[آزال خالد]

الناس في نظري سلة فواكه جميلة، كل شخص يمثل فاكهة معينة، لها مميزاتها وفوائدها، وأسلوبها الحديث والتفكير والتعامل، وبالتالي لا يصح ان نقارن الناس بعضها ببعض، بحيث نود ان يكون الناس كلهم صنفا واحدا من الفاكهة. البعض منا – للأسف – يقع في خطأ المقارنة بين التفاح والبرتقال، فعندما يرى شخصاً ما ناجحاً، أو متفوقاً، أو غنياً، تبدأ المقارنة بينه وبين ذلك الشخص، وبالطبع تكون المقارنة سلبية، حيث ينظر لأسوأ ما فيه، ويقارنه بأفضل ما لدى الطرف الآخر، لذا تكون النتيجة محسومة: نظرة سلبية لنفسك، ونظرة ايجابية للآخرين، والمشكلة أنها لا تؤدي بك لكي تتحدى هذا الشخص وتنافسه، بل تشعر بالاحباط لأنك لست مثله، فتتوقف عن المحاولة وترضى بواقعك السيئ.

عدم جدوى المقارنة مع الآخرين غير صحية لأنك سوف تجد دائماً شخصاً أفضل منك في مجال معين، أو في منصب متميز، أو يمتلك منزلاً أكبر، أو سيارة أفخم من سيارتك، وعندما أقول أفضل منك، فاني أقولها بحذر، ذلك أني أعني أنه أفضل منك في الوقت الحالي لأنه ربما بدأ الطريق قبلك، أو خدمته الظروف بشكل جيد، أو استغل وقته بشكل صحيح، ولكنك تتجاوز كل ذلك لأنك لا تعرف، وتركز فقط على النتيجة، وهي أنه أفضل منك، مما يشعرك بالاحباط.

نحن لا نحب ان نأكل نوعاً واحداً من الفواكه، بل ما يعطي الفواكه قيمتها وأهميتها، هو تنوعها في الطعم والملمس والشكل وحتى في موسم نضجها، لذا كل فاكهة في وقتها، تعتبر ملكة الفواكه ، بل المطلوب شيء من هذا وشيء من ذلك، شخص من هذا النوع وآخر من نوع مغاير، وهكذا تكتمل التخصصات، وتلتئم سلة الفواكه.

أنت شخص مميز كتميز البرتقالة أو الكيوي أو الموز أو البطيخ، لك مميزات ومهارات وطاقات، عليك استغلالها، ولكن لا تحاول، أو تفكر حتى في المحاولة، في ان تكون شخصاً آخر غير نفسك .

نعم، هناك أشخاص رزقهم الله بعض الصفات والمؤهلات، فسبقونا، لكن الله سبحانه، أعطانا أيضاً مهارات أخرى، وعليك ان تكتشف تميزك، ومواهبك، ثم بعدها تستغلها، لكي تغير حياتك للأفضل، والأحسن. المسألة ليست محصورة في الغنى أو الحظ أو الجمال، بل هي بالعمل، والانجاز، والاصرار، لذا كل انسان يستطيع ان ينجح في هذه الدنيا، بغض النظر عن الظروف الصعبة التي يعيشها، أو العوائق التي تعترضه، المهم: الصبر، ثم الصبر، ثم الصبر، وبعدها نقطف الثمرة، ونأكل الفواكه.

بناتي الحبيبات مارأيكن في تلك العبارات... شاركوني بالرأي...........