InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الأقسام الخاصة > الأقسام العامة > المنتدى الإسلامي
التسجيل مشاركات اليوم البحث
   
   


المنتدى الإسلامي المواضيع الدينية

~| ثــــلاثــــة الاصــــــول |~

المنتدى الإسلامي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 18-06-2012, 10:53 AM
الصورة الرمزية خلود 99

خلود 99 خلود 99 غير متواجد حالياً

هلآآلــــية ❤

 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
التخصص: ؛؛ علــــوــــوم إداريــــــــــــــه ؛؛
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: الثالث
الجنس: أنثى
المشاركات: 5,769
افتراضي رد: ~| ثــــلاثــــة الاصــــــول |~


المرتبة الثانية(1) : ،الإيمان (2) ،وهو بضع (3)
وسبعون شعبة (4) ، فأعلاها قول لا إله إلا الله
وأدناها إماطة الأذى(5) عن الطريق، والحياء (6)
شعبة من الإيمان، .
(1) أي مراتب الدين .
(2) الإيمان في اللغة التصديق.
وفي الشرع "اعتقاد بالقلب وقول باللسان
وعمل بالجوارح وهو بضع وسبعون شعبة" .
(3) البضع: بكسر الباء من الثلاثة إلى التسعة.
(4) الشعبة : الجزء من الشيء.
(5) أي إزالة الأذى وهو ما يؤذي المارة من أحجار وأشواك
ونفايات وقمامة وماله رائحة كريهة ونحو ذلك.
(6) الحياء صفة إنفعالية تحدث عند الخجل
وتحجز المرء عن فعل ما يخالف المروءة.
والجمع بين ما تضمنه كلام المؤلف رحمه الله تعالى
من أن الإيمان بضع وسبعون شعبة وأن الإيمان
أركانه ستة أن نقول: الإيمان الذي هو العقيدة أصوله ستة
وهي المذكورة في حديث جبريل عليه الصلاة والسلام
حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان
فقال: "الإيمان أن تؤمن بالله ، وملائكته ،
وكتبه ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره"(35)
وأركانه ستة : أن تؤمن بالله (1) .
وأما الإيمان الذي يشمل الأعمال وأنواعها وأجناسها
فهو بضع وسبعون شعبة ولهذا سمى الله تعالى الصلاة إيماناً
في قوله (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ)(البقرة:الآية143)
قال المفسرون يعني صلاتكم إلى بيت المقدس
لأن الصحابة كانوا قبل أن يؤمروا بالتوجه إلى
الكعبة يصلون إلى بيت المقدس.
(1) الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور:
الأول: الإيمان بوجود الله تعالى:
وقد دل على وجوده تعالى: الفطرة ، والعقل ،
والشرع والحس.
1- أما دلالة الفطرة على وجوده: فإن كل مخلوق
قد فطر على الإيمان بخالقه من غير سبق تفكير أو تعليم
ولا ينصرف عن مقتضى هذه الفطرة إلا من طرأ على قلبه
ما يصرفه عنها لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
" ما من مولود إلا يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه
أو ينصرانه ، أو يمجسانه"(36) .
2- وأما دلالة العقل على وجود الله تعالى :
فلأن هذه المخلوقات سابقها ولاحقها لابد لها من خالق
أوجدها إذ لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها ،
ولا يمكن أن توجد صدفة.
لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها لأن الشيء
لا يخلق نفسه ، لأن قبل وجوده معدوم فكيف يكون خالقاً؟
ولا يمكن أن توجد صدفة ، لأن كل حادث لابد له من محدث
ولأن وجودها على هذا النظام البديع، والتناسق المتآلف
والارتباط الملتحم بين الأسباب ومسبباتها
وبين الكائنات بعضها مع بعض يمنع منعاً باتاً أن يكون
وجودها صدفة ، إذ الموجود صدفة ليس على نظام في أصل
وجوده فكيف يكون منتظماً حال بقائه وتطوره؟!
وإذا لم يمكن أن توجد هذه المخلوقات نفسها بنفسها
ولا أن توجد صدفة تعين أن يكون لها موجد وهو الله رب العالمين.
وقد ذكر الله تعالى هذا الدليل العقلي والبرهان القطعي
في سورة الطور ، حيث قال:
(أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ) (الطور:35)
يعني أنهم لم يخلقوا من غير خالق، ولا هم الذين خلقوا
أنفسهم ، فتعين أن يكون خالقهم هو الله تبارك وتعالى،
ولهذا لما سمع - جبير بن مطعم -
رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقرأ سورة الطور فبلغ هذه الآيات
(أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ *
أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ *
أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ) (الطور:35-37)
وكان - جبير يؤمئذ مشركاً قال : "كاد قلبي أن يطير ،
وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي" رواه - البخاري -
مفرقاً(37).
ولنضرب مثلاً يوضح ذلك ، فإنه لو حدثك شخص
عن قصير مشيد ، أحاطت به الحدائق، وجرت بينها الأنهار
وملئ بالفرش والأسرة، وزين بأنواع الزينة من مقوماته ومكملاته
وقال لك: إن هذا القصر وما فيه من كمال قد أوجد نفسه
أو وجد هكذا صدفة بدون موجد
لبادرت إلى إنكار ذلك وتكذيبه
وعددت حديثه سفها من القول، أفيجوز بعد ذلك
أن يكون هذا الكون الواسع بأرضه وسمائه
وأفلاكه وأحواله، ونظامه البديع الباهر، قد أوجد نفسه
أو وجد صدفة بدون موجد ؟ !
3-وأما دلالة الشرع على وجود الله تعالى :
فلأن الكتب السماوية كلها تنطق بذلك ،
وما جاءت به من الأحكام المتضمنة لمصالح الخلق
دليل على أنها من رب حكيم عليم بمصالح خلقه،
وما جاءت به من الأخبار الكونية التي شهد الواقع
بصدقها دليل على أنها من رب قادر على إيجاد ما أخبر به.
4- وأما أدلة الحس على وجود الله فمن وجهين:
أحدهما: أننا نسمع ونشاهد من إجابة الداعين ،
وغوث المكروبين ، ما يدل دلالة قاطعة على وجوده تعالى
قال الله تعالى(وَنُوحاً إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ )
(الأنبياء:الآية76)
وقال تعالى(إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ )(الأنفال:الآية9)
وفي صحيح البخاري عن - أنس بن مالك رضي الله عنه :
"أن أعرابياً دخل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم
يخطب، فقال: ( يا رسول الله) ،
هلك المال ، وجاع العيال ، فادع الله لنا ،
فرفع يديه ودعا فثار السحاب أمثال الجبال
فلم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر
على لحيته. وفي الجمعة الثانية قام ذلك الأعرابي أو غيره.
فقال : ( يارسول الله) تهدم البناء وغرق المال،
فادع الله لنا ، فرفع يديه وقال :
"الله حوالينا ولا علينا" ،
فما يشير إلى ناحية إلا انفرجت"(38).
وما زالت إجابة الداعين أمراً مشهوداً إلى يومنا هذا
لمن صدق اللجوء إلى الله تعالى وأتى بشرائط الإجابة.
الوجه الثاني: أن آيات الأنبياء التي تسمى (المعجزات)
ويشاهدها الناس ، أو يسمعون بها ، برهان قاطع على
وجود مرسلهم ، وهو الله تعالى، لأنها أمور خارجة
عن نطاق البشر ، يجريها الله تعالى تاييداً لرسله ونصراً لهم .
مثال ذلك: آية موسى صلى الله عليه وسلم حين
أمره الله تعالى أن يضرب بعصاه البحر ،
فضربه فانفلق اثنى عشر طريقاً يابساً ،
والماء بينها كالجبال، قال الله تعالى
(فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ
فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ) (الشعراء:63) .
ومثال ثان: آية عيسى صلى الله عليه وسلم
حيث كان يحيى الموتى ، ويخرجهم من قبورهم بإذن الله
قال الله تعالى(وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ ) (آل عمران:الآية49)
وقال (وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي )(المائدة:الآية110) .
ومثال ثالث: لمحمد صلى الله عليه وسلم حين طلبت
منه قريش آية، فاشار إلى القمر فانفلق فرقتين فرآه الناس
وفي ذلك قوله تعالى (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ *
وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) (القمر:1-2)
فهذه الآيات المحسوسة التي يجريها الله تعالى تأييداً لرسله،
ونصراً لهم ، تدل دلالة قطعية على وجوده تعالى.
الثاني: الإيمان بربوبيته:
أي بأنه وحده الرب لا شريك له ولا معين.
والرب :له الخلق والملك ، والأمر ، فلا خالق إلا الله
ولا مالك إلا هو ، ولا أمر إلا له، قال تعالى : (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ )(الأعراف:الآية54)
وقال: (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ
مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ)(فاطر:الآية13).
ولم يعلم أن أحداً من الخلق أنكر ربوبية الله سبحانه،
إلا أن يكون مكابراً غير معتقد بما يقول ، كما حصل من -
فرعون - حين قال لقومه : ( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى)
(النازعـات:الآية24)
وقال: ( يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي)
(القصص:الآية38)
لكن ذلك ليس عن عقيدة ،
قال الله تعالى: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً)
(النمل:الآية14)
وقال موسى لفرعون فيما حكى الله عنه
(قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ
بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً) (الإسراء:102)
ولهذا كان المشركون يقرون بربوبية الله تعالى ،
مع إشراكهم به في الألوهية، قال الله تعالى :
(قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ*
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ* قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ
السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ*سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ*
قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ*سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ) (المؤمنون:84-89) .
وقال الله تعالى(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ
وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) (الزخرف:9)
وقال(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) (الزخرف:87) .
وأمر الرب سبحانه شامل للأمر الكوني
والشرعي فكما أنه مدبر الكون القاضي فيه بما يريد
حسب ما تقتضيه حكمته ، فهو كذلك الحاكم فيه بشرع
العبادت وأحكام المعاملات حسبما تقتضيه حكمته ،
فمن اتخذ مع الله تعالى مشرعاً في العبادات
أو حاكماً في المعاملات فقد أشرك به ولم يحقق الإيمان.
الثالث: الإيمان بألوهيته:
أي ( بأنه وحده الإله الحق لا شريك له)
و "الإله" بمعنى المألوه" أي "المعبود حباً وتعظيماً ،
وقال الله تعالى(وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)
(البقرة:163)وقال تعالى
(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً
بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (آل عمران:18)
وكل ما اتخذ إلها مع الله يعبد من دونه فألوهيته باطلة
قال الله تعالى(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ
مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (الحج:62)
وتسميتها آلهة لا يعطيها حق الألوهية قال الله تعالى
في اللات والعزى ومناة :
( إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ
مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ )(لنجم:الآية23)
وقال عن هود أنه قال لقومه:
(أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ
مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ )(الأعراف:الآية71)
وقال عن يوسف أنه قال لصاحبي السجن
( أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ *
مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ
وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ
إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يوسف:39-40).
ولهذا كانت الرسل عليهم الصلاة والسلام يقولون لأقوامهم
(اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ )
ولكن أبى ذلك المشركون ، واتخذوا من دون الله آلهة
يعبدونهم مع الله سبحانه وتعالى، ويستنصرون بهم ، ويستغيثون.
وقد أبطل الله تعالى اتخاذ المشركين
هذه الآلهة ببرهانين عقليين:
الأول: أنه ليس في هذه الآلهة التي اتخذوها شيء
من خصائص الألوهية ، فهي مخلوقة لا تخلق ،
ولا تجلب نفعاً لعابديها ، ولا تدفع عنهم ضرراً ،
ولا تملك لهم حياة ولا موتاً ، ولا يملكون شيئاً
من السموات ولا يشاركون فيه.
قال الله تعالى(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئا
ً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً
وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَيَاةً وَلا نُشُوراً) (الفرقان:3)
وقال تعالى(قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ
لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ
وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ *
وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ) (سـبأ:22 - 23).
وقال (أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ *
وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ)
(الأعراف:191 - 192)
وإذا كانت هذه حال تلك الآلهة، فإن اتخاذها
آلهة من أسفه السفه ، وأبطل الباطل.
الثاني: أن هؤلاء المشركين كانوا يقرون بأن الله تعالى
وحده الرب الخالق الذي بيده ملكوت كل شيء
وهو يجير ولا يجار عليه ، وهذا يستلزم أن
يوحوده بالألوهية كما وحدوه بالربوبية
كما قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ
الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ*
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً
وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ
رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة:21- 22)
وقال (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ)
(الزخرف:87)
وقال : ( قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ
السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ
الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ
أَفَلا تَتَّقُونَ * فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ
الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) (يونس:31 - 32)
الرابع : الإيمان بأسمائه وصفاته :
أي ( إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه ،
أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء
والصفات على الوجه اللائق به من غير تحريف ، ولا تعطيل
ولا تكييف ، ولا تمثيل ، قال الله تعالى
(وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ
فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأعراف:180)
وقال(وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)(الروم:الآية27)
وقال (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(الشورى:الآية11).
وقد ضل في هذا الأمر طائفتان:
إحداهما : (المعطلة) الذين أنكروا الأسماء ،
والصفات ، أو بعضها ، زاعمين أن إثباتها يستلزم التشبيه
أي تشبيه الله تعالى بخلقه ، وهذا الزعم باطل لوجوه منها:
الأول : أنه يستلزم لوازم باطلة كالتناقض في كلام الله سبحانه
وذلك أن الله تعالى أثبت لنفسه الأسماء والصفات
ونفى أن يكون كمثله شيء ، ولو كان إثباتها يستلزم التشبيه
لزم التناقض في كلام الله ، وتكذيب بعضه بعضاً.
الثاني: أنه لا يلزم من اتفاق الشيئين في اسم
أو صفة أن يكونا متماثلين، فأنت ترى الشخصين
يتفقان في أن كلاً منهما إنسان سميع ، بصير ، متكلم
ولا يلزم من ذلك أن يتماثلا في المعاني الإنسانية
والسمع والبصر ، والكلام ، وترى الحيوانات لها أيد وأرجل
وأعين ولا يلزم من أتفاقها هذا أن تكون أيديها وأرجلها
وأعينها متماثلة .

