عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 25-10-2008, 09:38 AM   #1097

:. مآء السمآء .:

مشرفة سابقه

الصورة الرمزية :. مآء السمآء .:

 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
التخصص: Microbiology
نوع الدراسة: دكتوراه
المستوى: متخرج
الجنس: أنثى
المشاركات: 2,359
افتراضي مشاركة: من جديد ...مـــــــتـــــــــكـــــــأ..

كيف تغدو المشاعر حقيقية وسط الاختلاط في لندن من مختلف الجنسيات ومختلف الدول؟، هل ستهتم فتاة خليجية لشاب خليجي آخر لمجرد أنه وسيم وشاهق، ولقد غمز لها بعينيه في السوق؟، برغم العنصرية المنتشرة في الغرب، إلا أن أمر تمازج الأنسال والتزاوج بين الألوان ليس بمعضلة هائلة مثلما يحدث هنا في الخليج بشكل عام، فيؤخذ هذا الموضوع بحساسية، ويتعامل الآخر مع شريك المستقبل بشخص يشبهه، من اللون والعائلة والفخيذة والأصل إلخ إلخ، يسعى المرء إلى الدم النقي، والنسل – الصورة طبق الأصل عن أجداده، بينما بالتحديق في الكوريين الذين يتأبطون الإنجليزيات، والمرأة السوداء التي تقبّل الأبيض، أجده مثيراً وأفكر بطريقة بيولوجية في علم الوراثة والجينات المنتقلة من كائنين مختلفين إلى الأبناء الصغار، أقول لوالدتي أن أمر اقتراني بـ قريب أمر مستبعد، لا أريد أن أرى أطفالي مثل جيل سابق، أنا التي تستمتع بالهجين، مثل عَالِمٍ في مختبر، يدرس عملية تزاوج الفئران، والأرانب ويقوم بتلقيح الورود على أمل الحصول على زهرة رمادية طبيعية، هذا الامتزاج الذي أسعى إليه ممتع، كثيراً ما فُتنت بأسمر بعينين عسليتين، أو شاب أبيض بشعر أجعد لطيف، يقول خالي: ’’ علينا الزواج بالجميلات لتحسين النسل ‘‘، وأقول باختصار: ’’ علينا الاقتران بمن يخالفنا للحصول على نسل جديد وفريد ‘‘، أحب الزواجات المختلطة، وبعيداً عن المشاكل الاجتماعية الناتجة من إنجاب الأطفال لاحقاً، والجنسيّة والحصول على الرعاية المفترضة لأي مواطن، خالي الثاني، الـ متزوج بالصينية أتوقف عنده كثيراً وأختلف، وأجهل السبب، وابنه الصغير محمد الذي يشبه والدته ومن يراه لن يتكهن بكونه قطري أبداً، ربما لأنني أعني العرب بأشكالهم المختلفة، ولا أعني الأجانب واللغات الأخرى، وربما أنا امرؤٍ بي جاهلية!، " التواصل "، الذي يكون بين المرء وزوجه مهمة لدي، فعلى سبيل المثال وإن أتقنت الإنجليزية تحدثاً، لا أخالني أستطيع التغزل بها، ومحاولة تنسيق الكلمات سيكون مثل محاولة فاشلة في حفظ قصيدة أنيقة لشكسبير، سألت خالي كثيراً: ’’ كيف تتغزل بامرأتك؟ أمر تخيلي للغة الصينية يشدّ أعصابي، وأشعر أن أحداً يمضغ علكة في أذني ‘‘، قد يكون الحب في الشكل الذي يريد، وسأستمر أبرر لخالي إلى يوم القيامة، فثمة تعبيره الخاص مع زوجته ولن يفكر بالكلمات كما أفكر أنا لأنني قد أكتب وأسرد وأحكي، وسأخفي عن زوجي قصة، ورسالة سيكتشف أمرها في حقيبتي، وهو يدس فيها هديةً بلا مناسبة، سأتذكر قول ذلك الشاعر: ’’ لنتزوج ؟ وأطفالنا :صواااريخ!، لأن أمهم صاروخة وسمراء وأبوهم شعره طويل، بعينين بنيتين وبشرة بيضاء، تخيلي الأمر، فتاة سمراء صغيرة تجري بشعر بندقي اللون، وصبيان بِيض يمتلكون عيون سوداء جداً، الأطفال الأجمل على الإطلاق، لكن الرجال سيلحقون بابنتنا أكثر ويتحرشون بها‘‘، وأهز رأسي أتخيل وأضحك: ’’ هذا جميل جداً ‘‘، كنت التي تشوبها شائبة، جيناتي ترغب بأبناءٍ مغشوشين، ونسخ تعلوها عكارة ليست واضحة، الجين الهجين، أو الجين الأكثر إثباتاً للحب بين اثنين، في الامتزاج واللطخة الوراثية، حينما نحب، حينما نضاجع من نحب، فإن مدى اختلاطنا ببعض يظهر في نسخنا الصغيرة القادمة، لم أك أريد كائناً تاماً يشبهني، كنت أرغب في طفل، حين يرقبه البشر يقول: ’’ إنه أمه ‘‘، ومن ثمّ يمتعضون: ’’ بل أبوه ‘‘، وامتعاض ثانٍ : ’’ كلاهما، كلاهما! ‘، وتفسد الخرائط، وتثور الدول على الحدود لأنها ذابت بعد هطول المطر . . . ،
،
كنت متأثرةً جداً في ذلك اليوم بالفتى الهنديّ غوغوول – بطل رواية The Namesake، الذي وُلِدَ في أمريكا، وشَبَّ بين فتياتها، وكانت حبيبته ترسم دوائر على صدره العاري وتسأله بتغنج: ’’ هل ستتزوج هندية لو رغب أهلك بذلك؟ ‘‘، ويجيب بعجرفة: ’’ سأتزوج من أختارها ‘‘، ونظر إلى عينيها يحرضها على التقبيل – وكان يقول قبلها: ’’ اخترتكِ ‘‘ – واستجابت له مباشرةً، كان الجميع يختلط ويمتزج، بينما لا نزال في الخليج، في ظل الدم النقي، والعِرق الصافي بالرؤوس الصمَّاء والقبلية التي تحكم والمذاهب الغاضبة، لهذا لا نزال كـ نحن، لهذا لا نتقدم، لهذا نتحدث بالعادات والتقاليد تحت مُسمى الدين، فكيف سنتغير، وكل جيل غبيّ يورث الغباء الخالص للجيل الذي بعده ؟؟؟؟


* أمل السويدي

 

:. مآء السمآء .: غير متواجد حالياً