اللهم أني بلغت اللهم فاشهد !

[Mr.Ahmad]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال الله تعالى : ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) . [ المائدة - 79 ]

أولاً أشكر الإدارة الكريمة على المبادرة الطيبة بوضع إعلان تنبيهي عن منع صور النساء في الصور الرمزية :



وفي هذا الموضوع إن شاء الله سأتحدث عن الصور الرمزية وكذلك عدة مواضيع أخرى يقع فيها الكثيرون دون أن يلقوا لها بالاً لأنها أصبحت من كثرة الوقوع فيها " عادية " في نظر الكثير إلا من رحم الله , وعدم النهي عن المنكر و الأمر بالمعروف لدى الكثيرون إلا من رحم الله .

المسألة الأولى : الصور :


عندما كنت أتصفح منتدانا الغالي , رأيت نسبة كبيرة من الصور الرمزية تحتوي على منكرات , إما لكونها صورة لأمرة أو صورة رسومية ( أنمي ) لأمرة أو لربما أشد من ذلك من كونها صور خادشة للحياء أو صورة شبه عارية بمسمى الرومنسية أو الحب .



إذاً , هل النظر إلى النساء بشهوة أو بدون شهوة جائزاً ؟!
وكذلك ... ما بالكم بصور الشخصيات الرسومية ( الأنمي ) التي ربما تكون أشد فتنة وتأثيراً من الصور الحقيقية ؟!

قال تعالى : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ) - النور/30
وأمر بذلك رسوله عليه الصلاة والسلام فعَنْ جَرِيرٍ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظْرَةِ الْفَجْأَةِ فَقَالَ : ( اصْرِفْ بَصَرَكَ ) رواه أبو داود ( النكاح/1836 ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود برقم (1880) . ولذلك يجب امتثال أمر الله ورسوله .
قال تعالى : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) - النور/63

عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (النظرة إلى المرأة سهم من سهام إبليس مسْمومٌ من تَركَه خَوْف الله أثابه الله إيماناً يجد به حلاوته في قلبه).

كم نظرة فتكت في قلب صاحبها * فَتْكَ السِّهام بلا قوس ولا وَتَر



أن الله عز وجل أمر بغض البصر وحرّم النظر إلى النساء لما يترتَّب على ذلك من المفاسد العظيمة فالنظر بريد الزنا والعياذ بالله . ولذلك جاء في الحديث عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنْ الزِّنَا أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ ) رواه البخاري ( القدر/6122 ) ، فإذا غض المرء بصره عما حرَّم الله فما الذي يدعوه إلى الفاحشة !! . والواجب على المسلم أن يبتعد عن كل طريق إلى الفاحشة من نظر إلى النساء أو التفكير والتأمل الذي يأجِّج الشهوة ويزيدها . ومن يفعل ذلك فإنما يزيد نفسه همَّاًً وغمّاً وحُرقة ولا فائدة .

فاعلم أن النظر إلى المحرمات يورث الحسرات والزفرات، والألم الشديد، فيرى العبد ما ليس قادرا عليه ولا صابرا عنه، وهذا من أعظم العذاب كما قيل:

يا راميا بسـهام اللحظ مجتهدا * أنت القتيل بما ترمي فـلا تصب
وباعث الطرف يرتاد الشفاء له * احبس رسولك لا يأتيك بالعطب



... إلى من يضع تلك الصور كصورة رمزية أو في التوقيع !

لعلك تتخيَّل كم ينظر إلى تلك الصور في مشارق الأرض وفي مغاربها ، وصاحب تلك الصورة أو صاحب الموقع أو المنتدى يَجْمع تلك السيئات ، بل لعلها تجري عليه وهو في قبره إذا مات ولم يَتُب من نشرها .
فالمسألة ليست بسيطة كما يتصورّها بعض الناس ، بل هي مسألة عظيمة . وبِقَدْر ما تكون الفِتنة والافتِتان بالصور يَعْظُم الإثم .

