عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 26-03-2012, 09:57 AM   #4

سارونه الحربي

جامعي

الصورة الرمزية سارونه الحربي

 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
كلية: كلية الآداب والعلوم الانسانية
التخصص: درسات اسلاميه
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: السادس
البلد: جــــدة
الجنس: أنثى
المشاركات: 153
افتراضي رد: ملخص كتاب ثقافه اسلاميه 104

- تنفيذ الرقابه الميدانيه للمعالجه والتقويم
وتمتاز الجوده الشامله بامور اجمالها فيما يلي :
- يشمل تفاعل وتعاون المنظمه التى تتبنى المنهج الاداري الاسلامي وبيئتها المحيطه
- ان تعاون مختلف الاطراف ( داخليا ) ادارات وعاملين و( خارجيا ) المنظمه مع الموردين
- تمارس المنظمه اداره وافراد انشطتها في ظل المنهج الاداري الاسلامي
- يقدم المنهج الاسلامي الرقابه الذاتيه بطريقه فعاله تزيد من استقرار الاداء
- يتبنى المنهج الاسلامي ان قيم واخلاق العامل جزء من مواءمته وقدرته على توفير متطلبات الجوده

مزايا أخلاق المهنة في المنظور الإسلامي
1- أخلاق المهنة في الاسلام مبدئيه
الأخلاق في الإسلام مرتبطه بالايمان والعباده ويمتد اثرها من الدنيا الى الاخره ومذهب ميكافيلي الذي يرى ان التصرف اللا اخلاقي ضروري للوصول الى الغايه كما في قوله ان الرجال نادرا ما يرتقون من الموقع الادنى الى الموقع الاعلى بدون الخداع
2- اخلاق المهنه في الاسلام كليه
الاخلاق الكليه تمثل رؤيه شموليه متكامله فهي ذات تصور كلي لا نسبي فالاخلاق النسبيه هي اخلاق تتشكل بحسب الظرف والحال وربما يمكنتمثيلها بالتعبير الشائع اذا كنت في روما فتصرف كالرومان وهي ليست اخلاقا كامله
3- اخلاق المهنه في الإسلام إنسانيه .
الأخلاق الاسلاميه مشبعه بالانسانيه ففيها الرحمه بالضعفاء والمواساة للبؤساء والشفقة بذوي العاهات والحاجات , واما الفلسفه البراجماتيه – التى لها تاثير واضح في الفكر الغربي فهي تدعو الى تحويل النظر عن الاشياء الاوليه المبادئ والنواميس والفئات...

القسم الثالث – الوحدة الأول – أخلاق المهنة الاساسيه والتخصصية ص 151

أخلاق المهنة الاساسيه أصولها وأهميتها وترابطها
بالتامل في ايات القرانالعظيم الذي اشار فيها اشاره الى اخلاق العمل نجد ان اظهراه اربعه اخلاق ذكرت في ايتين احدهما متعلقه بالترشح لعمل وزاري والاخرى متعلقه باستئجار راع للغنم , اما الاولى فقول يوسف عليه الصلاه والسلام لملك مصر ( قال اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم ) واما الثانية فقول ابنه شعيب لأبيها في شان موسى ( قالت أحداهما يأبت استئجره ان خير من استئجرت القوي الامين ) ويشبه هذين الوصفين ما قاله العفريت لسليمان بشان عرش بلقيس ( قال عفريت من الجن انا ءاتيك به قبل ان تقوم من مقامك وانى عليه لقوى امين ) , اذن نحن امام اربع صفات خلقيه لابد منها لصاحب أي عمل ومهنه وهي :
1- الحفظ : والمراد بهالقدره على اداره الذات والعمل بدقه وتحمل المسؤليه ويمكن تسميتها ( الكفاءة العملية )
2- العلم : والمراد به ادراك الامر المتعلق بالعمل الذي يقوم به ادراكا جيدا ويمكن تسميته ( الكفاءة العقلية او الفكرية )
3- القوه : والمراد بهاالجداره في التاهيل والجد في التنفيذ والضبط والانضباط ويمكن تسميتها ( الكفاءة التاهيليه )
4- الامانه : والمراد بها رعايه الحقوق وادواها على الوجه الصحيح ويمكن تسميتها ( الكفاءة النفسية )
وقد يظن ظان انها مكرره وهي ليست كذلك وان ظهر بينها شئ نمن التشابه بل انها تنطوي تحتها مفردات كثيره من الاخلاق الكريمه وهي تعد اصولا لاخلاق المهنه ويتبين ذلك مما يلي :
1- انها تتضمن حفظ الحقوق وادؤها على الوجه الاكمل وهذ اصل من اصول مكارم الاخلاق
2- انها تتضمن معرفه الواجب والقيام به ومعرفه الحقوق ونسبتها لاهلها والاعتراف بما لهم من حق
3- انها تتضمن العدل مع النفس ومع الاخرين فيتحمل المسؤوليه ويؤدي ما يجب عليه ويقنع بما وهبه الله
4- انها تتناول السلوك الفردي والسولك لاجتماعي فالعلم يدفع الجهل الذاتي ويحقق النمو الاجتماعي
5- انها جميعا تستند الى المبادئ الكبرى ( الحق – الخير- والجمال ) في حين ان بعض الفضائل الخلقيه تستند الى واحد واثنين
6- ان دين الاسلام يتضمن اربعه هي : العقيده والشعيره ( العبادات )والشريعه والاخلاق
7- ان هذه الاخلاق هي جوهر ( الخريطه الاخلاقيه) للإنسان فان الأخلاق عموما وأخلاق العمل على وجه الخصوص قابله للتعديل والتثبيت والاكتساب و الفقدان لدخولها تحت اراده الإنسان وقدرته , ومن خلال ذلك تتكون لدى الانسان عده انواع من الخبرات , والخريطه الاخلاقيه للانسان من الاسباب ذات التاثير الكلي الشمولي ولها ابعاد كثيره وفي تقديرنا ان الخريطه في مجال الاعمال لابد ان تتكون من الاضلاع الاربعه ( العلم , والحفظ , والقوه , والامانه )
8- الاخلاق الاربعه مجتمعه له اثار ايجابيه كبرى تشكل منظومه متكامله مترابطه




البيان التفصيلي لاصول اخلاق المهنه
أولا : القوه والامانه
قال الله تعالى ( يابت استئجره ان خير من استئجرت القوى الامين ) والقوه هنا تعني: القدره والاراده المنتجه للكفاءه والمهاره وهي قدره العامل على العمل ف ياداء المهمه الموكله اليه ومهاراته العمليه في حقل المسؤوليه
والامانه هنا تعني : الحفاظ على ما عهد به اليه ورعايته والحذر من الاخلال والتقصير والتفريط فيه وصدق الالتزام بالمبادئ وخاصه في حقل العمل الذي يقوم به واخلاق المؤسسه التي يعمل فيها وسلوكيات المهنه التي ينتمي اليها .
وهتان الصفتان هما القاعده الاساسيه التي بهما تعرف الجوده في الاداء المهني وممارسات القائمين على الاعمال وهما الميزان التي توزن به الكفاءه والجوده و التميز .

اقسام الناس في القوه والامانه
- القسم الاول : من يمتلك القوه والامانه " فهو أفضل المهنيين لحيازته على القوه وتمكنه من أسباب الكفاءة
- القسم الثاني : من يمتلك القوه اما الامانه فهي ضعيفه او مفقوده " فهذ قد يمدح لامتلاكه القدره والكفاءة والقوه ولكن يذم لضعف امانته ويخشى عليه ويخشى منه يقول احد الولاه " اللهم اعني على جلد الفاجر وضعف الثقه " وهذا الصنف يوشك ان يكون قاسيا عنيدا او محتالا مراوغا
- القسم الثالث : من يمتلك الامانه ولكنه ضعيف او منعدم القوه . فهذا لديه السلوك الجميل والأخلاق الراقية والتقوى والالتزام والنزاهة والعفه عن الحقوق والأموال والمصالح العامه ولكنه يفتقد القدرة والكفاءة ومثله يختل به العمل ويسوء الأداء المهني وتضيع المصالح المرجوه من الإعمال والوظائف . فيجب عليه ان يكمل نفسه ويتعلم المهاره اللازمة للعمل المسؤول عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم " يا ابا ذر اني أراك ضعيفا واني أحب لك ما احب لنفسي لا تأمًرن على اثنين ولا تولًينُ مال يتيم " قال النووي في شرح الحديث هذا أصل عظيم في اجتناب الولايات لاسيما لمن كان فيه ضعف عن القيام بوظائف تلك الولاية .
- القسم الرابع : من افتقد القوه والامانه " وهذا يحتاج للرعاية والعناية والتربية والتهذيب وأعاده التأهيل في مجالي القوه والامانه وحري ان يبقى تحت الملاحظة ويسعى في تقويمه وتأديبه حتى يكسب الامانه ويسعى في تعليمه حتى يكسب الكفاءة

