[شهد علي]

3- في عام 569هـ: توفي نور الدين بعد أن كان ينوي عزل صلاح الدين الأيوبي، ولكن أجله سبق رغبته فلم يتمكن من عزله.

المؤامرة الكبرى عام 569هـ:-
أطرافها






• الحشيشة: هم أناس في أعالي إيران، يقومون بإعطاء الأطفال مشروب الحشيش، ولما يدوخوا يذهبوا بهم إلى قلعة الموت والتي بها نساء جميلات، فيقولوا لهم: هؤلاء نساؤكم في الجنة لو قتلتم صلاح الدين الأيوبي، ويطلق عليهم الإسماعيلية، الإلحادية، الباطنية.
س : كيف علم صلاح الدين بالمؤامرة؟
كشف القاضي (زيد الدين علي بن نجا) خيوط المؤامرة، فقبض عليهم صلاح الدين، وصلبهم على "باب زويلة" وهو باب مشهور على أبواب مدينة القاهرة، وما إن علم عموري بذلك حتى توفي مقهورًا في بيت المقدس.
إعداد الطالبة: أبرار خالد بدوي رقم التسجيل: 0888034
المحاضرة (3)

- 569هـ: تاريخ وفاة نور الدين محمود.

س : ما هي المصاعب التي واجهها صلاح الدين بعد وفاة نور الدين محمود؟
1- مشكلات من الورثة:-
أولاً: وهم الملك الصالح إسماعيل ابن نور الدين محمود، وعمره 11 سنة.
ثانيًا: سيف الدين غازي (حاكم الموصل (العراق) ).
ثالثًا: كبار القادة وهما:-
1- شمس الدين محمد بن الداية، الذي استولى على حلب.
2- شمس الدين بن المقدم، الذي تحفظ على الملك الصالح إسماعيل وأعلن الوصاية عليه.


• سيف الدين غازي:-
وما إن علم أن عمه قد توفي حتى استولى على المدن الشامية الآتية: (نصيبين، الخابور، حران، الرها) وغيرها.



س : كيف أدت الخلافات بين الأمراء النورية إلى الاستنجاد بصلاح الدين الأيوبي؟
(كمشتكين) أتابك (أي قائد العسكر) العساكر النورية في قلعة الموصل، جمع قواته واتجه إلى مدينة حلب واستولى عليها وقبض على ابن الداية الذي استنجد بابن المقدم (الذي كان في دمشق). فاستنجد ابن المقدم بسيف الدين غازي، فلم ينجده لأنه كان مشغولاً بضم المناطق وتحقيق أطماعه الشخصية. فاستنجد ابن المقدم بصلاح الدين الذي خرج من مصر بسبعمائة فارس (700) متجهًا إلى دمشق حيث فتح له الدماشقة أبواب مدينة دمشق، فدخلها صلاح الدين واتخذها مركزًا لعملياته الحربية. (انتهت الإجابة).
• وكان عموري قد فقد أمله في الاستيلاء على مصر، وبالتالي أخذفي الهجوم على مدن الشام، فهجم على مدينة "بانياس" وللأسف أن القادة النورية (ابن المقدم) قد تعاونوا مع عموري، واتفق مع ابن المقدم ضد صلاح الدين. ولكن ما تلبث الأحداث أن تطورت بعد وفاة عموري.

• الصدام بين صلاح الدين الأيوبي والصليبين:-
بدأ صلاح الدين باستمالة الدماشقة بتوزيع الأموال عليهم، ثم اتجه إلى مدينتي (حمص، وحماة) وضمهما. وسار بقواته إلى حلب وبدأ حصارها. أما الرها فكما علمنا سابقًا أنها لم تعد إمارة صليبية فقد استردها عماد الدين زنكي. فاستنجد الحلبيين (بريموند) أمير طرابلس، الذي كان يهمه استمرار هذه الخلافات، وحاول أن يدخل مع صلاح الدين في مفاوضات، مما أغضب صلاح الدين ورفع حصاره عن حلب، ومهاجمة أنطاكية"، فرد عليه ريموند بمهاجمة "حمص". فعاد صلاح الدين إلى دمشق وجمع قواته وخرج ليلتقي مع الصليبيين والأمراء النورية في "قرون حماه" عام 570هـ.