 


توقيع خلود 99  

.
.

AL HILAL


... عشِقيْ الـأبــــدي "


....

 

رد مع اقتباس

 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 18-06-2012, 11:01 AM   #2

خلود 99

هلآآلــــية ❤

الصورة الرمزية خلود 99

 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
التخصص: ؛؛ علــــوــــوم إداريــــــــــــــه ؛؛
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: الثالث
الجنس: أنثى
المشاركات: 5,769
افتراضي رد: ~| ثــــلاثــــة الاصــــــول |~

فإذا ظهر التباين بين المخلوقات فيما تتفق فيه من أسماء
أو صفات، فالتباين بين الخالق والمخلوق أبين وأعظم.

الطائفة الثانية: ( المشبهة) الذين أثبتوا الأسماء
والصفات مع تشبيه الله تعالى بخلقه زاعمين أن
هذا مقتضى دلالة النصوص ، لأن الله تعالى يخاطب
العباد بما يفهمون وهذا الزعم باطل لوجوه منها:
الأول: أن مشابهة الله تعالى لخلقه أمر باطل يبطله العقل
والشرع ، ولا يمكن أن يكون مقتضى نصوص الكتاب والسنة أمراً باطلاً.
الثاني: أن الله تعالى خاطب العباد بما يفهمون من
حيث أصل المعنى ، أما الحقيقة والكنه الذي عليه
ذلك المعنى فهو مما استأثر الله تعالى بعلمه
فيما يتعلق بذاته، وصفاته.
فإذا أثبت الله لنفسه أنه سميع ، فإن السمع معلوم
من حيث أصل المعنى ( وهو إدراك الأصوات)
لكن حقيقة ذلك بالنسبة إلى سمع الله تعالى غير معلومة
لأن حقيقة السمع تتباين حتى في المخلوقات
فالتباين فيها بين الخالق والمخلوق، أبين وأعظم.
وإذا أخبر الله تعالى عن نفسه أنه استوى على عرشه
فإن الاستواء من حيث أصل المعنى معلوم ، لكن
حقيقة الاستواء التي هو عليه غير معلومة بالنسبة
إلى استواء الله على عرشه لأن الإستواء تتباين في
حق المخلوق، فليس الاستواء على كرسي مستقر
كالاستواء على رحل بعير صعب نفور، فإذا تباينت
في حق المخلوق ، فالتباين فيها بين الخالق
والمخلوق أبين وأعظم.
وملائكته (1)
والإيمان بالله تعالى على ما وصفنا يثمر للمؤمنين
ثمرات جليلة منها:

الأولى: تحقيق توحيد الله تعالى بحيث لا يتعلق
بغيره رجاء، ولا خوفاً ، ولا يعبد غيره.
الثانية: كمال محبة الله تعالى ، وتعظيمه بمقتضى
أسمائه الحسنى وصفاته العليا.
الثالثة: تحقيق عبادته بفعل ما أمر به، واجتناب ما نهى عنه.
(1) الملائكة: عالم غيبي مخلوقون ،
عابدون لله تعالى ، وليس لهم من خصائص الربوبية
والألوهية شيء ، خلقهم الله تعالى من نور ،
ومنحهم الانقياد التام لأمره، والقوة على تنفيذه.
قال الله تعالى:
(وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ *
يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ) (الأنبياء:19- 20).
وهم عدد كثير لا يحصيهم إلا الله تعالى، وقد ثبت
في الصحيحين من حديث أنس رضي الله
عنه في قصة المعراج أن النبي صلى الله عليه وسلم
رفع له البيت المعمور في السماء يصلي فيه كل يوم
سبعون ألف ملك إذا خرجوا لم يعودا إليه آخر ما عليهم.(39)
والإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور:
الأول: الإيمان بوجودهم.
الثاني: الإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه (كجبريل)
ومن لم نعلم اسمه نؤمن بهم إجمالاً.
الثالث: الإيمان بما علمنا من صفاتهم، كصفة ( جبريل )
فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه
رآه على صفته التي خلق عليها وله ستمائة
جناح قد سد الأفق.
(40) وقد يتحول الملك بأمر الله تعالى
إلى هيئة رجل ، كما حصل (لجبريل) حين أرسله تعالى إلى-
مريم - فتمثل لها بشراً سوياً ، وحين جاء
إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في
أصحابه جاءه بصفة رجل شديد بياض الثياب شديد
سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه أحد
من الصحابة ، فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه ،
وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام ،
والإيمان والإحسان ، والساعة ، وأماراتها ،
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق.
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم :
"هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم". رواه مسلم.(41)
وكذلك الملائكة الذين أرسلهم الله تعالى إلى إبراهيم،
ولوط كانوا في صورة رجال.
الرابع: الإيمان بما علمنا من أعمالهم التي يقومون
بها بأمر الله تعالى، كتسبيحه، والتعبد له ليلاً ونهاراً
بدون ملل ولا فتور.
وقد يكون لبعضهم أعمال خاصة.
مثل: جبريل الأمين على وحي الله تعالى يرسله به إلى الأنبياء والرسل.
ومثل: ميكائيل الموكل بالقطر أي بالمطر والنبات.
ومثل: إسرافيل الموكل بالنفخ في الصور عند قيام الساعة وبعث الخلق.
ومثل: ملك الموت الموكل بقبض الأرواح عند الموت.
ومثل: مالك الموكل بالنار وهو خازن النار.
ومثل: الملائكة الموكلين بالأجنة في الأرحام
إذا تم للإنسان أربعة أشهر في بطن امه ،
بعث الله إليه ملكاً وأمره بكتب رزقه ، وأجله ،
وعمله ، وشقي أم سعيد.
ومثل: الملائكة الموكلين بحفظ أعمال بني آدم
وكتابتها لكل شخص ،
ملكان : أحدهما عن اليمين، والثاني عن الشمال.
ومثل: الملائكة الموكلين بسؤال الميت إذا وضع
في قبره يأتيه ملكان يسألانه عن ربه، ودينه، ونبيه.
والإيمان بالملائكة يثمر ثمرات جليلة منها:
الأولى: العلم بعظمة الله تعالى، وقوته ، وسلطانه ،
فإن عظمة المخلوق من عظمة الخالق.
الثانية: شكر الله تعالى على عنايته ببني آدم ،
حيث وكل من هؤلاء الملائكة من يقوم بحفظهم،
وكتابة أعمالهم ، وغير ذلك من مصالحهم.
الثالثة: محبة الملائكة على ما قاموا به من عبادة الله تعالى.
وقد أنكر قوم من الزائغين كون الملائكة أجساماً ،
وقالوا إنهم عبارة عن قوى الخير الكامنة في المخلوقات ،
وهذا تكذيب لكتاب الله تعالى،
وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين.
قال الله تعالى (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ
جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ)(فاطر:الآية1).
وقال(وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ
يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ) (الأنفال:الآية50)
وقال(وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ
وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ)(الأنعام:الآية93)
وقال(حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ
رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)(سـبأ:الآية23)
وقال في أهل الجنة
(وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ)(الرعد:الآية23)
(سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) (الرعد:24) .
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا أحب الله العبد نادى جبريل
إن الله يحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل،
فينادي جبريل في أهل السماء، إن الله يحب فلانأ فأحبوه ،
فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض".(42)
وكتبه(1).
وفيه أيضاً عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم
" إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد
الملائكة يكتبون الأول فالأول ، فإذا جلس الإمام طووا
الصحف وجاءوا يستمعون الذكر"(43).
وهذه النصوص صريحة في أن الملائكة أجسام
لا قوى معنوية ، كما قال الزائغون وعلى مقتضى
هذه النصوص أجمع المسلمون.
(1) الكتب: جمع ( كتاب ) بمعنى ( مكتوب ).
والمراد بها هنا : الكتب التي أنزلها تعالى على رسله
رحمة للخلق ، وهداية لهم ، ليصلوا بها إلى سعادتهم في الدنيا والآخرة.
والإيمان بالكتب يتضمن أربعة أمور:
الأول: الإيمان بأن نزولها من عند الله حقاً.
الثاني: الإيمان بما علمنا اسمه منها باسمه
كالقرآن الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم
والتوراة التي أنزلت على موسى صلى الله عليه وسلم
والإنجيل الذي أنزل على عيسى صلى الله عليه وسلم
والزبور الذي أوتيه داود صلى الله عليه وسلم
وأما لم نعلم اسمه فنؤمن به إجمالاً.
الثالث: تصديق ما صح من أخبارها ، كأخبار القرآن
وأخبار مالم يبدل أو يحرف من الكتب السابقة.
الرابع: العمل باحكام ما لم ينسخ منها ، والرضا والتسليم به سواء
ورسله(1) .
فهمنا حكمته أم لم نفهمها ، وجميع الكتب السابقة
منسوخة بالقرآن العظيم قال الله تعالى
(وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ
مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْه)(المائدة:الآية48)
أي ( حاكماً عليه ) وعلى هذا فلا يجوز العمل
بأي حكم من أحكام الكتب السابقة إلا ما صح منها وأقره القرآن.
والإيمان بالكتب يثمر ثمرات جليلة منها:
الأولى: العلم بعناية الله تعالى بعباده
حيث أنزل لكل قوم كتاباً يهديهم به.
الثانية: العلم بحكمة الله تعالى في شرعه حيث
شرع لكل قوم ما يناسب أحوالهم.
كما قال الله تعالى
(لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً )(المائدة:الآية48)
(1) الرسل : جمع (رسول) بمعنى (مرسل)
أي مبعوث بإبلاغ شيء.
والمراد هنا:أوحى إليه من البشر بشرع وأمر بتبليغه.
وأول الرسل نوح وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم
قال تعالى (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ) (النساء:الآية163)
وفي صحيح البخاري عن-أنس بن مالك- رضي الله عنه
في حديث الشفاعة أن النبي صلى الله عليه وسلم
(ذكر أن الناس يأتون إلى آدم ليشفع لهم فيعتذر
إليهم ويقول: ائتوا نوحاً رسول بعثه الله - وذكر تمام الحديث(44).
وقال الله تعالى في محمد صلى الله عليه وسلم
(مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ) (الأحزاب:الآية40)
ولم تخل أمة من رسول يبعثه الله تعالى بشريعة
مستقلة إلى قومه ، أو نبي يوحى إليه بشريعة
من قبله ليجددها ، قال الله تعالى
(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ
وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )(النحل:الآية36)
وقال تعالى: ( وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ)(فاطر:الآية24)
وقال تعالى: ( إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ
بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا) (المائدة:الآية44)
والرسل بشر مخلوقون ليس لهم من خصائص الربوبية
والألوهية شيء، قال الله تعالى
عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وهو سيد المرسلين
وأعظمهم جاهاً عند الله
(قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ
وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ
وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
(الأعراف:188)
وقال تعالى(قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً *
قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً)
(الجـن:21- 22)
وتلحقهم خصائص البشرية من المرض ، والموت
والحاجة إلى الطعام والشراب، وغير ذلك،
قال الله تعالى عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام
في وصفه لربه تعالى(وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ *
وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ* وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ)
(الشعراء:79 - 81)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني"(45)
وقد وصفهم الله تعالى بالعبودية له في أعلى مقاماتهم
وفي سياق الثناء عليهم فقال تعالى في نوح صلى الله عليه وسلم
(إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً) (الإسراء:الآية3)
وقال في محمد صلى الله عليه وسلم
(تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً)
(الفرقان:1).
وقال في إبراهيم ، وإسحاق
ويعقوب صلى الله عليهم وسلم
(وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ
وَيَعْقُوبَ أُولِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ *
إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ*
وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ) (صّ:45 - 47) .

