[شهد علي]

لم تلبث أن وصلت هذه الإمدادات في أواخر عام 617هـ أوائل 618هـ فأرسل إلى (حنا دوبرين) يطلب منه الانضمام إليه بقواته، فاضطر (دوبرين) للحضور، وبدأت القوات الصليبية تزحف جنوبًا نحو مدينة القاهرة، وتقدمت إلى منقطة مثلثة من اليابس يحيط بها النيل من جميع الجهات، وطوال هذا الوقت كان الكامل يعرض مرة أخرى نفس العرض السخي الهام.
وما إن انتقل الصليبيون لليابسة، حتى كان وقت فيضان النيل (ارتفاع الماء خلف السدود). فما إن دخل الصليبيون منطقة اليابس، حتى فتح أهالي مصر السدود عليهم، فاندفعت المياه، وأوحلت أقدامهم وجيادهم، وغرقت بهم الأرض، فلم يستطيعوا أن يقاتلوا، ولا أن يتراجعوا، وانتهى الأمر بالاستسلام وقبض الكامل على قوادهم (دوبرين وبلاجيوس) كرهائن، مقابل إعطائهم ابنه الصالح نجم الدين أيوب (آخر سلاطين الدولة الأيوبية) كرهينة.

س : لماذا فشلت الحملة الصليبية الخامسة؟
1- ازدواج القيـــادة.
2- تكاتف الإخوة الأيوبيين.
3- فيضان نهر النيل.

- وفشلت الحملة فشلاً ذريعًا، وغادر الصليبيون دمياط بلا مقابل، بعد أن كان معروضًا عليهم مغادرتها مقابل أخذ بيت المقدس. وتم عقد هدنة بين الطرفين لمدة ثماني سنوات.




• أوضاع الدولة الأيوبية بعد الحملة الصليبية الخامسة:-
1- ظهور الخطر المغولي شرق العالم الإسلامي، والذي أسقط الدولة الخوارزمية، وفرار سلطانها (جلال الدين منكبرتي) [اسمه مهم] إلى الهند. وعاد إلى أصفهان واتخذها عاصمة، بعد أن علم بعودة المغول إلى جوف آسيا، وبدأ يهاجم أراف الخلافة العباسية كما هاجم مدينة "خِلاط" عاصمة الأشرف موسى، وكان التفكك قد بدأ بين الإخوة الأيوبيون عندما أراد المعظم عيسى التوسع على حساب أبناء عمومته. فهاجم مدينة "حماه" واستولى على أعمالها (أي ضواحيها) مثل: سلمية، والمعرّة.

فطلب منه الكامل مغادرتها، فتركها غاضبًا حانقًا. ولما هاجم جلال الدين منكبرتي إقليم جورجيا (القريب من خِلاط عاصمة الأشرف موسى) استنجد الأشرف بأخيه المعظم الذي قبض على الأشرف، ورفض أن يطلق سراحه، وما إن أطلق سراحه حتى ذهب إلى الكامل.

- خطورة هذا الصراع بين الإخوة، أن كلا الطرفين (الكامل، والمعظم) استعان بقوى خارجية.

1- فأرسل الكامل الأيوبي إلى الإمبراطور (فردريك الثاني) إمبراطور الدولة الرومانية المقدسة. يطلب مساعدته ضد أخيه المعظم مقابل إعطائه بيت المقدس.

2- في حين استنجد المعظم عيسى بجلال الدين منكبرتي، الذي أرسل خُلعة للمعظم في دمشق، فلبسها وخرج عن طاعة أخيه الكامل، ولم يدعُ له على المنابر.

س : لماذا خرجت الحملة الصليبية السادسة إلى المشرق الإسلامي بقيادة فردريك؟
1- لسبب من الشرق، وهو استنجاد الكامل به لمساعدته ضد أخيه المعظم (مقابل بيت المقدس).

2- لسبب من الغرب وهو أن البابوية منذ استرداد المسلمين لبيت المقدس، وهي تلح على فردريك الثاني أن يخرج على رأس حملة صليبية للمشرق، للاستيلاء على بيت المقدس، وهو يماطل. فأصدر البابا ضده قرار الحرمان، وهو اللعن والطرد من رحمة الكنيسة، وذلك عام 624هـ.
س : لماذا تعتبر الحملة الصليبية السادسة من أغرب الحملات الصليبية؟
1- أن جميع الحملات الصليبية كانت تجيش الجيوش، أما هذه الحملة قد كان عدد أفرادها خمسمائة 500 فارس فقط.

2- أن جميع الحملات الصليبية كانت تخرج وهي تطفح بالعداء نحو المسلمين، أما هذه الحملة فقد كان على رأسها إمبراطور يحب المسلمين والحضارة الإسلامية.

3- جميع الحملات الصليبية كانت تخرج وهي مباركة من الكنيسة، ما عدا هذه الحملة فهي ملعونة.

- وصل فردريك إلى بلاد الشام مع نهاية عام 624هـ، ليجد أن الموقف قد تغير تمامًا، فقد توفي المعظم (624هـ) في ذلك الوقت. وأرسل رسولاً إلى الكامل الأيوبي يطلب منه تسليم بيت المقدس، وقد تولى المفاوضات في هذه الفترة بين فردريك والكامل، شيخ من الشيوخ (فخر الدين يوسف) وطالت فترة المفاوضات، وكان في أثنائها يبكي فردريك خاصة عندما علم أن البابوية قد اعتدت على أراضيه. طالت فترة المفاوضات وانتهت بعقد اتفاقية يافا عام 626هـ ((اتفاقية مهمة: اسمها مهم، تاريخها مهم، بنودها مهمة)) نصت على:-

1- الصلح لمدة عشر سنوات.

2- تسليم بيت المقدس للصليبيين، وبيت لحم، وصيدا، والناصرة.


3- اشترط الكامل على الصليبيين أن تظل أسوار بيت المقدس خرابًا ولا تُعمّر.

4- أن يحتفظ المسلمون بالمسجد الأقصى وقبة الصخرة، وقد ترتب على هذه الاتفاقية شعور بالحزن في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وحاول الكامل أن يبرر ما قام به، ولكن العالم الإسلامي لم يقبل منه ذلك. ولم يلبث فردريك أن دخل كنيسة القيامة في القدس وصلى فيها، ووضع تاج الإمبراطورية على رأسه بيديه، وكأنه أراد أن يقول للبابا: (التاج منحة من الله وليس منك)، وعاد إلى الغرب الأوروبي تاركًا الصليبين والمسلمين يتخبطون في مشكلاتهم الداخلية.

• أوضاع الدولة الأيوبية بعد الحملة الصليبية السادسة:-
مر الصليبيون بعد الحملة الصليبية السادسة بحالة من الضعف والتفكك، وكذلك المسلمين، الذين كانوا يشعرون باقتراب خطر الخوارزمية. ذلك أن منكبرتي هاجم مدينة "خِلاط" عاصمة الأشرف موسى، وأسر زوجته واعتدى عليها، وأمام هذا الخطر القادم اضطر الأيوبيون إلى أن يتناسوا علاقاتهم العدائية مع سلاجقة الروم وسلطانهم (علاء الدين كيقباذ) وجمعوا قواتهم (الأيوبيون) مع قوات سلاجقة الروم، واجتمعوا بقيادة الأشرف موسى وعلاء الدين كيقباذ قرب مدينة "أرزنجان" عام 627هـ [اسمها مهم] وهناك دارت موقعة باسم المدينة وهي موقعة "أرزنجان".
الفاصلة في التاريخ بين الأيوبيين والسلاجقة من جهة،والخوارزمية بقيادة جلال الدين منكبرتي من جهة.
وأسفرت هذه الموقعة عن هزيمة منكبرتي، وتفرق رجاله بعد أن قُتل معظمهم، واسترد الأشرف مدينة "خِلاط"فيما تم حدوث صلح بعد ذلك مع جلال الدين منكبرتي الذي لم يلبث أن قُتل عام 629هـ على يد أحد الأكراد في جبال كردستان.
- الجنود المرتزقة: هم جنود محاربين أشداء، يحاربون مع من يدفع لهم أكثر، دون أن يكون لهم ولاء لدين أو دولة.

- وكان المفترض أن يتحد الأيوبيون مع السلاجقة للوقوف في وجه المغول، ولكن علاء الدين كيقباذ (سلطان السلاجقة) طمع في "خِلاط" و "حِرَان" و "الرها". طلبهم من الكامل، ورفض الكامل الطلب وعبأ قواته وخرج من مصر معتمدًا على مساعدة الأمراء الأيوبيين في الشام، الذين خذلوه. فاضطر الكامل للعودة إلى مصر بعد أن تنازل للسلاجقة عن "حِرَان" و "الرها".






إعداد الطالبة: أبرار خالد بدوي رقم التسجيل: 0888034


المحاضرة (5)
• انشقاق الأشرف موسى على أخيه الكامل:-
انشق الأشرف موسى على أخيه الكامل مستعينًا بأسد الدين شيركوه الثاني حاكم حمص (وهو ولد عم صلاح الدين الأيوبي