في الزواج .. نظرات ولمسات

[طالب جامعي 90]

في الزواج .. نظرات ولمسات

ليس من المعقول أن يحوي مقال ولو كان من عدة صفحات كل الخواطر المتعلقة بالرباط المقدس والميثاق الغليظ
(الزواج)
فقط ثمة محاولة للمشاركة والدلو بدلونا في هذا الموضوع .. وهي دعوة أيضا للإثراء والمناقشة
لعل إضاءة أو سنا فكرة أو بارقة نُصح
تلقى طريقها إلى قلب واع أو عقل نبيه أو وجدان صادق
ولعل البداية أيضا تكون مع وقفة جادة حول بعض العادات والأعراف التي صارت مع الأيام دينا أو ثوابت وخطوط حمراء
حالت دون إتمام هذه العلاقة والزواج بصورة نموذجية لتبقيها ضمن دائرة(الحظ يانصيب)
والتي مع اتساع دائرة الوعي بدأت في الانحسار وإن في صورتها الجغرافية أو المكانية
من هذه العادات عدم النظر العادل في رضا البنت وميلها وقبولها بالمتقدم
ومراعاة وجهة نظرها التي لا تقتصر على الشكل والجانب المادي لتتعداه إلى طريقة تفكيره وسلوكه
ومدى قدرتها على استيعاب طباعه والانسجام مع مزاجه العام
ولعله يحسن فحص هذه الأمور إلى جانب الفحوص الطبية
فالفحص النفسي وإدراك مدى القدرة على تزاوج الأفكار والرؤى وحسن التقدير والاحترام واستيعاب الطباع وتقاربها
أمر لا يقل أهمية عن اللياقة البدنية
وفي هذا تجسيد لحديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه
فلم يكتف التوجيه النبوي بمسألة التدين بل أردفها بالخلق والسلوك الحسن
كما أن من العادات ما يضيق على الرجل التعرف الوافي بشريكة حياته ومشروع سعادتهما الدائم
فالأصل أن يرى فيها ما يدعوه إلى نكاحها ، وليس الأمر مقتصرا على الرؤية البصرية
فالمسألة ليست متوقفة على الإعجاب بالشكل وحسن الصورة ، فهو مشروع حياة سيمتد ما امتدت الحياة بينهما
وإنما يتوقف أيضا على ما يدعوه إلى نكاحها من الناحية النفسية والفكرية والعاطفية والسلوكية
وعلى هذا فالأمر يحتاج إلى لقاء قد يتكرر في إطار الضوابط الشرعية إلى أن يأنسا ببعضهما وترتفع درجة القبول
والتعرف الوافي
ففترة الخطوبة فترة اختبارللمشاعر والوقوف التام على كثير من التفاصيل التي تنتهي بالرضا التام والحب المتنامي
كما أن من العادات الانكفاء في الارتباط على نفس الأسرة وأولوية ابن العم على غيره دون مراعاة للرغبات النفسية والصحية
ومن أسوأ العادات التمييز الطبقي والنظرة الإثنية وتقسيم الناس على اعتبار الأنساب والانتماء القبلي
في مخالفة صريحة لميزان التفاضل عند الله
وتحتاج هذه المسألة بالذات اشتراك كافة الجهات والمؤسسات الرسمية والأهلية والدينية ومناهج التربية والتعليم
لوضع العلاج والتوعية المبكرة عبر مؤسسات التعليم وغيرها من المنابر والوسائل للقضاء عليها .