 

خلود 99 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 18-06-2012, 11:06 AM   #3

خلود 99

هلآآلــــية ❤

الصورة الرمزية خلود 99

 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
التخصص: ؛؛ علــــوــــوم إداريــــــــــــــه ؛؛
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: الثالث
الجنس: أنثى
المشاركات: 5,769
افتراضي رد: ~| ثــــلاثــــة الاصــــــول |~

وقال في عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم
(إِنْ هُوَ إِلا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائيلَ) (الزخرف:59)والإيمان بالرسل يتضمن أربعة أمور:
الأول: الإيمان بأن رسالتهم حق من الله تعالى،
فمن كفر برسالة واحد منهم فقد كفر بالجميع .
كما قال الله تعالى: ( كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) (الشعراء:105)
فجعلهم الله مكذبين لجميع الرسل مع أنه لم يكن رسول
غيره حين كذبوه ، وعلى هذا فالنصارى
الذين كذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم
ولم يتبعوه هم مكذبون للمسيح بن مريم
غير متبعين له أيضاً ، لا سيما وأنه قد بشرهم
بمحمد صلى الله عليه وسلم ولا معنى لبشارتهم
به إلا أنه رسول إليهم ينقذهم الله به من الضلالة
ويهديهم إلى صراط مستقيم.
الثاني: الإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه مثل:
محمد وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ونوح عليهم الصلاة والسلام
وهؤلاء الخمسة هم أولو العزم من الرسل
وقد ذكرهم الله تعالى في موضعين من القرآن
في سورة الأحزاب في قوله:
( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ
وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ) (الأحزاب:الآية7)
وفي سورة الشورى
في قوله (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً
وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى
وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ) (الشورى:الآية13) .
وأما من لم نعلم اسمه منهم فنؤمن به إجمالاً
قال الله تعالى(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ
مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْك)(غافر:الآية78)
الثالث: تصديق ما صح عنهم من أخبارهم.
الرابع: العمل بشريعة من أرسل إلينا منهم،
وهو خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم المرسل
إلى جميع الناس قال الله تعالى
(فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء:65)
وللإيمان بالرسل ثمرات جليلة منها:
الأولى: العلم برحمه الله تعالى وعنايته بعباده
حيث أرسل إليهم الرسل ليهدوهم إلى صراط الله تعالى
ويبينوا لهم كيف يعبدون الله ، لأن العقل البشري لا
يستقل بمعرفة ذلك.
الثانية: شكره تعالى على هذه النعمة الكبرى.
الثالثة: محبة الرسل عليهم الصلاة والسلام وتعظيمهم
والثناء عليهم بما يليق بهم، لأنهم رسل الله تعالى
ولأنهم قاموا بعبادته ، وتبليغ رسالته ، والنصح لعباده.
وقد كذب المعاندون رسلهم زاعمين أن رسل الله تعالى
لا يكونون من البشر وقد ذكر الله تعالى هذا الزعم
وأبطله بقوله
(وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى
إِلا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولاً * قُلْ لَوْ كَانَ فِي
الأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكاً رَسُولاً) (الإسراء:94 - 95)
فأبطل الله تعالى هذا الزعم بأنه لا بد أن يكون الرسول
بشراً لأنه مرسل إلى أهل الأرض، وهم بشر ،
ولو كان أهل الأرض ملائكة لنزل الله عليهم من السماء
ملكاً رسولاً ، ليكون مثلهم ، وهكذا حكى الله تعالى
عن المكذبين للرسل أنهم
قالوا(إِنْ أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا
عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ *
قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ
وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ
لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) (إبراهيم: 10- 11) .
واليوم الآخر،(1)
(1) اليوم الآخر: يوم القيامة الذي يبعث الناس
فيه للحساب والجزاء . وسمي بذلك لأنه لا يوم بعده
حيث يستقر أهل الجنة في منازهم ، وأهل النار في منازلهم.
والإيمان باليوم الآخر يتضمن ثلاثة أمور:
الأول: الإيمان بالبعث : وهو إحياء الموتى
حين ينفخ في الصور النفخة الثانية، فيقوم الناس
لرب العالمين ، حفاة غير منتعلين ، عراة غير مستترين
غرلاً غير مختتنين ،
قال الله تعالى(كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) (الأنبياء:الآية104)
والبعث : حق ثابت دل عليه الكتاب ،
والسنة ، وإجماع المسلمين .
قال الله تعالى: ( ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ *
ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ) (المؤمنون- 16)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" يحشر الناس يوم القيامة حفاة غرلاً (46) متفق عليه .
وأجمع المسلمون على ثبوته ، وهو مقتضى
الحكمة حيث تقتضي أن يجعل الله تعالى لهذه
الخليقة معاداً يجازيهم فيه على ما كلفهم به
على ألسنة رسله قال الله تعالى
(أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ)
(المؤمنون:115)
وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم
(إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ )(القصص:الآية85)
الثاني: الإيمان بالحساب والجزاء: يحاسب العبد
على عمله ، ويجازى عليه ، وقد دل على ذلك الكتاب
والسنة ، وإجماع المسلمين ،
قال الله تعالى(إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ)
(الغاشية:25 - 26)
وقال(مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ
بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)
(الأنعام:160)
وقال(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ
فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ
أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) (الأنبياء:47) .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما-
أن النبي صلى الله عليه وسلم -قال:
"إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره
فيقول : أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟
فيقول: نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه،
ورأى أنه قد هلك قال: قد سترتها عليك في الدنيا
وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته
وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على
رؤوس الخلائق هؤلاء الذين كذبوا على ربهم
ألا لعنة الله على الظالمين".(47) متفق عليه.
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم :
"أن من هم بحسنة فعملها ، كتبها الله
عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف
إلى أضعاف كثيرة ، وأن من هم بسيئة
فعملها كتبها الله سيئة واحدة(48).
وقد أجمع المسلمون على إثبات الحساب
والجزاء على الأعمال ، وهو مقتضى الحكمة
فإن الله تعالى أنزل الكتب، وأرسل الرسل
وفرض على العباد قبول ما جاءوا به ،
والعمل بما يجب العمل به منه، وأوجب
قتال المعارضين له وأحل دماءهم ، وذرياتهم
ونسائهم ، وأموالهم. فلو لم يكن حساب
ولا جزاء لكان هذا من العبث الذي ينزه الرب الحكيم عنه
وقد أشار الله تعالى إلى ذلك بقوله
(فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ *
فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ) (الأعراف:6 - 7) .
الثالث: الإيمان بالجنة والنار، وأنهما المآل الأبدي للخلق
فالجنة دار النعيم التي أعدها الله تعالى للمؤمنين المتقين
الذين آمنوا بما أوجب الله عليهم الإيمان به
وقاموا بطاعة الله ورسوله ، مخلصين لله متبعين لرسوله .
فيها من أنواع النعيم مالا عين رأت ، ولا أذن سمعت
ولا خطر على قلب بشر" . قال الله تعالى
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ *
جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ
ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) (البينة:7 - 8) .
وقال تعالى (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ
جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (السجدة:17)
وأما النار فهي دار العذاب التي أعدها الله تعالى
للكافرين الظالمين ، الذين كفروا به وعصوا رسله
فيها من أنواع العذاب والنكال مالا يخطر على البال
قال الله تعالى(وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) (آل عمران:131) وقال : (إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا
وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ
الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً)(الكهف:الآية29)
وقال تعالى(إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً *
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً *
يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا) (الأحزاب:64 - 66)
ويلتحق بالإيمان باليوم الآخر :
الإيمان بكل ما يكون بعد الموت مثل:
(أ‌) فتنة القبر: وهي سؤال الميت بعد دفنه عن ربه،
ودينه، ونبيه، فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت ،
فيقول: ربي الله، وديني الإسلام،
ونبي محمد صلى الله عليه وسلم. ويضل الله
الظالمين فيقول الكافر هاه ، هاه ، لا أدري .
ويقول المنافق أو المرتاب لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته.

 


التعديل الأخير تم بواسطة خلود 99 ; 18-06-2012 الساعة 11:09 AM.
خلود 99 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 18-06-2012, 11:14 AM   #4

خلود 99

هلآآلــــية ❤

الصورة الرمزية خلود 99

 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
التخصص: ؛؛ علــــوــــوم إداريــــــــــــــه ؛؛
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: الثالث
الجنس: أنثى
المشاركات: 5,769
افتراضي رد: ~| ثــــلاثــــة الاصــــــول |~

ب‌) عذاب القبر ونعيمه: فيكون العذاب للظالمين
من المنافقين والكافرين قال الله تعالى

(وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ
بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ
الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ)(الأنعام:الآية93) وقال تعالى (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً
وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) (غافر:46).
وفي صحيح مسلم من حديث زيد بن ثابت
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم
من عذاب القبر الذي أسمع منه، ثم أقبل بوجهه
فقال: تعوذوا بالله من عذاب النار.
قالوا: نعوذ بالله من عذاب النار.
فقال: تعوذوا بالله من عذاب القبر.
قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر.
قال: تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
ينادي منادين السماء :
أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة ،
وألبسوه من الجنة ، وأفتحوا له باباً غلى الجنة ،
قال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره
قال: تعوذوا بالله من فتنة الدجال.
قالوا : نعوذ بالله من فتنة الدجال(49).
وأما نعيم القبر فللمؤمنين الصادقين قال الله تعالى
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ
الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)
(فصلت:30)
وقال تعالى(فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ *
وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ *
فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ *
فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ)
(الواقعة:83 - 89).
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في المؤمن
إذا أجاب الملكين في قبره مد بصره " (50) رواه أحمد
وأبو داود في حديث طويل.
وللإيمان باليوم الآخر ثمرات جليلة منها:
الأولى: الرغبة في فعل الطاعة والحرص عليها
رجاء لثواب ذلك اليوم.
الثانية: الرهبة عند فعل المعصية والرضى بها خوفاً
من عقاب ذلك اليوم.
الثالثة: تسلية المؤمن عما يفوته من الدنيا بما
يرجوه من نعيم الآخرة وثوابها.
وقد أنكر الكافرون البعث بعد الموت زاعمين
أن ذلك غير ممكن.
وهذا الزعم باطل دل على بطلانه الشرع ،
والحس ، والعقل .
أما الشرع : فقد قال الله تعالى(زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا
أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا
عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (التغابن:7)
وقد اتفقت جميع الكتب السماوية عليه.
وأما الحس : فقد أرى الله عباده إحياء الموتى
في هذه الدنيا ،
وفي سورة البقرة خمسة أمثلة على ذلك وهي:
المثال الأول: قوم موسى حين قالوا له
(لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً )(البقرة:الآية55)
فأماتهم الله تعالى، ثم أحياهم وفي ذلك
يقول الله تعالى مخاطباً بني إسرائيل
(وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ
جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ *
ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة:55 - 56) .
المثال الثاني في قصة القتيل الذي اختصم فيه بنو إسرائيل
فأمرهم الله تعالى أن يذبحوا بقرة فيضربوه
ببعضها ليخبرهم بمن قتله ، وفي ذلك يقول الله تعالى
(وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ *
فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى
وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (البقرة:72 - 73) .
المثال الثالث: في قصة القوم الذين خرجوا من ديارهم
فراراً من الموت وهم ألوف فأماتهم الله تعالى ،
ثم أحياهم وفي ذلك يقول الله تعالى
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ
حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ
إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ)
(البقرة:243)
المثال الرابع: في قصة الذي مر على قرية ميتة
فاستبعد أن يحييها الله تعالى، فأماته الله تعالى مئة سنة
ثم أحياه وفي ذلك يقول الله تعالى
(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا
قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ
عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً
أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ
وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ
آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا
لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
(البقرة:259)
المثال الخامس: في قصة إبراهيم الخليل
حين سأل الله تعالى أن يريه كيف يحيى الموتى ؟
فأمره الله تعالى أن يذبح أربعة من الطير ،
ويفرقهن أجزاء على الجبال التي حوله ،
ثم يناديهن فتلتئم الأجزاء بعضها إلى بعض ،
ويأتين إلى إبراهيم سعياً، وفي ذلك يقول الله تعالى
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى
قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي
قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ
عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً
وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (البقرة:260) .
فهذه أمثلة حسية واقعية تدل على إمكانية إحياء الموتى
وقد سبقت الإشارة إلى ما جعله الله تعالى من آيات عيسى
ابن مريم من إحياء الموتى وإخراجهم من قبورهم بإذن الله تعالى.

