عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 03-03-2017, 03:21 PM   #3

osama omar

جامعي

 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
كلية: كلية الآداب والعلوم الانسانية
التخصص: اللغات الأوروبية
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: الأول
البلد: جــــدة
الجنس: ذكر
المشاركات: 5
افتراضي رد: محاضرات الثقافة الإسلاميه انتساب خطه (ب)

الثقافة الإسلاميه
الفصل الثاني : العقيدة الإسلاميه
المحاضرة 5
مفهوم العقيدة الإسلاميه والإيمان بالله
تعريف العقيدة :
1- تعريف العقيدة لغة : العقيدة فعيلة بمعنى مفعولة، أي معقودة، فهي مأخوذة من العَقْد، وهو الجمع بين أطراف الشيء على سبيل الربط والإبرام والإحكام والتوثيق، ويستعمل ذلك في الأجسام المادية، كعقد الحبل، ثم توسع في معنى العقد فاستعمل في الأمور المعنوية،كعقد البيع وعقد النكاح.
2- تعريف العقيدة اصطلاحاً : العقيدة هي الأمر التي تصدق بها النفس ، وتطمئن إليه القلب ، وتكون يقيناً عند صاحبه ، لا يمازجه شك، ولا يخالطه ريب .
3- تعريف العقيدة في الاصطلاح الإسلامي وحقيقتها: الإيمان الجازم بالله وما يجب له في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، وبكل ما جاءت به النصوص الصحيحة من أصول الدين وأمور الغيب وأخباره وما أجمع عليه السلف الصالح والتسليم لله تعالى في الحكم والأمر والقدر والشرع ولرسوله صلى الله عليه وسلم بالطاعة والتحكيم والاتباع .
أسماء علم العقيدة :
1- التوحيد
2- الإيمان
3- أصول الدين

تعريف التوحيد :
تعريف التوحيد لغة :
1- تدور مادة (وَحَدَ) حول انفراد الشيء بذاته أو صفاته أو أفعاله، وعدم وجود نظير له فيما هو واحد فيه.
2- والتوحيد مصدر وحَّدَه يُوحِِّده تَوْحِِيدًا، ومعناه: "إما جَعَلَهُ واحدًا، أو اعتَقَدَهُ واحدًا" .
تعريف التوحيد اصطلاحًا:
هو: "إفراد الله بالعبادة حسب ما شرع وأحب، مع الجزم بانفراده في أسمائه وصفاته وأفعاله وفي ذاته، فلا نظير له ولا مثيل له في ذلك كله" .
تعريف الإيمان :
تعريف الإيمان لغةً : يدور معنى الإيمان في اللغة حول التصديق وما يقاربه من معانٍ. قال الأزهري: "وأما الإيمان: فهو مصدر آمن إيمانًا فهو مؤمن، واتفق أهل العلم من اللغويين على أن الإيمان معناه التصديق.."
ومن ذلك قوله تعـالى: ( وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا) [يوسف:17] أي مصدق لنا .
تعريف الإيمان اصطلاحاً: الإيمان هو: اعتقاد بالجنان وعمل بالأركان وقول باللسان، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
أصول الدين لغة :
تعريف أصول الدين لغة :
الأصل : ما يبنى عليه غيره . الدين : الطاعة والانقياد والذل، يقال دان له: أي أطاعه وانقاد له أي: دخل تحت حكمه، ومنه قوله تعالى:
( مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ المَلِك )
أي : في طاعته أو حكمه، كما يطلق على الحساب والجزاء، ومنه قوله تعالى:مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ .تعريف أصول الدين اصطلاحاً:
هي القواعد والأسس العامة، وقيل هي الطاعة الدائمة اللازمة التى صارت عادة وخلقا. الدين في الاصطلاح الإسلامي :
هو عبادة الله وحده لا شريك له، وطاعته وطاعة رسوله
أركان الإيمان :
1- الإيمان بالله 2- الإيمان بالملائكة. 3- الإيمان بالكتب
4- الإيمان بالرسل 5- الإيمان باليوم الآخر 6- الإيمان بالقدر خيره وشره .
1- الإيمان بالله :[ توحيد الربوبية ]
1- الإيمان بالله 2- الإيمان بالملائكة. 3- الإيمان بالكتب
4- الإيمان بالرسل 5- الإيمان باليوم الآخر 6- الإيمان بالقدر خيره وشره .
1- الإيمان بالله :[ توحيد الألوهية ]
1- هو اعتقاد تفرُّده تعالى باستحقاق العبادة قولاً وفعلاً وقصدًا، والبراءة من كل معبود سواه ..
2- أهمية توحيد الألوهية ومنـزلته :
هو غاية خلق العالمين. هو دعوة الرسل أجمعين.
هو أول ما يخاطب به الناس من أمور الدين.
هو سبب العصمة في الدنيا، والنجاة في الآخرة.
شرط لصحة سائر العبادات.
1- الإيمان بالله :[ توحيد الأسماء والصفات ]

1- الاعتقاد الجازم بأن الله متصف بجميع صفات الكمال ومنزهة عن جميع صفات النقص.
2- وأنه متفرد عن جميع الكائنات في أسمائه وصفاته.
3- إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه سلم من الأسماء والصفات من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تشبيه.
4- الاعتقاد الجازم بالعجز التام عن إدراك حقيقة ذات الله، وكيفية صفاته، وعدم الخوض في ذلك، وقطع كل سبيل إليه.

