صـــبـــــاح وطـــنـــي ... خــــريــــف

[المشتاقه لخالقها]

صباحُ وطني . . . خريف

كلُّ الأوطان. . .


تتراقصُ بين ناظِريْها الزنابقْ


وتَلْهو حَباتُ المَطَرْ


أُغنياتُ أملٍ وَدِفء


إلا وطني . . .


يُغالبُ صوتُ الرصاصِ


زَنَابِقه . . .


تَرتَديه دمعةٌ مُضرجةٌ بِشَهوةِ الدماء


بساتينُ وطني الطيب


تَلفحُهُ وَخزاتُ الموتْ


كلُّّّ الأوطان. . .


تَكنُسُ الأيامُ شوارعَ الغيومِ المُظلِمة


ويَصحو فيها الفَجر مثمراً


بِعطرِ الياسمينْ


إلا وطني . . .


تَتَكومُ فيه عناوينُ التناقضِ البغيضة


يَتغذى منْ مُغادرة حُلمنا


طَعمُ حُرْقةٍ


يَسْتوطنُنا في كلِ مَساء


كلُّّّّّّّّّّّ الأوطان . . .


تَنفضُ غُبارَها


يُدنْدِنُ فَجرها طَرباً


لِيومٍ جديدْ


إلا وطني . . .


يَعْتاشُ على حُزنِه


يُطفىء حُلم الأطفال


يَغْرسُ في براءتهم


أفراحاً مُزيفة


يَكبُرون قَبْل الأوان


ويَكتبُ في جِباههم مراً وعناء


كلُّّّّّّّ الأوطان . . .


تُشرقُ شمسها بإبتسامة فجر


تَفتح نافذةً للعُمر الجميل


تُخاطبهم : صباحكم سُكر


إلا وطني . . .


تَختبىء شَمسه


مُثقلةٌ بِالجُفونْ . . .


تَتأوه من أحزانٍ


تَفتحُ نافذةَ الأيامِ الرثة


تُصارحُنا بِصخبٍ


صباحُكمْ بعضٌ من حياة . . . صباحُكمْ خريفْ . . .

شعر طلعت قديح