وأما دلالة العقل فمن وجهين:
أحدهما : أن الله تعالى فاطر السموات والأرض وما فيهما
خالقهما ابتداء ، والقادر على ابتداء الخلق لا يعجز
عن إعادته ، قال الله تعالى
(وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْه)(الروم:الآية27)
وقال تعالى (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ)(الأنبياء:الآية104)
وقال آمرا بالرد على من أنكر إحياء العظام وهي رميم
(قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) (يّـس:79)
الثاني: أن الأرض تكون ميتة هامدة ليس فيها
شجرة خضراء، فينزل عليها المطر فتهتز خضراء حية
فيها من كل زوج بهيج، والقادر على إحيائها بعد موتها
قادر على إحياء الأموات . قال الله تعالى
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا
الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى
إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (فصلت:39)
وقال تعالى(وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكاً فَأَنْبَتْنَا
بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ*
رِزْقاً لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذَلِكَ الْخُرُوجُ) (قّ:9 - 11).
وقد ضل قوم من أهل الزيغ فأنكروا عذاب القبر،
ونعيمه ، زاعمين أن ذلك غير ممكن لمخالفة الواقع،
قالوا فإنه لو كشف عن الميت في قبره لوجد كما كان عليه،
والقبر لم يتغير بسعة ولا ضيق.
وهذا الزعم باطل بالشرع ، والحس ، والعقل:
أما الشرع: فقد سبقت النصوص الدالة على ثبوت عذاب القبر
ونعيمه في فقرة ( ب ) مما يلتحق بالإيمان باليوم الآخر.
وفي صحيح البخاري - من حديث -
ابن عباس رضي الله عنهما قال:
"خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بعض حيطان المدينة
فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما" (51)
وذكر الحديث ، وفيه :
"أن أحدهما كان لا يستتر من البول"
وفي -رواية - " من (بوله) وأن الآخر كان يمشي بالنميمة".
وأما الحس: فإن النائم يرى في منامه أنه كان
في مكان فسيح بهيج يتنعم فيه، أو أنه كان
في مكان ضيق موحش يتألم منه، وربما يستيقظ
أحياناً مما رأى ، ومع ذلك فهو على فراشه في
حجرته على ما هو عليه ، والنوم أخو الموت
ولهذا سماه الله تعالى " وفاة " قال الله تعالى
(اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي
مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ
وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً)(الزمر:الآية42) .
وأما العقل : فإن النائم في منامه يرى الرؤيا
الحق المطابقة للمواقع ، وربما رأى النبي صلى الله عليه وسلم
على صفته، ومن رآه على صفته فقد رآه حقاً
ومع ذلك فالنائم في حجرته على فراشه بعيداً عما رأى
فإن كان هذا ممكناً في أحوال الدنيا
أفلا يكون ممكناً في أحوال الآخرة ؟!
وأما اعتمادهم فيما زعموه على أنه لو كشف عن الميت
في قبره لوجد كما كان عليه ، والقبر لم يتغير بسعة ولا ضيق
فجوابه من وجوه منها:
الأول: أنه لا تجوز معارضة ما جاء به الشرع بمثل
هذه الشبهات الداحضة التي لو تأمل المعارض بها
ما جاء به الشرع حق التأمل لعلم بطلان هذه الشبهات
وقد قيل:


وكم من عائب قولاً صحيحاً وآفته من الفهم السقيم

الثاني: أن أحوال البرزخ من أمور الغيب التي لا يدركها الحس
ولو كانت تدرك بالحس لفاتت فائدة الإيمان بالغيب
ولتساوى المؤمنون بالغيب، والجاحدون في التصديق بها.
الثالث: أن العذاب والنعيم وسعة القبر وضيقه
إنما يدركها الميت دون غيره، وهذا كما يرى النائم
في منامه أنه في مكان ضيق موحش، أو في مكان واسع بهيج
وهو بالنسبة لغيره لم يتغير منامه هو في حجرته وبين
فراشه وغطائه ، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم
يوحى إليه وهو بين أصحابه فيسمع الوحي،
ولا يسمعه الصحابة ، وربما يتمثل له الملك
رجلاً فيكلمه والصحابة لا يرون الملك، ولا يسمعونه.
الرابع: أن إدراك الخلق محدود بما مكنهم الله تعالى
من إدراكه ولا يمكن أن يدركوا كل موجود، فالسموات
السبع والأرض ومن فيهن، وكل شيء يسبح بحمد الله
تسبيحاً حقيقياً يسمعه الله تعالى من شاء من خلقه أحياناً.
ومع ذلك هو محجوب عنا،
وفي ذلك يقول الله تعالى(تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ
وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ)(الإسراء:الآية44)
وهكذا الشياطين، والجن، يسعون في الأرض ذهاباً وإياباً
وقد حضرت الجن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
واستمعوا لقراءته وأنصتوا وولوا إلى قومهم منذرين.
ومع هذا فهم محجوبون عنا وفي ذلك يقول الله تعالى
(يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ
الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ
هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) (الأعراف:27) .
وإذا كان الخلق لا يدركون كل موجود ،
فإنه لا يجوز أن ينكروا ما ثبت من أمور الغيب ، ولم يدركوه.
وتؤمن بالقدر خيره وشره (1)
والدليل على هذه الأركان الستة قوله تعالى:
}لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) (البقرة:177)

 

خلود 99 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 18-06-2012, 11:22 AM   #5

خلود 99

هلآآلــــية ❤

الصورة الرمزية خلود 99

 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
التخصص: ؛؛ علــــوــــوم إداريــــــــــــــه ؛؛
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: الثالث
الجنس: أنثى
المشاركات: 5,769
افتراضي رد: ~| ثــــلاثــــة الاصــــــول |~

(1) القدر بفتح الدال: "تقدير الله تعالى للكائنات
حسبما سبق علمه ، وأقتضته حكمته" .

والإيمان بالقدر يتضمن أربعة أمور:
الأول: الإيمان بأن الله تعالى علم بكل شيء جملة
وتفصيلاً ، أزلاً وأبداً ، سواء كان ذلك مما يتعلق
بأفعاله أو بأفعال عباده.
الثاني: الإيمان بأن الله كتب ذلك في اللوح المحفوظ
وفي هذين الأمرين يقول الله تعالى
(أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ
إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحج:70) .
وفي صحيح مسلم- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
" كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض
بخمسين ألف سنة"(52).
الثالث: الإيمان بأن جميع الكائنات
لا تكون إلا بمشيئة الله تعالى، سواء كانت
مما يتعلق بفعله أم مما يتعلق بفعل المخلوقين
قال الله تعالى فيما يتعلق بفعله (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ)
(القصص:الآية68) ،
وقال (وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)(إبراهيم:الآية27)
وقال(هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ)(آل عمران:الآية6)
وقال تعالى فيما يتعلق بفعل المخلوقين
(وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ
فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ )(النساء:الآية90)
وقال(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ)
(الأنعام:الآية112)
الرابع: الإيمان بأن جميع الكائنات مخلوقة لله تعالى
بذواتها ، وصفاتها ، وحركاتها ، قال الله تعالى
(اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) (الزمر:62)
وقال(وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً)(الفرقان:الآية2)
وقال عن نبي الله إبراهيم صلى الله عليه وسلم
أنه قال لقومه(وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) (الصافات:96)
والإيمان بالقدر على ما وصفنا لا ينافي أن يكون للعبد
مشيئة في أفعاله الإختيارية وقدرة عليها ، لأن الشرع
والواقع دالان على إثبات ذلك له.
أما الشرع : فقد قال الله تعالى في المشيئة
(فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآباً)(النبأ:الآية39)
وقال (فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ )(البقرة:الآية223)
وقال في القدرة(فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا )
(التغابن:الآية16) وقال(لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا
وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ)(البقرة:الآية286)
وأما الواقع: فإن كل إنسان يعلم أن له مشيئة
وقدرة بهما يفعل وبهما يترك، ويفرق بين ما يقع:
بإرادته كالمشي وما يقع بغير إرادته كالارتعاش،
لكن مشيئة العبد وقدرته واقعتان بمشيئة الله
تعالى وقدرته لقول الله تعالى
(لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ
إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (التكوير:28 - 29)
ولأن الكون كله ملك لله تعالى فلا يكون في ملكه شيء
بدون علمه ومشيئته.
والإيمان بالقدر على ما وصفنا لا يمنح العبد حجة
على ما ترك من
الواجبات أو فعل من المعاصي ، وعلى هذا فاحتجاجه
به باطل من وجوه :
الأول: قوله تعالى(سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلا تَخْرُصُونَ)
(الأنعام:148) ولو كان لهم حجة بالقدر ما أذاقهم الله بأسه.
الثاني: قوله تعالى(رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ
عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً) (النساء:165)
ولو كان القدر حجة للمخالفين لم تنتف بإرسال الرسل
لأن المخالفة بعد إرسالهم واقعة بقدر الله تعالى.
الثالث: ما رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما منكم من أحد إلا قد كتب مقعده من النا
ر أولى الجنة. فقال رجل من القوم : ألا نتكل
يارسول الله ؟ قال لا اعملوا فكل ميسر ،
ثم قرأ(فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى) (الليل:5)(53) الآية.
وفي لفظ لمسلم : "فكل ميسر لما خلق له" (54)
فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالعمل ونهى عن
الاتكال على القدر.
الرابع: أن الله تعالى أمر العبد ونهاه ، ولم يكلفه
إلا ما يستطيع، قال الله تعالى(فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)
(التغابن:الآية16)وقال(لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا)(البقرة:الآية286)

ودليل القدر قوله تعالى(إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) (القمر:49)، ولو كان العبد مجبراً على الفعل لكان مكلفاً بما
لا يستطيع الخلاص منه، وهذا باطل ولذلك إذا
وقعت منه المعصية بجهل، أو نسيان ، أو إكراه ،
فلا إثم عليه لأنه معذور.
الخامس: أن قدر الله تعالى سر مكتوم لا يعلم به
إلا بعد وقوع المقدور، وإرادة العبد لما يفعله سابقة
على فعله فتكون إرادته الفعل غير مبنية على علم منه بقدر الله
وحينئذ تنفي حجته بالقدر إذ لا حجة للمرء فيما لا يعلمه.
السادس: أننا نرى الإنسان يحرص على ما يلائمه من أمور
دنياه حتى يدركه ولا يعدل عنه إلى ما لا يلائمه
ثم يحتج على عدوله بالقدر ، فلماذا يعدل عما ينفعه
في أمور دينه إلى ما يضره ثم يحتج بالقدر؟‍‍‍‍‍‍‍
أفليس شأن الأمرين واحداً؟
وإليك مثالاً يوضح ذلك: لو كان بين يدي الإنسان
طريقان أحدهما ينتهي به إلى بلد كلها فوضى وقتل
ونهب وانتهاك للأعراض وخوف وجوع والثاني
ينتهي به إلى بلد كلها نظام، وأمن مستتب، وعيش رغيد
واحترام للنفوس والأعراض والأموال،
فأي الطريقين يسلك؟
إنه سيسلك الطريق الثاني الذي ينتهي به إلى بلد النظام
والأمن، ولا يمكن لأي عاقل أبداً أن يسلك طريق بلد الفوضى
والخوف، ويحتج بالقدر ، فلماذا يسلك
في أمر الآخرة طريق النار دون الجنة ويحتج بالقدر؟
مثال آخر: نرى المريض يؤمر بالدواء فيشربه ونفسه لا تشتهيه
وينهى عن الطعام الذي يضره فيتركه ونفسه تشتهيه،
كل ذلك طلباً للشفاء والسلامة، ولا يمكن أن يمتنع
عن شرب الدواء أو يأكل الطعام الذي يضره ويحتج بالقدر
فلماذا يترك الإنسان ما أمر الله ورسوله، أو يفعل ما نهى الله
ورسوله ثم يحتج بالقدر؟
السابع : أن المحتج بالقدر على ما تركه من الواجبات
أو فعله من المعاصي ، لو اعتدى عليه شخص فأخذ ماله
أو انتهك حرمته ثم احتج بالقدر، وقال: لا تلمني فإن اعتدائي
كان بقدر الله، لم يقبل حجته. فكيف لا يقبل الاحتجاج بالقدر
في اعتداء غيره عليه، ويحتج به لنفسه في اعتدائه على حق الله تعالى؟ ‍
ويذكر أن- أمير المؤمنين - عمر بن الخطاب رضي الله عنه
رفع إليه سارق استحق القطع، فأمر بقطع يده
فقال: مهلاً يا أمير المؤمنين ، فإنما سرقت بقدر الله.
فقال: ونحن إنما نقطع بقدر الله.