المحاضرة 6
تابع أركان الإيمان
- الإيمان بالملائكة :
- الاعتقاد الجازم بوجودهم إجمالاً، وبما ورد في الكتاب العزيز والسنة الصحيحة من صفاتهم وأعمالهم تفصيلاً، والإيمان بمن ورد ذكر اسمه وعمله منهم على وجه الخصوص كجبريل أمين الوحي، من غير زيادة ولا نقصان ولا تحريف.
- إنكاره وجودهم كفر بإجماع المسلمين بل بنص القرآن قال تعالى { ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً } .
- وهم كثر لا يحصى عددهم إلا الله قال تعالى { وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر }
ولحديث أبي ذر : (أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله ) رواه الترمذي .
- يجب الإيمان تفصيلاً بمن وردت أسماؤهم من الملائكة في الكتاب أو السنة، مثل جبريل وميكائيل عليهما السلام.
3- الإيمان بالكتب :
- نؤمن بالكتب التي أنزلها الله على أنبيائه ورسله ،فنؤمن بما لم يسم إجمالاً ،ونؤمن بما سماه الله في القرآن تفصيلاً :{ إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور } - { وأتيناه الإنجيل فيه هدى ونور }{وآتينا داود زبوراً } - { إن هذا لفي الصحف الأولى ، صحف إبراهيم وموسى }.
- ونؤمن بتحريف الكتب السابقة على يد اليهود والنصارى قال تعالى :
{ أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون }.
- نؤمن بالقرآن العظيم آخر الكتب المنزلة ، وأنه خص بمزايا تتميز بها عن جميع ما تقدم :
1- تضمن خلاصة التعاليم الإلهية وجمع كل ما في الكتب السابقة من العلوم والفضائل وجاءمهيمناً ورقيباً يقر ما فيها من حق ويبين ما دخل عليها من تحريف :
{ وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه } .
2- تعهد الله بحفظه .
3- أنه أنزل للناس كافة .
4- الإيمان بالرسل :
-الإيمان بمن سمى الله تعالى في كتابه من رسله وأنبيائه ، والإيمان بأن الله أرسل رسلا سواهم وأنبياء لا يعلم عددهم وأسماءهم إلا الله الذي أرسلهم ،{ ولقد أرسلنا إليك رسلاً من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك }( غافر 78 ).
- ومن أنكر نبوة أحد المذكورين في القرآن وهم خمس وعشرون كفر ويجب الإيمان بالباقي إجمالاً.
- ومن الإيمان بهم تصديقهم وعدم التفريق بينهم والاعتقاد أنهم أكمل الخلق علماً وعملاً وأصدقهم وأكملهم أخلاقاً، خصهم الله بفضائل لا يلحقهم فيها أحد، وأنهم منزهون عن الكذب والخيانة والكتمان وعن الكبائر كلها والصغائر وقد تقع منهم زلات وخطيئات لا يقرون عليها بل يوفقون للتوبة منها ،وأنهم بشر ذكور .
-الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم خاصة وأنه خاتم النبيين ومبعوث على كافة الخلق أجمعين ومؤيد بالمعجزات وعلى رأسها القرآن الكريم .
5- الإيمان باليوم الآخر :
-الإيمان بكل ما أخبر به الله عز وجل في كتابه وأخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم من فتنة القبر وعذابه ونعيمه والبعث والحشر والصحف والحساب والميزان والحوض والصراط والشفاعة والجنة والنار وما أعد الله تعالى لأهلهما .
- من صور اهتمام القرآن باليوم الآخر :
1- ربط الإيمان به بالإيمان بالله تعالى { ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر.. } .
2- إكثار القرآن من ذكر اليوم الآخر .
3- كثرة ما سماه الله من الأسماء ، { الحاقة ، القارعة ،الغاشية، يوم الحساب ،يوم الخلود ... } .
5- الإيمان باليوم الآخر :
حكمة اهتمام القرآن باليوم الآخر :
1- أن الإيمان باليوم الآخر له أثر عظيم في حياة الإنسان وتوجيهه وانضباطه والتزامه بالعمل الصالح وتقوى الله ويشير إلى هذه الحكمة أسلوب القرآن في الربط بين العمل الصالح واليوم الآخر .
2- كثرة نسيان العباد له وغفلتهم عنه بسبب تثاقلهم وحبهم لمتاع الدنيا .
3- وجود ذلك اليوم كان وما يزال يثير استغراب الكافرين وتعجبهم لما يرونه ببصيرتهم القاصرة :
{ فقال الكافرون هذا شيء عجيب ، أإذا متنا وكنا تراباً وعظاماً ذلك رجع بعيد } .
6- الإيمان بالقدر :
- القدر لغة : مبلغ الشيء كنهه ونهايته والقدر: مبلغ كل شيء ،يقال : قدره كذا أي مبلغه .
- المعنى الاصطلاحي والعلاقة بينهما :
- القدر : هو التقدير وما سبق به العلم وجرى به القلم حسب علم الله تعالى .
- القضاء : الخلق والإنفاذ بموجب التقدير السابق .
- القدر : علم الله تعالى بما تكون عليه المخلوقات في المستقبل .
- القضاء : إيجاد الله تعالى الأشياء حسب علمه وإرادته.
- القضاء والقدر : متلازمان، لا ينفك أحدهما عن الآخر، لأن أحدهما بمنـزلة الأساس والآخر بمنزلة البناء، والفصل بينهما يهدم البناء وينقضه .
- يجب على كل مسلم أن يؤمن بالقدر خيره وشره، حلوه ومره .
6- الإيمان بالقدر :
- يقصد به الإيمان بعلم الله القديم وبمشيئة الله، النافذة وقدرته الشاملة { إنا كل شيء خلقناه بقدر } .
- مراتب القدر أربع :
- الإيمان بعلم الله بأقدار الخلق والخلائق .
- كتابة العلم في اللوح المحفوظ .
- مشيئة الله النافذة .
- خلق الله للمخلوقات وأفعال المخلوقين .

المحاضرة 7
خصائص العقيدة الإسلاميه
عقيدة ثابتة :
عقيدة ثابتة لا تقبل الزيادة ولا النقصان ولا التحريف ولا التبديل.
لأنها عقيدة ربانية، تستمد أصولها من الكتاب والسنة.
- من دلائل ربانية العقيدة الإسلامية :
تواتر النصوص الدالة على المرجعية العليا الثابتة للكتاب والسنة .
ثبوت كمال الدين وتمام تبليغ الرسالة .
حرمة القول على الله بلا علم .
عقيدة فطرية :
- عقيدة ليست غريبة عن الفطرة ولا مناقضة لها ،بل متطابقة معها قال تعالى { فاقم وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون}.
- قال صلى الله عليه وسلم : (( كل مولود يولد على الفطرة –أي على الإسلام – فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )) متفق عليه .
دل على أن الإسلام هو فطرة الله فلا يحتاج إلى تأثير من الأبوين بخلاف باقي الأديان.
عقيدة مبرهنة :
- أنها لا يخالفها عقل صريح، ولا يناقضها برهان قاطع، بل هي عقيدة الدليل والبرهان والله تعالى يقول: (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
- من مظاهر أهمية العقل والحجة في العقيدة الإسلامية:
- إقامة الحجج العقلية على المسائل العقدية :
{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}.
{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ }.
عقيدة واضحة :
- العقيدة الإسلامية واضحة لا غموض فيها، سهلة لا عُسْر فيها.
- مظاهر الوضوح :
- فهي قائمة على التوحيد وهو أظهر وأسهل فالله واحد، والرسول الخاتم واحد والكتاب وهو القرآن الكريم واحد، فلا تعدد ولا تشتت، ولا لبس ولا اشتباه.
- العقل بطبيعته يهدف إلى الترابط والوحدة وراء التنوع والكثرة.
- تقرير السماحة واليسر وإنكار الغلو والعسر.
عقيدة وسطية:
- الوسطية تعني التوازن بين الأمور المتقابلة والتوسط بين الأطراف المتباعدة على ما تقتضيه النصوص الشرعية، وأمة الإسلام أمة الوسط، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًاً).

مظاهر الوسطية :
- الإسلام وسط في إثبات الألوهية بين المنكرين الجاحدين لوجوده، وبين الذين عددوا
- الوسطية في صفات الله بين التعطيل والتجسيم .
- الوسطية في الإيمان بالأنبياء .
- الوسطية في العلاقة بالعقائد الأخرى .
- الوسطية في الصلة بالدنيا والآخرة .
الإسلام وسط بين الملل، والسُنّة وسط بين الفرق .

المحاضرة 8
أهمية العقيدة الإسلاميه وأثارها- الأثار على الفرد
أولاً ـ هداية العقل:
أ ـ نجاة المؤمن من عذاب الحيرة والشك، لأن ما يتعلق بالديانة من العقائد لا دخل للعقل في كثير منه، لأنه من الأمور الغيبية التي تعرف بالوحي، لاختلاف مدارك العقول، وأن إدراك العقل فيهما إجمالي عام لا تفصيلي تام.
ب ـ جنّبنا الوقوع في الخرافات والأوهام التي وقع فيها من لا يؤمنون بالغيب ولا يتلقون معارفهم عن الوحي الإلهي .
قال الفخر الرازي بعد أن حصّل أفكار المتقدمين والمتأخرين وطاف بدائرة المعارف الفلسفية والكلامية لعصره:" لقد تأملت الكتب الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تروي غليلاً ولا تشفي عليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن ...ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي“ .
ثانياً ـ سكينة النفس:
* قال تعالى : { هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم ولله جنود السموات والأرض وكان الله عليماً حكيماً }
* مظاهر سكينة النفس بالإيمان :
الإيمان يزيل القلق على المستقبل .
الإيمان يحقق التوافق مع الفطرة البشرية .

ثالثاً- استقامة السلوك :
* الاعتقاد الصحيح يرتبط به العمل الصالح والسلوك المستقيم، ومن ثم تكرر في القرآن الربط بين الإيمان والعمل الصالح .
* ثمرة الإيمان الخالص هي العمل الصالح على مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك هو سبيل الله، قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ} .
* الاستجابة للأمر، والاجتناب للنهي، والمبادرة للامتثال، من أبرز دلائل وآثار الإيمان.
* الارتباط وثيق بين أعمال القلوب وأعمال الجوارح .
رابعاً ـ تقوية الأمل ومواجهة الصعاب :
* الإيمان يمنع اليأس ويحيي الأمل قال تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم}
* من ثمرات الإيمان بركة الرزق وطيب العيش .
بيان حياة المؤمن الطيبة في الدنيا من وجوه خمسة:
- إن المؤمن يعلم أن رزقه من تدبير ربه.
- إن المؤمن يعلم حقيقة الدنيا وسرعة تقلبها.
- المؤمن غايته إرضاء ربه، فهو يلهج بهذه الكلمة: "إن لم يكن بك غضب عليَّ فلا أبالي".
- لذات الدنيا زائلة خسيسة.
- المؤمن لا يعانق الدنيا معانقة العاشق؛ لأنه يعلم زوالها، فيأخذ منها بقدر ما يتزود إلى الآخرة .
خامسا- الثبات في الشدائد :
* قال تعالى : {قل نزّله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين} -{ يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم }
* روى مسلم في صحيحه عن صهيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له"
* وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يصيب المؤمن هم ولا حزن ولا نصب ولا وصب ولا أذى إلا كفر عنه" رواه أحمد.
* قال عمر بن الخطاب :" وجدنا خير عيشنا بالصبر" . وقال الحسن :"الصبر كنـز من كنوز الخير لا يعطيه الله إلا لعبد كريم ".

سادساً ـ بناء المسؤولية والرقابة الذاتية :
* الإيمان يغرس الشعور بالمسؤولية :
* قال تعالى:{ عالم الغيب لا يعزب عنه مثقل ذرة في السماوات ولا في الأرض}.
* الإيمان يؤكد شمول المسؤولية وخطورتها :
* قال تعالى :{ ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا}، وقال تعالى : { وقفوهم إنهم مسئولون} .
سابعاً - الفوز في الآخرة :
* قال تعالى : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الفَضْلُ الكَبِيرُ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ) .
* ودلالة الآية فيها بشارة وكرامة لأمة الإسلام فالداخلون هنا إلى الجنة عموم الموحدين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بأصنافها الثلاثة المذكورة في الآية.
* قال صلى الله عليه وسلم:“مامن عبد قال لاإله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة“.
المحاضرة 9
أهمية العقيدة الإسلاميه وأثارها- الأثار على المجتمع
أولاً ـ تحقيق الأخوة الإيمانية والتعارف الإنساني :
* قال تعالى: {وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون} .
* قال تعالى:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا}.
* عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة" ( متفق عليه ) .
*عن أنس رضي الله عنه عن النبي :" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"
* المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار نموذج إيماني :
* الإيمان يدعو إلى التعارف الإنساني :
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً }.
ثانياً ـ الانضباط السلوكي والأمني:
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن" قال البخاري: تفسيره أن ينـزع منه الإيمان.
* وقال الحسن:" ينـزع منه الإيمان فيزول عنه فيقال له منافق وفاسق".
* قصة أصحاب الغار الثلاثة .
* أثر الإساءة إلى الآخرين في العقوبة الأخروية .
ثالثاً ـ التكافل والتعاون الاجتماعي :
* معناه التناصر بين أفراد المجتمع ليسد بعضهم حاجات بعض، ويسند الضعفاء من قبل الأقوياء.
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" متفق عليه.
* نموذج تطبيقي للتكافل في عصر النبوة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره حتى قال ولو بشق تمرة ”.
رابعاً ـ العدالة في الحكم والقضاء :
* قال تعالى : { فإن جاءوك فأحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئاً وإن حكمت فأحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين}.
* وقال تعالى : { إن الله يأمركم أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله كان سميعاً بصيراً} قال جعد بن هبيرة لعلي بن أبي طالب : يا أمير المؤمنين يأتيك الرجلان أنت أحب إلى أحدهما من أهله وماله والآخر لو يستطيع أن يذبحك لذبحك فتقضي لهذا على هذا!! قال: فلهزه علي وقال: إن هذا شيء لو كان لي لفعلت ولكن إنما ذاك شيء لله .
المحاضرة 10
من مسائل العقيدة الإسلاميه
* الجانب الأول: العقيدة في الرسالات الإلهية :
* أرسل الله الرسل جميعا برسالة واحدة هي رسالة التوحيد: قال تعالى: { ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } .
* الرسل جميعا دعوا إلى توحيد الله، قال تعالى: { وما أرسلنا من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون }.
* قال تعالى :“..والأنبياء إخوة لعلات أماتهم شتى ودينهم واحد“ (البخاري ومسلم ).
* قال ابن حجر :“ ومعنى الحديث أن أصل دينهم واحد وهو التوحيد وإن اختلفت فروع الشرائع .
* الجانب الثاني العلاقة بين العقيدة والشريعة :
* العمل بدون عقيدة لا نفع فيه
* أحكام الإسلام مرتبطة بالإيمان بالله واليوم الآخر .
* الإيمان لا يقتصر على اعتقاد القلب بل يشمل القول والعمل.
* المعاصي والمخالفات الشرعية تضعف الإيمان وتنقصه.
* وسائل حماية حرية الاعتقاد في نصوص القرآن :
* منع الإكراه على الدين، قال تعالى ( لا إكراه في الدين ) .
* وجوب الهجرة حفاظا على العقيدة، قال تعالى : ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ) .
أسس حرية الاعتقاد في الإسلام :
* كرامة الانسان
* الاختلاف سنة كونية .
* العدل أساس التعامل .
* الواجب هو الدعوة وليس الاستجابة .
ضوابط حرية الاعتقاد :
* 1-الموازنة في الحرية بين الحقوق والواجبات .
* 2-الإلتزام في الحرية الشخصية بعدم تجاوز حدود العدل والانصاف .
* 3- الإلتزام في الحرية بعدم المساس بالأنظمة العامة والآداب المرعية في المجتمع .
* حرية الاعتقاد في تاريخ المسلمين :
* معاهدة الرسول عليه الصلاة والسلام لنصارى نجران .
* معاهدة الرسول عليه الصلاة والسلام ليهود المدينة .
* معاهدة عمر بن الخطاب وأمانه لأهل إيلياء (القدس) .
* مصالحة خالد بن الوليد لأهل الحيرة .
* مصالحة عمرو بن العاص لأقباط مصر .
تشريعات وشبهات :
• الجهاد وحرية الاعتقاد .
• حكم الردة وحرية الاعتقاد .

أسباب حكم قتل المرتد :
1- حماية حق وحرية التدين .
2- حماية الإسلام من الإساءة والعدوان .
3- حماية المسلمين من الزندقة والبلبلة .
4- حماية النظام العام في المجتمع المسلم .

