول : هذا كتابٌ ، وفي النفي تقول : ما هذا كتابُ. وفي الإنجليزية تقول This is a book وفي النفي تقول This is not a book

ومن الأمثلة السابقة نتبين أن لدى البشر أفكاراً عامة ترتبط بقدرتهم على الإدراك والتصنيف . واللغة تعكس هذه الأفكار وتأتي في خدمتها ولهذا قيل إن وجود العموميات اللغوية يقر مبدأ أن التفكير مطابق اللغة.












المحاضرة الخامسة
اللغة والمجتمع

يكتسب الطفل لغته من مجتمعه الذي يعيش فيه منذ ولادته وحتى وفاته ويكون خلالها عضو في المجتمع تتأصل عضويته الفاعلة عن طريق استخدام اللغة.

فبعد ولادة الطفل بأسابيع قليلة يبدأ بالصياح لتقضى له حاجة من حاجاته أن تشبع رغبة من رغباته وبعد شهور يكتشف عالم الأشياء والأسماء ويدرك أن لكل شيء اسماً وأن قضاء حاجاته الملحة يتصل اتصالاً وثيقاً باللغة. ويستمر هذا الاتصال ممتداً في حياته وهو طفل صغير إلى أن يصبح تلميذاً في مدرسة أو طالباً في جامعة أو عامل في أي قطاع.

وعضويته الفاعلة في المجتمع ترتبط بقدرته على الاتصال وسيطرته على اللغة التي هي أهم أدواته وأغناها لذلك كان اكتساب الفرد للغة عملية ممتدة امتداد حياته أو قل أنها عملية نمو متصل.

والمجتمع حريص أشد الحرص على أن يجعل الفرد عضواً فيه وأن يصبغه في فكره وفي سلوكه بصبغته ، واللغة هي الأداة التي يستخدمها المجتمع لتحقيق هذا الهدف بكل أشكاله فالبيت والمسجد والمدرسة والجامعة والمصنع والمتجر ما هي إلا بيانات يتلقى فيها الفرد أنماط السلوك وقواعد اللغة وبهذه الطريقة يكتسب الفرد شخصيته الاجتماعية ويكون عضواً فاعلاً. كما يكتسب لغته بها وفقاً لعرف الجماعة التي ينتمي إليها.

ويدفع الفرد إلى اكتساب لغته وإلى تنميتها نوعان من الدوافع:
1- الدوافع التعاملية : وتخدم الوظيفة التعاملية في أكثر صورها تطوراً ما يمكن أن يسمى النشاط العلمي للمجتمع في عمومه ولأعضائه الأفراد ومدى هذا النشاط واسع جداً فهو يشمل العمل اليومي المباشر من أجل تحقيق الحاجات الاقتصادية كما يشمل التنظيم الاجتماعي ، ويستطيع الفرد بواسطة اللغة أن يستعين بإمكانيات المجتمع من أجل تحقيق أهدافه المختلفة كما يستطيع المجتمع أن ينظم سلوك الأعضاء من الأفراد استناداً إلى اللغة.
2- الدوافع التعبيرية : تمتد الوظيفة التعبيرية عند نموها الكامل من المحادثة اليومية إلى أعلى مستوى من التعبير الإنساني الراقي وتبدو الأشكال العليا للوظيفة التعبيرية في التعبير الجماعي فكل الفنون الأدبية تعبير طالما حركتها الدوافع الشعورية ويدخل في ذلك الشعر والقصة والمقالة والمسرحية وغيرها.




اللغة والسلوك الاجتماعي

حين يتركز التفكير حول الذات يكون تفكيراً فردياً وهو التفكير الذي يطلق عليه الكلام الداخلي ولكن عندما يفكر الفرد مع غيره يكون تفكيره جماعياً وهو التفكير الذي يطلق عليه الكلام الخارجي أو اللغة ، ويأتي هذا التفكير مصطبغاً بصبغة المجتمع الذي يشترك أعضائه في سمات معينة فكأن اللغة هي وسيلة التفكير الجماعي أو السلوك الاجتماعي.

والسلوك الاجتماعي الذي يحدده المجتمع عن طريق اللغة يحقق أربعة وظائف:
1- تذكر التجارب الماضية: ويتمثل في استحضار الأحداث والتجارب الماضية للمجتمع وما يتصل بها من أعراف. وقد يسرت الكتابة للمجتمعات أن تحتفظ بدينها وتاريخها وتراثها مسجلاً لا تنال من الأيام أو في الأعوام وفي الوقت الحاضر ظهرت وسائل أكثر دقة تقوم بهذا العمل مثل أجهزة تسجيل الصوت وأجهزة أخرى تقوم على العقول الآلية.
2- الشعور بالبينة الحاضرة المباشرة: ويرتبط هذا الشعور بالأحداث والتجارب الماضية كما يرتبط بالأحداث والتجارب التي يقابلها المجتمع في حياته المعاصرة وعليه يستفاد من تجارب الماضي في الحاضر.
3- توقع الأحداث المستقبلية والتخطيط لها: وربما يكون له دور أقل أهمية في المجتمعات البدائية ولكن له دور بالغ الأهمية في المجتمعات الحديثة ويكفي أن نشير إلى هذا الدور بالتخطيط السياسي والحربي والاقتصادي في مجتمع ما.
4- التوجيه العملي المباشر: ويتعلق بالنشاط والسلوك الذي يشترك فيه أعضاء المجتمع ليحصلوا على نتيجة عملية ذات أهمية لأفراد المجتمع بوجه عام.

إن اللغة في المجتمعات الحديثة وثيقة الصلة بكل أشكال السلوك الاجتماعي ويتمثل هذا على السواء عند استحضار تاريخ المجتمع أو تجاربه الماضية أو عند الاتصال المباشر بالأحداث والتجارب اليومية أو عند التخطيط لأحداث مستقبلية أو عند مباشرة العمل وتوجيه القائمين عليه.


__________________________________________________ _____

[مَلاك]

الله يسعدك شكرا

[الحلا عبودي]

يعطيك الف عافية