ذهبت الى الرد سي الليلة

[الراقي]

اللهم سامح مجتمعي الذي اجبرني على التزوير و الكذب

وسامحني فإنني مواطن مغلوب على امره

بعيداً عن مواضيع السياسة والمذاهب الفكرية والليبرالية والدين
أعود لاكتب من جديد في وطني الأول .

صياعتي هذه الليلة

قررت اليوم الدخول لإحدى المولات (رجالة) وبدون عائلة ..

هل يعقل أن اقتلع أمي من سريرها لأدخل ؟


هل من المعقول أن استلف ابنة أخي الصغيرة 4 سنوات لتدخلني للمول ؟

أي جنون هذا ؟


بل أي خنوع واستسلام هذا ؟؟


لاااا وربي لاااا

[center]وبدون أن اتعب نفسي اخترت الرد سي لقربه من منزلنا و لسمعته الطيبه في مجتمعي ..
وضعت جوالي في الشاحن , نضهت , اغتسلت , لبست , تعطرت وخرجت ..[/center

ياااااا الهي


هـ أنا اقف الآن أمام هذا المول ..الشامخ .


أوقفت السيارة وأخرجت رجلي اليسرى فقط حتى أكمل شرب عصيري المفضل ومع انتهاء احتسائي لهذا الشراب نزلت ..وأخذت أحدث نفسي يجب أن يكون دخولي اسطورياً . يجب يجب .

مشيتٌ الى البوابة وهناك استوقفني الأمن ( يا بووو ممنوع دخول الشباب) .

أنا : أعرف انو دخول الشباب ممنوع بس سوي نفسك ما تشوفني لأني بدخل يعني بدخل

الأمن : يا ابويا الله يخليك لا تقروشنا .

رجعت الى ناصية الطريقة امام البوابة ..وبعد ثلاث دقائق عائلة مكونة من رجل وزوجته طفلتين اعمارهم 4 او 5 سنوات ..بسرعة اقتربت من هذا الرجل الصالح..قائلاً له :

ممكن أصير فرد في العائلة لمدة دقيقه ؟..ابغه ادخل بس ما رضوا > مع فيس حزين


تلعثم الرجل و ونظر الي بدهشة ..ليه ما رضوا ..؟


أنا : واللهي يقولوا ضروري عائلة ..ونظرت اليه بدفئ لأستثير فيهِ النخوة العربية ..


حرك الرجل راسه موافقاً ..ودخلت معهم بكل شموخ ..و عزة ..


تملكتني رغبة أن اقف عند البوابة واصيح في المتسوقين :


أنا عائلة ..أنا شاب صالح ..أنا طاهر ..أنا فحل غير مجنون ..أنا أنا ..

-2-

في داخل المول :

يااا رباااااااااااه

أنا في المول ..


أنافي المكان الذي شٌرعت لأجله القوانين البهلوانية حتى لا تدخله الشياطين من جنسي ,
هذا هو المول الذي اخترعنا من أجله أكثر القوانين غباءً في تاريخ البشرية لنحافظ على طاهرة ترابه من الأوباش والمخربين من أبناء جنسي ..

فوراً توجهت الى المطاعم العلوية ..هذا المكان المفضل لعائلتي عندما كانت أمي بخير..اتذكرها الآن بألم ..

..كنا نأتي هنا الجمعة معاً مع اخي و ابنائه ..لنأكل ويلهون قليلاً .

تناولت وجبة سريعة وبعدها قررت أن اصيع ..أنني عاااائلة ..حتى ولو كانت عائلتي مزورة لا يهم ..المهم أن أدخل برفقة أنثى .
اخذت اتجول هكذا ..بلا هدف ..وكلما شدني شئ توقفت لأتأمله واسأل عنه ..عطور جديدة رائعة ..ملابس الصيف جميلة واطفال وشباب و حركة وازدحام ..

توقفت في المنتصف حيث تقام العروض مع المتجمهرين لأشاهد العرض تارة و ( ابصبص) في خلق الله تارة ..

نفسي ليست مجبولة على هذا الفعل ولكنها مجبورة الآن ..أنهن فتيات بلبس جميل ورائع وفاتن انه لمن دواعي سروري أن كثيرات يمارسون الصياعة في المول ( مثلي ) اعطيت نفسي حريتها المطلقة في التأمل فلتكن كل السهام للشيطان هذه الليلة فلتكن ..

آخر التقليعات ..ولبس لافت وفاضح ..ومع ذلك فهناك انعدام حقيقي في الجمال لديهن ...أعلم هذه الحقيقة أنا ..ليس لدينا فتيات جميلات , هنا ديكورات , معاصي , مسرحية كبرى تقام في فن التنكر و التغرير بـ الشباب الوطني .

شاهدت ايضاً اصدقائي الكائنات الفضائية بكثرة هنا , الكدش والأشجار الواقفة بكل روعة ..


قصات وقحة من الشباب

لبس لا يرقى الى مرتبة اللبس اللائق

لماذا يفعل شبابنا وبناتنا كل هذا ؟

لماذا يقلدون الغرب وحضارته الزائفة ؟

لماذا اصبحنا مقلدين لا اكثر ننتبع قاذورات الحضارة الغربية بكل غباء ؟

شعرت بالحزن والأسف ..بكاء داخلي يجتاحني وبقوة .

لماذا يا شباب أمتنا تهرولون لحضارة الغير ؟

هذا ليس كلامي أنا

ابرأ منه أنا

هذا كلام الببغاء الذي يسكنني

يردد


يردد

ماذا أفعل بهِ ؟

أنه لا يفكر , لا يتورع أن يحولني الى كاسيت 84 ..

قررت الخروج من المول ...ومن فوق السلم الكهربائي شاهدت اثنين من أخواني برفقة الشلة ..

يالله ..مفاجأة هههه


كيف دخلتوا ؟


واوو شو هالحركات كدش ..وجنوز تجنن وفوق كدا شعرك ارجنتيني .ول ول ول .


شعرت بالسعادة وأنا ابصر بريق التحدي والأمل في عيونهم


شعرت بالراحة والمجد وأنا اقرأ في تضاريسهم سوف نعيش سوف نعيش كما نشاء رغم عن انوفهم .


شعرت بأنني شفيت الآن .
يالله ..يالهذا الجيل
انهم شباب
انهم شباب ورائعون , يمارسون حقهم في الحياة والإنطلاق ..
انهم الشباب الذين هبوا لإنقاذ جدة يوم الكارثة .
وهم نفس الشباب الذين قال عنهم الساخطون :
( متطوعي جدة كدش وربات اختلاط)
لا سواء
لا مهادنة
لا صمت
مع الساخطين والظلاميين
أنهم الشباب الذين مهما ضاقت عليهم الأرض بما رحبت سوف تجدهم وقت المحن السند الحقيقي ..
أنهن الشابات الماجدات اللاتي يتحدين قيود المجتمع البلهاء لصنع واقع افضل لنا..
أنهم السر ..سر التحول والنجاح والمستقبل.
انهم مهما يلبسون ويرتدون إلا انهم الأفضل والأنفع لوطننا ..ناجحون في دراستهم لا يأذون أحداً لا يتعدون على حرمات الغير لا يتملقفون
ماذا تريدون أكثر من ذلك بحق الله ؟
ليس لديكم حق لديهم من الاساس .
بل من أعطاكم الحق في مطاردتهم ؟
وتقييم اخلاقهم وقيمهم وتصرفاتهم ؟
أنا لا أعيب عليهم ابداً ما دامت تقليعاتهم الغريبة لا تأذى احداً ..بل اشجعهم واصفق لهم كـ معجب بـ جنونهم وامنحهم مني ابتسامة تخفف عنهم بعض الأذى .
أخي الأصغر يلبس هكذا ..وافتخر بهِ أنا .!
, يصلي في المستجد بإنتظام ..لا يسب ..ناجح في دراسته , مطيع لأهله ويحب مساعدة الناس , هل هناك أروع من هذا ؟
دائماً اقول له البس ما شئت افعل ما تريد ..لا تأذي أحداً ولا ( تجيب ) العيد مادمت هكذا بأخلاقك معنا و مع الكل
انهم احرار ..ورائعين حقاً ...اعرفهم جيداً أنا ..هؤلاء رجال ابناء رجال وإن جار عليهم المجتمع
دعوهم في شأنهم ..يتنفسون بحرية ..لا تغتالوا جنون الشباب وروضوا طيش المراهقة
لا تقولوا انهم قليلي تربية واخلاق ..
اذهبوا للجحيم

اذهبوا الى ابعد مجرة في الكون ..

أننا نكرهكم يا من تنشرون فينا الملل واليأس والرتابة
اذهبوا الى الجحيم مجاناً بلا تذكرة طيران .
وعلموا التربية أولائك الطائشين الذين يقتلون كل يوم العشرات بسياراتهم انهم اخطر .
علموا انفسكم أولاً كيف تتوقفون عن الغيبه والنميمه عندما تهمزون هؤلاء الشباب والفتيات في اعراضهم
اذهبوا الى للجحيم العاشرة والمليون
وعلموا أنفسكم أن العار والخيابه ليست في ملابس هؤلاء ولا تقلياعتهم ولكنها في مشاكلكم اليومية في افكاركم الحجرية في تعديكم السافر على خصوصيات الآخرين .
علموا أنفسكم أن الوقاحه و المعصية ليست معلقة في تي شرت تلبسه فتاة طاهرة وليس في شعر غريب يعتلي رأس شاب ولكنها في صمتكم الرهيب عن ملايين الريالات التي تسرق علناً في كل زاوية في مجتمعي
أنها في صمتنا المؤلم عن آلالاف الناس الذين يعانون من المرض ولا يجدون مسكناً يخفف عنهم اوجاعهم
انها في صمتكم المخجل حقاً عن قول الحق والمداهنة حتى ولو اجساد المعدمين ,
أن أكبر خيبة لأي أمة هي عندما تختلق المشاكل في حياتها خلقاً وتترك مشاكلها الحقيقية والكبرى بلا حلول وتغض الطرف عنها .
هذا واقعنا لا قدرنا
ويجب أن نغيره بالقوة

الراقي