المحاضرة 11
الكبائر وصلتها بالعقيدة
تعريف الكبيرة لغة واصطلاحًا:
الكبائر لغة :
قال ابن فارس: الكاف والباء والراء أصل صحيح يدل على خلاف الصغر، يقال: هو كبير، وكُبَار، وكُبَّار. قال تعالى: (وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً).
والكِبْر: العظمة. ويقال: أكبرت الشيء: استعظمته.
الكبائر اصطلاحاً :
هي كل ما يترتب عليه حد في الدنيا ، أو جاء فيه وعيد في الآخرة من عذاب أو غضب أو تهديد أو لعن.
عدد الكبائر
جملة النصوص الواردة تدل على أن عدد الكبائر غير محصور بالسبع الموبقات ولا بغيره؛ فإن النصوص في مجموعها عدد أكبر ، وقد اجتهد الإمام الذهبي وصنف كتاباً في الكبائر جمع فيه كل كبيرة ينطبق عليها الوصف والتعريف المختار .
حكـم مرتكـب الكبيـرة
"ومذهب أهل السنة والجماعة أن أهل الكبائر من أمة محمد إذا ماتوا وهم موحدون لا يخلدون في النار، بل هم في مشيئته وحكمه إن شاء غفر لهم عفا عنهم بفضله، كما ذكر الله عز وجل في كتابه: )إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)(النساء:48)، وإن شاء عذبهم الله في النار بعدله ، ثم يخرجهم منها برحمته وشفاعة الشافعين من أهل طاعته ، ثم يبعثهم إلى جنته .
المنحرفون في الحكم على أهل الكبائر
طائفة حكموا على مرتكب الكبيرة بأنه كافر مخلد في النار.
طائفة حكموا على مرتكب الكبيرة بأنه في منـزلة بين الكفر والإيمان، وأنه مخلد في النار .
طائفة حكموا أن مرتكب الكبيرة مؤمن بإطلاق، ولا يضر مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة.
الكبائر وصلتها بالعقيدة:
مذهب الحق والوسط في أهل الكبائر
أن مرتكب الكبيرة مؤمن بإيمانه، فاسق بكبيرته؛ لانتقاص إيمانه بالمعصية وإن لم يقدح في أصل إيمانه.
أن مرتكب الكبيرة إن مات غير تائب عن كبيرته فهو في مشيئة الله،إن شاء عفا عنه وأدخله الجنة بغير عذاب، وإن شاء عذّبه إلى حين ثم أخرجه من النار وأدخله الجنة.
أن النبي صلى الله علية وسلم يشفع في أهل الكبائر، وأنه لا يخلد في النار من أهل التوحيد أحد.
تحكيم الشريعة :
أولاً: إثبات صلة تحكيم الشريعة بتوحيد الألوهية :
أ- الربط بين التحكيم للشرع وقبوله والتسليم به وبين الإيمان بالله تعالى :
قال تعالى:{ فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيما}
ب- الربط بين الرجوع إلى الشرع عند النـزاع وبين الإيمان بالله تعالى :
قال تعالى:{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}
ج- التأكيد على أن التشريع حق لله تعالى وهو من لوازم ألوهيته :
قال تعالى:{إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ}
د- وصف التحليل والتحريم من غير الله بأنه عبادة لغير الله :
قال تعالى:{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} .
تحكيم الشريعة :
هـ- الحكم على من لم يحكم بما أنزل الله بالفسق والضلال والكفر :
قال سبحانه :{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}
قال سبحانه:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}
قال سبحانه:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }.
و- وصف من أراد التحاكم إلى غير حكم الله بأنهم متحاكمون إلى الطاغوت:
قال تعالى:{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً}.
:تحكيم الشريعة
:ثانياً: إثبات صلة تحكيم الشريعة بتوحيد الربوبية
لما كان الله ربَّ العالمين له الخلق والأمر كان إسناد الأمر إلى غيره شِرْكًا في الربوبية؛ قال تعالى:{أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ).
:ثالثاً: إثبات صلة تحكيم الشريعة بتوحيد الأسماء والصفات
من صفة الله تعالى أنه الحَكَم والحكيم، وذلك من أسمائه، وحكمه هو أحسن حكم، قال تعالى: { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُون).
تحكيم الشريعة :
حكم من حَكَمَ بغير ما أنزل الله يمكن إيجازه في هاتين الحالتين :
الحالة الأولى: من حكم بغير ما أنزل الله، جاحداً لحكم الله، معتقداً أن الحكم والتشريع ليس حقاً لله، أو اعتقد أن حكم الله تعالى لا يصلح للناس ولا ينفعهم، وأن حكم غير الله أفضل من حكم الله أو مثله أو أنه يجوز له أن يحكم بغير ما أنزل الله، فمن اعتقد شيئاً من ذلك فهو كافر كفراً اعتقادياً أكبر مخرجاً له من ملة الإسلام والعياذ بالله.
الحالة الثانية : من حكم بغير ما أنزل الله مع اعتقاده أن الواجب هو تحكيم شرع الله، وأنه لا يجوز تحكيم شرع غير شرع الله، وإنما حمله على ذلك إتباع شهوته أو هواه، أو ممالأة غيره من الناس ومداهنتهم والخوف منهم، فهذا لا يحكم بكفره ويدخل في وصف الفسوق والظلم، وإن أطلق عليه الكفر فالمراد به الكفر الأصغر وهو الكفر العملي لا الاعتقادي، وهذا لا يخرج صاحبه من الملة.
تحكيم الشريعة :
تنبيه :
الحكم بالتكفير خطير ,ولا ينبغي التساهل فيه ولا الاجتراء عليه ، ولابد هنا على التنبيه على مايلي :
أن لايتعرض للبحث في مسائل التكفير والحكم فيها إلا المتقون من أهل العلم الراسخين فيه .
أن يُعلم أنه لايجوز الحكم بالتكفير على شخص بعينه لمجرد العمل بما يخالف حكم الله ، ولا يصح الحكم إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع ، فلا يحكم على من جهل جهلاً يُعذر به ، ولاعلى المتأوِّل الذي التبس عليه الفهم ، ولاعلى المكره الذي لااختيار له .
المحاضرة 12
الاستهزاء بالدين
معنى الاستهزاء بالدين :
الاستهزاء لغة :
مأخوذ من الهز ، أو الهزز ، هزئ به ومنه : أي استهزأ به ومعناه : سخر منه ، وأصل مادة الاستهزاء معناها : الاستخفاف والاستهانة
الاستهزاء اصطلاحاً :
هو الاستحقار والاستهانة والتنبيه على العيوب والنقائص على وجه يضحك منه إما على سبيل الجد أو الهزل، وقد يكون ذلك بالمحاكاة في الفعل والقول ، وبالإشارة والإيماء .
* أنواع وصور الاستهزاء بالدين :
* 1-الاستهزاء بالذات الإلهية : وهذا أعظم أنواع الاستهزاء ، ويتضمن التعرض بالذم أو الانتقاص أو السخرية لله جل وعلا :
* قال تعالى:{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} .
* 2-الاستهزاء بالقرآن الكريم: وذلك بالاستهزاء بما ورد في آيات القرآن من الوعد والوعيد وتكذيبها والسخرية منها وسب كتاب الله أو اهانة المصاحف:
* قال تعالى:{ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ }.
* أنواع وصور الاستهزاء بالدين :
3-الاستهزاء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :وذلك بالطعن في نبوته ، أو الانتقاص لقدره ، أو إلصاق التهم الباطلة به على سبيل الازدراء والاحتقار:
قال تعالى: { وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ)
4- الاستهزاء بالمؤمنين : والاستهزاء بالمؤمنين إنما هو استهزاء بما يؤمنون به ، وما يؤدونه من متطلبات إيمانهم من العبادات والأحكام :
قال تعالى:{ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ).
* حكم الاستهزاء بالدين :
قال تعالى : { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ } .
* قال القرطبي:" قال القاضي أبو بكر بن العربي: لا يخلو أن يكون ما قالوه من ذلك جداً أو هزلاً، وهو كيفما كان كفر، لا خلاف فيه بين الأمة فإن التحقيق أخو العلم والحق، والهزل أخو الباطل والجهل، ثم قال: قال علماؤنا:أنظر إلى قوله:{أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ }
* مخاطر الاستهزاء بالدين :
1- تعرض فاعله للحكم العظيم بالخروج من الدين.
2- تهوين حرمة الدين والتقليل من عظمته في النفوس .
3- التزهيد في الالتزام بأحكام الدين وشرائعه .
4- أضعاف الأمة الإسلامية وتمكين الأعداء .

