الموضوع أكبر بكثير من العنصرية ... !! نظرة شاملة

[mr.key]

بسم الله الرحمن الرحيم

قرأت في موضوع أخي (( ahmed ibrahem )) والذي تحدث فيه عم مايراه هو نوع من العنصرية في التعامل مع الأشخاص ذوو الأم السعودية والأب الأجنبي بخصوص التسكين ،، وحدد كلامه عن الكليات الصحية ,,, وقال بأنها تعامل هؤلاء الأشخاص بنوع من التمييز المقيت ... وهو رأي بكل تأكيد يحترم – حتى وإن كنت أخالفه - ،،، لكن الشيء الذي جعلني أكتب هذا الموضوع هو ما رأيته من التباس في بعض المفاهيم حول العنصرية وبعض المبالغات أو سوء الفهم بمعنى آخر ....

يجب أن ندرك جميعا أن الخطة التنموية لبلادنا المملكة العربية السعودية للسنوات العشر القادمة ستتركز بشكل كبيرعلى سد النقص والعجز في الكادر الصحي السعودي في المستشفيات والمؤسسات الطبية المنتشرة في أنحاء البلاد ،، وهذا من الممكن ملاحظته وبكل سهولة من خلال إلقاء نظرة سريعة على المخصصات المالية للقطاع الصحي (( وزارة الصحة )) خلال السنوات الماضية واستقراء تزايد المخصصات لها بشكل كبير عام بعد عام ،، بغض النظر عن المشاريع الطبية والصحية التابعة للمؤسسات العسكرية (( وزارة الدفاع ووزارة الداخلية )) والتي ستتوسع وبشكل كبير خصوصا في السنوات القادمة أيضا ،، قد يتساءل البعض : لماذا أكتب كل هذه المعلومات ؟؟ بكل بساطة لأن هذه المعلومات تعطيك إنطباع أولي أو استقراء للمستقبل إن شئت القول لواقع التوظيف وإشغال الأيدي العاملة السعودية لهذه الكمية الهائلة من الوظائف التي ستتوفر . لكن إن كنا سنظل بنفس وتيرة تخريج الكوادر الطبية (( طلاب الطب وطب الأسنان والعلوم الطبية التطبيقية )) .. والتي هي منخفضة جدا ولا تواكب سوق العمل الصحي الحالي والذي يقدر عجز ونقص الكوادر السعودية فيه بما يقارب ال 70 % إلى 80% ... فما بالك بعد عشر سنوات وبعد افتتاح العشرات من المدن الطبية ،، أتوقع أن تصل نسبة العجز إلى 90% إذا واصلنا فشلنا في زيادة وتيرة تخريج الأعداد الكافية لسوق العمل الصحي .

لذلك نلاحظ أن توجهات حكومتنا الرشيدة هي إلى سد ثغرة العجز في الكادر الصحي السعودي ،، ومن السهل جدا استقراء هذه التوجهات من زيادة المخصصات المالية من قبل (( وزارة التعليم العالي )) لدعم الكليات الطبية الخاصة والتكفل بنصف مصاريف الطالب السعودي فيها ... هذا بالإضافة إلى افتتاح سبع كليات طبية حكومية بجامعات متفرقة في أنحاء المملكة .. أيضا لا ننسى برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي المخصص للتخصصات الصحية – حتى وإن كنت بوجهة نظري أراه برنامج فاشل بنسبة 80% ولا ينتج شي بقدر إضاعة المال فقط !! – ...

* من كل ما سبق تستطيع أن تعذر حكومتنا الرشيدة إن رفضت الطلاب ذوو الأم السعودية للدراسة بالكليات الطبية الحكومية .. لأن عدد المقاعد محدود جدا جدا ...

* طبعا من الممكن أن يأتي شخص ويقول لا ... حرام .. هذا من أم سعودية زيه زي اللي من أب سعودي .. ليش هو وش ذنبه ؟؟!! .. جوابي هو أن المشكلة مادام أنها لم تحل بعد ولا تزال محل التداول في الديوان ومجلس الشورى ولم يبت الأمر فيها .. ومادام أن النظام لا يعطي الشخص ذو الأم السعودية الجنسية السعودية – حتى وإن كنت أنا لي بعض التحفظات على بعض كيفيات وتبعات القرار – فإننا لا نستطيع ولا نتحمل أن نخرج شخص من كلية صحية سيحمل جنسية غير سعودية ... لذلك أتمنى أن لا يأخذ الموضوع من ناحية العنصرية ،، فلو كانت الدولة عنصرية لرفضت أصلا أن تدرس في الجامعة في بادئ الأمر .. فالقضية وبمجملها هي قضية حساسية وخطورة موضوع الكادرالصحي السعودي ونسبة السعودة فيه ،،، لذلك عومل بطريقة مختلفة أتمنى من الأشخاص الذين لديهم اعتراضات عليه أن يتفهموا أن هذه القضية أصبحت تلوح في الأفق كمشكلة قد تضرب شريان رئيسي من شرايين النهضة والرقي للمجتمع السعودي ،، فتخيل مجتمع سعودي نسبة الأطباء السعوديين فيه 10% أو 20% فقط !! بل أزيدك من الشعر بيت بأن هذه القضية أصبح يؤكد عليها مرارا وتكرارا وزير الصحة الدكتور الربيعة ويؤكد دائما بأن الحكومة تعمل على تدارك الأمر قبل أن يقع الفاس بالراس ... ومن أهمية هذا الموضوع تخيل بأن السعوديين العاملين في المجال الصحي لهم كادر خاص فيهم (( أي سلم رواتب وميزات )) تحت مسمى الكادر الصحي وهو تحت إشراف وزارة العمل .

ختاما .... لا أنكر أن هناك بعض مظاهر العنصرية في مجتمعنا ،، فنحن لسنا ملائكة منزلون ،، لكني مؤمن بانها تنحسر وتزول يوما بعد يوم ،، لكني فقط أحببت أن أوضح أن قضية الكادر الصحي والتعليم الطبي فالمملكة يجب أن ينظر له من زوايا مختلفة بأخذ الاعتبار لكل المؤثرات والمتغيرات ،،

* متأسف على الإطالة والأخطاء الإملائية – إن وجدت – فالموضوع كتب على عجل وبدون مراجعة ،،،

دمتم بود ،،،

عبدالرحمن بن عبدالله الجميلي