عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 03-08-2010, 09:49 PM   #2

المسلم العربي

مشرف سابق

الصورة الرمزية المسلم العربي

 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
التخصص: لغات - إنجليزي
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: السادس
الجنس: ذكر
المشاركات: 2,459
افتراضي رد: كلمات حق يراد بها باطل

الإسلام دين الوسطية
لو أخذنا عبارة أخرى (الإسلام دين الوسطية)، هل هذه العبارة صحيحة؟ ، نعم، قال الله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}(سورة البقرة:143)، قال المفسرون: خياراً عدولاً، لأن الجنة أوسطها أعلاها، فإذا قلت: هذا الإنسان وسط القبيلة، يعني هو أشرفهم، وهذا المال من وسط مالي، أي أعلاه وأشرفه.
أهل السنة وسط، في أشياء كثيرة، مثلاً بين القدرية والجبرية، القدرية يقولون: الإنسان يخلق فعله بنفسه، والله يقول: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}(سورة الصافات:96)، والجبرية يقولون: الإنسان مجبور على فعله وليس له إرادة، مثل: الساقط من أعلى إلى أسفل، ومثل الريشة في مهب الريح، أما أهل السنة في الوسط يقولون: الله يخلق أفعال العباد، ولكن العباد لهم إرادة ولهم اختيار يحاسبون بناء عليها، فيكونون في باب القدر أهل السنة وسطاً بين الجبرية والقدرية، وهذا كثير، نكتفي بهذا المثال.
هل يصح أن يأتي شخص الآن ويقول مثلاً بما أن الإسلام دين الوسطية فإذاً لا نقول أن الموسيقى حرام أو الموسيقى الصاخبة وheavy l وblack l جائز، فأنا وسط فقط أبيح الموسيقى الكلاسكية ما هو رأيك؟ وهكذا يأتي شخصٌ آخر ويقول أنا ما أحرم الخمر تماماً ولا أقول: اشرب كل يوم عشر كاسات مثلاً يكفي كأس في اليوم، ومثل الذي يقول: أنا لا أحرم السجائر تماماً، ولا أقول اشرب في اليوم أربعين سيجارة، يكفي خمسة، ثلاثة، أربعة وسط، فإذاً يخترع بعض الناس وسطاً من أهوائهم ويسمونه وسطاً وليس بوسط، هو أصلاً طرف، هو أصلاً حرام، لكن يسمونه وسطاً بأهوائهم؛ لأن الوسط بين طرفين كلاهما باطل.
فصار الوسط الآن عندهم بين طرفين أحدهما حق، والثاني باطل، فيجعلون الوسط بينهما، مثلاً الجبرية والقدرية، فجاء أناس بأهوائهم وجعلوا الوسط بين أمرين، فطرف جعلوه طرفاً وهو شرعي، وطرف ثاني باطل من نوع آخر وقالوا هذا وسط، فصرنا الآن بحاجة لتعريف ما هو الوسط؟ لأن كلمة الوسطية كلمة جميلة فانتزعها أهل الباطل ليبرروا بها محرمات وترك واجبات بحجة الوسطية، مثال ذلك: لو جاء أحدهم وقال: لا تكن مبالغاً في تطبيق السنن، وأداء الرواتب، وقيام الليل، وركعتي الضحى، ولا تكن من الناحية الثانية تاركاً للصلاة، كن وسطاً ويكفي أن تؤدي الفرائض، هل هذه هي الوسطية؟، النبي عليه الصلاة والسلام علمنا فعل الفرائض، والسنن الرواتب، وقيام الليل، وصلاة الضحى وهو الوسط عليه الصلاة والسلام ، فهناك أناس تعرّف الوسط تعريف باطل.
كانت هي الطرف المحمية فاكتنفت بها الحوادث حتى أصبحت طرفا
هذا البيت للشاعر يعبر ويقول: كانت الوسطية الشرعية الصحيحة هي الوسط المحمية فاكتنفت بها الحوادث والمبتدعات حتى أصبحت طرفا، فصار الحق يصور على أنه طرف.

الدين يسر
عبارة (الدين يسر)، قال عليه الصلاة والسلام: ((إن هذا الدين يسر)) وفي القرآن العزيز {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ} (سورة البقرة:185)، لكن ما هو اليسر الشرعي؟، جمع القصر والفطر في السفر، جمع الصلاتين في المرض والمطر في الحضر، سقوط طواف الوداع عن الحائض، سقوط الجمعة عمن حضر العيد إذا كان في يوم واحد، صلاة النافلة جالساً، جواز جمع رمي يومين في يوم للمعذور، إباحة النظر للمرأة الأجنبية عند الخطبة والعلاج، المسح على الخفين والجوربين للمقيم أربعة وعشرين ساعة والمسافر اثنين وسبعين ساعة، هذه أمثلة صحيحة على يسر الدين فماذا يفعل بعض الناس؟ يأتي إلى محرمات ويريد إباحتها بناءً على أن الدين يسر، ويأتي إلى واجبات يريد إسقاطها بناءً على أن الدين يسر، ويحتج بأن الدين يسر، هذه يا أخي واجبات أوجبها الشرع، وهذه محرمات حرمها الشرع فكيف تأتي وتقول: افعل ولا حرج والدين يسر.
أمثلة ذلك: إباحة تدخين سيجارتين في اليوم للصائم بحجة أن الدين يسر، إجازة التضحية بالدجاج بدل الخرفان إذا ارتفعت أسعار الخرفان بحجة أن الدين يسر، جواز دفن الميت قائماً توفيراً لمساحة الأراضي بحجة أن الدين يسر، جواز صلاة الجمعة للمبتعثين يوم الأحد بحجة أن يوم الأحد إجازة عندهم ويوم الجمعة يوم دراسة، ويحتج بأن الدين يسر، يجوز للمرأة العطر الخفيف عند الضيوف بحجة أن الدين يسر.
وهكذا صارت إباحة المحرمات وإسقاط الواجبات بحجة أن الدين يسر، وصرنا نتفاجأ كل يوم بفتاوى شاذة غريبة ساقطة بحجة أن الدين يسر، وهكذا الأقوال المرذولة والرخص الواهية بحجة أن الدين يسر.

تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان
ما رأيكم بعبارة تتـغير الفتوى بتغير الزمان والمكان؟ مبدئياً العبارة صحيحة، تتغير الفتوى بتغير الزمان والمكان، فمثلاً العلماء ذكروا في كتب أصول الفقه أن بيع العنب لمن يعصره خمراً لا يجوز، وهذا الذي يأكله فاكهة حلال أن تبيعه عليه، فهو العنب نفسه واحد لكن هذا تقول له حلال، وهذا تقول له حرام، تتغير الفتوى باختلاف الأشخاص.
تغير الفتوى باختلاف الأحوال مثلاً: كانوا يقولون قديماً في بيع السلاح: بيع السلاح في وقت الفتنة والحرب بين المسلمين حرام، لماذا؟ لأن هذه حال فتنة لا يجوز فيها بيع السلاح، وفي الأحوال العادية يجوز وله الآن ضوابط، الآن بيع السلاح له ضوابط تنظمها الدولة حتى لا تصير فوضى، فإذاً بيع السلاح في الأحوال العادية جائز، وفي وقت الفتنة بين المسلمين لا يجوز.
فإذاً تغيرت الفتوى باختلاف الأحوال، وهذه أمثلة صحيحة للقاعدة.
يأتي بعض الناس ويقول مثلاً: يمكن أن يتغير حكم الربا بتغير الأحوال، و يمكن أن يتغير حكم الخمر بتغير الأحوال، ويمكن أن يتغير حكم وجوب الصلاة بتغير الأحوال، وهكذا لا يترك لك واجباً أو محرماً في الشرع إلا ويريد إسقاطه بحجة أن الفتوى تتغير بتغير الأحوال، ولذلك ابن القيم رحمه الله ذكر كلاماً مهماً جداً في هذه القضية يقول: "الأحكام نوعان: نوع لا يتغير عن حالة واحدة هو عليها لا بحسب الأزمنة ولا الأمكنة ولا اجتهاد الأئمة كوجوب الواجبات وتحريم المحرمات والحدود المقدرة بالشرع على الجرائم فهذا لا يتطرق إليه تغيير ولا اجتهاد أبداً" الله عز وجل جعل حد القذف ثمانين جلدة فيأتي أحدهم ويقول: تتغير الفتوى بتغير الأحوال فنجعل حد القذف مائة وعشرين، لا يمكن، أو نجعله أربعين لا يمكن.
الصلوات خمس نختصرها إلى ثلاث. لا يمكن ولا تحاول.
قال ابن القيم: "والنوع الثاني : ما يتغير بحسب اقتضاء المصلحة له زماناً ومكاناً وحالاً كمقادير التعزيرات وأجناسها وصفاتها" فالقاضي في العقوبات التعزيرية التي قد تكون جلد، وقد تكون سجن، وقد تكون بالمال، قد يحكم على المجرم تعزيراً سجن شهر، وجلد مائتين جلدة، وغرامة ألف ريال، ونفس الجريمة يرتكبها شخص آخر،فيحكم عليه القاضي بالسجن سنة، وجلد سبعمائة جلدة، وغرامة مائة ألف ريال، لماذا و هي نفس الجريمة؟ قال: يا أخي هذا أول مرة يرتكبها، وهذا للمرة السادسة وبنفس الجريمة.
العقوبات التعزيرية هنا فيها مجال للاجتهاد والتغيير ويختلف الحكم باختلاف الأشخاص، هذه العقوبات التعزيرية قابلة للتغيير، لكن لا يمكن أن يأتي أحد ويقول: الخمس صلوات ممكن تصير اثنتين، ولا بأي زمان لا في الإسكيمو ولا في حالات الحرب أو الشدة هي الصلوات باقية، لكن قد تختلف الكيفية كصلاة الخوف لكن الصلاة هي نفسها موجودة بعددها، فالتغيير يكون في المسائل الاجتهادية التي لا نص فيها من كتاب ولا سنة ولا إجماع فيمكن أن يتغير الاجتهاد فيها بحسب الظروف والملابسات والمستجدات.
مثلاً: وموثوق به وتقول لمن يريد إجراء عملية طفل الأنابيب: يمكنك إجراء العملية في هذا المستشفى،- عند من يقول بجواز طفل الأنابيب- ويمكنك أن تقول له في مستشفى آخر: لا يمكنك أن تجري العملية في هذا المستشفى؛ لأنهم يتلاعبون في العينات والتلقيح، فهنا يجوز أن تقول له : هذا يجوز، وهذا لا يجوز .
ومن التلاعبات أو من الأشياء الخطيرة إبقاء البويضات الملقحة مجمدة لإعادة زرعها مرة أخرى،فإن لم يتنبه الناس لقضية الضوابط فانظر ما الذي سينتج؟ يأخذوا بويضة من امرأة وحيوان منوي من رجل ويلقحوهم مع بعض، هذه البويضة الملقحة تجمد في أماكن خاصة تحت درجات حرارة منخفضة لإعادة الاستعمال، ما هي المخاطر الذي قد تنتج عن هذا؟ قد يموت الشخص وبعدها تزرع البويضة في امرأته، ويولد الولد بعد موت أبيه، فماذا يترتب على ذلك من أحكام الميراث؟ وقد تؤخذ البويضة بالحيوان المنوي وتزرع في رحم امرأة أخرى، أمور يشيب لها الرأس من التلاعب بخلق الله، ووصلت القضية إلى زراعة بويضة وحيوان منوي في رحم أنثى القرد، وقد تؤخذ البويضة من قرد ويزرعونها في رحم امرأة؛ لأن الغرب ما عندهم قيود يقول لك: اخترع كما تريد، كل شيء مسموح إلا بعض الأخلاقيات التي بدأوا يكتشفون أضرارها لكن ماذا سينتج؟ ولذلك هنا العلماء والفقهاء المسلمون يمكن أن يمنعوا أشياء بالنظر إلى المفاسد التي ستنتج عن هذا، ويمكن أن يكون شيء سمحوا به سابقاً فلما رأوا آثاره السلبية منعوه، وممكن يكون منعوا شيء خوفاً من أضرار فلما وجدت وسائل تقنية تدرأ المفاسد سمحوا به.
فهذه قضية تتغير الفتوى بتغير الأزمنة والأمكنة والأحوال والأشخاص إلى آخره، لكن لا يمكن يدخل في القاعدة هذه الحدود والواجبات الشرعية ما فيه نص لا يمكن.

الدين ليس ملكاً لأحد
لنأخذ مثالاً آخر: (الدين ليس ملكاً لأحد) يقول بعض الناس هذه العبارة فهل هذا صحيح؟ فالدين لا تملكه ولا أملكه ولا يملكه أحد، (لا كهنوتية في الإسلام) بمعنى أننا لسنا مثل النصارى واحد له منصب ديني والناس يأتون إليه ويعترفون عنده فيعطيهم صك غفران هذا كلام باطل، أحياناً تستعمل عبارة (الدين ليس ملكاً لأحد) و (لا كهنوتية في الإسلام) في أي شيء؟ في إلغاء منصب الإفتاء، وجعل الكلام في الأحكام الشرعية متاحاً للجميع، كشخص لم يدرس لغة عربية، ولا أصول فقه، ولا أصول تفسير، ولا مصطلح حديث، ويتكلم في الحلال والحرام، وعندما تقول له: يا أخي أنت ما علاقتك بهذا؟ أنت كاتب قصصي، أنت شاعر نبطي، أنت طبيب بيطري، كيف تفتي؟ وكيف تقول رأيي أن هذا جائز ولا بأس به ؟ ورأيي أن هذا كذا ولا أرى بأساً في هذا ومثل هذا جائز، أنت كيف تتكلم؟ حرام اتق الله، قال الله: {وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}(سورة البقرة:169)، يقول لك: (الدين ليس ملكاً لأحد)، (لا كهنوتية في الإسلام).
نقول: يا أخي هذه كلمة حق تستعمل في باطل، ومعناها أننا ألغينا دور العلماء وألغينا دور الإفتاء، وألغينا شروط المجتهد، وألغينا شروط المفتي، وجعلنا الكلام في الأحكام لمن هب ودب، وللجاهل والمنافق والزنديق والملحد يتكلم في الدين كيف يشاء بحجة أن الدين ليس حكراً على أحد ولا كهنوتية في الإسلام، فأين قول الله: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}(سورة النحل: 43)، أين قول الله: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ}(سورة النساء:83)، أين قول الله عز وجل في كتابه العزيز: {الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا}(سورة الفرقان:59)؟ وأين شروط المجتهد؟ وأين شروط المفتي؟ وأين خطورة منصب الإفتاء؟ وأين خطورة {وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}(سورة البقرة: 169)؟ وأين قضية من أفتى بفتيا غير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه؟ إذا كنتم تريدون فتح الكلام في الأحكام لمن هب ودب فكيف يستقيم هذا؟ نحن الآن لا نقول أن الطبيب لا يمكن أن يصبح مفتياً، لو اجتهد ودرس الشريعة ما الذي يمنعه؟.
كان بعض علماء المسلمين وعلماء الشريعة أطباء، لو جئنا بمهندس كيميائي ودرس أصول التفسير وأصول الحديث وأصول الفقه، واللغة العربية، وعلوم الآلة، ودرس وقرأ كتب أهل العلم والمتون والشروح، إذا أصبح عنده قابلية آتاه الله فقهاً وعلماً وفهماً وصحة نظر وصحة استنباط وصحة اجتهاد وكان كلامه على ميزان أهل العلم، ولا يخرج عن أقوال أهل العلم فهذا يفتي ولا مانع من ذلك؟ حتى لو كان طبيباً أو مهندساً؛ لأنه درس وصار عالماً شرعياً، لكن المشكلة أن يأتي شخص لم يدرس أصول الفقه ولا مصطلح الحديث ولا أصول التفسير ولا متون ولا شروح عنده عمومات، وثقافة عامة وصار يفتي بحجة أن الدين ليس ملكاً لأحد، وهذه كارثة ومصيبة عظيمة تذكرنا بمن كان يقول: السلف رجال ونحن رجال، بمعنى هم تكلموا ونحن نتكلم، ثم لا علم ولا عمل ولا إيمان ولا عقل ولا دين ولا عبادة، يا أخي هؤلاء الرعيل من الصحابة وتابعوهم وتابعوهم الذين علموا السنة وعايشوا التنزيل وأخذوا ممن عايش التنزيل ((وخير الناس قرني ثم الذين يلونهم والذين يلونهم)) هؤلاء ((مثل ما أنا عليه وأصحابي)) فكيف تريد أن تجعل نفسك مثلهم سواءً بسواء هم رجال، ونحن رجال لا يمكن.
ولو قال شخص: إذا كنتم تريدوننا أن لا نخرج عن منهج السلف ولا نخترع أقوالاً خارجة عن أقوال السلف، فما هو دور العلماء المعاصرين؟ أن يحفظوا الكتب القديمة ويقولوها؟ نقول: لا يا أخي، الآن الناس تحتاج إلى تعليم فلا بد أن يحفظ ما في الكتب، أو يأخذ ما في الكتب وما عند العلماء الأولين وينقله هذه أمانة وهذه قضية عظيمة جداً، تفهيم الناس معاني القرآن والسنة على أصول السلف هذه قضية عظيمة جداً.
الكلام في المستجدات كالحوافز التسويقية، التضخم النقدي، التسويق الشبكي، التأمين، البطاقات الائتمانية، عقود الامتياز، المسئولية المهنية للأطباء، ومسئولية البنوك على الأخطاء الالكترونية، وقضية أحكام الجراحات الطبية، وزراعة الأعضاء، الهندسة الوراثية، الاستنساخ الحيوي، والترقيع الجلدي، والتلقيح الصناعي، والتفتيش الجنائي وأشياء كثيرة.
ويوجد الآن مثلاً فحص الحمض النووي في حالة حصول اختلاط بين الأولاد المولودين حديثاً في مستشفى الولادة وما عرفنا هذا ولد من؟ وهذا ولد من؟ في الزمن الماضي كانوا يقولون: القافة، أو القائف، شيء من الإلهام والفراسة يؤتيه الله من يشاء فيستطيع أن يميز هذا من هذا، وكذلك فحص الحمض النووي يحدد لنا أشياء؟
في الملاعنة، وفي نسل الولد لو قال مثلاً: هذا ليس ولدي والحمض النووي يقول أنه ولده كيف؟ فعندها نقول: الآن تفضلوا وتكلموا فهذا هو مجال الاجتهاد، هذا مجال العلماء، هذا مجال المجتهدين.
هناك قضايا ما كانت على عهد السلف فيأتي العلماء الآن ويتكلمون في القضايا والمستجدات طبعاً.
مثال: العلماء كانوا يقولون في السرقة: السرقة من الحرز، ويقول لك: الحرز الخزانة أو الخزينة، والحرز هو حرز كل شيء بحسبه، ما هو رأيك في قضية السرقة الالكترونية؟ يقوم بفك التشفير ويأخذ من الأرصدة إلكترونياً هل يمكن أن يكون هذا التشفير الالكتروني هو الحرز؟ وإذا فك الحرز يعني فك التشفير هل تقطع يده؟ الآن تفضلوا أيها العلماء أيها المجتهدون أرونا أين تفكيركم الإبداعي؟ وأين نظركم واجتهادكم؟ قدموا الأوراق إلى المجمع الفقهي وابحثوها وناقشوها واخرجوا لنا بنتيجة، أيضاً هذا مجال للفقهاء والمجتهدين لكن من الذي يملك شروط الفتوى و شروط الاجتهاد، لكن لا يأتي من هب ودب ويتكلم بحجة أن الدين ليس ملكاً لأحد.

لا إنكار في مسائل الخلاف
لو أخذت قضية أخرى بعضهم الآن يقول: (لا إنكار في مسائل الخلاف).
أولاً: هذه القاعدة غير صحيحة على إطلاقها، والصحيح أنه لا إنكار في مسائل الاجتهاد، وما هي مسائل الاجتهاد؟ هي التي ليس فيها نص صريح بلا معارض؛ لأنه قد يكون هناك نص يعارضه نص في موضع آخر، أو هناك نص لكنه منسوخ، أو هناك نص مخصص، أو اختلفوا في طريقة الجمع بين النصين، فإذاً ما هي المسائل؟
عندما نقول: لا إنكار في مسائل الخلاف؛ هذه الكلمة قد يأتينا شخص ويختار قول شاذ ويقول لك: لا تنكر عليّ، فالقاعدة تقول: لا إنكار في مسائل الخلاف، وأنا أخذت بهذا القول فلا تنكر علي.
إذا رجعنا إلى القضية وجدنا أن القول الذي اختاره قول شاذ، منكر، ضعيف، متهافت أو لم يفهم القاعدة، أو أنه يحتج بها بالباطل، فقوله: لا إنكار في مسائل الاجتهاد، ما هي مسائل الاجتهاد؟
هي التي ليس فيها نص صحيح صريح بلا معارض، مثال على ذلك: مس الذكر هل ينقض الوضوء أو لا ينقض؟ اختلف العلماء.
الحائض تقرأ القرآن أو لا تقرأ؟ اختلف العلماء.
النزول في السجود على اليدين أو على الركبتين؟ اختلف العلماء.
هذه كلها مسائل اجتهادية، وكلا القولين له أدلة.
قراءة الفاتحة وراء الإمام في الصلاة الجهرية هل تقرأها أم لا؟ فيها خلاف بين العلماء، فأنت قلدت الشافعي وهذا قلد ابن حنبل، لا ينكر عليك ولا تنكر عليه فهذه مسائل اجتهادية.
قضية الجهر بالبسملة في الصلاة والإسرار بها، صلاة النوافل ذوات الأسباب في أوقات النهي هل تصلي ركعتي الاستخارة في وقت النهي؟ تصلي تحية المسجد في وقت النهي؟ بعض العلماء قالوا: يصلي، وبعض العلماء قالوا: لا يصلي، فأنت سألت شيخاً موثوقاً به فقال لك: تصلي، وذاك سأل شيخاً موثوقاً به فقال له: لا تصلي، فلا تنكر عليه ولا ينكر عليك، هذا معنى لا إنكار في مسائل الاجتهاد.
لكن الحجامة تفطر أو لا تفطر؟ الذهب المعد للاستعمال فيه زكاة أو لا زكاة فيه؟ مسائل اجتهادية.
أنت يا عامي تسأل العالِم وتقلده، وأنت يا طالب العلم ابحث وافعل ما توصل إليه بحثك الشرعي إذا كان عندك قدرة للترجيح رجح وخذ بما ترجح عندك، لكن هل أي خلاف آخذ به وأي قول أحتج به؟ مثلاً وجدت من يقول: بجواز أخذ الفوائد البنكية المصرفية، هذا قول ساقط، أو قال: الربا لو كان اثنين في المائة أو ثلاثة في المائة يجوز أما عشرة في المائة لا يجوز، هذا قول ساقط تافه لا عبرة به أبداًَ.
وبناءً عليه يأتي بعض الناس تحت بند لا إنكار في مسائل الخلاف فيقول لك: لا تنكر على الذي يصلي في مسجد فيه قبر لماذا ؟ يقول: المسألة خلافية، لا، ليست خلافية تعال يا أخي العزيز هذه فيها أدلة.
وكيف لا أنكر على من يصلي في مسجد فيه قبر، هذه فيها نصوص والذي قال بجواز الصلاة في مسجد فيه قبر هذا قول باطل.
أو مثلاً: الموسيقى والغناء، ومثل اختلاط الرجال بالنساء الاختلاط العام، أو يقيس لك مثلاً الاختلاط الدائم على المؤقت، والاضطراري على الاختياري هذا باطل، وإلا لم جعل الشرع النساء في جهة والرجال في جهة وهم في المساجد أطهر البقاع؟ ففي الحج المسألة اضطرارية فثلاثة مليون في الحج لو استطعنا لفصلنا لكنها ضرورة، فكيف تقيس الاختياري على الاضطراري وتقيس الدائم على المؤقت؟ لا يمكن.
قال القاضي أبو بكر ابن العربي: "ولو راعينا كل خلاف يطرأ لما استقر الدين على قاعدة".
لو أن أحداً من العلماء، أو أي أحد من الأشخاص قال قولاً جاز لنا أن نأخذ به!!، قد يكون قولاً شاذاً ولا قيمة له.
قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله : "ولم يفلح من جعل من هذا الخلاف سبيلاً إلى تتبع رخص المذاهب ونادر الخلاف والتقاط الشواذ وتبني الآراء المهجورة والغلط على الأئمة ونصبها للناس ديناً وشرعاً مثل: الفتوى بجواز الفوائد الربوية، وشهادات الاستثمار، وسندات الخزينة، وفتوى إباحة التأمين، وفتوى إباحة السفور وفتوى إباحة الاختلاط وكلها فتاوى شاذة فاسدة تمالئ الرغبات". المدخل المفصل 1/127. هذا كلامه رحمه الله.
إذاً عرفنا الآن ما هو المقصود بقضية لا إنكار في مسائل الخلاف وأن الصحيح أنه لا إنكار في مسائل الاجتهاد؟ وبالمناسبة أريد أن أقول تعليقاً على قضية كشف الوجه للمرأة، كشف الوجه للمرأة هل هي مسألة الخلاف فيها معتبر أو غير متعبر؟ معتبر، قال به بعض الأئمة بجواز الكشف وقال بعضهم: بعدم جوازه، ولكن ينبغي أن نعلم أن هؤلاء العلماء اتفقوا على بنود:
أولاً: أجمعوا على وجوب تغطية ما عدا الوجه والكفين من جسد المرأة، فإنه لا خلاف بين الفقهاء مثلاً في تغطية المرأة قدميها عند الرجل الأجنبي، ولذلك لما طرح سؤال على بعض النساء في مجلس -كان كإقناع عقلي للنساء بتغطية الوجه- قيل لهن: مع القول بأن الخلاف في تغطية وجه المرأة خلاف معتبر قالت به بعض المذاهب الصحيحة وليست مذاهب ضالة، ولكنهم اتفقوا على وجوب تغطية القدمين، فمن منكنَّ قدمها أجمل من وجهها؟، طبعاً ولا واحدة، لماذا؟ لأن السؤال الذي بعده هو إذا كانوا قد اتفقوا على تغطية القدمين، ونحن متفقين على أن الوجه أجمل من القدم فكيف يجب تغطية القدمين ولا يجب تغطية الوجه؟ هذا من باب البحث ومن باب قضية الإقناع، هذا إذا كنت تناقش امرأة تكشف وجهها.
ثانياً: أجمعوا على وجوب تغطية الوجه والكفين على أمهات المؤمنين، ولما قال أحدهم من أهل الزيغ قال: الحجاب واجب على أمهات المؤمنين قال له الآخر: اقرأ الآية؟ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ}(سورة الأحزاب:59) فكيف خصصت الحجاب بأمهات المؤمنين؟
الآية تقول: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ}(سورة الأحزاب:59) والإدناء من أعلى إلى أسفل، هذا الإدناء في اللغة.
ثالثاً: أجمعوا على أن تغطية الوجه والكفين الحد الأدنى له الاستحباب وهذا مجمع عليه.
خامساً: وأجمعوا على أن المرأة الجميلة التي يخشى الفتنة بسببها يجب أن تغطي وجهها.
حتى الذين يقولون بكشف الوجه قالوا: المرأة الشابة أو المرأة الجميلة تغطي وجهها.
سادساً: أجمعوا على أن الزمان إذا كان زمان فتنة يلزم النساء تغطية وجوههن وأكفهن، حتى القائلين بجواز كشف الوجه للمرأة قالوا: إذا الزمان كان زمن فتنة يجب على النساء تغطية وجوههن وأكفهن.
فأنا أريد أن ألفت النظر إلى قضية وهي: أنه عندهم يأتي أحدهم ويقول لك: لا إنكار في مسائل الخلاف، ثم تقول له: لا إنكار في مسائل الاجتهاد، يقول لك تغطية وجه المرأة ما هو؟ المسألة اجتهادية فإذا قلت له: نعم، فلا بد أن تتبع هذا بهذا النقاش؛ لأن هذه التكملة تحسم لك أشياء كثيرة، فيظهر لك أن الخلاف في المرأة الكبيرة، والذين قالوا بكشف الوجه متفقون على أنه لا يجوز لها أن تتبرج بزينة، فلا يجوز أن تضع أصباغ ومكياج، ففي الأخير يظهر لك أن المسألة التي فيها الخلاف مسألة محصورة، وتكتشف بعد ذلك أن الذين يريدون أن يسوقوا المرأة إلى كشف وجهها بحجة الخلاف لا يكتفون بذلك، بل تُظهر مقدمة الشعر، ثم يكون الحجاب يصبح على نصف الرأس وبعدها يسقط وترفعه، وبعدها يسقط ولا ترفعه، وبعدها لا تضع الحجاب أصلاً، فالمسألة واضحة، والمسلم ذكي لا بد أن يكون فطناً.

النساء شقائق الرجال
وهكذا أيها الأخوة في قضية ((النساء شقائق الرجال)) حديث نبوي لكن هل يعني التسوية بين الجنسين؟ لا، فقد يأتي من يحتج بهذا النص النبوي على التسوية بين الجنسين، مع أن الشرع فرق بين الجنسين، فمثلاً: فرّق بينهما في الميراث، وفرق بينهما في العقيقة، وفرق بينهما في الدية، كما فرق الله بينهما في الخلقة والتكوين حتى الصلاة؛ لأنه يترتب على القول بالمساواة من الباطل فمثلاً: الرجل يجب أن يتحجب، والمرأة يجب عليها أن تصلي في وقت الحيض، والمرأة تتزوج أربعة من الرجال في وقت واحد، هذه هي نهاية المشوار في المساواة، ولذلك لما قال ((النساء شقائق الرجال)) فالأصل أن أحكام المرأة مثل أحكام الرجل ما لم يدل الدليل على التفريق بينهما، وقد دلت الأدلة على التفريق بينهما في مواضع متعددة.

الواجب علينا تجاه هذه الشبهات وغيرها
وأخيراً هناك أشياء عملية لا بد منها في هذا الموضوع:
أولاً: التحصن بالعلم والإيمان لا بد أن يكون لنا أيها الأخوة إقبال على تعلم كتاب الله، ولا بد أن يكون لنا إقبال على تعلم معاني حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما هو العلم؟ العلم: هو أن نعرف مراد الله من كتابه ومراد النبي عليه الصلاة والسلام من حديثه، تفسير القرآن وشرح السنة.
ثانياً: الابتعاد عن استماع الشبهات سواءً طرحت في برامج فضائية أو مقالات صحفية، ابعد نفسك عن سماع الشبهات إلا إذا كنت من أهل العلم القادرين على الرد، أما إذا لم يكن عندك قدرة على الرد فلا تفرغ ذهنك للشبهة ولا تلقى سمعك للشبهة لماذا؟ لأن القلوب ضعيفة والشبه خطافة كما قال العلماء، وفِرّ من المجذوم فرارك من الأسد.
كان مالك إذا جاءه بعض أهل الأهواء يقول: "أنا على بينة من ربي وأنت شاك، اذهب إلى شاك مثلك"، ولا يزيد على ذلك، فيقول المبتدع: كلمة، قال له: ولا نصف كلمة، "فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم" كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه، أهل البدع لا يجوز السماع لهم، والمشكلة أن بعض الناس يفتح قنوات البدعة ويسمع ويقول: أعجبني اللحن والكلام، وأريد أن أرى ما عندهم، فيتطور الأمر إلى أن يزيغ.
ثالثاً: لا بد أن يكون عندنا تسليم تام لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، ولو جاء في نفسك شيء تعوذ بالله من الشيطان وقاومه وثبت قدميك على طريق الإسلام وهو الاستسلام لله.
رابعاً: الرد إلى أهل العلم {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ}(سورة النساء:83{فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}(سورة النحل: 43)، فلا بد من الرجوع إلى أهل العلم.
خامساً: لا بد للقادرين من العمل في الرد على الشبهات، والدفاع عن الشريعة، وتوضيح الدين أن يستعلنوا بالحق ويردوا على أهل الباطل، فإننا إن لم نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر فلا خير فينا، ولا بد أن يكون عندنا الدافعية والقابلية والحافز، فمثلاً شخص من أهل الباطل يعلن باطله وأنت ساكت، لماذا السكوت؟ والحمد لله الأمة فيها خير كثير، الحمد لله عندنا علماء، وعندنا طلبة علم، وعندنا دعاة، وعندنا أصحاب مواهب بيانية، خطابية، كتابية لسانية وقلمية، وأساليب أدبية عندنا في الأمة فيها خير كثير والحمد لله.
فإذاً كل واحد يشغل طاقته في الذب عن الشريعة بحضور مجلس، اتصال، مشاركة حتى في شريط تمرير في قناة، أينما تستطيع أن تضع الحق والرد على الباطل فضعه ولا تتردد، واعلم بأن لله في هذه الدنيا ابتلاءات وتمحيص وأحداث ومواقف يبتليك بها؛ فإن أفلحت فيها فوالله المأوى جنة النعيم، وإن كانت الخيبة والخسار فالعياذ بالله في نار جهنم، ماذا نقول للمصطفى عليه الصلاة والسلام؟ وماذا نقول عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم إذا تخلينا عنها؟ ومن للدين إذا تركناه؟ ومن للحق إذا لم ننصره؟ ومن للشريعة إذا لم نحامي عنها؟! لا تكن سلبياً، ولا تكن صامتاً عن الحق، لا بد أن تفعل ما يمكنك أن تفعله، والحمد لله الوسائل كثيرة جداً فنحن الآن في عصر الإعلام المنفتح، استغله أهل الشر، أفلا يستثمره أهل الخير؟ أفلا يتكلمون ويكتبون ويخطبون، والحمد لله الأمة فيها مواهب، وفيها طاقات عظيمة ولله الحمد، فإذاً لا يردك شيء، تستطيع أن تتصل وتكتب وترد وتتكلم مباشرة والوسائل كثيرة والحمد لله.

ولنعلم أيها الأخوة: أن بلدنا هذا مستهدف؛ لأن هذا البلد هو قلب العالم الإسلامي، في هذا البلد نزل الوحي، في هذا البلد عاش محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وكلما اقتربنا من الأصل، فالدين كان أصلاً في الحجاز ثم انتشر إلى ما جاوره حتى طبّق الإسلام نجداً وسائر الجزيرة، فأول أناس مسئولين عن الإسلام أهل الجزيرة؛ لأنه أصلاً نزل فيهم وعندهم؛ فهذه البلاد مستهدفة في دينها وعقيدتها وأمنها ولذلك لابد أن نري الله من أنفسنا خيراً في الدفاع عنها، فما دام أن هذه البلد مستهدفة فلا بد أن يقوم أهلها بالدفاع عن مقوماتها وأصلها، وما هو أصل البلد؟ الإسلام، فيجب إذاً أن يكون لنا جميعاً مواقف في الدفاع عن إيمان البلد وأمن البلد.
الإيمان والأمن أمران مهمان، إبراهيم عليه السلام ماذا قال؟ {رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ} (سورة البقرة:126)، من الناحية الدنيوية لابد أن يكون هناك أمن ومصادر رزق حتى يعيش الناس فتأكل وتشرب آمنة مطمئنة هذا من الناحية الدنيوية، ومن الناحية الدينية؟ {وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ}(سورة البقرة: 129) وقد فعل تعالى وبعث الرسول صلى الله عليه وسلم من هذه البقاع.
{يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ}(سورة البقرة:129)، وهذه وظيفتنا اليوم أن نتلوا آيات الكتاب، وأن نتربى عليها، ونزكي أنفسنا بها، وأن نعلِّمها وننقلها للآخرين.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، ونسأله عز وجل أن يبارك لنا فيما أعطانا، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يجعل مما آتانا عوناً لنا على طاعته، ، وأن يجعلنا جميعاً نصراء للدين، نذب عن سنة سيد المرسلين، ونتمسك بحبل الله المتين، ونسأله أن يحسن خاتمتنا أجمعين ويرزقنا جنات النعيم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

 


للتبرع بمبلغ 10 ريال
ارسل رسالة فارغة إلى الرقم
STC & Mobily
5565




موضوع مهم جداً:
كلمات حق يراد بها باطل










 

المسلم العربي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس