رد: الأسلوب وتحليل النصوص
تعريف الأسلوب باعتبار المخاطَب :
يرى جيرو أن الأسـلوب مجموعة ألوان يصـطبغ بها الخطاب ليصل عن طريقها إلى إقـناع القـارئ و إمتاعه و شد انتباهه و إثارة خيالـه .
ويؤكد (دي لوفــر)على أن الأسلوب هو ســلطان العبارة إذ تجتذبنـا .
ويرى أحمد الشايب الذي أن الأسلوب يمكن أن يكون له معنى أوسع فيشمل" الفن الأدبي الذي يتخذه الأديب وسيلة للإقناع أو التأثير" (17).و مهما تعددت تعريفات الأسلوب باعتبار المخاطَب إلا أنها تلتقي في أمرٍ مشترك , ألا و هو أثر الأسلوب على المتلقّي , فقد يكون هذا الأثر إمتاعًا أو إقناعًا , أو شد انتباه أو إثارة خيال ..., أو أي تأثيرٍ على المتلقّي أيًّا كان نوع هذا التأثير ...
ومما سبق نخلص إلى أن الأسلوب باعتبار المخاطَب يعني : سمات النص التي تترك أثرها على المتلقي – أيًّا كان نوع هذا الأثر - .و حينما نتكلّم عن مفهوم الأسلوب باعتبار المتلقّي , فإنه من المستحسن أن نشير إلى جهود ريفاتير , الذي راعى " جانب التلقي في الاتصال الأدبي " (18) , فحدد الأسلوب معتمداً على أثر الكلام في المخاطَب (19) , و أدخل القارئ في النظرية الأسلوبية (20) , وجعل المتلقي " امتدادًا مشاركًا في التحليل الأسلوبي " (21) .
بل يذهب ريفاتير – إلى أن تحليل الأسلوب متركز على الصلات بين النص و ردّ فعل القارئ , فالقارئ يعدّ في نظره " عنصرًا من النظرية الأسلوبية , أو وسيلة مساعدة في التحليل الأسلوبي , أو هما معًا " (22) .ولـقـد تـميّزت نظـرات ريفاتيــــر الأسلوبية بإعطــاء المتلقّي بعــدًا ذا أهميةٍ كبيـــرة , في النظرية الأسلوبية عمومًا , و في التحليل الأسلوبي على وجه الخصوص (23).
|