ثانيا : الحفظ والعلم
ذكر الله في القران ان يوسف قال لعزيز مصر ( اجعلني على خزائن الأرض أني حفيظ عليم ) وهاتان الصفتان هما الأصل في الكفاءة العملية والعقلية وهما صفتان تتعلقان بكل الإعمال والوظائف والمراد بقوله ( حفيظ عليم ) " الحفظ لما يليه والعلم بتدبير ما يتولاه وبمعنى أوضح أي حفيظ للذي أتولاه فلا يضيع منه شي في غير محله وضابط للداخل والخارج عليم بكيفية التدبير والإعطاء والمنع والتصرف في جميع أنواع التصرفات وبالجملة فهما يدلان على أمر داخلي وهو حسن الضبط والدقة وأخر خارجي وهو حسن التصرف والخبرة بحيث يكون شديد الحفظ فلا يضيع منه شي او يوضع في غير موضعه عليم بوجوه تصريفه وحسن الانتفاع به . وإذا نظرنا الى العاملين والإداريين على ضوء القيمتين وجدنا أنهم ينقسمون الى أربعه أقسام كما يلي :
القسم الأول : الحفيظ العيلم
وهذا من أفضل العاملين لتوفر الكفاءتين الفكريه والعمليه فيه وهو بذلك قادر على تحمل المسؤوليه والعمل بحكمه وبصيره
القسم الثاني : الحفيظ غير العليم
فهو جيد من جهه حفظه وعدم إهماله وضبطه وشعوره بالمسؤولية ولكن الخلل يدخل عليه من جهه ضعف عمله وفهمه وقله خبرته في تصريف الامور ووضعها في نصابها ومكانها الملائم لذا قيل في علم القياده والاداره " عظمه القائد في مقدرته على الاستعانة برجاله دون ان يستسلم لهم "
القسم الثالث: العليم غير الحفيظ
وهذا يستفاد من عمله وخبرته ومهارته الفكرية والتدريبية فهو حسن التصرف قوي النظر ولكن يتوقع من الإهمال وعدم المبالاة وضعف الأداء وقله اكتراثه بالعمل والإتقان والانجاز والتهرب من تحمل المسؤولية وكراهيته للمساءلة والنقد
القسم الرابع : لا عليم ولا حفيظ
وهذا اردا أنواع العاملين واسوا أصناف المديرين وجدير بان يبعد عن مجال المسؤوليات مع السعي في تأهيله حتى يكسب الكفاءه الذهنية التى ترفع عنه الجهل والسفه ويكتسب الكفاءة العملية التى تزيل عنه داء الإهمال والتفلت فان تم ذلك له والا وجب ان يبقى بعيد عن ايه أعمال او مسؤوليات ذات طبيعه عامه .