• نتائج اللقــــاء (قرون حماه):-

1- انتصار صلاح الدين وهزيمة الطرف الآخر.

2- دخوله مدينة دمشق (في الكتاب مكتوب حلب وهذا خطأ) وإعلان عزل الصالح إسماعيل.


3- إعلان نفسه ملكًا على مصر والشام.

- هذه الجزئية قد يأتي عليها سؤال بطريقتين:-

- السؤال الأول: ما هي النتائج المترتبة على موقعة "قرون حماه"؟
- الإجابة عليه تكون بذكر النقاط الثلاثة السابقة.

- السؤال الثاني: ماذا ترتب على انتصار صلاح الدين في موقعة "قرون حماه"؟
- الإجابة عليه تكون بذكر النقطتين الأخيرتين فقط، حيث إن النقطة الأولى ذُكرت في السؤال.

- وأعقب ذلك أن جمع سيف الدين غازي قواته مع الصليبين والأمراء الانفصاليين (أي الذين لا يرغبون بالوحدة) والتقوا مع صلاح الدين في موقعة "تل السلطان" عام 571هـ.




• نتائج موقعة "تل السلطان":-

1- انتصار صلاح الدين وهزيمة الطرف الآخر.

2- ضم صلاح الدين القلاع الواقعة شرق مدينة حلب (لماذا حلب بالذات؟ حتى يقطع الطريق بين الموصل وحلب ولا يستطيعوا التحالف والتعاون ضده).

3- غنم صلاح الدين الكثير من الغنائم من المعسكر الصليبي، بالإضافة إلى وقوع عدد كبير من الأسرى في يده. وقد حاول الحشيشية بقيادة مقدمهم (رئيسهم سِنان) اغتيال صلاح الدين أثناء حصاره لقلعة "عِزاز" في بلاد الشام. أرسلوا فداوية لقتله ولكنهم فشلوا، فخرج صلاح الدين بقواته وحاصر قلعة الباطنية "مِصْيَاف" ولكنه لم يقدر عليهم ورحل.

• ذُكر في الكتاب أنه قدر عليهم والصحيح أنه لم يقدر عليهم، لأنه لو قدر عليهم لما تركهم.

- وقد تطورت الأحداث على المسرح السياسي بوفاة حاكم الموصل سيف الدين غازي، وخلفه في الحكم أخوه (عز الدين مسعود). كما توفي الملك الصالح إسماعيل في حلب، وخلفه (عماد الدين زنكي الثاني) (أخ عز الدين مسعود). وقد بدأ صلاح الدين من أجل تحقيق وحدة إسلامية بحصار الموصل عام 578هـ ولكنه فشل في حصارها وضمها بسبب قوة حاكمها لدرجة أن صلاح اشتكى حاكمها إلى الخليفة العباسي في بغداد (الناصر لدين الله) أن حاكم الموصل يتعاون مع الصليبين، واضطر لرفع الحصار عن الموصل، واتجه لحلب لحصارها عام 579هـ.

وطلب حاكمها (عماد الدين زنكي الثاني) رفع الحصار عن حلب، والصلح على أن يعطي حلب لصلاح ويعطي صلاح لعماد سنجار، فوافق صلاح وزاده المدن الآتية (الخابور، نصيبين، الرقة، سروج).

فوافق وتم الاتفاق على ذلك، وضم صلاح الدين حلب مما جعله يتفرغ لحصار الموصل عام 581هـ. وفي أثناء الحصار اشتد المرض على صلاح الدين، فسعى المَوَاصِلَة في الصلح الذي تم بين صلاح الدين وحاكم الموصل (عز الدين مسعود) عام 582هـ حيث تم الاتفاق على:-

1- ذكر اسم صلاح الدين في خطبة الجمعة.
2- نقش اسمه على السكة.
وبذلك (ضم الموصل) تكون قد تحققت الوحدة الإسلامية من الفرات إلى النيل.

• تحصين مصر:-
1- بناء قلعة الجبل: قام صلاح الدين ببناء قلعة الجبل (الضخمة جدًا والتي يُحتاج لزيارتها نهار كامل، وهي موجودة للآن في مصر لمن أراد زيارتها). وكان الهدف من بنائها ما يلي:-

1- حماية مصر من أي فتنة داخلية.
2- حماية مصر من أي غزو خارجي.
وقد بدأ البناء في عهد صلاح، وانتهى في عهد ابنه الكامل. ومنذ ذلك الوقت أصبحت القلعة مكانًا لإقامة السلاطين ومنها يديرون شؤون الدولة.

2- بناء سور ضخم: كان لكل مدينة من المدن الآتية سور خاص بها، مما كان مكلفًا للدولة ففكر صلاح بهدم الأسوار الخاصة بكل مدينة، وبناء سور ضخم يضم كل هذه المدن وهي:-

- القاهرة التي بناها الفاطميون.
- القطائع التي بناها ابن طولون.
- العسكر التي بناها العباسيون.
- الفسطاط التي بناها عمرو بن العاص.
ويشتمل هذا السور على أبراج فيها مزاغل (فتحات صغيرة تخرج من خلالها أسهم الحرب)، ومساقط (فتحات لإنزال الماء الحارق، والزيت الحار على الأعداء)، وجنود مرابطين، وذخائر وأسلحة.

3- اهتم ببناء أسطول: لحماية موانئ مصر والشام.

4- كان حريصًا على تحصين المدن الشامية والمصرية على حد سواء.








س (مهم):ما هي أدوار جهاد صلاح الدين الأيوبي ضد الصليبيين؟
1- دور الدفاع وتوحيد الجبهة الإسلامية: لم يكن يبادر فيه بالهجوم، وإنما كانت تأتيه هجمات، فكان يدافع عن نفسه. يبدأ هذا الطور من عام 570هـ - 582هـ (الموصل).

2- دور الهجوم والجهاد: 582هـ (ضم الموصل) – 588هـ (صلح الرملة).

س : متى بدأت هجمات صلاح الدين تشتد على مملكة بيت المقدس؟
بعد أن ضم حلب عام 579هـ بدأت هجماته تشتد على بيت المقدس، وكانت أحوال الصليبيين مضطربة بسبب مرض ألم بملك مملكة بيت المقدس، واسمه (بلدوين الرابع) الذي كان مصابًا بالجُذام. فوُضعت المملكة تحت وصاية (جاي لوز جنان) وقد حاول صلاح أكثر من مرة استدراج الصليبيين للقتال ولكنهم لم يخرجوا.
وكان يحكم كل من الكرك والشوبك (أرناط) الذي قام بمحاولة خطيرة في البحر الأحمر، تهدف إلى مهاجمة المدينة المنورة، والعبث بقبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضوان الله عليهما، غيظًا وطعنًا في المسلمين. ولكن صلاح طلب من أخيه العادل الذي كان في مصر أن يهاجم أرناط بأسطول، وبالفعل هاجمه ونجح في ذلك، وهُزم أرناط وعاد إلى بلاده، وكان ذلك في عام 578هـ.
- وفي عام 580هـ عقد صلاح الدين هدنة (أي وقف للقتال) مع الصليبيين لأنه كان محتاجًا إلى تنظيم أمور دولته الداخلية، وكان الصليبيون أيضًا يحتاجون لهذه الهدنة لتنظيم أمورهم الداخلية. فعقدوا هدنة لمدة أربع سنوات انتهت مدتها عام 584هـ.

- في عام 582هـ نقض أرناط الهدنة، واعتدى على قافلة تجارية كانت متجهة من مصر إلى الشام، وسبى النساء، وأسر الرجال، واستولى على الأموال. فطلب منه صلاح الدين بطريقة سلمية رد الأموال، ولكن أرناط رفض، مما أدى إلى غضب صلاح الدين واتجاهه للكرك والشوبك وتقطيع أشجارهما، وخرج بقواته من دمشق إلى طبرية (تقع في منطقة فلسطين) وفي الطريق التقى بالصليبين في موقعة "صفورية" وهزمهم وواصل طريقه إلى طبرية، وضمها واستعصت عليه قلعتها.

وعسكر في منطقة "حطين" وهي هضبة بالقرب من طبرية، ولم يلبث أن شاهد جموع الصليبيين تتحرك نحوه، فقال: "جاءنا ما نريد". وكان الصليبيون يعانون من:-

- حرارة الجو - قلة الماء - مشقة الطريق

وهناك دارت الموقعة المشهورة في التاريخ "حطين" عام 583هـ.

• نتائج موقعة "حطين":-

1- انتصار صلاح الدين وهزيمة الصليبيين.

2- وقوع أرناط وملك المقدس جاي لوز في الأسر، وقتل صلاح أرناط بالسيف ليبر بقسمه.

- السبب المباشر لموقعة حطين هو: نقض أرناط للهدنة واعتداؤه على القافلة التي كانت متجهة من مصر إلى الشام.
س : ما هي النتيجة المترتبة على انتصار صلاح الدين في حطين؟
- استرداد بيت المقدس.

س: لماذا اتجه صلاح الدين إلى الساحل وليس إلى الداخل (القدس) مع أن القدس كانت بدون ملك وقتها؟

1- ليحقق اتصالاً سهلاً وسريعًا بين شطري دولته (الشام ومصر).

2- ليمنع وصول أي إمدادات من الغرب الأوروبي للصليبيين.

س : ما هي المدن التي ضمها صلاح الدين الأيوبي؟
عكا – حيفا – قيسارية – صيدا – بيروت – يافا – عسقلان – الناصرة – صفورية – جبيل (ص59). وكان صلاح الدين متسامحًا مع الصليبين فكان يخيرهم بين البقاء أو الخروج، فاختاروا الخروج وتجمعوا في صور.

س : ما هي النتيجة التي ترتبت على تجمع الصليبين في صور؟
1- عدم استطاعة صلاح الدين ضم صور.

2- أن صور ستصبح مركزًا لإحياء بيت المقدس.

وبعد أن استرد المنطقة الساحلية اتجه إلى بيت المقدس في الداخل، وحاصرها وكان الصليبيون قد حصنوها ورفضوا الاستسلام ، فشدد الحصار عليهم وأقسم أن يفتحها بحد السيف (عنوة)، والغنائم تختلف في الصلح عنها في الحرب.

وفي النهاية استسلم الصليبين واسترد صلاح الدين بيت المقدس عام 583هـ (عام حطين + استرداد بيت المقدس).

ووافق على أن يخرج الصليبيين مقابل فدية، وصادف دخوله لبيت المقدس في رجب ليلة الإسراء والمعراج، فاحتفل المسلمون بهذه الليلة احتفالاً عظيمًا، ثم واصل صلاح الدين ضم كل من القلاع الآتية (صهيون، بِغْرَاس، الدِربساك، اللاذقية).

ولم يبق للصليبيين إلا أنطاكية، وطرابلس، وصور. وقد ترتب على هذا أن أخذ الغرب الأوروبي والبابوية (رأس الكنيسة) تنادي بخروج حملة صليبية إلى المشرق الإسلامي، فخرجت الحملة الصليبية الثالثة.

س : ما هو السبب المباشر لقدوم الحملة الصليبية الثالثة؟
استرداد صلاح الدين الأيوبي بيت المقدس.













• الحملة الصليبية الثالثة:-
قوادها:-
- ريتشارد قلب الأسد ملك انجلترا.
- فيليب أغسطس ملك فرنســا.
- فريدرك بربروسا إمبراطور ألمانيا.
وقد اختار بربروسا أن يأتي للشرق الإسلامي برًا عن طريق آسيا الصغرى، وقد غرق هو وجيشه في أحد أنهارها. وكان أول الواصلين بقواته إلى صور هو فيليب أغسطس، وهناك انضمت إليه قوات الصليبين واتجهوا إلى عكا لاستردادها من المسلمين.
ولم يلبث أن انضم إليه ريتشارد قلب الأسد واستماتت الحامية الإسلامية في عكا في الدفاع عنها، ولكن انتهى الأمر بسقوط عكا في أيدي الصليبيين. ولم يلبث أن دب الخلاف بين قلب ريتشارد قلب الأسد وفيليب أغسطس على القيادة، وانتهى الأمر بأن أخذ فيليب قواته ورحل عائدًا إلى الغرب الأوروبي لتبدأ فترة هامة من الصراع الصليبي الإسلامي. اشتد فيه القتال بين صلاح الدين وريتشارد قلب الأسد، الذي أخذ يسترد جزءًا كبيرًا من الساحل، مثل: حيفا وقيسارية (قيسارية في الشام وهي المقصودة في حديثنا، أما قيصارية فهي في تركيا).
وانتصر صلاح الدين في بادئ الأمر في موقعة "أرسوف"، ولكن بفضل شجاعة ريتشارد قلب الأسد تحول النصر إلى هزيمة، وأخيرًا وصلت أخبار لريتشارد قلب الأسد أن البابا قد اعتدى على أراضيه، وأدرك ريتشارد أن مشكلات الصليبيين كثيرة ومعقدة، فمال إلى الصلح مع صلاح الدين. وعُقد صلح الرملة عام 588هـ الذي نص على:-

1- أن تكون المنطقة الساحلية من صور إلى يافا للصليبيين.
2- الداخل بما فيه بيت المقدس للمسلمين.

- 589هـ: تاريخ وفاة صلاح الدين الأيوبي.

{{معلومة خارجية}}

لماذا اعتدى البابوية على أراضي ريتشارد قلب الأسد؟

كانت هناك مشكلات خطيرة بين البابوية (السلطة الدينية) وبين السلطة السياسية، فكلهما يدعي أنه الأفضل والأسمى.

س : كيف كانت الدولة الأيوبية مقسمة عند وفاة صلاح الدين؟





























• سلطنة الأفضــل:-
ما إن تولى الأفضل حتى أساء السيرة وأبعد مستشارين أبيه الذين لجأوا لأخيه العزيز عثمان في مصر، الذي خرج غازيًا للشام ومحاصرًا لدمشق، فاستنجد الأفضل بعمه (كبير السن صاحب الخبرة) فاجتمع العم بالعزيز عثمان، وأقنعه بالعودة إلى مصر، مقابل تزويجه بإحدى بناته. ثم حدث تقارب بين الأفضل (حاكم دمشق السلطان) والعادل على مهاجمة العزيز في مصر ولكن فشل الأمر. وفي المرة الثالثة حصل تقارب بين العادل والعزيز ضد الأفضل، وحاصروا دمشق وانتهى الأمر بعزل الأفضل من السلطنة، وأعطوه مدينة "صَرْخَد" وهي مدينة شامية.






• سلطنة العزيز عثمان:-
1- كانت فترة سلطنته فيها استقرار، ولم تحصل أحداث في عهده إلا انخفاض نهر النيل. وما ترتب على ذلك من نقص الغِلال وارتفاع الأسعار وانتشار وباء الطاعون، وهلاك المواشي.

2- قدوم بعض الصليبيين الألمان إلى الشام، فتصدى لهم العادل وانتصر عليهم في موقعة "تل العجول" عام 593هـ، وتوفي العزيز عثمان عام 595هـ.

فأحضر المماليك الأسدية (شيركوه)، والصلاحية (صلاح) الأفضل من إقطاعه "صَرخد" وولوه السلطان، فاتفق الأفضل مع أخيه صاحب حلب الظاهر غازي على عمهما. وقررا أن يخرجا لمحاصرة مدينة دمشق (لأنها مدينة العادل) ولكن العادل كان موجودًا في ديار بكر لإخماد ثورة، فلما علم باتفاق الأخوين، حضر لدمشق ونجح في بَذر الخلاف بين جيوشهما، فرفعا الحصار عن دمشق، وعادا إلى بلادهما وفي الطريق سار خلف الأفضل وهزمه عند "بلبيس"، وسمح له بالعودة إلى "صرخد" ليدخل العادل إلى مصر.







إعداد الطالبة: أبرار خالد بدوي رقم التسجيل: 0888034
المحاضرة (4)
مهمـــــــــــــــــــة
• سلطنة العادل على الدولة الأيوبية:-
ما إن توحدت الدولة الأيوبية على يد العادل الأيوبي حتى أخذ الغرب ينادون بتكوين حملة صليبية وبالفعل تكونت الحملة الصليبية الرابعة، وخرجت من الغرب الأوروبي ولكنها لم تتجه إلى المشرق الإسلامي، إنما انحرفت لتتجه إلى مدينة القسطنطينية (اسطنبول حاليًا) وهي عاصمة الدولة البيزنطية في ذلك الوقت. وذلك بسبب أطماع الجمهوريات الإيطالية (جَنَوَة، بيزا، البندقية) التي تمكنت من إسقاط القسطنطينية وإقامة إمارة لاتينية. في حين حرص ملك مملكة بيت المقدس (عموري الثاني جاي لوز جنان)- معنويًا في المقدس ماديًا في صور فقد أصبحت صور القدس بالمعنى الروحي- على عدم خرق الصلح الذي عُقد عام 594هـ مع العادل.

ولذلك لما وصل إلى بلاد الشام بعض الصليبيين الفَلَمِنْكِيين (من بلاد الفَلَمَنْك في الشمال) متحمسين لاسترداد بيت المقدس، طلب منهم التمهل والانتظار لحين وصول الحملة الصليبية الرابعة. ولم تلبث أن وصلت أخبار انحراف الحملة واتجاهها إلى مدينة القسطنطينية، وكان يقيم في مدينة "صيدا" أمير مسلم، كان دائم الإغارة على ممتلكات الصليبيين وسفنهم.

ولما علم عموري بانحراف الحملة، تربص بأسطول من السفن الإسلامية (تقريبًا 20 سفينة) متجهة من مصر إلى الشام، واستولى على ما فيها من أموال وبضائع.

ثم أغار على إقليم [الجليل] ووصل حتى "كَفَر كَنّا" وخرج العادل وأوقف زحفهم، ولم يلبث أن عقد صلحًا مع الصليبيين وكان العادل في هذه الفترة محتاجًا إلى تنظيم دولته، فلم يحاول أن يدخل مع الصليبيين في معارك فاصلة.

وكان هناك طائفتين من الصليبيين كانتا وبالاً على المسلمين (تسبب أذية للمسلمين) وهما:

1- طائفة الإسبتار (وهم طائفة من الصليبيين نشأت في بلاد الشام بهدف ديني واجتماعي وهو إيواء الحجاج المسيحيين الذين كانوا يحجون إلى بيت المقدس، ومداواة الجرحى) ولكن هذه الطائف تحولت من أهدافها الأساسية، واكتسبت صفة حربية ليركب أفرادها الخيول ويحاربوا المسلمين.
وقد استمرت الأعمال العدوانية من هذه الطائفة على مدن الشام، بالإضافة إلى أن القبارصة (سكان جزيرة قبرص) كانوا دائمي الإغارة على السفن الإسلامية، ورغم كل هذه الاعتداءات فإن العادل كان يحاول ألا يدخل مع الصليبيين في معارك فاصلة، لدرجة أن إحدى النساء قصت جدائل شعرها، وأرسلتها للعادل قائلة: "اجعلها لجامًا لفرسك في سبيل الله".
س : كيف قسم العادل الدولة الأيوبية بين أبنائه؟





وقد ترتب على توحيده للدولة الأيوبية، أن نادى الغرب الأوروبي بخروج حملة عُرفت في التاريخ باسم الحملة الصليبية الخامسة، وكان ملك مملكة بيت المقدس (حِنَّا دوبرين) [اسمه مهم] الذي أدرك أهمية اتجاه الحملات الصليبية إلى مصر على اعتبار أن الصليبيين لو سيطروا على مصر، سيسيطروا على الشام. وقد آمن بهذه الفكرة جموع الصليبيين في الشام وأيده في ذلك الإسبتار والداوية (طائفة من الصليببين نشأت في بلاد الشام على أساس حربي بخلاف الإسبتار) أيده واتخذت من ساحات المسجد الأقصى مقرًا لها.
وكانوا دائمي الإغارة على الممتلكات الإسلامية، وقد اتصل الصليبيين بنجاشي (أي ملك) الحبشة ليهاجم مصر في الوقت الذي تكون فيه الحملة الصليبية الخامسة قد وصلت إلى مصر.
س : لماذا اختار الصليبيين مدينة دمياط هدفًا للحملة؟
1- أن دمياط هي أقرب الموانئ المصرية للصليبيين في الشام.
2- أن دمياط يحيط بها فروع نيلية، تجعل اتصال الصليبيين سهلاً بقواعدهم في الشام.

- ووصلت الحملة الصليبية الخامسة ونزلت على الضفة الغربية المقابلة لدمياط.
س : ما هي المصاعب التي واجهت الصليبيين عندما وصلوا إلى الضفة الغربية المواجهة لدمياط؟
1- المآصر: وهي سلاسل حديدية ضخمة تمتد بعرض نهر النيل، لتمنع دخول سفن الأعداء.

2- برج السلسلة: وهو عبارة عن حصن ضخم في وسط نهر النيل، لحماية دمياط.

- وعندما علم الكامل (حاكم مصر) بنزول الصليبين في الضفة الغربية المقابلة لدمياط، أحضر قواته وعسكر جنوب دمياط في معسكر اسمه "العادلية" ليحمي دمياط من جهة، ويمنع الصليبيين من الحضور إليها من جهة أخرى.

- في حين طلب العادل الأيوبي (الذي كان في الشام) من ابنه الأشرف أن يهاجم معاقل الصليبيين في الشام، وقد قضى الصليبيون ثلاثة أشهر كاملة وهم يحطمون المآصر والبرج، ولم يلبثوا أن نجحوا في ذلك عام 615هـ. وما إن علم العادل بذلك حتى اشتد عليه المرض من هول الصدمة ومات.

- س : ماذا فعل الكامل ليعرقل تقدم الصليبيين نحو دمياط؟
1- أقام جسر خشبي فحطموه.
2- أحضر مراكب قديمة وأغرقها، لكنهم استطاعوا أن يحفروا خليجًا قديمًا، فتقدموا بصفهم وأصبحوا أمام مدينة دمياط.

- وفي الشام قام أخوه المعظم عيسى بمهاجمة قيسارية، كما دخل مدينة بيت المقدس وهدم أسوارها، وفي الجانب الصليبي اعتقد كثير من الصليبين أنه بقطع المآصر، وتحطيم البرج انتهت مهمتهم. فعاد كثير منهم إلى الغرب الأوروبي، وطلب (حنا دبرين) إمدادات وصلت على رأسها الكاردينال (بلاجيوس).






س : ما هي المصاعب الداخلية التي عانى منها الكامل الأيوبي؟
1- أنه حاول مهاجمة المعسكر الصليبي ولكنه فشل
2- إغارات بدو سيناء على القرى ونهبها.
3- أحد قواد الكامل واسمه (ابن المشطوب)، دبر مؤامرة لعزل الكامل وإحلال أخيه الصغير (الفائز) محله. وقد خشي الكامل على نفسه فأرسل يستنجد بأخيه المعظم عيسى صاحب دمشق، ولكن حدث أن هرب الكامل ليلاً من معسكر العادلية وخلفه جنوده، وفي الصباح وجد الصليبيون المعسكر خاليًا فاستولوا عليه.
ولم يلبث أن وصل المعظم عيسى فقبض على ابن المشطوب وقتله، وأعاد تنظيم القوات الأيوبية وعسكر عند معسكر "فارسكور".
ولما علم الكامل أن هناك إمدادات (بلاجيوس) وصلت للصليبيين، عرض عليهم عرضًا سخيًا هامًا، وهو أن يغادروا مصر مقابل أن يعطيهم بيت المقدس، وجميع فتوحات صلاح الدين ماعدا الكرك.
وافق (حنا دوبرين) ولكن (بلاجيوس) رفض، وشدد الصليبيون هجماتهم على مدينة دمياط والتي سقطت في أيديهم عام 616هـ

- وهنا اجتمع الإخوة الثلاثة (الكامل، المعظم، الأشرف) في مصر وعسكروا في معسكر عند مدينة المنصورة. وجمعوا قواتهم للحيلولة دون تقدم الصليبيين، في حين كانت أوضاع الصليبيين قد اضطربت بسبب الخلافات بينهم، مما أغضب (حنا دوبرين) فعاد بقواته إلى الشام، ليبقى الكاردينال (بلاجيوس) وحيدًا في دمياط، طالبًا من الغرب الأوروبي إرسال إمدادات إليه.

لم تلبث أن وصلت هذه الإمدادات