قال الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) النور - 19
قال عليه الصلاة و السلام : ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم ، مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً )


المسألة الثاني : الكلام :

بينما أقرأ بعض المواضيع في منتدانا الغالي , رأيت من بعض الأخوات - هداهم الله - التكسر في الكلام أو بمعنى آخر ( التغنج أو الدلع ) في الكلام , فأتمنى منهم التحدث والكلام بشكل لائق وجاد ومنمق .

قال تعالى : ( ... فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا ) سورة الأحزاب - 32


إضاءة لك اختي :
أنت سيدة قلمك فقوديه باتزان فهو شاهد عليك

نصيحه لوجه الله :
لا تخاطبين بكلماتك أحد الأعضاء الرجال وتخضعين له بالكلم والجملة وتلينين له الحرف والعبارة ،،، ولاتمدحي اي عضو اختي حتى لا يطمع الذي في قلبه مرض ...
وتذكري قول الشاعر :-
ولا تكتب بكفك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه


المسألة الثالثة : التخاطب ( التحدث ) بين الجنسين :


من المعلوم في دين الله تعالى تحريم اتباع خطوات الشيطان ، وتحريم كل ما قد يؤدي إلى الوقوع في الحرام ، حتى لو كان أصله مباحاً ، وهو ما يسمِّيه العلماء " قاعدة سد الذرائع " .
وفي هذا يقول الله عز وجل { يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان } [ النور / 21 ] ، ومن الثاني : قوله تعالى { و لا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم } [ الأنعام / 108 ] ، وفيها ينهى الله تعالى المؤمنين عن سبِّ المشركين لئلا يفضي ذلك إلى سبهم الربَّ عز وجل .
وأمثلة هذه القاعدة في الشريعة كثيرة ، ذكر ابن القيم رحمه الله جملة وافرة منها وفصَّل القول فيها في كتابه المستطاب " أعلام الموقعين " ، فانظر منه ( 3 / 147 - 171 ) .
ومسألتنا هذه قد تكون من هذا الباب ، فالمحادثة - بالصوت أو الكتابة - بين الرجل والمرأة في حدِّ ذاته من المباحات ، لكن قد تكون طريقاً للوقوع في حبائل الشيطان .
ومَن علم مِن نفسه ضعفاً ، وخاف على نفسه الوقوع في مصائد الشيطان : وجب عليه الكف عن المحادثة ، وإنقاذ نفسه .

ومن ظنَّ في نفسه الثبات واليقين ، فإننا نرى جواز هذا الأمر في حقِّه لكن بشروط :
1. عدم الإكثار من الكلام خارج موضوع المسألة المطروحة ، أو الدعوة للإسلام .
2. عدم ترقيق الصوت ، أو تليين العبارة .
3. عدم السؤال عن المسائل الشخصية التي لا تتعلق بالبحث كالسؤال عن العمر أو الطول أو السكن …الخ .
4. أن يشارك في الكتابة أو الاطلاع على المخاطبات إخوة - بالنسبة للرجل - ، وأخوات - بالنسبة للمرأة - حتى لا يترك للشيطان سبيل إلى قلوب المخاطِبين .
5. الكف المباشر عن التخاطب إذا بدأ القلب يتحرك نحو الشهوة .
والله أعلم .
. مقتبس من موقع إسلام سؤال وجواب .



وأختصر ذلك في قول الشيخ الدكتور عبدالعزيز الفوزان
" [ على المتعاملين مع منتديات الانترنت ان يكونو حذرين في حدود العلاقة بين الرجال والنساء , لأنها قد تكون في البداية مداخلات بريئة ولكن ربما تتوطد العلاقات بين الأعضاء ويستدرج الرجال أو النساء الى تطورات في العلاقة ومحرمات قد لا تكون محمودة عواقبها في النهاية , فأخشى أن تكون خطوة من خطوات الشيطان ] "



وفي الختام ...
أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله عزوجل في السر والعلن , وأسأل الله تعالى أن يعيننا جميعا على ما فيه رضاه ؛ وأن يسدد خطاكم , وأن يجعلكم مفاتيح للخير , مغاليق للشر .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين .

محبكم في الله :
Mr.Ahmad