الأخلاق الاساسيه الاربعه : معناها وأهميتها وأثارها وعلاقتها بالوظائف والإعمال
أولا : خلق القوه
" المراد بالقوه تمكن الانسان من امر معنوي او حسي وتوافر العزم والقدره والاستطاعة لديه وهي عكس الضعف فعندما يكون الانسان ثابت القلب في الملمات فهو صاحب قوه نفسانيه والقوه في مجال الإعمال تحتاج الى قوه القلب والعقل والبدن وليس المراد بالقوه الشده والصلابه والقسوه بل المراد بها الجداره والضبط والانضباط والعزيمه الصادقه وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم " المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف " فسعاده الانسان ونجاحه هو في قوته , والقوه امر مطلوب في الشخصيه العامله وهي اصل لامكانيه اداء العمل ونجاحه وتقوم على ركنين هما ( الاراده والقدره ) .
فالأول : الاراده وعكسها الكسل الناتج عن عدم الاراده او ضعفها .
والثاني : القدره وعكسها العجز الناتج عن عدم الاستطاعه او ضعفها .
وبذلك ندرك السر العظيم في الدعاء النبوي حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم اني اعوذ بك من العجز والكسل " فانه متى حصل العجز والكسل ضعفت قوه الانسان وتراخى اداؤه او تلاشى , والقوه المطلوبه في الاعمال هي القدره التى معها حكمه لان القدره ان لم يكن معها حكمه كانت مفسده كما يفعل اصحاب الفساد والظلم والجهل , والقوه ف يالوظائف والاعمال الحياتيه تختلف باختلاف المهن والاعمال والمهمات والمناصب والادارات قال شيخ الاسلام " القوه في كل ولايه بحسبها فالقوه في اماره الحرب ترجع الى شجاعه القلب والى الخبره بالحروب والمخادعه فيها .. والقوه في الحكم بين الناس ترجع الى العلم بالعدل الذي دل عليه الكتاب والسنه والى القدره على تنفيذ الاحكام . وقد يكون الانسان صالحا في نفسه صادقا طيب التعامل حسن النيه ولكنه لا يصلح لعمل ما لكونه ضعيفا ضعفا معنويا كشده الغضب او قله الخبره او العجله والتسرع , قال النبي صلى الله عليه وسلم " يابا ذر اني اراك ضعيفا ... وهذ الحديث اصل عظيم في اجتناب الولايات , ومن تامل اداره النبي واختياره للرجال ادرك انه كان يختار لكل مهمه صاحب القوه والجداره فيها فانه لما اراد دعوه اهل اليمن ارسل معاذا لما يتصف من قوه علمه وفي السفاره للملوك كان يرسل دحيه الكلبي لجوده منطقه وحسن طلعته وفي الحروب ولى خالدا لقوته الحربيه وخبرته , ومن هذا الباب قول عمر بن الخطاب " لا نزعن فلانا عن القضاء ولا ستعملن على لاقضاء رجلا اذا راه الفاجر فرقه "
ومن أدله القران على اهميه الخلق قوله تعالى (يابت استئجره ان خير من استئجرت القوي الامين ) وقوله تعالى ( ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطه في العلم والجسم ) والمقصود ان في جسمه قوه على الحرب وهم في حاجه الى ذلك فطالوت مع وفره العلم اعطى قوه جسديه والمقصود ان القوه من الصفات المهمه في اخلاق العمل فانهاداله على قوه الاراده وصدق العزيمه والنشاط وعلو الهمة ولذلك امر الله بها فقال ( خذوا مآ ءاتينكم بقوه ) وقال سبحانه ( وكتبنا له في الالواح من كل شئ موعظه وتفصيلا ) وقال لنبيه يحيى ( ييحيى خذ الكتاب بقوه ) وأمر جل وعلا عباده المسلمين باتخاذ القوه (واعدوا لهم ما استطعتم من قوه ) وقد فسر علماء التفسير القوه بالحزم والطاعة والجد .

ثانيا : خلق الامانه
الامانه هي : رعاية الحقوق وأداؤها على الوجه الصحيح والامانه في الإسلام جاء الأمر بها كثيرا وجاءت نصوص القران والسنة بمدح أهلها والنهي عن ضدها وهي الخيانة وذم أهلها , والنهي عن ضدها وهي الخيانة وذم اهلها . واذا تتبعنا النصوص وجدناها واسعة الدلالة تشير الى معان يجمعهما أمران هما ( رعاية الحقوق , وأداء الحقوق )
1- رعاية الحقوق : أي صونها ومعرفه قدرها والاهتمام بها بحيث تستقر رعاية الحقوق في وجدان الإنسان وتصبح معلما من معالم خارطته الاخلاقيه الذاتية وتهيمن على إدراكه ومشاعره , فالصلاة مثلا – أمانه وهي حق لله تعالى وكذلك الصيام والزكاه والحج وتحكيم شريعة الله وتعلم العلم الواجب أمانه وهي من حقوق النفس وكذلك حفظ السمع والبصر وسائر الحواس . فصون الحقوق ورعايتها أصل في الامانه ومستقر في الضمير الحي كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم " ان الامانه نزلت من السماء في جذر قلوب الرجال ونزل القران فقرؤا القران وعلموا من السنة " فالامانه في أصلها خلق في عمق قلب المؤمن يغذيها الفهم الصحيح للقران والسنة فإذا مات الضمير الإنساني ورفعت الامانه منه فأي فائدة ترجي منه . واليوم يرى العالم كله سوء الأوضاع في كثير من مجتمعات المسلمين وفي إداراتهم وإعمالهم الا من رحم الله حتى لا تكاد تسمع الا الشكوى من التلاعب والغش والخداع وارشوه والاحتكار والظلم والإهمال . ومعظم المسلمين يقرا القران ويسمعه ويسمع الحديث ولم يغن ذلك عنهم شيئا في ممارساتهم العامة وسلوكياتهم العملية . الا من رحم الله وفي هذا برهان واضح على ان العلم بنصوص الوحي لا يغني عن العمل بها والتغني بفضائل الاسلام ومحاسن اخلاقه لا يقنع احدا ما دامت الالسن تقول شيئا طيبا والضمائر قد خلت منه . ولذلك ورد في حديث حذيفه الاخبار عن نزع الامانه وانحسارها تدريجيا من القلوب وتسربها من الضمائر حيث قال مخبرا عن النبي صلى الله عليه وسلم " ثم حدثنا عن رفع الامانه قال ينام الرجل النومه فتقبض الامانه من قلبه فيظل اثرها مثل الوكت ثم ينام النومه فتقبض الامانه من قلبه فيظل اثرها مثل المجل الى ان قال فيصبح الناس يتبايعون لا يكاد يؤدي الامانه حتى يقال ان من بني فلان رجلا امينا حتى يقال للرجل ما اجلده ما اظرفه ما اعقله وما في قلبه مثقال حبه من خردل من ايمان " الوكت : الأثر اليسير في الجلد مثل اللون الذي يحدث في جلد الإنسان مغاير للونه الاصلي المجل : نقط تظهر في اليد عند استخدام الإنسان للفأس ونحوه مده طويلة .

2- أداء الحقوق على الوجه الصحيح : قال تعالى ( ان الله يامركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها ) ووصف الله سبحانه عباده المؤمنين المفلحين وذكر صفاتهم على نجاحهم وفلاحهم قوله تعالى ( والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ) كما نهى عن الخيانه وهي نقيض الامانه فقال سبحانه ( يايها الذين ءامنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا اماناتكم وانتم تعلمون ) ووصف تعالى جبريل أفضل ملائكته بالامانه والقوه فقال عنه ( انه لقول رسول كريم ذي قوه عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين ) ووصف عدد من الأنبياء وهو من صفوه البشر بالامانه وهم هود ونوح وموسى عليهم الصلاه والسلام ولعظم الامانه خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال في خطبته " لا أيمان امن لا أمانه له ولا دين لمن لا عهد له " وأمر الني صلى الله عليه وسلم الالتزام بأداء الامانه في كل حال فقال " أد الامانه الى من ائتمنك ولا تخن من خانك " لان الامانه صفه اهل الايمان وعكسها الخيانه هي صفه اهل النفاق ومنزلق الدمار والخراب قال النبي صلى الله عليه وسلم
"ايه المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان " وذكر اهل العلم ان فقد الامانه هو السبب الاعظم لحاله المسلمين المترديه . وهذ يعني ان الرجل الفاضل التقي حسن السيره صادق السريره وافر العلم قد لا يصلح ان تسند اليه المناصب لانها امانه وان نصطفي للاعمال افضل الاشخاص قدره على القيام بها على سنن الامانه الاقوم ومتى حصل التغاضي عن هذا الشرط – لمحاباه او رشوه – فقد حصلت الخيانه وتحققت اسباب الفساد الاداري والوظيفي والاجتماعي , فعن يزيد بن ابي سفيان قال : قال لي ابوبكر الصديق حين بعثني الى الشام يا يزيد ان لك قرابه عسيت ان تؤثرهم بالاماره ذلك اكثر ما اخاف عليك فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم من ولي من أمر المسلمين شيئا فامر عليهم احدا محاباه فعليه لعنه الله لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا حتى يدخله جهنم " ان خلق الامانه هو اساس المشاريع التنمويه الكبرى ولا يمكن تغطيته بالادعاءات ولا بالشعارات البراقه , وقد حذرنا الله من ذلك قال تعالى ( كذبت عاد المرسلين اذ قال لهم أخوهم هود الا تتقون اني رسول أمين ) وخلق الامانه ليس مطلب أسلامي فحسب بل هو مطلب أنساني تنشده كل العقول السليمه والفطر القويمه وهو ذات المطلب الذي طلبه نصارى نجران قديما من النبي صلى الله عليه وسلم حيث قالوا للرسول ابعث معنا رجلا ولا تبعث معنا الا امينا فقال لأبعثن معكم رجلا امينا حق امين " فبعث ابا عبيده عامر بن الجراح , ان الامانه واجب في حق كل صاحب عمل صغيرا او كبيرا.