 

خلود 99 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 18-06-2012, 11:27 AM   #6

خلود 99

هلآآلــــية ❤

الصورة الرمزية خلود 99

 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
التخصص: ؛؛ علــــوــــوم إداريــــــــــــــه ؛؛
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: الثالث
الجنس: أنثى
المشاركات: 5,769
افتراضي رد: ~| ثــــلاثــــة الاصــــــول |~

وللإيمان بالقدر ثمرات جليلة منها:
الأولى: الاعتماد على الله تعالى، عند فعل الأسباب بحيث

لا يعتمد على السبب نفسه لأن كل شيء بقدر الله تعالى.
الثانية: أن لا يعجب المرء بنفسه عند حصول مراده،
لأن حصوله نعمة من الله تعالى ، بما قدره من أسباب الخير، والنجاح ، وإعجابه بنفسه ينسيه شكر هذه النعمة.
الثالثة: الطمأنينة ، والراحة النفسية بما يجرى عليه
من أقدار الله تعالى فلا يقلق بفوات محبوب،
أو حصول مكروه، لأن ذلك بقدر الله الذي
له ملك السموات والأرض، وهو كائن لا محالة وفي ذلك
يقول الله تعالى(مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ
وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا
إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ
وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)
(الحديد:22 - 23)
و يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
"عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد
إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له،
وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له(55) رواه مسلم.
وقد ضل في القدر طائفتان:
إحداهما : الجبرية الذين قالوا إن العبد مجبر على عمله
وليس له فيه إرادة ولا قدرة .
الثانية: القدرية الذين قالوا إن العبد مستقل بعمله
في الإرادة والقدرة، وليس لمشيئة الله تعالى وقدرته فيه أثر.
والرد على الطائفة الأولى ( الجبرية ) بالشرع والواقع:
أما الشرع: فإن الله تعال أثبت للعبد إرادة ومشيئة،
وأضاف العمل إليه قال الله تعالى
(مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ )(آل عمران:الآية152)
وقال(وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ
فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا )(الكهف:الآية29) وقال(مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا
وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ) (فصلت:46).
وأما الواقع: فإن كل إنسان يعلم الفرق بين أفعاله الاختيارية
التي يفعلها بإرادته كالأكل ، والشرب، والبيع والشراء،
وبين ما يقع عليه بغير إرادته كالارتعاش من الحمى،
والسقوط من السطح، فهو في الأول فاعل مختار بإرادته
من غير جبر، وفي الثاني غير مختار ولا مريد لما وقع عليه.
والرد على الطائفة الثانية " القدرية " بالشرع والعقل .
أما الشرع: فإن الله تعالى خالق كل شيء ،
وكل شيء كائن بمشيئة ، وقد بين الله تعالى في كتابه
أن أفعال العباد تقع بمشيئته فقال تعالى
(وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ
مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ
آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ)(البقرة:الآية253)
وقال تعالى (وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا
وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)
(السجدة:13) .
وأما العقل : فإن الكون كله مملوك لله تعالى
والإنسان من هذا الكون فهو مملوك لله تعالى
ولا يمكن للمملوك أن يتصرف في ملك المالك إلا بإذنه ومشيئته.
المرتبة الثالثة: الإحسان، ركن واحد وهو
" أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك"
والدليل قوله تعالى(إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)
(النحل:128) ، وقوله (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ *
الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (الشعراء:217 - 220).
وقوله (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ
وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ)
(يونس:الآية61)
(1) الإحسان ضد الإساءة وهو أن يبذل الإنسان
المعروف ويكف الأذى فيبذل المعروف لعباد الله في ماله
وجاهه ، وعلمه ، وبدنه.
فأما المال فأن ينفق ويتصدق ويزكي وأفضل أنواع الإحسان
بالمال الزكاة، لأن الزكاة أحد أركان الإسلام، ومبانيه العظام
ولا يتم إسلام المرء إلا بها، وهي أحب النفقات
إلى الله عز وجل، ويلي ذلك، ما يجب على الإنسان
من نفقة لزوجته، وأمه، وأبيه، وذريته، وإخوانه، وبني إخوته
وأخواته، وأعمامه، وعماته، وخالاته إلى آخر هذا،
ثم الصدقة على المساكين وغيرهم، ممن هم أهل للصدقة
كطلاب العلم مثلاً.
وأما بذل المعروف في الجاه فهو أن الناس مراتب،
منهم من له جاه عند ذوي السلطان فيبذل الإنسان جاهه،
يأتيه رجل فيطلب منه الشفاعة إلى ذي السلطان يشفع له عنده
إما بدفع ضرر عنه، أو بجلب خير له.
وأما بعلمه فإن يبذل علمه لعباد الله، تعليماً في الحلقات
والمجالس العامة والخاصة، حتى لو كنت في مجلس قهوة
فإن من الخير والإحسان أن تعلم الناس،
ولو كنت في مجلس عام فمن الخير أن تعلم الناس،
ولكن استعمل الحكمة في هذا الباب،
فلا تثقل على الناس حيث كلما جلست في مجلسٍ
جعلت تعظهم وتتحدث إليهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يتخولهم بالموعظة، ولا يكثر، لأن النفوس تسأم
وتمل فإذا ملت كلت وضعفت، وربما تكره الخير لكثرة
من يقوم ويتكلم.
وأما الإحسان إلى الناس بالبدن فقد
قال النبي عليه الصلاة والسلام:
"وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها ،
أو ترفع عليها متاعه صدقة" (56).
فهذا رجل تعينه تحمل متاعه معه، أو تدله على طريق
أو ما أشبه ذلك فكل ذلك من الإحسان، هذا بالنسبة
للإحسان إلى عباد الله.
وأما بالنسبة للإحسان في عبادة الله:
فأن تعبد الله كأنك تراه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
وهذه العبادة أي عبادة الإنسان ربه كأنه يراه عبادة طلب وشوق
وعبادة الطلب والشوق يجد الإنسان من نفسه حاثاً عليها
لأنه يطلب هذا الذي يحبه ، فهو يعبده كأنه يراه، فيقصده
وينيب إليه ويتقرب إليه سبحانه وتعالى،
" فإن لم تكن تراه فإنه يراك"،
وهذه عبادة الهرب والخوف ،
ولهذا كانت هذه المرتبة ثانية في الإحسان ،
إذا لم تكن تعبد الله - عز وجل - كأنك تراه وتطلبه،
وتحث النفس للوصول إليه فاعبده كأنه هو الذي يراك،
فتعبده عبادة خائف منه، هارب من عذابه وعقابه،
وهذه الدرجة عند أرباب السلوك أدنى من الدرجة الأولى.
وعبادة الله - سبحانه وتعالى - هي كما قال ابن القيم - رحمه الله - :


وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما ركنان

فالعبادة مبنية على هذين الأمرين: غاية الحب ،
وغاية الذل ، ففي الحب الطلب ،
وفي الذل الخوف والهرب، فهذا هو الإحسان في عبادة الله عز وجل.
وإذا كان الإنسان يعبد الله على هذا الوجه،
فإنه سوف يكون مخلصاً لله - عز وجل -
لا يريد بعبادته رياء ولا سمعة ، ولا مرحاً عند الناس
وسواء اطلع الناس عليه أم لم يطلعوا، الكل عنده سواء
وهو محسن العبادة على كل حال،
بل إن من تمام الإخلاص أن يحرص الإنسان
على ألا يراه الناس في عبادته ، وأن تكون عبادته مع ربه سراً
إلا إذا كان في إعلان ذلك مصلحة للمسلمين أو للإسلام
مثل أن يكون رجلاً متبوعاً يقتدى به،
وأحب أن يبين عبادته للناس ليأخذوا من ذلك نبراساً يسيرون عليه
أو كان هو يحب أن يظهر العبادة ليقتدي بها زملاؤه
وقرناؤه وأصحابه ففي هذا خير، وهذه المصلحة
التي يلتفت إليها قد تكون أفضل وأعلى من مصلحة الإخفاء
لهذا يثني الله - عز وجل - على الذين ينفقون أموالهم سرا وعلانية
فإذا كان السر أصلح وأنفع للقلب وأخشع وأشد إنابة إلى الله أسروا
وإذا كان في الإعلان مصلحة للإسلام بظهور شرائعه
وللمسلمين يقتدون بهذا الفاعل وهذا العامل أعلنوه.
والمؤمن ينظر ما هو الأصلح ، كلما كان أصلح وأنفع في العبادة
فهو أكمل وأفضل.
والدليل من السنة: حديث جبرائيل المشهور
عن عمر رضي الله عنه قال : بينما نحن جلوس
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ
طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر
لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه
ووضع كفيه على فخذيه وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان
وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً"
قال: صدقت ، فعجبنا له يسأله ويصدقه.
قال: فأخبرني عن الإيمان، قال :
"أن تؤمن بالله وملائكته ، وكتبه ،
ورسله، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره" ،
قال: صدقت ، قال: فأخبرني عن الإحسان ،
قال: "أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" ،
قال : فأخبرني عن الساعة ،
قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل
قال : فأخبرني عن أماراتها قال:
"أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة
رعاء الشاءِ يتطاولون في البنيان"
قال: فمضى فلبثنا ملياً فقال:
"ياعمر أتدري من السائل"؟
قلت : الله ورسوله أعلم،
قال: "قال هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم"(57).
الأصل الثالث(1) : معرفة نبيكم
محمد صلى الله عليه وسلم وهو :
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم وهاشم من قريش،
وقريش من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل،
إبن إبراهيم الخليل، عليه وعلى نبينا الصلاة و اتم التسليم

 

خلود 99 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 18-06-2012, 11:32 AM   #7

خلود 99

هلآآلــــية ❤

الصورة الرمزية خلود 99

 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
التخصص: ؛؛ علــــوــــوم إداريــــــــــــــه ؛؛
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: الثالث
الجنس: أنثى
المشاركات: 5,769
افتراضي رد: ~| ثــــلاثــــة الاصــــــول |~

1) أي من الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان
معرفتها وهي معرفة العبد ربه ، ودينه ، ونبيه.

وقد سبق الكلام على معرفة العبد ربه ودينه.
وأما معرفة النبي صلى الله عليه وسلم فتتضمن خمسة أمور:
الأمور : معرفته نسباً فهو أشرف الناس نسباً ،
نسباً فهو هاشمي قرشي عربي فهو محمد بن عبد الله
بن عبد المطلب بن هاشم إلى آخر ما قاله الشيخ رحمه الله.
الثاني : معرفة سنه ، ومكان ولادته ، ومهاجره
وقد بينها الشيخ بقوله: "وله من العمر ثلاث وستون سنة
وبلده مكة ، وهاجر إلى المدينة" فقد ولد بمكة
وبقي فيها ثلاثا وخمسين سنة ، ثم هاجر إلى المدينة
فبقي فيها عشر سنين ، ثم توفي فيها في ربيع الأول
سنة إحدى عشر بعد الهجرة.
الثالث: معرفة حياته النبوية وهي ثلاث وعشرون سنة
فقد أوحي إليه وله أربعون سنة كما قال أحد شعرائه:


