إليكِ حبيبتي ... عفوا ...
ملكتي ...
بل سيدتي ...
إليكِ وحدكِ أوجه هذا الرجاء ...
على الرغم من أني أكره شكل الحصار وصفته ...
إلا أنني أدعوكِ ... لتحاصريني ...
***
أيتها الملكة ...
بحبكِ ... وجمالكِ ... وحنانكِ ... ووجودكِ ... حاصريني ...
كيف شئتِ ...
وأملئي دربي ... وقلبي وأسكنيني ...
حاصريني ... وأحذري أن تتركيني ...
وأسجنيني فيكِ أنتِ ...
وأرفعي الأسوار حتى لا يراني غير أنتِ ...
فحياتي ليس فيها إلا أنتِ ...
***
حاصريني ...
كيف شئتِ ...
وأملئي كل كياني ...
واسكني كل الثواني ...
***
حاصريني ...
وابني لي بيتا ...
وأجعلي في أسفل البيت حديقة ...
وأشرحي للعالم المجنون أسرار الحقيقة ...
وأزرعيني فيكِ زهرا ووردا ...
وأسكبيني فيكِ نهرا ماله اليوم حدود ...
واهمسي لي كي أعود ...
وردةً منقوشة بين الورود ...
وأعشقيني ...
كيف شئتِ ...
وأملكي أنفاس روحي ...
خلصيني من جروحي ...
أملئيني منكِ دفئا ...
وأسقيني من شهدِ حبكِ ... أشبعيني ...
أنسيني هذا الجحود ...
حطمي كل السدود ...
وأرفعي ذل القيود ...
***
حاصريني ...
وأبقي دوما في يميني ...
أحي في نفسي يقيني ...
أخبريني أن في الدنيا طهارة ...
أن أهل الأرض ما صاروا تجارة ...
امسكيني طوق نجاتي ...
وأشهدي أنكِ اليوم حياتي ...
واطمئني يا حياتي ...
***
حاصريني ...
وأصنعي اليوم شباكا من حديد ...
وأجعليها تحتوي كل قريب من حبيبكِ أو بعيد ...
وأمسكي أنتِ الِزمام ...
وأبعثي للعالم المجنون رسالة ...
وإشرحي كل الحكاية ...
كيف جئنا ...؟
ولماذا ....؟
وإلى أين النهاية ....؟
وأدفعيني للأمام ولازميني ...
***
آه ... عفوا .....
حـــــــــاصـــــــــريــــــــنــــــي .....