عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 03-03-2017, 03:17 PM   #2

osama omar

جامعي

 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
كلية: كلية الآداب والعلوم الانسانية
التخصص: اللغات الأوروبية
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: الأول
البلد: جــــدة
الجنس: ذكر
المشاركات: 5
افتراضي رد: محاضرات الثقافة الإسلاميه انتساب خطه (ب)

الثقافة الإسلاميه
الفصل الأول: الثقافة الإسلاميه
المحاضرة 1
مفهوم الثقافة الإسلاميه:
الأصل الثلاثي لكلمة ثقافة: (ثَقِفَ)، وهو عند العرب على أربعة معان واستعمالات وهي:
1- الحذق والفهم والفطنة .
2- سرعة التَعلمِ .
3- الضبط للأمور والقيام بها، يقال: رجلٌ ثَقْفٌ إذا كان ضابطاً لما يحويه قائماً به .
4- إدراك الشيء والظفر به، يقولون: ثَقِفَه في موضع كذا: أَخَذَهُ أو ظَفَرَ به أو أَدْرَكَهُ.
وهذه المعاني قريبة من بعضها البعض، فالحذق والفطنة طريق إلى سرعة التعلم، وبه يكون الضبط لما يتعلمه، والظفر به وإدراكه.
ومن جهة أخرى نرى معاجم اللغة تدلنا على نوعين من الاستعمال لهذه الكلمة:
الأول: الاستعمال المادي المحسوس، وأصله: الثِّقَاف: وهي حديده يُقَوَّم بها الشيء المعوج، ومنه قولهم: تثقيف الرماح: أي تسويتها وتقويم اعوجاجها.
الثاني: الاستعمال المعنوي غير المحسوس:ومن استعمالاته: التثقيف، بمعنى: التأديب والتهذيب، ويقال: هل تهذَّبتُ وتثقَّفتُ إلا على يديك؟، "وثَقَّفَ الإنسانَ: أدَّبه وهذَّبه وعلَّمه”.
تعريف المعجم الوسيط : الثقافة هي العلوم والمعارف والفنون التي يطلب الحذق فيها .
تعريف المعجم الفلسفي: الثقافة هي كل ما فيه استنارة للذهن، وتهذيب للذوق، وتنمية لملكة النقد والحكم لدى الأفراد أو في المجتمع، وتشتمل على المعارف والمعتقدات، والفن والأخلاق، وجميع القدرات التي يسهم فيها الفرد في مجتمعه.
تعريف منظمة اليونسكو:أنها جميع السمات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية التي تميز مجتمعاً بعينه وهي تشمل الفنون والآداب وطرائق الحياة والحقوق الأساسية للإنسان ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات .
خلاصة مفهوم الثقافة :
الثقافة تصوغ شخصية الفرد، وتشكل هوية الأمة .
أساس الثقافة هو القيم والمبادئ المنبثقة عن العقيدة والفكر .
الثقافة تغذي في الفرد روح الانتماء، وتذكي في الأمة دافع العطاء .
الثقافة روح تفاعلية تنقل القيم والمبادئ من الفكر إلى العمل .
الثقافة إجمالاً تشتمل على الجوانب المعنوية ( المبادئ والأفكار والقيم ...) والمادية ( الفنون والآداب والمبتكرات ...).
الثقافة: هي جملة العقائد والتصورات، والأحكام والتشريعات، والقيم والمبادئ، والعوائد والأعراف، والفنون والآداب، والعلوم والمخترعات التي تشكل شخصية الفرد وهوية الأمة وفق أسس وضوابط الإسلام .
العلم والثقافة:
تعريف العلم لغة : العلم نقيض الجهل، وعَلِمَ بالشيء: شعر، يقال : ما علمت بخبر قدومه أي ما شعرت .
وعَلمَ الأمر وتعلّمه : أتقنه .
العلم اصطلاحاً: هو المسائل المضبوطة بجهة واحدة.
الفرق بين الثقافة والعلم :
الثقافة أشمل من العلم .
الثقافة خصوصية مميزة لأمة معينة، والعلم مشترك عام بين الأمم .


تعريف الحضارة :
الحضارة لغة: الإقامة في الحضر .
الحضارة اصطلاحاً : تعريف ابن خلدون: الحضارة هي تفنن في الترف وإحكام الصنائع المستعملة في وجوهه ومذاهبه من المطابخ والملابس والمباني والفرش والأبنية وسائر عوائد المنـزل وأحواله.
تعريف د. محمد محمد حسين: الحضارة هي كل ما ينشئه الإنسان في كل ما يتصل بمختلف جوانب نشاطه ونواحيه عقلاً وخُلُقاً، مادة وروحاً، دنيا وديناً
تعريف ول يورانت: الحضارة هي نظام اجتماعي يعين الإنسان على زيادة إنتاجه الثقافي بعناصر أربعة :
الموارد الاقتصادية (2) النظم السياسية (3) العقائد الخلقية (4) متابعة العلوم والفنون.
الاتجاه الأول: اتجاه التوافق والترادف .
الثقافة والحضارة بنفس المعنى ويمكن استخدام أحدهما مكان الآخر.
الثقافة جزء من الحضارة، وهي تمثل الجانب المعنوي ونظام القيم في الحضارة.
الثقافة مختصة بالمعنويات، والحضارة بالماديات .

الاتجاه الثاني : التغاير والتفريق :
الثقافة والحضارة مصطلحان مختلفان لكل منهما معنى مختلف عن الآخر أصل
كلمة الثقافة اللغوي مرتبط بالتهذيب والتأديب.
غلبة ارتباط مصطلح الثقافة بالفكر والسلوك، والحضارة بالإنتاج والعلوم والعمران.

نموذج التفريق بين الثقافة والحضارة عند الرئيس علي عزت :
الحضارة استمرار للتقدم التقني (المادي)، والثقافة استمرار للتقدم الإنساني .
الحضارة تقدم في الوسائل ، والثقافة تقدم مستمر للذات والاختيار .
العلم والتكنولوجيا والمدن والدول كلها تنتمي للحضارة .
الدين والقيم والفكر والأدب هي مكونات الثقافة.

المحاضرة 2
مصادر الثقافة الإسلاميه:
المصدر الأول : القرآن الكريم :
من خصائص القرآن الكريم :
1- الحفظ والكمال:
قال تعالى: ( إِنَّا نَحْنُ نـزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً)
2- التوازن والانسجام :
قال تعالى: ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِين).
المصدر الثاني : السنة النبوية :
أبرز سمات السنة النبوية المطهرة:
1- السنة في مجملها وحي إلهي :
قال تعالى [ وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى ].
السنة تفسير للقرآن الكريم وشرح لمعانيه قال تعالى [ وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّل إليهم]
2-السنة تجسيد الإسلام في صورة عملية حية: [ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ].
المصدر الثالث : الفقه الإسلامي :
الفقه هو: العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية .
أبرز سمات الفقه الإسلامي :
1- إبراز محاسن الشريعة الإسلامية وصلاحيتها لكل زمان ومكان .
2- إبراز الثراء العلمي ومزية الجمع بين صفتي الثبات المانع من التميع، والاجتهاد المانع من الجمود والتخلف.
المصدر الرابع : التاريخ الإسلامي :
أبرز سمات التاريخ الإسلامي :
1- الحفظ والكمال:
1- التاريخ تجسيد لمسيرة الأمة وبيان لمدى ارتباطها بمنهجها .
2- التاريخ رصد للمنجزات الحضارية والمسيرة العلمية .
3-التاريخ تسجيل لتفاعل الأمة مع الأمم الأخرى وثقافاتها وحضاراتها .
4- التاريخ مجال خصب لمعرفة الدروس والعبر والإفادة منها في الحاضر والمستقبل.
المصدر الخامس : اللغة العربية وآدابها :
أبرز سمات اللغة العربية :
1- اللغة العربية لغة القرآن والسنة، وهي اللغة المشتركة بين الشعوب الإسلامية المختلفة .
2- ثبات أصول وقواعد اللغة العربية وآدابها من خلال حفظ القرآن الكريم .
3-استئثار اللغة العربية بالنصيب الأكبر من تدوين التاريخ والأدب والعلوم الإسلامية .

المحاضرة 3
أهمية الثقافة الإسلاميه:
1- التميز في الهوية والمقومات :
الدين جوهر الثقافة وهو صبغة الأمة وهويتها المميزة لها
[ صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ]
يقول الشاعر الفيلسوف إليوت :“ إن القوة الرئيسة في خلق ثقافة مشتركة بين شعوب لكل منها ثقافتها المتميزة هي الدين“.
الثقافة بمفهومها الشامل هي الإطار العام المحتوي لطبيعة الحياة الاجتماعية .
الثقافة بمفهومها الشامل هي القاعدة الأساسية لحركة الأمة الحضارية والحياتية .
2- العمق والارتباط التاريخي :
الثقافة الإسلامية تشكل أعظم عمق تاريخي للشعوب الإسلامية .
[ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل ]
الثقافة الإسلامية عامل وحدة وتواصل بين الشعوب الإسلامية .
[وأن هذه أمتكم أمة واحدة ]
[إنما المؤمنون إخوة ] .

3- الاعتزاز والانتماء الحضاري :
رفعة المثل والقيم الحضارية، تميز العنصر المعنوي في مسيرة الحضارة الإسلامية.
ثراء الحضارة الإسلامية ومنجزاتها الكثيرة في مختلف العلوم الإنسانية والعلمية.
استفادة الحضارة المعاصرة من الحضارة الإسلامية في كثير من المجالات. وجود المقومات المنهجية والمعنوية في الحث على التفكير والعلم والتوافق بين التزام الدين وعمارة الدنيا لاستعادة الدور الريادي للحضارة الإسلامية. يقول المؤرخ (ولز): ( كل دين لا يسير مع المدنية في كل طور من أطوارها فاضرب به عرض الحائط ولا تبال به لأن الدين الذي لا يسير مع المدنية جنباً إلى جنب لهو شر مستطير على أصحابه يجرهم إلى الهلاك، وإن الديانة الحقة التي وجدتها تسير مع المدنية أنى سارت هي الديانة الإسلامية ).
وتقول المستشرقة زيغريد هونكه : ( أجل إن في لغتنا كلمات عربية عديدة وإننا لندين – والتاريخ يشهد على ذلك – في كثير من أسباب الحياة الحاضرة للعرب) .
4- القدرة على التفاعل الواقعي :
الأسس والقواعد المنهجية الثابتة للثقافة الإسلامية .
الرصيد المعنوي الهائل في نسيج الثقافة الإسلامية .
التجارب الحضارية الممتدة عبر قرون من الزمان والمنتشر في أنحاء شتى من البلدان.
وجود منهجية الإبداع والتجديد وضوابط الاجتهاد الذي يحقق المرونة من غير تميع، والاستيعاب من غير انبهار .
يقول الدكتور محمد بكار :“ تمثل الثقافة لأي مجتمع الفضاء الذي يتنفس فيه آمالها وتحدد به أهدافها، كما تمثل القلعة التي يلجأ إليها الناس عند الأزمات، والأسلحة التي يستخدمونها في التعامل مع كل جديد مُحَيّر أو صد عدوان مدمر، كما تمثل الخلفية الثرة التي تمدنا بكل أسباب استيعاب الواقع ونقده وتجاوزه .
يقول الإمام ابن تيمية : ” ولا ريب أن الألفاظ في المخاطبات تكون بحسب الحاجات: كالسلاح في المحاربات، إذا كان عدو المسلمين – في تحصنهم وتسلحهم – على صفة غير الصفة التي كانت عليها فارس والروم، كان جهادهم ما توجبه الشريعة التي مبناها على توخي ما هو لله أطوع وللعبد أنفع وهو الأصلح في الدنيا والآخرة .




المحاضرة 4
علاقة الثقافة الإسلاميه بالثقافات الأخرى:
صور من ضعف فعاليات الثقافة الإسلامية:
الجهل واضطراب المعرفة بالإسلام وضعف اليقين والعمل بالمنهج الإسلامي. وجود الاختلاف والفرقة بين الأمم والشعوب الإسلامية وغلبة العصبية والإقليمية على الإسلامية والوحدوية.
ضعف الأخذ بالأسباب المادية في مجالات العلوم الحياتية والتقنية الصناعية.

صور من هيمنة الثقافة الغربية:
التقدم العلمي والتقني وامتلاك أسبابه وأدواته، والهيمنة على معاهده ومؤسساته.
امتلاك وتسخير وسائل الإعلام والاتصال .
امتلاك أسباب الهيمنة الاقتصادية والعسكرية والسياسية .
المواقف من الحضارة الغربية :
التقسيم الصحيح يحصر أوصاف المحل الذي هو الموقف من الحضارة الغربية في أربعة أقسام لا خامس لها حصراً عقلياً لا شك فيه وهي :
ترك الحضارة المذكورة نافعها وضارها .
أخذها كلها ضارها ونافعها .
أخذ ضارها وترك نافعها .
أخذ نافعها وترك ضارها .
موقف الرفض والمقاطعة :
المراد به: الانغلاق على الثقافة الإسلامية والانكفاء على الداخل الإسلامي ورفض الثقافات الأخرى ومقاطعتها.
الدواعي والأسباب :
بطلان وفساد كل ثقافة غير إسلامية.
تأمين وسلامة الثقافة الإسلامية من دخيل الثقافات الأخرى.
النقد :
الموقف لا يتفق مع الأصول الإسلامية الداعية إلى أخذ الحكمة والمنفعة التي لا تعارض الدين من أي جهة أو أمة أو شخص.
الموقف يحول دون توضيح صورة الإسلام والتعريف به والدعوة إليه بل قد يكون سبباً في تقديم صورة سيئة عن الإسلام والمسلمين .
الموقف لا يتفق مع الواقع التاريخي للأمة الإسلامية التي تعاملت مع كثير من ثقافات الأمم والشعوب وأثرت فيها واستفادت منها .
الموقف غير قابل للتطبيق في عصر الانفتاح والاتصالات .
موقف القبول والذوبان :
المراد به: الانفتاح الكامل على الثقافات الأخرى والثقافة الغربية خاصة وقبولها بكل ما فيها والذوبان في بحرها انبهاراً بها أو تقليداً لها .
الدواعي والأسباب :
الانبهار بما تملكه الحضارة الغربية من تقدم مادي ورقي علمي.
الافتتان بما في الثقافة والحياة الغربية من شهوات ومغريات.
التأثر بمناهج الدراسة والفكر والفلسفة على أسس الثقافة الغربية.
تحقيق المصالح الشخصية والانقياد للتوجهات الأجنبية.
النقد :
الموقف مخالف لأصول وثوابت الثقافة الإسلامية وعدوان عليها .
الموقف مسخ وتشويه لتاريخ وحضارة الأمة الإسلامية .
الموقف انحراف فكري وانحلال خلقي يضعف الأمة ولا يقويها ويهدم كيانها ولا يبنيها .
الموقف يتناقض مع عوامل اليقظة والنهضة الآخذة في النمو في الأمة الإسلامية.
الموقف غير قابل للتطبيق في عصر الانفتاح والاتصالات.
موقف التوفيق والتلفيق :
المراد به : العمل على التقريب بين الثقافة الإسلامية والثقافات المعاصرة وإظهار التطابق والتوافق بين مفاهيم ومضامين الثقافات المعاصرة والثقافة الإسلامية.الدواعي والأسباب :
الحاجة إلى مواجهة المستجدات والتكييف معها .
العمل على إثبات أن الإسلام دين عصري حضاري .
الجهل بالإسلام وعدم معرفة ثوابته وحقائقه.
الشعور بالضعف والهزيمة أمام الثقافات المعاصرة.
النقد :
الموقف فيه خلل ونقض لأصول وثوابت الثقافة الإسلامية وتحريفها وسوء فهمها .
الموقف فيه تصوير للثقافة الإسلامية بمظهر الضعف والنقص ويتعارض مع عظمة الإسلام وعز المسلمين .
الموقف يؤدي إلى التبعية للثقافات الأخرى ويجعل دور الثقافة الإسلامية التأكيد على صحة وفائدة الثقافات الأخرى .
موقف التميز والاستفادة
المراد به:الانطلاق من الوعي الكامل والقناعة التامة بالثقافة الإسلامية حفاظاً على أصولها وتميزاً بخصائصها والانفتاح على الثقافات الأخرى وإفادتها والتأثير فيها والاستفادة منها بما لا يعارض ثقافتنا.
الدواعي والأسباب :
الإيمان بصحة وثبات أصول الثقافة الإسلامية وتميز خصائصها .
الإيمان بصلاحية الإسلام لكل زمان ومكان .
الإيمان بأن الحكمة ضالة المؤمن فهو أحق الناس بها .
الاعتزاز بالثقافة الإسلامية ومعرفة تاريخها وإيجابيتها في الثبات والتأثير عبر مسيرتها التاريخية الطويلة .
النقد :
الموقف يبرز محاسن الإسلام ويظهر قوة واعتزاز المسلمين به . الموقف يقي من الآثار السلبية للانغلاق أو الذوبان في الثقافات الأخرى. الموقف يتجانس مع موقف الثقافة الإسلامية تاريخياً .
الموقف يظهر العقلية المنهجية الواعية التي تعتمد البحث والتمحيص والاختيار والانتقاء.
الغرب في ثقافته أخذ عن اليونان والرومان والإسلاميين، لقد أخذ الغرب عنا بعض العلوم والمناهج وترك الإسلام عقيدة وشريعة.
بالنسبة لنا ترجمنا علوم اليونان والفرس والهند وأخذنا منها بعضاً وتركنا البعض وعلى رأس ما تركناه الآداب لأنها كانت وثنية .
لم نأخذ الكل ولا تركنا الكل، اليابان في العصر الحديث أخذت النظم السياسية والاقتصادية الغربية لكنها احتفظت بنظامها الاجتماعي والتربوي والإداري،والشركات اليابانية تدار اليوم بطريقة خاصة بعيدة عما في الغرب.
أليس من حقنا أن نقتبس العلوم ونبتعد عن القيم والأفكار والمعتقدات التي لا تناسبنا ؟
يقول محمد الأمين الشنقيطي :
(الموقف الطبيعي للإسلام من الحضارة الغربية- هو أن يجتهدوا في تحصيل ما هو أنتجته من النواحي المادية، ويحذروا من مما جنته من التمرد على خالق الكون جل وعلا فتصلح لهم الدنيا والآخرة، ومن المؤسف أن أغلبهم يعكسون القضية فيأخذون منها الانحطاط الأخلاقي، والانسلاخ من الدين والتباعد من طاعة خالق الكون، ولا يحصلون على نتيجة مما فيها من النفع المادي فخسروا الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين).
يقول ابن تيمية :
فإن ذكر ما لا يتعلق بالدين مثل مسائل الطب والحساب المحض التي يذكرون فيها ذلك الانتفاع بآثار الكفار والمنافقين في أمور الدنيا فهذا جائز.
فأخذ علم الطب من كتبهم مثلاً الاستدلال بالكافر على الطريق واستطبابه بل هذا أحسن لأن كتبهم لم يكتبوها لمعين من المسلمين حتى تدخل فيها الخيانة وليس هناك حاجة إلى أحد منهم الخيانة ، بل هو مجرد انتفاع بآثارهم كالملابس والمساكن والمزارع والسلاح ونحو ذلك .



خلاصة الثقافة الإسلامية

فهم مدلول الثقافة مدخل أساسي لمعرفة الثقافة وما يتصل بها من خصائص ومصادر وعلاقات
:- تعريف الثقافة
:استعملت المعاجم اللغوية كلمة الثقافة بنوعين من الاستعمال
الأول: ماديٌّ محسوس، وأصله الثِّقاف وهي حديدة يقوّم بها الشيء المعوجّ
الثاني: معنوي غير محسوس، وأصله يتصل بالحذق والتعلُّم، كقولهم: تثقيف العقول
أما في الاصطلاح فإن الثقافة مصطلح له تعاريف كثيرة
:والتعريف الاصطلاحي للثقافة الإسلامية هو
جملة العقائد والتصورات، والأحكام والتشريعات، والقيم والمبادئ، والعوائد، والأعراف والفنون والآداب، والعلوم والمخترعات، التي تشكل شخصية الفرد وهوية الأمة وفق أسس وضوابط الإسلام
:من المصطلحات القريبة من مصطلح الثقافة
أ- العلم: ويعرف اصطلاحًا بأنه: هو المسائل المضبوطة بجهة واحدة
ب- الحضارة: وتعرف اصطلاحًا بأنها: كل ما ينشئه الإنسان في كل ما يتصل بمختلف جوانب نشاطه ونواحيه، عقلا وخُلُقا، مادة وروحًا، دنيا ودينا
:- هناك اتجاهان في بيان الصلة بين الثقافة والحضارة
- الاتجاه الأول: يرى أن المصطلحين مترادفان، وأن كلاهما يعبر عن الآخر، وأنه لا إشكال في استخدام أحدهما للدلالة على معنى الآخر
الاتجاه الثاني: يرى أن المصطلحين متغايران ولكل منهما دلالته الخاصة، وهو اتجاه يلحظ أن أصل كلمة الثقافة اللغوي مرتبط بالتهذيب والتأديب، وأنها مختصة بالمعنويات دون الحسيات
خلاصة مصادر الثقافة الإسلامية
:- الثقافة من حيث البحث عن مصادرها لها أطر عامّة وأصول جامعة ترجع إليها وتستمد منها، وتتمثل مصادر الثقافة الإسلامية في خمسة مصادر هي
(القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، والفقه الإسلامي، والتاريخ الإسلامي، واللغة العربية وآدابها)
:من خصائص القرآن الكريم التي جعلته مصدرًا مهمًّا من مصادر الثقافة
أ‌) الحفظ والكمال قال تعالى: "إِنَّا نَحْنُ نـزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"[الحجر:9]، وقال تعالى: "الْيَوْمَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً"[المائدة:3]
ب‌) التوازن والانسجام في خطابه بين خطاب العقل والعاطفة؛ قال تعالى: "قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الخَلقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ"[العنكبوت:20]
:- من خصائص السنة
أ‌) أنها وحي إلهيّ؛ قال تعالى:"وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى"[النجم:3]، والسنة مفسّرة للقرآن وشارحة لمعانيه؛ قال تعالى: "وَأَنـزلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نـزلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ"[النحل:44]
ب‌) أنها مجسِّدة للإسلام في صورة عمليه حية؛ قال تعالى: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ"[الأحزاب:21]
ت‌) تعتبر السنة بمادتها الحديثية مصدرًا عظيمًا من مصادر الثقافة الإسلامية بما تشتمل عليه من منهج صالح لتربية الفرد، وتنظيم المجتمع، وبناء الإنسان، وتشييد العمران
:من سمات الفقه الإسلامي
أ‌) إبرازه محاسن الشريعة الإسلامية وتأكيد صلاحيتها لكل زمان ومكان
ب‌) إبراز الثراء العلمي ومزية الجمع بين الثبات المانع من التميع، والاجتهاد المانع من الجمود والتخلف
ويعتبر الفقه الإسلامي من الروافد الأصيلة للثقافة الإسلامية بما يشتمل عليه من مادة علمية ضخمة، تتناول العبادات والمعاملات والأحوال الشخصية وغيرها، إلى جانب ما يشتمل عليه من مذاهب الأئمة المجتهدين
:- يعتبر التاريخ الإسلامي مصدرًا من مصادر الثقافة من جوانب متنوعة منها
أ‌) أنه يجسِّد مسيرة الأمة ويبين مدى ارتباطها بمنهجها
ب‌) أنه مسجل وحافظ للمنجزات الحضارية والمسيرة العلمية، وفي صفحاته سير للعلماء وعطائهم العلمي في المجالات المختلفة
ت‌) أنه رصد لتفاعل الأمة مع الأمم الأخرى وثقافتها وحضارتها
ث‌) أنه مجال خصب لمعرفة الدروس والعبر والإفادة منها في الحاضر والمستقبل
:- من سمات اللغة العربية وآدابها
:من أبرز سمات اللغة العربية التي تكشف عن ثرائها كمصدر للثقافة الإسلامية
أ‌) أنها لغة القرآن والسنة، والتي دخلت بالإسلام بلادًا كثيرة، واستوعبت شعوبًا كبيرة
ب‌) أنها لغة ذات أصول وقواعد ثابتة، حيث هي لغة القرآن الكريم الذي تكفل الله تعالى بحفظه على مدى الزمان
ت‌) حيازتها النصيب الأكبر من تدوين التاريخ والأدب وغيرهما من العلوم
خلاصة أهمية الثقافة الإسلامية
- الثقافة هي هوية الشعوب وتراثها وأعظم مقوماتها
- يعتبر الدين هو العنصر الجوهري للثقافات، وهو المكوّن الأساسي لهويّة الشعوب
- تعتبر الثقافة بمفهومها الشامل الإطار لطبيعة الحياة الاجتماعية
- تشكل الثقافة الإسلامية العمق التاريخي للشعوب الإسلامية، وهو عمق يتجاوز بعثة النبي محمد صلى الله عليع وسلم إلى أبعد من لدن إبراهيم عليه السلام
- تتمثل فائدة الارتباط بالثقافة الإسلامية في أنها تقوِّي الثقة بالنفس وتعزز الشعور بالقوة والإيجابية
:- للثقافة الإسلامية في مسيرتها التاريخية تميز من وجوه عدة منها
أ‌) رفعة المثل والقيم الحضارية
ب‌) ثراء الحضارة الإسلامية في المنجزات العلمية والأدبية
ت‌) استفادة الحضارة المعاصرة من الحضارة الإسلامية
ث‌) وجود المقوِّمات المنهجية والمعنوية للنهضة الحضارية في الثقافة الإسلامية
:- للثقافة القدرة على بعث التفاعل الواقعي وذلك لأسباب تتمثل فيما يلي
أ‌) الأسس والقواعد المنهجية الثابتة للثقافة الإسلامية
ب‌) الرصيد المعنوي الهائل في نسيج الثقافة الإسلامية
ت‌) التجارب الحضارية الممتدة عبر القرون والمنتشرة في أنحاء شتىّ من البلدان
ث‌) وجود منهجية الإبداع والتجديد وضوابط الاجتهاد الذي يحقق المرونة
خلاصة علاقة الثقافة الإسلامية بالثقافات الأخرى
يمثل الدور الخارجي للثقافة الإسلامية وموقفها من الثقافات الأخرى أهمية خاصة عند البحث في جوانب الثقافة الإسلامية، إذ إننا نعيش عصر انفتاح الثقافات والتقائها ببعضها البعض، وذلك يفرض على كل أمة أن تكون لها رؤيتها الواضحة وأسسها السليمة في مواقفها وتعاملها مع الآخرين
- هناك صور تمثل ضعفًا في حضور الثقافة الإسلامية، وتلك الصور تتعلق بدور حَمَلَة الثقافة أفرادًا ودولاً ومجتمعات ولا تتعلق بذات الثقافة الإسلامية نفسها؛ فهي :قوية بأصالتها وخصائصها، وتتمثل صور ذلك الضعف فيما يلي
أ‌) الجهل وضعف اليقين عند كثير من المسلمين في المعرفة بالإسلام
ب‌) الاختلاف والفرقة بين أبناء الأمة الإسلامية
ت‌) الضعف العلمي والتقني
:- عند الحديث عن الواقع المعاصر يبرز حضور الثقافة الغربية وثقلها الكبير وانتشارها الواسع وهيمنتها التي نتجت عن أسباب كثيرة منها
أ‌) التقدم العلمي والتقني وامتلاك أسبابه وأدواته
ب‌) القوة الإعلامية وقوة الاتصال وتسخيرهما بما يخدم أغراض الثقافة والحضارة الغربية
ت‌) القوة الاقتصادية والعسكرية وما لهما من دور كبير في فرض النموذج الثقافي
- إن استعراض مصادر قوة الدول الغربية وامتلاكها لأسباب فرض إرادتها ونموذجها ليس الهدف منه بث روح اليأس في النفوس، وإنما الهدف منه استنهاض الهمم للحاق بركب الأمم المتقدمة
:يتمثل موقف الثقافة الإسلامية من الثقافات الأخرى في مواقف أربعة كما يلي
:أولاً: موقف الرفض والمقاطعة بدعوى
أ- بطلان وفساد كل ما عدا ثقافة الإسلام
ب- تأمين الثقافة الإسلامية من دخيل الثقافات الأخرى
:- نقد الموقف السابق وذلك من عدة وجوه
أ‌) أنه موقف لا يتفق والأصول الإسلامية الداعية إلى أخذ الحكمة والمصلحة التي لا تعارض الدين
ب‌) أنه موقف يحول دون توضيح صورة الإسلام والتعريف به والدعوة إليه؛ بل قد يكون سببًا في تقديم صورة سيئة عن الإسلام والمسلمين
ت‌) أنه موقف يتنافى وتاريخ الأمة التي تعاملت مع كثير من ثقافات الأمم والشعوب وأثرت فيها واستفادت منها
ث‌) أنه موقف غير قابل للتطبيق في عصر الانفتاح والاتصالات
:ثانيًا: موقف القبول والانفتاح الكامل والذوبان في بحر الثقافات الأخرى لدواع منها
أ‌) الانبهار بالحضارة الغربية وما فيها من رقيٍّ ماديّ
ب‌) الافتتان بما فيها من شهوات ومغريات
ت‌) التأثر بفكر وفلسفة الغرب
ث‌) الانقياد للتوجهات الأجنبية بهدف تحقيق المصالح الشخصية
:- نقد الموقف السابق
أ‌) أنه موقف مخالف لأصول وثوابت الثقافة الإسلامية
ب‌) أنه يؤدي إلى مسخ الأمة وتشويه حضارتها
ت‌) أنه يدعو إلى الانحراف الفكري والانحلال الخلقي بما يؤدي بدوره إلى ضعف الأمة وهدم كيانها
ث‌) أنه يتناقض والنهضة التي بدأت تدب في الأمة
:ثالثًا: موقف التقريب والتلفيق بين الثقافة الإسلامية والثقافات الأخرى
:- دواعي الموقف السابق وأسبابه
أ‌) الحاجة إلى مواجهة المستجدات والتكيف معها
ب‌) الرغبة في إثبات أن الإسلام دين عصري حضاري
ت‌) الجهل بالإسلام وعدم معرفة ثوابته وحقائقه
ث‌) الشعور بالضعف والهزيمة أمام الثقافات المعاصرة
:- نقد الموقف السابق
أ‌) موقف فيه خلل ونقض لأصول وثوابت الثقافة الإسلامية
ب‌) موقف يصوّر الثقافة الإسلامية بصورة الضعيف الناقص، وهو تصوير يتعارض وعظمة الإسلام وعزة المسلمين
ت‌) موقف يجعل من ثقافة الإسلام تابعًا للثقافات الأخرى
رابعًا: موقف التميز والاستفادة: وذلك بالحفاظ على أصول ثقافة الإسلام وتميزها والانفتاح على الثقافات الأخرى والإفادة منها والتأثير فيها
:- دواعي الموقف وأسبابه
أ‌) الإيمان بصحة وثبات أصول الثقافة الإسلامية
ب‌) الإيمان بصلاحية الإسلام لكل زمان ومكان
ت‌) الإيمان بأن الحكمة ضالّة المؤمن
ث‌) الاعتزاز بالثقافة الإسلامية ومعرفة تاريخها وإيجابياتها
:- نقد الموقف السابق
أ‌) موقف يبرز محاسن الإسلام ويظهر اعتزاز المسلمين به
ب‌) يقي من الآثار السلبية لظاهرتيْ الانغلاق على النفس والذوبان في الآخر
ت‌) أنه يتفق وتاريخ الأمة الذي يحكي تفاعلها مع الآخر وتأثيرها فيه وإفادتها منه
ث‌) يمثل العقلية الواعية التي تعتمد على البحث والتمحيص والاختيار والانتقاء
ج‌) يتطابق ومواقف الكثير من الثقافات التي تتفاعل مع غيرها فتؤثر وتتأثر

 

osama omar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس