كلمات من القلب والعقل ،،

[أخصائي نفسي]

بسم الله الرحمن الرحيم

كلماتي هذه موجهة لطالب وطالبة الدراسات العليا والذين يرجون أملا في تحقيق التميز والارتقاء علما وأدبا وخلقا وهمة في خدمة مجتمعهم ،

الدراسات العليا مرحلة علمية أعمق من التي قبلها ، يتعلم فيها الطالب والطالبة إتقان البحث العلمي وكيف يسير في الحياة على هدى وبصيرة ، وكيف أن الذين من قبلنا حققوا لنا التقدم ونحن نسير من حيث انتهوا ،

الذين يأملون الدراسات العليا أقول لهم إنها مرحلة يتميز الانسان فيها أنه أكثر فهما واستيعابا من ذي قبل ، فبرامج الدراسات العليا تصمم بما يناسب احتياج المجتمع وبما يجعل الحياة أمامه أكثر تطورا ،

وهنا أقف لحظة لأقول أن من يطمح أن يرتقي في العلم من خلال الدراسات العليا ،فإنه لزاما عليه أنه من الذين لهم قدرات في اللغة العربية والاستيعاب والفهم وقدرات في البحث العلمي والتحصيل العلمي ولديه النية في التعاون من الآن مع زملائه وأن يكون على خلق ودين ،،

الجدية يجب أن تبدأ من لحظة التفكير في إكمال الدراسات العليا ، ولا أخفي أحدا سرا أنها عمل دؤوب وجهد متواصل وانهماك في العلم وبذل للمال الكثير ، بالرغم من أنها مرحلة قصيرة إلا أن لها متطلبات كثيرة ، والتضحية بالراحة والاحساس بالمعاناة شرط من شروطها ، والمعاناة هي الرقم الصعب في كل تلك المعادلة ،،

صحيح أن الأجواء فيها ممتعة ، والاحساس بها منسجم بما سيكون مستقبلا من ارتقاء ، والشعور غامر فيها بالعمق في المراجع والكتب والدراسات ولكنها تستزف الوقت والجهد جله ،

الاحتياج والندرة عاملان رئيسان لفتح باب القبول في الدراسات العليا وليس الأمر ارتجالا وكذلك توفر الاشراف عليها والميزانية المرصودة لها من الضرورة بمكان تحقيقها ،

الكثير هنا يترقب ويسأل ويسعى من أجل إكمال دراسته العليا وأدعو الله لكم بالتوفيق جميعا ولكن عدم القبول ليس آخر المطاف فالمحاولات يجب أن تتكرر والتصميم يجب أن يستمر ، وبعد كل هذا ليست الدراسات العليا هي الابداع وحده ، فمجالات الابداع كثيرة وليست حصرا على الماجستير والدكتوراه ،

أخصائي نفسي