وأتت عليه أربعون فأشرقت شمس النبوة منه في رمضان

الرابع: بماذا كان نبياً ورسولاً ؟
فقد كان نبياً حين نزل عليه قول الله تعالى:
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإنسان مِنْ عَلَقٍ *
اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإنسان مَا لَمْ يَعْلَمْ)
(العلق:1 - 5)
ثم كان رسولاً حين نزل عليه قوله تعالى
(يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ *
وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ* وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) (المدثر:1 - 7) ،
فقام صلى الله عليه وسلم فأنذر وقام بأمر الله عز وجل.
والفرق بين الرسول والنبي كما يقول أهل العلم:
أن النبي هو من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه،
والرسول من أوحى الله إليه بشرع وأمر بتبليغه والعمل به
فكل رسول نبي ، وليس كل نبي رسولاً.
الخامس: بماذا أرسل ولماذا؟ فقد أرسل بتوحيد الله تعالى
وشريعته المتضمنة لفعل المأمور وترك المحظور ،
وأرسل رحمة للعالمين لإخراجهم من ظلمة الشرك
والكفر والجهل إلى نور العلم والإيمان والتوحيد
حتى ينالوا بذلك مغفرة الله ورضوانه وينجوا من عقابه وسخطه.
أفضل الصلاة والسلام . وله من العمر: ثلاث وستون سنة
منها أربعون قبل النبوة ، وثلاث وعشرون نبياً ورسولاً
نبيء بإقرأ . وارسل بالمدثر ، وبلده مكة ، وهاجر إلى المدينة.
بعثه الله بالنذارة عن الشرك ، ويدعو إلى التوحيد (1) .
والدليل قوله تعالى(يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ(2) * قُمْ فَأَنْذِرْ (3) *
وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ *
وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ* وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) (المدثر:1 - 7)
ومعنى } قم فأنذر { : ينذر عن الشرك ويدعو إلى التوحيد .
} وربك فكبر { أي : عظمه بالتوحيد، } وثيابك فطهر {
أي : طهر أعمالك عن الشرك. } وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ {
الرجز: الأصنام وهجرها تركها ، والبراءة منها وأهلها.
أخذ على هذا عشر سنين يدعو إلى التوحيد(1)
وبعد العشر عرج به إلى السماء(2)
(1) أي ينذرهم عن الشرك ويدعوهم
إلى توحيد الله عز وجل في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.
(2) النداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
(3) يأمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم
أن يقوم بجد ونشاط وينذر الناس عن الشرك
ويحذرهم منه وقد فسر الشيخ هذه الآيات.
(1) أي أن النبي صلى الله عليه وسلم بقي عشر سنين
يدعو إلى توحيد الله عز وجل وإفراده بالعبادة سبحانه وتعالى ,.
(2) العروج الصعود ومنه قوله تعالى :
(تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ)(المعارج:الآية4)
وهو من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم
العظيمة التي فضله الله به قبل أن يهاجر من مكة
فبينما هو نائم في الحجر في الكعبة أتاه آت فشق
ما بين ثغرة نحره إلى أسفل بطنه ثم استخرج قلبه فملأه
حكمة وإيماناً تهيئة لما سيقوم به ثم أتى بدابة بيضاء
دون البغل وفوق الحمار يقال لها البراق يضع خطوه
عند منتهى طرفه فركبه صلى الله عليه وسلم وبصحبته
جبريل الأمين حتى وصل بيت المقدس فنزل هناك
وصلى بالأنبياء إماماً بكل الأنبياء والمرسلين يصلون
خلفه ليتبين بذلك فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم
وشرفه وأنه الإمام المتبوع ، ثم عرج به جبريل إلى السماء
الدنيا فاستفتح فقيل من هذا؟
قال : جبريل. قيل ومن معك ؟
قال: محمد قيل : وقد أرسل إليه؟
قال: نعم. قيل: مرحباً به فنعم المجيء
جاء ففتح له فوجد فيها آدم فقال جبريل :
هذا أبوك آدم فسلم عليه ، فسلم عليه فرد عليه السلام
وقال مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح
وإذا على يمين آدم أرواح السعداء
وعلى يساره أرواح الأشقياء من ذريته
فإذا نظر إلى اليمين سر وضحك وإذا نظر قبيل شماله بكى
ثم عرج به جبريل إلى السماء الثانية فاستفتح . .إلخ .
فوجد فيها يحيى وعيسى عليهما الصلاة والسلام
وهما ابنا الخالة كل واحد منهما ابن خالة الآخر
فقال جبريل : هذان يحيى وعيسى فسلِّم عليهما
فسلَّم عليهما ، فردا السلام
وقالا : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح
ثم عرج به جبريل إلى السماء الثالثة فاستفتح . . . إلخ.
فوجد فيها يوسف عليه الصلاة والسلام
فقال جبريل هذا يوسف فسلم عليه فسلم عليه
فرد السلام ، وقال مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح
ثم عرج به جبريل إلى السماء الرابعة فاستفتح . . إلخ
فوجد فيها إدريس صلى الله عليه وسلم
فقال جبريل هذا إدريس فسلم عليه فسلم عليه فرد السلام
وقال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح
ثم عرج به جبريل إلى السماء الخامسة فأستفتح . . . .إلخ .
فوجد فيها هارون بن عمران أخا موسى صلى الله عليه وسلم
فقال جبريل هذا هارون فسلم عليه ، فسلم عليه فرد عليه السلام
وقال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح
ثم عرج به جبريل إلى السماء السادسة فاستفتح . . . . إلخ.
فوجد فيها موسى صلى الله عليه وسلم
فقال جبريل هذا موسى فسلم عليه،
فسلم عليه فرد عليه السلام
وقال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح فلما
تجاوزه بكى موسى فقيل له ما يبكيك
قال: "أبكي لأن غلاماً بعث بعدي يدخل الجنة من أمته
أكثر ممن يدخلها من أمتي"
فكان بكاء موسى حزناً على ما فات أمته من الفضائل
لا حسداً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم
ثم عرج به جبريل إلى السماء السابعة فاستفتح . . . إلخ.
فوجد فيها إبراهيم خليل الرحمن صلى الله عليه وسلم
فقال جبريل: هذا أبوك إبراهيم فسلم عليه،
فسلم عليه فرد عليه السلام
وقال: مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح.
وإنما طاف جبريل برسول الله صلى الله عليه وسلم
على هؤلاء الأنبياء تكريماً له وإظهاراً لشرفه
وفضله صلى الله عليه وسلم وكان إبراهيم الخليل
مسنداً ظهره إلى البيت المعمور في السماء السابعة
الذي يدخله كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة يتعبدون
ويصلون ثم يخرجون ولا يعودون في اليوم الثاني
يأتي غيرهم من الملائكة الذين لا يحصيهم إلا الله
ثم رفع النبي صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى
فغشيها من أمر الله من البهاء والحسن ما غشيها
حتى لا يستطيع أحد أن يصفها من حسنها
ثم فرض الله عليه الصلاة خمسين صلاة
كل يوم وليلة فرضي بذلك وسلم ثم نزل فلما
مر بموسى قال: ما فرض ربك على أمتك ؟
قال : خمسين صلاة في كل يوم .
فقال : إن أمتك لا تطيق ذلك وقد جربت الناس قبلك
وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فاسأله
التخفيف لأمتك. قال النبي صلى الله عليه وسلم
فرجعت فوضع عن عشراً وما زال راجع
حتى استقرت الفريضة على خمس،
فنادى مناد أمضيت فريضتي وخففت على عبادي.
وفي هذه الليلة أدخل النبي صلى الله عليه وسلم
الجنة فإذا فيها قباب اللؤلؤ وإذا ترابها المسك
ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى مكة بغلس وصلى فيها الصبح(58).
وفرضت عليه الصلوات الخمس،
وصلى في مكة ثلاث سنين (1) ، وبعدها أمر بالهجرة (2)
إلى المدينة .
(1) وكان يصلي الرباعية ركعتين حتى هاجر إلى المدينة
فأقرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر.
(2) أمر الله عز وجل نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
بالهجرة إلى المدينة لأن أهل مكة منعوه أن يقيم دعوته،
وفي شهر ربيع الأول من العام الثالث عشر من البعثة
وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مهاجرا
ً من مكة البلد الأول للوحي وأحب البلاد إلى الله ورسوله
خرج من مكة مهاجراً بإذن ربه بعد أن قام بمكة
ثلاث عشرة سنة يبلغ رسالة ربه ويدعو إليه على بصيرة
فلم يجد من أكثر قريش وأكابرهم سوى الرفض لدعوته
والإعراض عنها، والإيذاء الشديد للرسول صلى الله عليه وسلم
ومن آمن به حتى آل الأمر بهم إلى تنفيذ خطة المكر
والخداع لقتل النبي صلى الله عليه وسلم حيث اجتمع
كبراؤهم في دار الندوة وتشاوروا ماذا يفعلون
برسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأوا أصحابه
يهاجرون إلى المدينة وأنه لا بد أن يلحق بهم
ويجد النصرة والعون من الأنصار الذين بايعوه
على أن يمنعوه مما يمنعون منه أبناءهم ونساءهم
وحينئذ تكون له الدولة على قريش ، فقال عدوا الله أبو جهل
الرأي أن نأخذ من كل قبيلة فتى شاباً جلداً ثم نعطي كل
واحد سيفاً صارماً ثم يعمدوا إلى محمد فيضربوه ضربة
رجل واحد فيقتلوه ونستريح منه فيتفرق دمه في القبائل
فلا يستطيع بنو عبد مناف . يعني عشيرة
النبي صلى الله عليه وسلم -أن يحاربوا قومهم
جميعاً فيرضون بالدية فنعطيهم إياها.
فأعلم الله نبيه صلى الله عليه وسلم
بما أراد المشركون وأذن له بالهجرة وكان أبو بكر
رضي الله عنه قد تجهز من قبل للهجرة إلى المدينة
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم على رسلك
فإن أرجو أن يؤذن لي فتأخر أبو بكر رضي الله عنه
ليصحب النبي صلى الله عليه وسلم،
قالت عائشة رضي الله عنها فبينما نحن في بيت أبي بكر
في نحر الظهيرة في منتصف النهار
إذا برسول الله صلى الله عليه وسلم على الباب مقتنعاً
فقال أبو بكر فداء له أبي وأمي والله ما جاء به في هذه
الساعة إلا أمر فدخل النبي صلى الله عليه وسلم
وقال لأبي بكر: أخرج من عندك. فقال: إنما هم
أهلك بأبي أنت وأمي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم
قد أذن لي في الخروج فقال أبو بكر الصحبة يا رسول الله.
قال: نعم. فقال: يا رسول الله فخذ إحدى راحلتي هاتين.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بالثمن
ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأبو بكر فأقاما في غار جبل ثور ثلاث ليال يبيت عندهما
عبد الله بن أبي بكر وكان غلاماً شاباً ذكياً واعياً
فينطلق في آخر الليل إلى مكة فيصبح من قريش
فلا يسمع بخبر حول النبي صلى الله عليه وسلم
وصاحبه إلا وعاه حتى يأتي به إليهما حين يختلط الظلام
فجعلت قريش تطلب النبي صلى الله عليه وسلم
من كل وجه وتسعى بكل وسيلة
ليدركوا النبي صلى الله عليه وسلم حتى جعلوا لمن يأتي بهما
أو بأحدهما ديته مئة من الإبل، ولكن الله
كان معهما يحفظهما بعنايته ويرعاهما برعايته
حتى إن قريشاً ليقفون على باب الغار فلا يرونهما.
قال ، أبو بكر رضي الله عنه قلت للنبي صلى الله عليه وسلم
ونحن في الغار لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا.
فقال: "لا تحزن إن الله معنا، ما ظنك يا أبا بكر بإثنين الله ثالثهما"(59). حتى إذا سكن الطلب عنهما قليلاً خرجا من الغار
بعد ثلاث ليال متجهين إلى المدينة على طريق الساحل.
ولما سمع أهل المدينة من المهاجرين والأنصار
بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم
كانوا يخرجون صباح كل يوم إلى الحرة ينتظرون
قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصاحبه
حتى يطردهم حر الشمس، فلما كان اليوم الذي
قدم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعالى
النهار واشتد الحر رجعوا إلى بيوتهم وإذا رجل من
اليهود على أطم من آطام المدينة ينظر لحاجة له
فأبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه
مقبلين يزول بهم السراب فلم يملك أن نادى
بأعلى صوته يا معشر العرب هذا جدكم يعني هذا
حظكم وعزكم الذي تنتظرون فهب المسلمون للقاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم السلاح تعظيماً
وإجلالاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإيذاناً
باستعدادهم للجهاد والدفاع دونه رضي الله عنهم
فتلقوه صلى الله عليه وسلم بظاهر الحرة فعدل بهم
ذات اليمين ونزل في بني عمرو بن عوف في قباء ،
وأقام فيهم بضع ليال وأسس المسجد،
ثم ارتحل إلى المدينة والناس معه وآخرون يتلقونه
في الطرقات قال أبو بكر رضي الله عنه خرج الناس
حين قدمنا المدينة في الطرق وعلى البيوت والغلمان
والخدم يقولون الله أكبر جاء رسول الله، الله أكبر جاء محمد.
والهجرة : الإنتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام (1)

 

خلود 99 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 18-06-2012, 11:37 AM   #8

خلود 99

هلآآلــــية ❤

الصورة الرمزية خلود 99

 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
التخصص: ؛؛ علــــوــــوم إداريــــــــــــــه ؛؛
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: الثالث
الجنس: أنثى
المشاركات: 5,769
افتراضي رد: ~| ثــــلاثــــة الاصــــــول |~

(1) الهجرة في اللغة:
"مأخوذه من الهجر وهو الترك".
وأما في الشرع فهي كما قال الشيخ:
"الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام".
وبلد الشرك هو الذي تقام فيها شعائر الكفر
ولا تقام فيه شعائر الإسلام كالأذان والصلاة جماعة،
والأعياد، والجمعة على وجه عام شامل ،
وإنما قلنا على وجه عام شامل ليخرج ما تقام فيه
هذه الشعائر على وجه محصور كبلاد الكفار التي فيها
أقليات مسلمة فإنها لا تكون بلاد إسلام بما تقيمه
الأقليات المسلمة فيها من شعائر الإسلام،
أما بلاد الإسلام فهي البلاد التي تقام فيها هذه الشعائر
على وجه عام شامل.
والهجرة فريضة على هذه الأمة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام (1)
وهي باقية إلى أن تقوم الساعة .
والدليل قوه تعالى(إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ
قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ
قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا
فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً * إِلا الْمُسْتَضْعَفِينَ
مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً
وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً * فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ
عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً)
(النساء:97 - 99)
(1) فهي واجبة على كل مؤمن لا يستطيع إظهار دينه
في بلد الكفر فلا يتم إسلامه إذا كان لا يستطيع إظهاره
إلا بالهجرة، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
(2) في هذه الآية دليل على أن هؤلاء الذين
لم يهاجروا مع قدرتهم على الهجرة أن الملائكة
تتوفاهم وتوبخهم وتقول لهم ألم تكن أرض الله
واسعة فتهاجروا فيها، أما العاجزون عن الهجرة
من المستضعفين فقد عفا الله عنهم لعجزهم
عن الهجرة ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
وقوله تعالى (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ) (العنكبوت:56)
قال البغوي - رحمه الله تعالى -:
سبب نزول هذه الآية في المسلمين الذين بمكة
لم يهاجروا ؛ ناداهم الله باسم الإيمان (1).
والدليل على الهجرة من السنة قوله صلى الله عليه وسلم(60):
لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ,
ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها"(2) .
(1) الظاهر أن الشيخ رحمه الله نقل هذا عن البغوي بمعناه
هذا إن كان نقله من التفسير إذ ليس المذكور في التفسير
البغوي لهذه الآية بهذا اللفظ.
(2) وذلك حين انتهاء العمل الصالح المقبول
قال الله تعالى (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ
نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً )(الأنعام:الآية158)
والمراد ببعض الآيات هنا طلوع الشمس من مغربها.
(تتمة) نذكر هنا حكم السفر إلى بلاد الكفر.
فنقول : السفر إلى بلاد الكفار لا يجوز إلا بثلاثة شروط:
الشرط الأول: أن يكون عند الإنسان علم يدفع به الشبهات.
الشرط الثاني: أن يكون عنده دين يمنعه من الشهوات.
الشرط الثالث: أن يكون محتاجاً إلى ذلك.
فإن لم تتم هذه الشروط فإنه لا يجوز السفر
إلى بلاد الكفار لما في ذلك من الفتنة أو خوف الفتنة
وفيه إضاعة المال لأن الإنسان ينفق أموالاً كثيرة في هذه الأسفار.
أما إذا دعت الحاجة إلى ذلك لعلاج أو تلقي علم
لا يوجد في بلده وكان عنده علم ودين على
ما وصفنا فهذا لا بأس به.
وأما السفر للسياحة في بلاد الكفار فهذا ليس بحاجة
وبإمكانه أن يذهب إلى بلاد إسلامية يحافظ أهلها
على شعائر الإسلام، وبلادنا الآن والحمد لله أصبحت
بلاداً سياحية في بعض المناطق فبإمكانه أن يذهب إليها
ويقضي زمن إجازته فيها.
وأما الإقامة في بلاد الكفار فإن خطرها عظيم
على دين الإسلام، وأخلاقه، وسلوكه، وآدابه وقد شاهدنا
وغيرنا انحراف كثير ممن أقاموا هناك فرجعوا بغير ما ذهبوا به، رجعوا فساقاً،
وبعضهم رجع مرتداً عن دينه وكافراً به وبسائر الأديان
والعياذ بالله - حتى صاروا إلى الجحود المطلق والاستهزاء
بالدين وأهله السابقين منهم واللاحقين ، ولهذا كان ينبغي
بل يتعين التحفظ من ذلك ووضع الشروط التي تمنع من الهوي في تلك المهالك.
فالإقامة في بلاد الكفر لا بد فيها من شرطين أساسين:
الشرط الأول: أمن المقيم على دينه بحيث يكون عنده
من العلم والإيمان، وقوة العزيمة ما يطمئنه على الثبات
على دينه والحذر من الانحراف والزيغ،
وأن يكون مضمراً لعداوة الكافرين وبغضهم مبتعداً عن موالاتهم
ومحبتهم، فإن موالاتهم ومحبتهم، مما ينافي الإيمان بالله
قال تعالى(لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ
أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ )(المجادلة:الآية22)
وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ
وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ
مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ *
فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ
نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ
أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ)
(المائدة:51 - 52)
وثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"أن من أحب قوماً فهو منهم، وأن المرء مع من أحب"(61)
ومحبة أعداء الله من أعظم ما يكون خطراً على المسلم
لأن محبتهم تستلزم موافقتهم واتباعهم، أو على الأقل
عدم الإنكار عليهم ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"من أحب قوماً فهو منهم".
الشرط الثاني: أن يتمكن من إظهار دينه بحيث
يقوم بشعائر الإسلام بدون ممانع، فلا يمنع
من إقامة الصلاة والجمعة والجماعات إن كان معه
من يصلي جماعة ومن يقيم الجمعة ، ولا يمنع
من الزكاة والصيام والحج وغيرها من شعائر الدين ،
فإن كان لا يتمكن من ذلك لم تجز الإقامة لوجوب
الهجرة حينئذ، قال في المغني ص 457 جـ 8
في الكلام على أقسام الناس في الهجرة:
أحدها من تجب عليه وهو من يقدر عليها
ولا يمكنه إظهار دينه، ولا تمكنه من إقامة واجبات دينه
مع المقام بين الكفار فهذا تجب عليه الهجرة
لقوله تعالى(إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ
قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ
قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا
فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً) (النساء:97).
وهذا وعيد شديد يدل على الوجوب، ولأن القيام
بواجب دينه واجب على من قدر عليه، والهجرة من ضرورة
الواجب وتتمته، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. أهـ.
وبعد تمام هذين الشرطين الأساسيين تنقسم الإقامة
في دار الكفر إلى أقسام:
القسم الأول: أن يقيم للدعوة إلى الإسلام والترغيب فيه
فهذا نوع من الجهاد فهي فرض كفاية على من قدر عليها،
بشرط أن تتحقق الدعوة وأن لا يوجد من يمنع منها
أو من الاستجابة غليها، لأن الدعوة إلى الإسلام
من واجبات الدين وهي طريقة المرسلين
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتبليغ عنه
في كل زمان ومكان فقال صلى الله عليه وسلم :
"بلغوا عني ولو آية"(62).
القسم الثاني: أن يقيم لدراسة أحوال الكافرين
والتعرف على ما هم عليه من فساد العقيدة ،
وبطلان التعبد، وانحلال الأخلاق ،
وفوضوية السلوك ؛ ليحذر الناس من الاغترار بهم
ويبين للمعجبين بهم حقيقة حالهم، وهذه الإقامة
نوع من الجهاد أيضاً لما يترتب عليها من التحذير
من الكفر وأهله المتضمن للترغيب في الإسلام
وهديه، لأن فساد الكفر دليل على صلاح الإسلام،
كما قيل: وبضدها تتبين الأشياء. لكن لا بد من شرط
أن يتحقق مراده بدون مفسدة أعظم منه، فإن لم يتحقق
مراده بأن منع من نشر ما هم عليه والتحذير منه فلا فائدة
من إقامته، وإن تحقق مراده مع مفسدة أعظم
مثل أن يقابلوا فعله بسب الإسلام ورسول الإسلام
وأئمة الإسلام وجب الكف لقوله تعالى
(وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ
عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى
رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:108).
ويشبه هذا أن يقيم في بلاد الكفر ليكون عيناً للمسلمين؛
ليعرف ما يدبروه للمسلمين من المكايد فيحذرهم المسلمون،
كما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان
إلى المشركين في غزوة الخندق ليعرف خبرهم(63).

 

خلود 99 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 18-06-2012, 11:43 AM   #9

خلود 99

هلآآلــــية ❤

الصورة الرمزية خلود 99

 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
التخصص: ؛؛ علــــوــــوم إداريــــــــــــــه ؛؛
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: الثالث
الجنس: أنثى
المشاركات: 5,769
افتراضي رد: ~| ثــــلاثــــة الاصــــــول |~

القسم الثالث: أن يقيم لحاجة الدولة المسلمة وتنظيم علاقاتها
مع دول الكفر كموظفي السفارات فحكمها حكم ما أقام من أجله.

فالملحق الثقافي مثلاً يقيم ليرعى شؤون الطلبة ويراقبهم ويحملهم
على التزام دين الإسلام وأخلاقه وآدابه، فيحصل بإقامته
مصلحة كبيرة ويندرئ بها شر كبير.
القسم الرابع: أن يقيم لحاجة خاصة مباحة كالتجارة والعلاج
فتباح الإقامة بقدر الحاجة، وقد نص أهل العلم رحمهم الله
على جواز دخول بلاد الكفر للتجارة وأثروا ذلك عن بعض الصحابة
رضي الله عنهم.
القسم الخامس: أن يقيم للدراسة وهي من جنس ما قبلها
إقامة لحاجة لكنها أخطر منها وأشد فتكاً بدين المقيم
وأخلاقه، فإن الطالب يشعر بدنو مرتبته وعلو مرتبة معلميه،
فيحصل من ذلك تعظيمهم والاقتناع بآرائهم وأفكارهم
وسلوكهم فيقلدهم إلا من شاء الله عصمته وهم قليل ،
ثم إن الطالب يشعر بحاجته إلى معلمه فيؤدي ذلك
إلى التودد إليه ومداهنته فيما هو عليه من الانحراف
والضلال. والطالب في مقر تعلمه له زملاء يتخذ منهم
أصدقاء يحبهم ويتولاهم ويكتسب منهم، ومن أجل خطر
هذا القسم وجب التحفظ فيه أكثر مما قبله فيشترط فيه
بالإضافة إلى الشرطين الأساسيين شروط:
الشرط الأول: أن يكون الطالب على مستوى كبير
من النضوج العقلي الذي يميز به بين النافع والضار
وينظر به إلى المستقبل البعيد فأما بعث الأحداث
"صغار السن" وذوي العقول الصغيرة فهو
خطر عظيم على دينهم، وخلقهم، وسلوكهم،
ثم هو خطر على أمتهم التي سيرجعون إليها
وينفثون فيها من السموم التي نهلوها من أولئك
الكفار كما شهد ويشهد به الواقع ، فإن كثيراً
من أولئك المبعوثين رجعوا بغير ما ذهبوا به،
رجعوا منحرفين في دياناتهم، وأخلاقهم، وسلوكهم،
وحصل عليهم وعلى مجتمعهم من الضرر في هذه
الأمور ما هو معلوم مشاهد، وما مثل بعث هؤلاء
إلا كمثل تقديم النعاج للكلاب الضارية.
الشرط الثاني: أن يكون عند الطالب من علم الشريعة
ما يتمكن به من التمييز بين الحق والباطل ،
ومقارعة الباطل بالحق لئلا ينخدع بما هم عليه من الباطل
فيظنه حقاً أو يلتبس عليه أو يعجز عن دفعه فيبقى حيران
أو يتبع الباطل.
وفي الدعاء المأثور
"اللهم أرني الحق حقاً وارزقني اتباعه،
وأرني الباطل باطلاً وارزقني اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علي فأضل".
الشرط الثالث: أن يكون عند الطالب دين يحميه
ويتحصن به من الكفر والفسوق، فضعيف الدين
لا يسلم مع الإقامة هناك إلا أن يشاء الله
وذلك لقوة المهاجم وضعف المقاوم، فأسباب الكفر
والفسوق هناك قوية وكثيرة متنوعة فإذا صادفت محلاً
ضعيف المقاومة عملت عملها.
الشرط الرابع: أن تدعو الحاجة إلى العلم الذي أقام
من أجله بأن يكون في تعلمه مصلحة للمسلمين
ولا يوجد له نظير في المدارس في بلادهم،
فإن كان من فضول العلم الذي لا مصلحة فيه للمسلمين
أو كان في البلاد الإسلامية من المدارس نظيره لم يجز
أن يقيم في بلاد الكفر من أجله لما في الإقامة من الخطر
على الدين والأخلاق ، وإضاعة الأموال الكثيرة بدون فائدة.
القسم السادس: أن يقيم للسكن وهذا أخطر مما قبله
وأعظم لما يترتب عليه من المفاسد بالاختلاط التام
بأهل الكفر وشعوره بأنه مواطن ملتزم بما تقتضيه الوطنية
من مودة، وموالاة، وتكثير لسواد الكفار، ويتربى أهله
بين أهل الكفر فيأخذون من أخلاقهم وعاداتهم،
وربما قلدوهم في العقيدة والتعبد ولذلك جاء في
الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"من جامع المشرك وسكن معه فهو مثله(64).
وهذا الحديث وإن كان ضعيف السند لكن له وجهة
من النظر فإن المساكنة تدعو إلى المشاكلة،
وعن قيس بن حازم عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين،
قالوا يا رسول الله ولم؟ قال: لا تراءى نارهما"(65). رواه أبو داود والترمذي
وأكثر الرواة رووه مرسلاً عن قيس بن حازم
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الترمذي سمعت محمداً -
يعني البخاري - يقول الصحيح حديث قيس
عن النبي صلى الله عليه وسلم ،مرسل . أ هـ.
وكيف تطيب نفس مؤمن أن يسكن في بلاد كفار
تعلن فيها شعائر الكفر ويكون الحكم فيها
لغير الله ورسوله وهو يشاهد ذلك بعينه ويسمعه
بأذنيه ويرضى به، بل ينتسب إلى تلك البلاد ويسكن
فيها بأهله وأولاده ويطمئن إليها كما يطمئن إلى بلاد
المسلمين مع ما في ذلك من الخطر العظيم عليه
وعلى أهله وأولاده في دينهم وأخلاقهم.
هذا ما توصلنا إليه في حكم الإقامة في بلاد الكفر
نسأل الله أن يكون موافقاً للحق والصواب.

فلما استقر بالمدينة أمر ببقية شرائع الإسلام مثل:
الزكاة، والصوم، والحج، والجهاد والآذان،
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وغير ذلك من شرائع الإسلام (1)
(1) يقول المؤلف رحمه الله تعالى: لما استقر -
أي النبي صلى الله عليه وسلم - في المدينة النبوية
أمر ببقية شرائع الإسلام وذلك أنه في مكة دعا
إلى التوحيد نحو عشر سنين، ثم بعد ذلك
فرضت عليه الصلوات الخمس في مكة،
ثم هاجر إلى المدينة ولم تفرض عليه الزكاة
ولا الصيام ولا الحج ولا غيرها من شعائر الإسلام
وظاهر كلام المؤلف رحمه الله أن الزكاة فرضت أصلاً
وتفصيلاً في المدينة، وذهب بعض أهل العلم
إلى أن الزكاة فرضت أولاً في مكة لكنها لم تقدر
أنصابها ولم يقدر الواجب فيها ؛ وفي المدينة قدرت
الأنصباء وقدر الواجب واستدل هؤلاء بأنه جاءت
آيات توجب الزكاة في سورة مكية مثل قوله تعالى
في سورة الأنعام: (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ )(الأنعام:الآية141)
ومثل قوله تعالى : (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) (المعارج:24- 25) .
وعلى كل حال فاستقرار الزكاة وتقدير أنصابها
وما يجب فيها وبيان مستحقيها كان في المدينة،
وكذلك الأذان والجمعة، والظاهر أن الجماعة كذلك
لم تفرض إلا في المدينة؛ لأن الأذان الذي فيه الدعوة
للجماعة فرض في السنة الثانية، فأما الزكاة والصيام
فقد فرضا في السنة الثانية من الهجرة، وأما الحج فلم
يفرض إلا في السنة التاسعة على القول الراجح
من أقوال أهل العلم وذلك حين كانت مكة بلد إسلام
بعد فتحها في السنة الثامنة من الهجرة، وكذلك
الأمر بالمعروف والنهي عن أخذ على هذا عشر سنين
وبعدها توفي صلوات الله وسلامه عليه(1)
المنكر وغيرهما من الشعائر الظاهرة كلها فرضت في المدينة
بعد استقرار النبي صلى الله عليه وسلم فيها وإقامة الدولة
الإسلامية فيها.
(1) أخذ أي النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين بعد
هجرته فلما أكمل الله به الدين وأتم به النعمة
على المؤمنين اختاره الله لجواره واللحاق بالرفيق الأعلى من النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين، فابتدأ به المرض
صلوات الله وسلامه عليه في آخر شهر صفر
وأول شهر ربيع الأول، فخرج إلى الناس عاصباً
رأسه فصعد المنبر فتشهد وكان أول ما تكلم به
بعد ذلك أن استغفر للشهداء الذين قتلوا في أحد
ثم قال: "إن عبداً من عباد الله خيره الله بين الدنيا
وبين ما عنده فاختار ما عند الله "
ففهمها أبو بكر رضي الله عنه فبكى
وقال: بأبي وأمي نفديك بآبائنا وأمهاتنا،
وأبنائنا، وأنفسنا، وأموالنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم
"على رسلك يا أبا بكر"
ثم قال: "إن أمنّ الناس علي في صحبته
وماله أبو بكر ولكنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت
أبا بكر ولكن خلة الإسلام ومودته"(66)
وأمر أبا بكر أن يصلي بالناس ولما كان يوم الاثنين الثاني
عشر أو الثالث عشر من شهر ربيع الأول
من السنة الحادية عشر من الهجرة اختاره الله لجواره
فلما نزل به جعل يدخل يده في ماء عنده ويمسح
وجهه ويقوله: "لا إله إلا الله إن للموت سكرات"
ثم شخص بصره نحو السماء وقال :
"اللهم في الرفيق الأعلى"(67).
فتوفي ذلك اليوم فاضطرب الناس لذلك
وحق لهم أن يضطربوا ، حتى جاء أبو بكر رضي الله عنه
فصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال:
أما بعد فإن من كان يعبد محمداً فإن محمداً
قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت
ثم قرأ(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ
أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ) (آل عمران: من الآية144)
(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) (الزمر:30)
فاشتد بكاء الناس وعرفوا أنه قد مات فغسل
صلوات الله وسلامه عليه في ثيابه تكريماً له،
ثم كفن بثلاث أثواب أي لفائف بيض سحولية
ليس فيها قميص ولا عمامة، وصلى الناس عليه إرسالاً
بدون إمام، ثم دفن ليلة الأربعاء بعد أن تمت مبايعة الخليفة
من بعده فعليه من ربه أفضل الصلاة وأتم التسلم.
ودينه باق، وهذا دينه، لا خير إلا دل الأمة عليه،
ولا شر إلا حذرها منه، والخير الذي دل عليه: التوحيد،
وجميع ما يحبه الله ويرضاه،
والشر الذي حذر منه: الشرك وجميع ما يكرهه الله ويأباه.
بعثه الله إلى الناس كافة (1)، وافترض الله طاعته على جميع
الثقلين: الجن والأنس،
والدليل قوله تعالى(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ) (2)
{سورة الأعراف، الآية: 158}.
(1) بعثه الله أي أرسله إلى الناس كافة أي جميعاً.
(2) في هذه الآية دليل على
أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس
جميعاً وأن الذي أرسله له ملك السموات والأرض ،
ومن بيده الإحياء والإماتة، وأنه سبحانه
هو المتوحد بالألوهية كما هو متوحد في الربوبية ،
ثم أمر سبحانه وتعالى في آخر الآية
أن نؤمن بهذا الرسول النبي الأمي وأن نتبعه
وأن ذلك سبب للهداية العلمية والعملية، هداية الإرشاد، وهداية
وأكمل الله به الدين ،
والدليل قوله تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ
عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً ) (1)
{سورة المائدة، الآية: 5}.

 

خلود 99 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 18-06-2012, 11:50 AM   #10

خلود 99

هلآآلــــية ❤

الصورة الرمزية خلود 99

 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
التخصص: ؛؛ علــــوــــوم إداريــــــــــــــه ؛؛
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: الثالث
الجنس: أنثى
المشاركات: 5,769
افتراضي رد: ~| ثــــلاثــــة الاصــــــول |~

التوفيق فهو عليه الصلاة والسلام رسول إلى جميع
الثقلين وهم الإنس والجن وسموا بذلك لكثرة عددهم.

(1) أي أن دينه عليه الصلاة والسلام باق إلى يوم القيامة
فما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وقد بين للأمة
جميع ما تحتاجه في جميع شئونها
حتى قال أبو ذر رضي الله عنه:
"ما ترك النبي صلى الله عليه وسلم طائراً يقلب
جناحية في السماء إلا ذكر لنا منه علماً"(68)
وقال رجل من المشركين لسلمان الفارسي رضي الله عنه
علمكم نبيكم حتى الخراة - آداب قضاء الحاجة -
قال: "نعم لقد نهانا أن نستقبل القبلة بغائط
أو بول أو نستنجى بأقل من ثلاثة أحجار،
أو أن نستنجى باليمين، أو أن نستنجى برجيع
أو عظم"(69) .
فالنبي صلى الله عليه وسلم بيّن كل الدين إما بقوله،
وإما بفعله، وإما بإقراره ابتداء أو جواباً عن سؤال
وأعظم ما بيّن عليه الصلاة والسلام التوحيد .
وبين كل ما أمر به فهو خير للأمة في معادها
ومعاشها، وكل ما نهى عنه فهو شر للأمة في معاشها
ومعادها، وما يجهله بعض الناس ويدعيه من ضيق في الأمر
والنهي فإنما ذلك لخلل البصيرة وقلة الصبر وضعف الدين
وإلا فإن القاعدة العامة أن الله لم يجعل علينا في الدين
من حرج وأن الدين كله يسر وسهولة
قال الله تعالى(يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ )
(البقرة: من الآية185) ،
وقال تعالى (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)
(الحج: من الآية78)
وقال تعالى (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ )
(المائدة: من الآية6)
فالحمد لله على تمام نعمته وإكمال دينه.
والدليل على موته صلى الله عليه وسلم قوله تعالى:
})إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) (الزمر:30)
ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) (الزمر:30 - 31)
والناس إذا ماتوا يبعثون (2) ،
والدليل قوله تعالى : مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ (3) وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ (4)
وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) (5) {سورة طه، الآية: 55}
وقوله تعالى:} وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً* )
ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً) (1) (نوح:17 - 18)
وبعد البعث محاسبون ومجزيون بأعمالهم ،
والدليل قوله تعالى
(لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ
الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى) (2) {سورة النجم، الآية: 31} ؛
(1) ففي هذه الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم
ومن أرسل إليهم ميتون وأنهم سيختصمون عند الله
يوم القيامة فيحكم بينهم بالحق ولن يجعل الله لكافرين
على المؤمنين سبيلاً.
(2) بيّن رحمه تعالى في هذه الجملة أن الناس
إذا ماتوا يبعثون ، يبعثهم الله عز وجل أحياء بعد موتهم للجزاء
وهذا هو النتيجة من إرسال الرسل أن يعمل الإنسان
لهذا اليوم يوم البعث والنشور، اليوم الذي
ذكر الله سبحانه وتعالى من أحواله وأهواله
ما يجعل القلب ينيب إلى الله عز وجل ويخشى هذا اليوم
قال الله تعالى (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً *
السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً) (المزمل:17 - 18).
وفي هذه الجملة إشارة إلى الإيمان بالبعث واستدل الشيخ له بآيتين.
(3) أي من الأرض خلقناكم حين خلق آدم عليه الصلاة والسلام من تراب.
(4) أي بالدفن بعد الموت.
(5) أي بالبعث يوم القيامة.
(1) هذه الآية موافقة تماماً لقوله تعالى:
(مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى)
والآيات في هذا المعنى كثيرة جداً وقد أبدى الله عز وجل
وأعاد في إثبات المعاد حتى يؤمن الناس بذلك
ويزدادوا إيماناً ويعملوا لهذا اليوم العظيم
الذي نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من العاملين له
ومن السعداء فيه.
(2) يعين أن الناس بعد البعث يجازون ويحاسبون
على أعمالهم إن خيراً فخير وإن شراً فشر
قال الله تبارك وتعالى(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ *
وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) (الزلزلة:7 - 8)
وقال تعالى: ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ
فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ
أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) (الأنبياء:47)
وقال جل وعلا: ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ
جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)
(الأنعام:160).
فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة
فضلاً من الله عز وجل وامتناناً منه سبحانه وتعالى
فهو جلّ وعلا قد تفضل بالعمل الصالح ،
ثم تفضل مرة أخرى بالجزاء عليه هذا الجزاء الواسع الكثير ،
أما ومن كذب بالبعث كفر ، والدليل قوله تعالى
(زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ
ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)(1)
{سورة التغابن ، الآية: 7}
العمل السيء فإن السيئة بمثلها لا يجازى الإنسان
بأكثر منها قال تعالى:
(مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ
فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (الأنعام:160)
وهذا من كمال فضل الله وإحسانه.
ثم أستدل الشيخ لذلك بقوله تعالى
(لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا)(النجم: من الآية31)
ولم يقل بالسوآي كما قال : (وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى).
(1) من كذب بالبعث فهو كافر لقوله تعالى:
(وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ *
وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا
بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ)
(الأنعام:30)
وقال تعالى: (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ *
وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ *
إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ *
كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ *
كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ * ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ *
ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) (المطففين:10 - 17)
وقال تعالى: (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً)
(الفرقان:11)
وقال تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا
مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (العنكبوت:23)
واستدل الشيخ رحمه الله تعالى بقوله تعالى:
} زعم الذين كفروا{ الآية.
وأما إقناع هؤلاء المنكرين فبما يأتي:
أولاً : أن أمر البعث تواتر به النقل عن الأنبياء
والمرسلين في الكتب الإلهية ، والشرائع السماوية
وتلقته أممهم بالقبول، فيكف تنكرونه وأنتم تصدقون
بما ينقل إليكم عن فيلسوف أو صاحب مبدأ أو فكرة
وإن لم يبلغ ما بلغه الخبر عن البعث لا في وسيلة النقل
ولا في شهادة الواقع ؟
ثانياً : أن أمر البعث قد شهد العقل بإمكانه،
وذلك عن وجوه:
1- كل أحد لا ينكر أن يكون مخلوقاً بعد العدم،
وأنه حادث بعد أن لم يكن، فالذي خلقه
وأحدثه بعد أن لم يكن قادر على إعادته بالأولى
كما قال الله تعالى:
(وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ )(الروم: من الآية27)
وقال تعالى:
(كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ)
(الأنبياء: من الآية104)
2- كل أحد لا ينكر عظمة خلق السموات والأرض
لكبرهما وبديع صنعتهما ، فالذي خلقهما قادر
على خلق الناس وإعادتهم بالأولى ؛
قال الله تعالى(لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ)
(غافر: من الآية57)
وقال تعالى (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ
وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى
بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الأحقاف:33)
وقال تعالى(أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ
بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ *
إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (يّـس: 81- 82)
3- كل ذي بصر يشاهد الأرض مجدبة ميتة النبات،
فإذا نزل المطر عليها أخصبت وحيي نباتها بعد الموت
والقادر على إحياء الأرض بعد موتها قادر على إحياء الموتى
وبعثهم ، قال الله تعالى:
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا
الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى
إ
ِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (فصلت:39)
ثالثاً : أن أمر البعث قد شهد الحس والواقع
بإمكانه فيما أخبرنا الله تعالى به من وقائع احياء الموتى
وقد ذكر الله تعالى من ذلك في سورة البقرة خمس حوادث
منها، قوله(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى
عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ
اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً
أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ
إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ
وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا
ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
(البقرة:259)

 

خلود 99 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 09:54 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2025