عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 26-06-2011, 03:14 PM   #5

Aziza Yahya

azoOoz~ سابقاً

الصورة الرمزية Aziza Yahya

 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
التخصص: Biochemistry
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: أنثى
المشاركات: 497
افتراضي عندما يُحرّضك عزازيل على التدّوين!



هل كانت تتوقع العالمة والفيلسوفة هيباتيا أستاذة الزمان أن تكون نهاية حياتها بهذه الوحشية والقسوة
..هل خطر في بالها أو في بال أحد من طلابها المسيحين أو الوثنيين بأنها ستسحب يوماً من شعرها
في شوارع الاسكندرية .. شعرها الذي طالما كان يزين رأسها الذي يحوي الفكر والفلسلفة ..فقد كانت
عالمة في الرياضيات .. أخذتهُ من والدها العالم أثيون ..كانت تتبع مدرسة أفلاطون الفكرية ..كانت
تؤمن بأن الفلسفة لا يمكن أن تستقيم إلا بالرياضيات ..سخرت وكرست حياتها للتدريس والفلسفة
..حتى جاء اليوم الذي اتهمت فيه من قبل طوائف مسيحية بأنها ساحرة وتدمر الديانة بأفكارها ..ولأن
الحاكم كان يهتم لرأيها ويستمع لعلمها وأفكارها ..زادهم ذلك حقداً و ضغينة .. تمثلت في طريقة قتلهم
لها .. حيثُ سُحبت في الشارع من شعرها .. وتم تجريدها من ملابسها وسلخ جلدها وهيه حية وانتهى
المطاف برميها في النار لتحترق وتحترق معها تلك الأفكار والعلوم .


قتلت هيباتيا بتلك الصورة البشعة على مرأى من الراهب هيبا كما اطلق على نفسه بعد قتل هيباتيا
..حيث أنه لم يتمكن من مساعدتها في حين أنها مدت له يدها ..لكن خوفه من الطائفة التي ينتمي إليها
جعله غير قادر على الحراك ..فقط تأملها وهي تحترق ..وتتلاشى ..


هنا تبدأ رحلة الراهب هيبا ..حيث هرب من الاسكندرية .. وقرر أن يذهب لـ أورشليم حيث أصول
الديانه .. كي يصل لليقين و الإيمان الصادق ..و يجد حلولاً لتساؤلاته في المسيحية .. وهل مافعله
أهل الديانة المسيحية في الاسكندريه من قتل للناس وتدمير للمكتبة يعتبر من الدين ..؟ هل حقاً هذا
مايدعو إليه الربّ .. هل صحيح أننا لا يمكننا أن نغفر ونسامح كما فعل يسوع المسيح مع اليهود ..؟
..


قبل أن يستقر هيبا في أحد الاديره القريبه من حلب التقى بـ القس نسطور في أورشليم ونشأت بينهما
علاقة صداقة و محبة جميلة .. نسطور الذي أصبح اسقفاً لانطاكيه فيما بعد وكان لهُ رأياً مخالفاً في
الذات الإلهية أسقطه من الاسقفيه ..وأصبح من المحرومين بعدها .




عزازيل | 380 صفحة| مكتبة جرير |RS .29

[عزازيل ] رواية عن اللاهوت العربي حصلت على جائزة البوكر لسنة 2009 ..تدور أحداثها في
أوائل القرن الخامس الميلادي تحكي عن الصراع الذي حصل بين الكنائس الكبرى في ذلك الوقت
،كنيسة الاسكندرية واسقفها كيرُلُّس و كنيسة القسطنطينية واسقفها نسطور .الخلاف حول الذات الإلهيه
،حيث خالف نسطور آراء كيرُلُّس في أن يكون المسيح هو الله بالحقيقة ، والعذراء هي والدة الإله .


هل يُعقل الاعتقاد بأن الله كان يرضع من ثدي العذراء ، ويكبر يوماً بعد يوم ،فيكون عمره شهرين
ثم ثلاثة أشهر ثم أربعة! الرّبّ كامل ،كما هو مكتوب ،فكيف له أن يتخذ ولداً،سبحانه ومريم العذراء
إنسانة أنجبت من رحمها الطاهر،بمعجزة إلهية، وصار ابنها من بعد ذلك مجلىً للإله ومخلّصاً للإنسان
..صار مثل كوّة ظهرت لنا أنوار الله من خلالها ،أو هو مثل خاتم ظهر عليه النقش الإلهي . وظهور
الشمس من كوّة ،لايجعل الكوّة شمساً . كما أن ظهور النقش على خاتم ، لايجعل من الخاتم نقشاً ..يا
هيبا ، لقد جُنّ هولاء تماماً ، وجعلوا الله واحداً من ثلاثة ..!



هذا ما قاله الأسقف نسطور لـ الراهب هيبا ، ولم يتنازل عن معتقده فسقط من اسقفيته ونفي من بلده
بأمر من الامبراطور .الجانب الآخر من الرواية يحكي عن صراعات الراهب هيبا مع عزازيل ، وهي
تعني بالعبرية ابليس ، لكن الصراعات تخبرنا بأن لكل منا أو بداخلنا عزازيل يظهر له في أوقات
ضعفه و تشتته فيحرّضه على فعل لم يكن ليقدم عليه و يزيّن له ما كان يرفضه. هيبا كان راهباً،
طبيباً،مثقفاً يحب القراءة ويعشق المكوث بين كتبه ،كان يبحث عن الحق والحرية و لديه الكثير من
التساؤلات في الدين والإيمان والكون . هو شاهد عصره في هذه الرواية حيثُ دوّن بأمر من عزازيل
كل ماعاصره ورآه في رقوق من الجلد وأغلق عليها في صندوق ودفنها في باطن الأرض قبل خمس
وخمسين وخمسمائة و ألف من سنين هذا الزمان
.

 

Aziza Yahya غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس