من صديق :
في عام 1761 وصل إلى مسامع فولتير إشاعة بخصوص مصرع إليزابيث سيرفنيس , وانتشرت الإشاعة أنها دفعت إلى بئر وهي في طريقها لتعلن تحولها من البروتستانتية إلى الكاثوليكية , وسبق ذلك انتحار شاب من مدينة تولوز , كانت تولوز لا تبتعد كثيراً عن فيرتي التي يعيش فيها فولتير في ذلك الوقت , وكان رجال الدين الكاثوليك يتمتعون بسلطة مطلقة في هذه المدينة ( تولوز) فكان لا يسمح لا أي بروتستانتي في تولوز أن يكون محامياً أو صيدلياً أو بقالاً أو بائع كتب , ومنع الكاثوليك استخدام أي خادم أو كاتب بروتستانتي , وكان القانون آنذاك يقضي بوضع جثمان المنتحر عارياً على حاجز من العيدان المشبكة ووجه للأسفل ويسحب في الشوارع ولكي يتجنب الأب حدوث ذلك لجثة ابنه المنتحر , طلب أن يشهد أصدقائه وأقاربه ان الوفاة كانت طبيعية ولم تكن نتيجة انتحار , وعلى ذلك انتشرت اشاعه بأن الوالد قتل ابنه ليمنعه من التحول الى المذهب الكاثوليكي .
وهنا تحول فولتير لأول مرة في حياته من السخرية والتهكم الى الجد رغم محاولة الكنيسة شراء ذمته بعرضها عليه قبعة الكاردينال في محاولة للوصول الى تسوية معه ورفض فولتير العرض وأوقف رسائله التي كان يرسلها تحت شعار (( اسحقوا العار)) , وبدأ في توزيع رسالة عن التسامح الديني وقال : انه ماكان ليهتم بالعقيدة لو اقتصرت رجال الدين على إقامة شعائرهم , وتسامحوا مع الذين يختلفون عنهم في المذهب . ويقول فولتير ان الإنسان الذي يقول لي آمن كما أومن وإلا فان الله سيعاقبك , سيقول لي الآن آمن كما أومن وإلا سأغتالك !.
.