قصة ام سالمه . كم من ام سالمه بيننا ؟

[علي العسيري]

قصة ام سالمه

وبينما هي تروي قصة مأساة السنين , كنت استرق النظر الى تلك التجاعيد التي تعلو الوجه وتخفي ورائها كل ترجيديا التاريخ , كل تلك التفاصيل الشاخصه على الجبين وحول الوجنتين كانت ابلغ رساله شاهده على قساوة الايام وحلاكة الماضي التليد ,,
وهي تذرف بالحروف وتتقطع بالجمل اخذتنا الخاله ( ام سالمه ) الى ماقبل اربعة عقود من الزمن السحيق , كان اسم ( سالمه ) هو المفرده الوحيده التي تخرج من يبس العروق طرية ناعمه تفوح بامل يعلو شموخ الجبال ويسبح في عنان السحاب ,
قبل اربعة عقود خلت كانت( سالمه) هي هبة السماء للاب والام , وماكادت تهناء عين الام بفصال الفطام في عامين حتى هبت ريح العنصريه الحمراء , وصرصر حمية الجاهليه العاتيه , اختلاف فشجار فخصام والنتيجه انفصال الابوين وحرمان ام فلذة كبدها وتغييبها , قلوب قست فكانت اشد من الحجاره , تلك شريعة الغاب فقط هي من تشرعن للرجل الاستبداد وحرمان الام من الابناء وليست شريعة السماء ,,
اشتعلت نار الفرقه بينهما وكان ثالوث اللهب المشعل لفتيلها متوفرا بجوده عاليه من الجهل والتعصب والفقر !!!!
وبكل حرقه واسى تضيف هذه الستينيه المسكينه ان (سالمه) كانت لاخر لحضه مابين ذراعيها والصدر الحنون , كان يخيل لك وانت تصغي لها انها لاخر مره رأتها كانت بالامس القريب ,
اضحت ( ام سالمه ) كمبره على الطريق تروي قصتها للاشجار وللاحجار ولكل عابر سبيل , في عينها تيبس الدمع وحل السهد , تبكي هي فتتطوع اعيننا بغزير الدمع , يزداد الحال سوء لحظة مصارعتها لخمرة سوداء شفافه وباليه جدا مسدولة من الرأس على الوجه كانت ترفعها حينما تعرفني باسم امي فهي كانت لها بمثابة الاخت , وكنت ارى في عينيها حنين الام للابن الاصغر, هكذا تعلمنا التعامل مع كل جيران الزمن الشفاف , بينما لاتلبث ان تسقطها على الوجه فور استدراك كل نتاج اقناع ماكينة ادلوجيا التشدد التي هيمنة ردحا من الزمن . بعيد عن روح ( والقواعد من النساء ) .. الايه , حيث لم يعد في ثنا كل هذه الثقافه الذكوريه الاستبداديه المتعجرفه للقواعد من مكان .
اربعين عام لم تشفع لام حتى بمجرد قبله على خد ابنتها , او حضنه , اوحتى نظره ولو من بعيد , تقول بكل الم ليتني اعلم هل هي فوق ام تحت التراب , ليت القلوب ترق ليدلوني حتى لو على جندل القبر , ثم تضيف ياويحهم هل اقنعوها بانها يتيمة الام , ياويحهم هل رأتني ولم تعرفني , ثم تنهي كلامها بكل ثقه انها لو رأت (سالمه ) فانها حتما ستعرفها ,,
ومع اشراقة كل صباح تيمم ( ام سالمه ) وجهها شطر المشرق بامل يفوق امل الامس , ان (سالمه ) ستعود يوما لها مابين ذراعيها وصدر الامومه الحنون .................... نقول يارب ,,

وللحديث بقيه ,,