ثالثا : خلق الحفظ
جاء في قول يوسف ( اني حفيظ عليم ) , والحفيظ هو الذي لا يضيع الأمور والحفظ عكس الإهمال وهو صفه في النفس تطلق على الضبط وجوده الفهم , والتذكر وضد النسيان وهو ما يعرف في العصر الحديث بمصطلح ( اداره الذات ) , ويستعمل الحفظ في كل تفقد وتعهد ورعاية وهو ما يعرف في الأداء المهني او الإداري بلفظ ( المسؤولية ) وهي الشعور بأداء الواجب والإخلاص في العمل .
ولا يستقيم عمل مهما كان درجته الا بوجود هذا الخلق لان انعدامه يعني الضياع والاعوجاج والخسارة . واستدل يوسف بالحفظ ولم يستدل بانه كريم ابن كريم كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم . ان الاعمال الماليه والسياسه والاداريه " في حاجه للحفظ " والصيانه والقدره على اداره الامور بالدقه وفي حاجه الى الخبره وحسن التصرف والعلم بكافه فروعه الضروريه لتلك المهمه في سنوات الخصب وفي سني الجدب على السواء.
والحفيظ في القران يأتي بمعنيين :
احدهما خاص : وهو ما سبق ذكره أي بمعنى التدبير وحسن الاداره وحفظ العمل الذ يقوم به من الضياع وهو المقصود بقول يوسف ( حفيظ عليم )
والثاني عام : يراد به حفظ الانسان لما استودعه الله اياه من حقه ونعمته كما قال تعالى ( وازلفت الجنه للمتقين غير بعيد هذا ما توعدون لكل اواب حفيظ ) وغير خاف انمن حفظ حق الله بطاعته فيما امر وترك ما نهى عنه وزجر وحفظ نعمه الله عليه فسوف يكون – في اغلب الأحوال – حافظا لعمله الموكل اليه ومهنته القائم بها ووظيفته المكلف بأدائها وبهذا يتجلى اثر الإيمان في اخلاق العمل , ولا شك ان التدريب وتنميه المهارات أمور ضرورية الا انها لا تغني عن سمو وتوازن الشخصية الداخلية لان الاقنعه المزيفة تسقط وألوان المكياج المؤقتة تزول ( فأما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض ) ان الإداري والعامل ( الحفيظ) لديه الاستعداد ان يلزم نفسه اولا بالمقتضيات الاخلاقيه والمهنية والتى تؤدي الى نجاح العمل .
وعلى هذا النمط الإداري الواضح جرى العمل ايام عز المسلمين وقوتهم واجتماعهم قبل ان تحل المحاباة حياتهم ومن أمثله ذلك عمر بن الخطاب لما بلغه موت خالد بن الوليد استرجع مرارا – أي قال ان لله وانا اليه راجعون – ونكس رأسه وأكثر الترحم عليه وقال كان والله سدادا لنحر العدو ميمون النقيبة فقال له علي فلم عزلته ؟ قال : عزلته لبذله المال لأهل الشرف وذوي اللسان قال فكنت عزلته عن المال وتركته على الجند قال لم يكن ليرضى قال فهلا بلوته أي ان عليا كان يرى موافقة عمر على عزل خالد عن المال لسبب الذي ذكره عمر ولكنه كان يرى ان يبقى على قياده الجند وكان عمر يظن ان خالدا لا يرضى بذلك وعليا يرى ان يختبره بذلك وهذا كله يدل على مقدار حفظهم وتحملهم للمسؤولية وتقديرهم لحقوقها . وها هي فاطمه بنت عبد الملك زوج الخليفه عمر بن عبدالعزيز تذكر بعض حال زوجها بعد ان ولي الخلافة وتحمل المسؤولية قالت دخلت عليه فإذا هو في مصلاه يده على خده سائله دموعه فقلت يا أمير المؤمنين ألشي حدث ؟ قال يا فاطمه اني تقلدت امر امه محمد صلى الله عليه وسلم فتفكرت في الفقير الجائع والمريض الضائع والعاري المجهود والمظلوم المقهور والغريب المأسور والكبير وذوي العيال في أقطار الأرض فعلمت ان ربي سيسألني عنهم وان خصمهم دونهم محمد صلى الله عليه وسلم فخشيت الا تثبت لي حجه عند خصومته فرحمت نفسي فبكيت . وهذا المبدأ الأخلاقي العام هو ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته . وهو مندرج تحت عموم قوله تعالى ( فوربك لنسئلنهم أجمعين عما كانوا يعملون ) ومما يضاد خلق الحفظ الإهمال والامعيه والتخاذل والتفريط ...

رابعا : خلق العلم
والمقصود بالعلم هنا : ادراك العمل الذي يقوم الذي يقوم به العامل إدراكا يحصل به الإتقان .
والعلم في مجال الإعمال نوعان ( نظري يتعلم , وعملي يكتسب ) فالنظري هو المعرفه الذهنية المكتسبة بالدراسة والقراءة بحيث يكون لدى صاحب العمل معلومات عن طبيعه العمل والفرص المتاحه والعوائق والإمكانات الموجودة ونحو ذلك من المعلومات , اما العلم العملي فهو : الخبره والمهاره المكتسبة بالممارسة .
والعلم النظري اساس للعملى – لان الانسان – غالبا – يبدا بازاله ( الجهل ) عن نفسه بادراك ذهني جزئي ثم يتطور حتى يعلم الشئ على وجه أفضل اما بالتعليم والتعريف والإيضاح او بالتدريب والممارسة .
والعلم شرط أساسي لنجاح الإعمال كما ان الجهل سبب رئيسي لفساد الإعمال واندثار المؤسسات وفناء الدول .
والعلم في اصله مختص بالادراك العقلي وادخاله في مجال الاخلاق من باب انه مكتسب ضروري لضبط الاعمال واتقانها واستثمار نتائجها على الوجه الامثل , والعلم اساس لا يستغني عنه وصفه لا بد من وجودها وبه تقوم الدنيويه والاخرويه وتستقيم بعدمه تندثر وتزول وهو القائد الحقيقي للعمل والمرشد للسلوك الاصوب .
والجهل سبب لتدمير الإعمال وبوار الديار وحلول الفساد في المؤسسات والإعمال وقد أدركت الأمم المتقدمة ماديا أهميه العلم وخطوره الجهل فلم تسند الإعمال الا لمن لديه بصيره وفهم وعلم ودراية وتدريب وتجريب في كبير الإعمال وصغيرها .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم محذرا من هذه المصيبة الاخلاقيه المدمره " من استعمل رجلا من عصابة وفي تلك العصابه من هو ارضى لله منه فقد خان الله وخان رسوله وخان المؤمنين " والعلم والمعرفة أساس من أسس نجاح أي عمل ودعامة من دعائم الإتقان وركن من أركان الاهليه في حين ان الجهل أول أسباب الفشل والجرعة السامة القاتلة للتنمية والتطور والنجاح . واخطر من ذلك جاهل يظن نفسه فاهما مدركا حصيفا فهذا – في الغالب – مريض لا يرجى برؤه ووباء اذا حل ف يعمل افسده .
ومما يؤكد أهميه العلم في ميدان العمل لمن يتولى عملا الايه الأولى ( اني حفيظ عليم ) والايه الثانيه ( واذكر عبدنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولى الأيدي والإبصار ) وكلام العلماء في تفسير هذه الايه حول المراد بالأيدي : القوه والعزم والإبصار المعرفه والبصر بالحق وكمال إدراكه , والايه الثالثة ( ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطه في العلم والجسم والله يؤتى ملكه من يشاء والله واسع عليم ) قيل ان طالوت كان رجلا دباغا يعمل الادم أي الجلود ولم يكن من بيت نبوه ولا ملك في بني إسرائيل ولكن الله اصطفاه لما عنده من العلم وهو قوه العقل والإدراك ولما عنده من القوه الجسدية المؤهلة للقيادة والحرب ..

القسم الثالث – الوحدة الثانية – أخلاق المهن التخصصية ص 185

العلاقة بين النظم واللوائح والمعايير الاخلاقيه في الإعمال
لا بد ان يدرك الجميع في ميادين العمل انهم لا يذهبون الى العمل من اجل الحصول على المال او الجاه او غير ذلك من المارب الدنيويه المشروعه بل لكي يعيش الحياه المهنيه ملتزما بمواثيقها ومتحليا باخلاقها ومراعيا لجانبها الإنساني المتجاوز لحدود الماده والمكاسب الدنيويه , ان نظريه الالتزام بالنظام واحترام اللوائح من الامور تتكرر في بيئه العمل اما لاجل الضبط ومنع التسيب او لمواجهه التهرب وعدم تحمل المسؤوليه . ولكن هذه النظريه وحدها لا تكفي بل لا بد معها وربما قبلها من التزام النظرية الاخلاقيه لان القيم والأخلاق اكثر سموا من اللوائح والنظم ..

الفرق بين المسؤولية النظامية القانونية والمسؤولية الاخلاقيه
1- المسؤوليه الاخلاقيه مسوليه ذاتيه امام الله والضمير والاجر فيها الى الله تعالى اما المسؤوليه القانونيه فانها مسؤوليه امام شخص اخر , لذلك كان نطاق المسؤوليه الاخلاقيه اوسع من نطاق المسؤوليه القانونيه .
2- المسؤوليه الاخلاقيه لا يشترط لقيامها والتزامها حدوث ضرر للغير اما في نطاق المسؤوليه القانونيه فان الضرر يعد ركنا من أركان هذه المسؤوليه
3- المسؤوليه الاخلاقيه اعظم شانا واقوى تاثيرا من اللوائح والنظم لان الاخلاق مبادئ راسخه لا تتغير لانها مستمده ومرتبطه بالعقيده والمبدا الثابت اما اللوائح والقوانين فقابله للتغيير بتغير الاحوال والزمان والمكان
4- القوانين واللوائح هي مجموعه تعليمات اداريه او عرفيه تنظم سير الاعمال بينما الاخلاق مجموعه مبادئ في النفس والقلب تحكم تصرفات الفرد وتضبط علاقات المجتمع .
5- المسؤوليه الاخلاقيه تنظر الى الاعمال والدوافع اليها وتراعي البواعث في حكمها ام المسؤوليه القانونيه فلا تنظر الى الاعمال الخارجيه بغض النظر عن بواعثها
6- الاخلاق – في اصلها – متكامله منسجمه اما النظم واللوائح والقوانين فقد تتعارض او تتناقض .

ولا يعني هذا التهوين من شان القوانين المنظمه للإعمال ولكنه يعني انها وحدها لا تكفي فالضعف البشري يؤكد وجوده من خلال تحايل الفاسدين اخلاقيا على الانظمه والقوانين مهما كانت صرامتها .
ولتأكيد السمو الاخلاقي واهميته واثره في المهن والاعمال نبين ان الله عز وجل وعلا لم يكلفنا ببلوغ النجاح ولكنه طلب منا ان نحسن اعمالنا قال تعالى ( الذي خلق الموت والحياه ليبلوكم ايكم احسن عملا ) واخبرنا الينا وهو الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم " ان الله تبارك وتعالى يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه "

الاداره الاخلاقيه
اذا كانت الوظائف والإعمال والمؤسسات في حاجه الى أداره قانونيه ومعايير فهي بحاجه الى نوع من ( الاداره الاخلاقيه ) التى توجد وتطبع أخلاقيات كل مهنه بحسب نوعها , وقد اثبتت الاستفتاءات ان الأخلاق ستصبح عما قريب من اهم المعايير التى تقاس على اساسها المؤسسات وقيمه علاماتها التجاريه .

نماذج من أخلاق المهنة التخصصية

 

 

اتحسبني طفله يتلاعب بها
وانا التي حكى (القران)عن كيدي

 

سارونه الحربي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس