ولي حبيبان
لكل إنسان حبيب .. يخالله .. ويبوح له مكنون نفسه .. ويعيش على أمل إسعاده .. ورؤيته .. ويترجم له تلك المحبة بشعور أو بآخر .. فيكون هو الملاذ بعد الله .. يحاكيه ويشاركه أنينه .. وجميع متغيرات سنينه .
أما أنا فلي حبيبان !!! هما أنسي .. ومستودع أفكاري .. فلهما أكتب نثري وأشعاري .. ولهما أيضاً عبرتي .. وصدق ودي وكل اختياري .. .
أراقب قدومهما ـ ـ ـ فأرتمي في أحضانهما ـ ـ يؤلمني تأخرهما .. ويقتلني غيابهما .. ـــــ .. وقد يحضرني أحدهما دون آخر .. فأهمس له ويحتويني بعظمته وصبره .. ويحيطني بعمقه .. .
أسامره .. فحيناً يشاطرني أنيني .. وحيناً يحمل عني بعض مايثقل صدري .. .
تلفني يداه كالجناح يلف جسد طائر .. فيبعث فيّ الإحساس بالدفئ والطمأنينه .. .
لكن هذا الارتياح لايطول .. فلابد للليل من رحيل .. ولابد لي عن البحر من رحيل ...
إذا رآني الليل وقد خنقتني عبرتي !! أبهجني هو ببريق نجومه ولمعانها .. .
أما البحر فيداعبني بقطرات مائه الباردة .. التي تتناثر على وجهي فتغسل مني تلك النظرات الشاحبة المرهقة .. فيجعلني آخذ نفساً عميقاً !!؟؟ .... ليخرج رواسب الآهات من صدري .. فيسمح بدخول هواءاً نقياً .. كي تستمر الحياة ويعود الأمل من جديد ..
فهل للأنين أن يرقب أملاً
أو يبحر في أعماق الأحلام
ليسابق ريحاً باتت تصرخ بالأوهام
أو أن أنيني يصطنع البسمة ........... ليصور أروع معنى قد ينطقة الصمت .
فتسير به الأيام .. وتمر به اللحظة تلو الأخرى ...... .
فيعود الطفل الغائب منذ الأمس .......... يخترق جدار سكون .. ويقهقه فرحاً بالأمواج
أو تلمع فيه عيناه نجوم
ويردد في الأفق العالي
( للكل حبيب ) ( ولي حبيبان )