[.. ما أشبهَ اللّيلةَ بِالبارِحة ..]

[Aishah AL-farhah]

المرور من هنا من سكاو
كالعبور لأول مرة على جسر يربط ضفتي نهر
لطالما حمل هذا الجسر خطواتك وأنت طفل
ولطالما أعادت إليك جبال ذلك الوادي صدى صرخاتك وأنت تلهو
تنظر هنا وهناك وتشعر أن الزمن الذي فصل بين طفولتك على هذا الجسر ولحظتك الحالية
شكلت فاصلا يبدو غريبا لا تفهمه لأول مرة .. فترى الجسر والنهر والأشجار وكل شيء قد تضاءل حجمه
دون أن تدرك بأنك أنت الذي كبرت والجسر وكل ماحوله بقي على حاله .. أنت كبرت لدرجة أنك توهمت أن الجمادات صغرت
كبرت لدرجة أنك ستتحرج من الصراخ لتسمع صدى صوتك .. كبرت لدرجة أنك أصبحت لا تجد ذلك الشعور بالفرح والبهجة الذي كان يمكنك وأنت تنقل خطواتك عليه وتلهو .. كبرت حتى أنك لم تتعرف على نفسك وأنت تقف على هذا الجسر الذي لطالما وقفت عليه في طفولتك
كبرت للدرجة التي جعلتك الحياة خصما لها تقاتله كل يوم وتصارعه فلا يجد وقتا للهو كما كان يجده في الطفولة عندما كان غافلا وكانت الحياة غافلة عنه في مصارعة الكبار

قال أحدهم : نسيت أن أبقى صغيرا !