قبل أن أجيبك .. دعينا نتفق على الآتي :
أننا نقود السيارة من أجل حل مشكلة العمالة الوافدة وتخفيف العبء الاقتصادي عن الأسرة السعودية …. كلام غير صحيح!
أننا نقود السيارة من أجل الأسر الفقيرة … كلام غير صحيح أيضا !
أننا نقود السيارة لشراء احتياجات المنزل وتوصيل الأطفال للمدارس …. كلام مشكوك فيه بناء على التجربة السابقة مع الرجل السعودي !
أننا نقود السيارة من أجل حلاوة المغامرة والانطلاق وحرية التحرك بفردية …. قد يكون !
تحرك شعبي .. وتدويل القضية .. قنوات فضائية .. وحملات على الفيس بوك وتويتر .. تجييش الناس واختلاق حرب مواجهة بين صفوف المجتمع .. كل ذلك
من أجل حلاوة المغامرة والانطلاق والتحرك بفردية ؟؟
“>خسارة
لمصلحة من التفتنا جميعا عن قضايانا المهمة وانشغلنا بـ ” قيادة السيارة ” ؟ لمصلحة من التفتنا عن مجازر إخواننا في سوريا وليبيا ؟
لمصلحة من التفتنا عن مصر الوليدة .. وتونس الناشئة ؟
في هذا الوقت بالذات ؟؟
لمصلحة من نُغيّب نحن ” السعودية ” عن دورنا الحقيقي الذي يجب أن تلعبه دولة مثلنا في المنطقة ؟؟
حين يمرض قلب العالم الإسلامي .. حين يختل نظامه الداخلي .. حين تسد أوعيته الدموية .. لاتصل الدماء إلى بقايا الجسد المنهك !
هي هكذا .. حين يضعف القلب .. يضعف الجسد .. هل فهمت ماذا أقصد ؟
هل تدرك أبعاد هذا ؟
الكويت تعيش على فتيل النار .. نخاف عليها في أي لحظة ..
جرح البحرين لم يندمل بعد ! التهديدات لازالت حاضرة ..
العالم العربي كله.. على بركان يغلي !
وحدنا نحن الذين نعيش في عين الإعصار .. في نقطة السكون !
والعالم المحيط بنا .. يستمد قوته من قوتنا .. وتماسكه من تماسكنا !
فلمصلحة من يُشغل المجتمع ويُستهلك في قضايا مخملية ليست أصلا مُدرجة في قوائم أولوياتنا الشعبية للإصلاح ..!
من قال أن قيادتنا للسيارة هي قضيتنا المصيرية .. لنجعل منها فزاعة كلما احتاجنا الوطن واشتد الوضع طعنا خاصرته بها .. والتاريخ يعيد نفسه! المحاولة الأولى
في حرب الخليج ! وهذه المحاولة الثانية في سنة الثورات العربية ..! غريب هذا التشابه في التوقيت والطريقة !
مقتبس من مقآل للدكتورة هند القحطآني