المحاضرة 13
الولاء والبراء
(6) الولاء والبراء :
* الولاء : لغة : الواو واللام والياء، أصل صحيح يدل على قرب، وذلك أن الولاء والتوالي أن يحصل شيئان فصاعداً حصولاً ليس بينهما ما ليس منهما، والولي ضد العدو ، وكل من يليك أو يقابلك فهو ولي .
والولاية : النصرة ، ووالى فلاناً : أحبه وتولاه واتخذه ولياً .
* المفهوم العام للولاء: يقوم على النصرة والتحالف والحب والطاعة وإلقاء مقاليد الأمور لمن يكون له الولاء .
* البراء:لغة : البعد عن الشيء والسلامة من السقم، قال تعالى : )إنني براء مما تعبدون)، قال الراغب :" أصل البرء والبراء والتبري: التفصّي مما يكره مجاورته".
* المفهوم العام للبراء : يقوم على البعد والبغض وعدم الود والامتناع عن النصرة والإعانة .
(6) الولاء والبراء :
* الولاء والبراء في النصوص الشرعية :
المحبة الشرعية هي موافقة ما أمر الله به أو أباحه، والبغض الشرعي وهو كراهة ما حرمه الله ونهى عنه .
* مفهوم الولاء الشرعي : القرب من المسلم ومحبته ونصرته وإعانته .
* مفهوم البراء الشرعي : البعد عن غير المسلم وبغض كفره وترك نصرته وإعانته .

(6) الولاء والبراء :
الأدلة القرآنية :
قال تعالى:{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}.
قال تعالى:{لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}.
وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الأِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.
( 6 ) الولاء والبراء :
الأدلة النبوية :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله“.
وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم: "من أحب في الله وأبغض في الله ومنع لله فقد استكمل الإيمان".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثٌ من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار".
(6) الولاء والبراء :
* حكم موالاة الكافرين :
هناك مرتبتان في موالاة الكافرين لكل منها حكم على النحو التالي :
مرتبة الموالاة العامة: وهي الموالاة المرادفة للتولي، وتتضمن محبة الكفار والميل إليهم مع كفرهم المذموم والمبغوض شرعاً وكذا مناصرتهم بالمال والنفس والرأي، والدفاع عنهم، وإتباع نظمهم – التي تبيح ما حرم الله – عن رضى واستحسان، والقبول لكفرهم وشركهم، وهذا النوع من الموالاة يكفر فاعله والعياذ بالله، لأن فعله يتضمن مخالفة صريحة لصريح آيات القرآن الكريم، كما أن فيه مناقضة لمقتضيات إيمانية من المسلمات كتحكيم غير شرع الله ونحو ذلك .
مرتبة الموالاة الخاصة : وهي نوع من الموالاة يكون في ظرف محدد أو صورة معينة، مثل مداهنة الكفار ومصانعتهم لأجل مصلحة دنيوية، مع عدم إضمار الاعتقاد الفاسد في الموالاة العامة، وعدم الرضى بالكفر واعتقاده، وذلك مثاله ما وقع من حاطب بن أبي بلتعة عندما كتب إلى قريش يخبرهم بعزم النبي صلى الله عليه وسلم في المسير إلى مكة لفتحها.

(6) الولاء والبراء :
* صور من مقتضيات البراءة من الكافرين :
1-البراءة العقدية
2- عدم الركون إلى الكافرين
3- عدم إعانة الكافر على المسلم .
4- عدم اتخاذهم بطانة
5- ترك التشبه بهم
(6) الولاء والبراء :
صور ليست من مقتضيات البراءة من الكفار :
1- أسلوب الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة : قال تعالى‏:{‏ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}، وقال تعالى:{وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ }.
2- الزواج من نساء أهل الكتاب وحل طعامهم : قال تعالى‏:{اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهم محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين }.
المحاضرة 14
الغلو في الدين
* تعريف الغلو في الدين :
الغلو : لغة : أصل الكلمة ( غَلَوَ ) يدل على ارتفاع ومجاورة قدر ، يقال غلا يغلو غلواً ، فهو غال ، وغلا في الأمر أي جاوز حده .
فالغلو : مجازوة الحد ، فإذا أضيف إلى الدين كان المعنى : غلا في الدين : أي تشدد وتصلب حتى جاوز الحد .
الغلو اصطلاحاً:المبالغة في الأمر والتشديد فيه بتجاوز الحد المشروع على سبيل التدين .
ومن خلال التعريف نستنبط أن الغلو في الدين يشتمل على ثلاثة أمور :
1- المبالغة والزيادة عن الحد .
2- الحد الذي هو مقياس للصواب هو الحد الوارد في الشرع .
3- تجاوز الحد المشروع بقصد التدين والتقرب إلى الله عزوجل ، وباعتقاد أنه خير وإحسان .
* أنواع الغلو: هناك نوعان أساسيان في الغلو :
الأول : الغلو الاعتقادي : وهو الغلو الواقع في كليات الشريعة وأمهات مسائلها فيما يتعلق بالعقائد .
مثل : الغلو في الصالحين أ وادعاء العصمة لهم ، أو تكفير المسلم العاصي ، ونحو ذلك.
الثاني : الغلو العملي : وهو الغلو الواقع في الجزئيات المتعلقة بالعمل والفروع دون الاعتقاد والأصول .
مثل : اعتزال النساء، قيام الليل كله، ونحو ذلك .
* تعريف الغلو في الدين :
الغلو : لغة : أصل الكلمة ( غَلَوَ ) يدل على ارتفاع ومجاورة قدر ، يقال غلا يغلو غلواً ، فهو غال ، وغلا في الأمر أي جاوز حده .
فالغلو : مجازوة الحد ، فإذا أضيف إلى الدين كان المعنى : غلا في الدين : أي تشدد وتصلب حتى جاوز الحد .
الغلو اصطلاحاً:المبالغة في الأمر والتشديد فيه بتجاوز الحد المشروع على سبيل التدين .
ومن خلال التعريف نستنبط أن الغلو في الدين يشتمل على ثلاثة أمور :
1- المبالغة والزيادة عن الحد .
2- الحد الذي هو مقياس للصواب هو الحد الوارد في الشرع .
3- تجاوز الحد المشروع بقصد التدين والتقرب إلى الله عزوجل ، وباعتقاد أنه خير وإحسان .
* أسباب الغلو:
1- الجهل: عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا" .
2- إتباع الهوى : قال تعالى: {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ}، وقال تعالى :وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اِتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ}
3- التقليد والتعصب : قال تعالى:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ}.
4- المبالغة في الغيرة الإيمانية والحماسة الإسلامية : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، ووذلك أضعف الإيمان“.

* علاج الغلو في الإسلام :
الجانب الأول : جانب الوقاية والحماية
لقد قرر الإسلام العظيم النهج القويم المخالف للغلو والمجافاة وذلك من وجوه عدة :
الأول : الاعتدال والوسطية في الإسلام
الثاني : اليسر والسماحة في الإسلام
الثالث : الاستقامة :.
الجانب الثاني : جانب التحذير والتنفير :
أولاً: النهي عن الغلو عموماً: ورد النهي عن الغلو والتجاوز والدعوة إلى الإلتزام : قال تعالى:{ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون}.
ثانياً: النهي عن الغلو في الشرائع السابقة: ورد النهي من الغلو بالنص على النهي عنه في شرائع الأنبياء السابقين:قال تعالى:{يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ}.
ثالثاً: النهي عن الغلو في الأمور الصغيرة:ورد في صوره العامة كلها صغيرها وكبيرها: عن ابن عباس في حجة الوداع أن النبي أمره أن يلتقط له الحصى التي يرمي بها في منى، قال: فالتقطت له حصيات كالخذف أي صغيرة في حجمها كما هو معروف، فقال النبي :"نعم بأمثال هؤلاء وإياكم والغلو في الدين“.
رابعاً: بيان سوء عاقبة الغلو: من أبلغ أساليب التحذير والتنفير من الغلو ببيان سوء عاقبته: قال :“هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون“.
بعض صور الغلو ومخاطرها :
الصورة الأولى : التكفير : قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}.
نصوص في التحذير من التكفير: قال الرسول r : (من دعا رجلاً بالكفر أو قال: عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه) .
وقال ابن تيمية: أما من في قلبه الإيمان بالله الإيمان بالرسول وما جاء به وقد غلط في بعض ما تأوله من البدع فهذا ليس بكافر أصلاً والخوارج من أظهر الناس بدعة وقتالاً للأمة وتكفيراً لها ولم يكن في الصحابة من كفرهم لا علي بن أبي طالب ولا غيره بل حكموا فيهم بحكمهم للمسلمين الظالمين المعتدين .
أخطار التكفير :
الأول: أنه يؤدي إلى استحلال الدماء والأعراض والأموال .
الثاني: الخروج على الأئمة ونقض الطاعة .
الثالث: إذهاب نعمة الأمن، ونشر الخوف وترويع الآمنين .
الصور الثانية : التشديد والمبالغة في العبادة بتجاوز الحد المشروع :
مخاطر التشديد والمبالغة :
1- الانقطاع عن العبادة والتقليل منها
2- التنفير من العبادة
الصور الثالثة : المبالغة في الزهد في الدنيا
مخاطر المبالغة في الزهد :
1- عدم القدرة على الاستمرار
2- تشويه صورة الإسلام والتنفير منه

المحاضرة 15
بين العقل والنقل
العقل لغة :
* مصدر عقل يعقل عقلاً، وأصل معنى العقل المنع، وهو مأخوذ من عقال البعير الذي يمنعه من الحركة، لأن العقل يمنع من العدول عن سواء السبيل .
* المراد العقل : الملكة التي يحصل بها الإدراك للأشياء والتمييز بينها وتحصيل المعرفة بها
* النقل في اللغة :
* النَّقْلُ: تـحويلُ الشيء من موضع إِلـى موضع، نَقَله يَنْقُله نَقْلاً فانتَقَل .
* النقل اصطلاحاً :
* ما صحت نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم من الوحي الذي أخبر به عن الله تعالى، من القرآن والسنن الثابتة عنه.

منـزلة العقل في الإسلام :
1- خص الله أصحاب العقول بالمعرفة التامة لمقاصد العبادة:
قال تعالى: {واتقون يا أولي الألباب } .
2- قصر الله الانتفاع بالذكر والموعظة على أصحاب العقول:
قال تعالى:{ قد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب} .
3- كرم الله العقل وجعله مناط التكليف:
قال تعالى :" رفع القلم عن ثلاثة ...".
4- ذم الله المقلدين لآبائهم:
قال تعالى:{ وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آبائنا، أولو كان آبائهم لايعقلون شيئاً ولا يهتدون }.
5- تحريم الاعتداء على العقل
6- رفض ما لا يستند إلى العقل إلى العقل من الخرافات والأوهام .
7- جعل الإسلام للعقل مجالاً واسعاً في تدبر آيات الكون، والسنن الكونية والبشرية وحِكَم التشريع .
منـزلة العقل في الإسلام :
* وقد اعتمد الإسلام في الوصول إلى المعرفة على طريقين اثنين :
(1) طريق الوحي : وهو الخبر الصادق عن الله
(2) طريق النظر والتفكر والتجربة :وهي تجمع بين الحس والعقل، وهنا تظهر وسطية الإسلام في الجمع بين النقل والعقل .
منـزلة العقل في الإسلام :
قال ابن تيمية :" العقل شرط في معرفة العلوم وكمال وصلاح الأعمال، وبه يكمل العلم والعمل، لكنه ليس مستقلاً بذلك لكنه غريزة في النفس، وقوة فيها بمنزلة قوة البصر التي في العين، فان اتصل به نور الإيمان والقرآن كان كنور العين إذا اتصل به نور الشمس والنار، وإذا انفرد بنفسه لم يبصر الأمور التي يعجز وحده عن دركها، وإن عزل بالكلية كانت الأقوال والأفعال مع عدمه أموراً حيوانية قد يكون فيها محبة ووجد وذوق كما يحصل للبهيمة فالأحوال الحاصلة مع عدم العقل ناقصة والأقوال المخالفة بالعقل باطلة " مجموع الفتاوى (3/338) .
النقل الصحيح لا يعاض العقل الصريح :
• نصوص الشريعة الصحيحة الصريحة لا يعارضها شيء من المعقولات الصريحة .
• مسائل الشريعة ليس فيها ما يرده العقل .
• العقول بينها تفاوت واختلاف .
• العقول تغير نظرتها وأحكامها بحسب المستجدات .



خلاصة العقيدة الإسلامية
تعريف العقيدة لغة واصطلاحًا:
العقيدة لغة: فعيلة -بمعنى مفعولة- أي معقودة فهى مأخوذة من العقد وهو الجمع بين أطراف الشيء على سبيل الربط والإبرام والإحكام والتوثيق.
والعقيدة الإسلامية اصطلاحًا: الإيمان الجازم بالله وما يجب له في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وبكل ما جاءت به النصوص الصحيحة من أصول الدين.
أسماء علم العقيدة:
1- التوحيد:
وهو: إفراد الله بالعبادة حسب ما شرع وأحب، مع الجزم بانفراده في أسمائه وصفاته وأفعاله وفي ذاته، فلا نظير له ولا مثيل له في ذلك كله.
2- الإيمان:
وهو: اعتقاد بالجنان، ونطق باللسان، وعمل بالجوارح والأركان، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
3- أصول الدين:
تعريف الدين في الاصطلاح الإسلامي: هو عبادة الله وحده لا شريك له وطاعته وطاعة رسوله.
أركان الإيمان:
1- الإيمان بالله:
ويتضمن الاعتقاد الجازم والتصديق الكامل بوجوده تعالى، وأنه واحد لا شريك له في ذاته، وأنه وحده المنفرد بصفات الربوبيه والألوهية، والمتّصف بصفات الجلال والكمال، والمنـزّه عن النقص بكل حال.
والإيمان بالله تعالى يشتمل على توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات.
أولاً: توحيد الربوبية:
هو الاعتقاد بأنه سبحانه وتعالى هو وحده رب كل شيء ومليكه، فربوبيته هي الاعتقاد بأنه وحده مالك الملك، وخالق الخلق، وواهب الرزق، ومدبر الأمر.
ولتوحيد الربوبية أهمية خاصة في تأسيس توحيد الألوهية على قاعدة راسخة صحيحة من الإيمان بربوبيته تعالى دون شريك.
وآيات القرآن تترى في الجمع بين الإيمان بالربوبية والألوهية فمن رسخ يقينه بانفراده تعالى بصفات الربوبية توجه إليه بالعبادة والدعاء، وقد أقام السياق القرآني الكريم من عجز الآلهة المزعومة عن الخلق والرزق والتدبير دليلاً على بطلان عبادتها من دون الله.
ثانيًا: توحيد الألوهية:
هو اعتقاد تفرُّده تعالى باستحقاق العبادة قولا وفعلاً وقصدًا والبراءة من كل معبود سواه.
ومما يجلي أهمية توحيد الألوهية ويظهر منـزلته العظيمة معرفة أنه:
1- غاية خلق العالمين.
2- دعوة الرسل أجمعين.
3- حق الله على خلقه أجمعين.
4- أول ما يخاطب به الناس من أمور الدين.
5- سبب العصمة في الدنيا.
6- سبب النجاة في الآخرة.
7- شرط لصحة وقبول سائر العبادات.
ثالثًا: توحيد أسماء الله الحسنى وصفاته العلا:
والإيمان بالأسماء الحسنى والصفات العلا يعني:
1- الاعتقاد الجازم بأنه تعالى متّصف بجميع صفات الكمال، ومنـزّه عن جميع صفات النقص.
2- الاعتقاد الجازم بتفرُّده سبحانه وتعالى عن جميع الكائنات والمخلوقات في أسمائه وصفاته.
3- إثبات ما أثبته الله لنفسه، وما أثبته له رسوله على ما يليق بجلاله وعظمته، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف.
4- الاعتقاد الجازم بالعجز التام عن إدراك حقيقة ذات الله وكيفيه صفاته، وعلى هذا اتفقت كلمه الأئمة وأعلام الأمة.
رابعاً : تميزت العقيدة الإسلامية بالإيمان بالله وتوحيده وإفراده بالعبادة وتنـزيهه عن الشركاء والأنداد، في مقابل الإلحاد وإنكار وجود الله وجحد الألوهية، والانحراف عن التوحيد إلى التثليث والتعددية .
2- الإيمان بالملائكة:
ويتضمن الاعتقاد الجازم بوجودهم إجمالا، وبما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة من صفاتهم وأعمالهم تفصيلاً، والإيمان بمن ورد ذكر اسمه وعمله منهم على وجه الخصوص كجبريل أمين الوحي، من غير زيادة ولا نقصان ولا تحريف.
حكم الإيمان بهم وحكم من أنكر وجودهم:
الإيمان بوجودهم وصفتهم وأعمالهم إجمالا ركن من أركان الإيمان، فمن أنكر وجودهم وكذب بهم فقد كذب بصريح القرآن، فإنكار خلقهم وجحْد وجودهم كفر بإجماع المسلمين.
ولهم صفات كثيرة منها:
1- أنهم أولو أجنحة وخلقة عظيمة. 3- أنهم أعداد كثيرة لا يحصيها إلا الله.
2- لهم قدرة على التشكل والتمثل بصورة البشر. 4- أنهم مفطورون على العبادة ومعصومون.
ولهم أعمال كثيرة، ومهمات محددة، ومن ذلك:
1- جبريل : وهو الموكل بالوحي. 4- ملك الموت : وهو الموكل بقبض الأرواح.
2- ميكائيل : وهو الموكل بالقطر. 5- خزنة الجنة: وهم القائمون عليها.
3- إسرافيل : وهو الموكل بالصُّور. 6- حملة العرش: وهم الحاملون للعرش.
3- الإيمان بالكتب:
ويتضمن الاعتقاد الجازم بأن الله أنـزل كتبًا متعددة إلى رسله،وقصّ خبر عدد منها في كتابه العزيز،وأن الله تعالى ذكر بعضها في القرآن الكريم تفصيلاً، وأن القرآن الكريم هو خاتمها والمهيمن عليها، وأن الكتب السماوية السابقة قد دخلها التحريف وأما القرآن فقد تكفل الله بحفظه.
حكم الإيمان بالكتب:
هو ركن من أركان الإيمان، لا يتم الإيمان إلا به، فالمنكر إجمالاً أو تفصيلاً لواحد من الكتب الخمسة المذكورة في كتاب الله تعالى مكذّبٌ بالقرآن وكافر بالرحمن.
4- الإيمان بالرسل:
ويتضمن الاعتقاد الجازم بأن لله تعالى عبادًا اختصهم بوحيه واصطفاهم برسالته، والإيمان بمن ورد ذكرهم وخبرهم في القرآن الكريم أو السنة الصحيحة، والاعتقاد الجازم بنبوة محمد وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، وأنه مبعوث إلى الناس أجمعين، وبعثته إلى الإنس والجن، وأن الله فضّله على إخوانه من الأنبياء والمرسلين، وقد ورد البشارة به وذكر صفته والدعوة إلى الإيمان بنبوته في الكتب السماوية السابقة.
حكم الإيمان بالرسل:
الإيمان بالرسل هو الركن الرابع من أركان الإيمان، فلا يعتبر المسلم مسلمًا حتى يؤمن بالرسل إجمالاً، وبمن سمى الله منهم تفصيلاً، ولا يفرق بين أحد منهم في الإيمان، ومن آمن ببعضهم وكفر ببعض فهو كافر بهم جميعًا.
5- الإيمان باليوم الآخر:
هو الاعتقاد الجازم بفناء الحياة الدنيا وزوالها، والاعتقاد الجازم بما ثبت في القرآن الكريم وصحيح السنة مما يقع بعد الموت، من القبر وفتنته، والبعث والحشر والحساب ثم الثواب والعقاب، والاعتقاد الجازم بالأخبار الغيبيّة.
حكم الإيمان باليوم الآخر:
الإيمان باليوم الآخر من أركان الإيمان، فمن كذب به كفر.
6- الإيمان بالقدر خيره وشره:
ويتضمن الاعتقاد الجازم الذي لا يخالطه شكٌّ أن الله تعالى علم علمًا محيطًا شاملاً لكل شيء، وأن مشيئته تعالى نافذة، وقدرته كاملة، وأنه تعالى خالق العباد وخالق أفعالهم.
ونستخلص مما سبق أن الإيمان بالقدر يشتمل على أربع مراتب هي:
الأول: الإيمان بعلم الله السابق.
الثاني: كتابة ذلك في اللوح المحفوظ.
الثالث: مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة.
الرابع: إيجاد الله لكل المخلوقات، وأنه الخالق وما سواه مخلوق.
حكم الإيمان بالقدر: الإيمان به واجب، والمكذّبُ به جملة كافر.
خلاصة خصائص العقيدة الإسلامية
من خصائص العقيدة ما يلي:
1- عقيدة ثابتة:
فلا تقبل الزيادة ولا النقصان، ولا التحريف ولا التبديل، محفوظةٌ بحفظ الله لها، وكل زيادة مردودةٌ على صاحبها ومرد ذلك أنها عقيدة ربانية لأن المرجع الأوثق والمصدر الأثبت للعقيدة والشريعة مشكاة الوحى قرآنًا وسنة، بفهم الصحابة المرضيين، والثقات الأثبات من علماء خير القرون.
2- عقيدة فطريه:
العقيدة الإسلامية عقيدة متفقة مع الفطرة السوية التي خلق الله تعالى الناس عليها، والفطرة السوية تهدي العبد إلى أصول التوحيد والإيمان، فالإيمان فطري لا يحتاج العبد في تحصيل أصله إلى استدلال أو برهان، والفطرة تدل على اتصاف الخالق بالصفات العلا والكمال المطلق.
3- عقيدة مبرهنة:
فلا يخالفها عقل صريح ولا يناقضها برهان قاطع، فالقرآن قرر حقائق العقيدة الكبرى بالحجج العقلية، ولقد عنيت العقيدة الإسلامية بإقامة الحجج العقلية على المسائل العقدية.
4- عقيدة واضحة:
إن العقيدة الإسلامية واضحة لا غموض فيها سهلة لا عسر فيها فهي قائمة على التوحيد فالله واحد والرسول الخاتم واحد والكتاب الكريم واحد فلا تعدد ولا تشتت ولا لبس ولا اشتباه.
وقضية النبوة والرسالة في عقل المسلم وشعوره واضحة تمامًا متميزة عن قضية الربوبية والألوهية، فالرسل ليسوا آلهة ولا أبناء آلهة.
ومن مظاهر الوضوح الوحدانية ونفي التعدد، وتقرير السماحة واليسر، وإنكار الغلو والعسر، وفطرية العقيدة.
5- عقيدة وسطيه:
الوسطية من أظهر خصائص العقيدة الإسلامية، والصور التي تأتي شاهدًا على ذلك تعز على الحصر، فإن كل ما في العقيدة الإسلامية ناطق بهذا التوازن الدقيق، فهي وسط في أصل التوحيد، وفي الإيمان بالأنبياء، وفي العلاقة مع العقائد الأخرى، وفي الصلة بالدنيا والآخرة.
خلاصة أهمية العقيدة وآثارها
أولاً: الآثار على الفرد:
1- هداية العقل: تقوم العقيدة الإسلامية على أساس من رعاية العقل وهدايته، وإقامة البرهان، فلا قهر ولا إكراه في قبول الهدى، ومن هداية الوحي للعقل الإجابة على الأسئلة الكبرى في الحياة عن الوجود وخالقه والإنسان.
2- سكينة النفس: إن انشراح الصدر وطمأنينة القلب ثمرة حصول المعرفة الصحيحة بالله، فنفس لا إيمان فيها مضطربة قلقة يتوالى عليها الهم والغم، أما النفس المؤمنة الموحدة فقد اتحد لديها مصدر ورودها وصدورها في كل أمر ونهي، فهى تتلقى من الله وعن الله، وهي تسير إلى الله.
3- استقامة السلوك: الاعتقاد الصحيح يرتبط به العمل الصالح والسلوك المستقيم، ومن ثم تكرر في القرآن الربط بين الإيمان والعمل الصالح، والحق أن ثمرة الإيمان الخالص هي العمل الصالح على مراد الله ومراد رسوله.
وإذا عمر الإخلاص قلب العبد انطلقت الجوارح ولابد في طاعة الله تعالى ولا يتخلف ذلك أبدًا.
4- تقوية الأمل ومواجهة الصعاب: الصعوبات في حياة الإنسان كثيرة، والابتلاءات عظيمة وذلك يواجه النفس البشرية بما يثبط عزيمتها، ويُسْلمها إلى يأسها، والإيمان وحده الذي يبعث أنوار الأمل في ظلمه اليأس، فتشرق النفس بالطمأنينة رضا بالقضاء والقدر.
5- الثبات في الشدائد: إن هذا التوحيد والإيمان الذي مصدره الوحي المعصوم عصمه للقلب في الشدائد، وكما أن عقيدة التوحيد والفطرة من شأنها أن تثبّت المؤمن في الشدائد، فإن الشدائد نفسها تجلو هذه العقيدة وتذهب صدأ القلوب الذي ينشأ عن الغفلة، وعقيدة الإيمان باليوم الآخر من شأنها أن تهوّن من وقع كل مصيبة حيث يحتسبها المؤمن ويطلب أجرها بالصبر عليها.
6- بناء المسئولية والرقابة الذاتية: إن الإيمان بالله يغرس في وعي المؤمن وفي أغوار وجدانه الإحساس بالمسئولية والاندفاع الذاتي نحوها، فالمؤمن يشعر بمراقبه الله تعالى، ويعمل وهو يعلم أن الله معه، يراه ويعلم به ويراقبه ولا يخفى عليه شيء من أمره.
7- الفوز في الآخرة: إن امتناع الخلود في النار لمن ظلم نفسه من الموحدين هو غاية المطالب ونهاية الرغائب لجميع المؤمنين، والجنة لا يدخلها إلا مؤمن موحد وإن ظلم نفسه بغير الشرك، ولا يخلد في النار إلا كافر أو منافق، فالمؤمن إما أن يعامله الله بفضله فيغفر له، وإما أن يعامله بعدله فيأخذه بذنبه فيطهره منه، ثم يؤول أمره إلى الجنة.
ثانيًا: الآثار على المجتمع:
1- تحقيق الأخوة الإيمانية والتعارف الإنساني: وقد جعل النبي تمام إيمان العبد وكماله معلقًا بمحبة المؤمنين ومحبة الخير لهم، كما في الحديث عن أنس قال: قال رسول الله : "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" كما أن الإيمان يتضمن المعاني الإنسانية التي يقوم عليها التعارف الإنساني مع غير المسلمين.
2- الانضباط السلوكي والأمني: إن للعقيدة الإسلامية أثرها الواضح في ضبط السلوك الإنساني وتقويم النـزعات البشرية؛ فالعقيدة تربط أفعال العبد بالإيمان، وأعمال الطاعات كلها إيمان وهي سبب في زيادة رصيد الإيمان، وقد ارتبطت الأحكام الأخروية بالجزاء الدنيوي، فإن ارتكب العبد جناية في حق المجتمع فأفلت من عقوبة الدنيا المقدرة؛ فإنه لن يفلت من عقوبة الآخرة.
3- التكافل والتعاون الاجتماعي: لم يغفل القرآن المكّي الذي كانت جُلّ موضوعاته تدور حول العقيدة وقضاياها أن يرعى حق الضعفة في المجتمع من اليتيم والمسكين؛ فيشير إليهم وينبه على الاهتمام بهم، ويجعل ذلك من مقتضيات الإيمان ودلائله.
4- العدالة في الحكم والقضاء: إن الإيمان يقيم في المجتمع ميزان العدل مع الأقارب والأباعد، والمؤمن الذي يعلم أن الله تعالى هو العدل وهو الحكيم يعمل على تحقيق العدل في جميع أمره، والعدل أساس الملك ونظامه، وصمام الأمان في المجتمعات، فبالعدل قامت السماوات والأرض.

 

osama omar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس