تركي الدخيل .. صحيفة الوطن السعوديه .. !
أبو متعب بين احترام أوباما و...!
أمامي صورتان، لا يمكن لأحد أن يتجاوزهما على سبيل المقارنة، فأسلوب المقارنة، من أبسط الأساليب التي تلازم الإنسان من طفولته، لكنها تبقى مع العقلاء، طوال سني عمرهم لالتقاط الفوارق، وبناء التميز. الصورة الأخيرة، صورة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، باراك أوباما، قبل يومين في لندن في صلب قمة العشرين الكبار، وخلال مقابلة العشرين لملكة بريطانيا، وقبيل التقاط الصور، ووقع الحدث عندما كان الزعماء يصافحون بعضهم البعض ويتحدثون أحاديثهم الودية. الرئيس أوباما، الذي ملأ الدنيا، هنا في لندن، وشغل الناس، ولم تبق وسيلة إعلامية، أوروبية قبل الوسائل الأمريكية، لم تتحدث عن فريقه الذي جلبه من واشنطن، وطائرته، وفريق حمايته، ووسيلة تنقله، وملابس زوجته، وكل ما يخطر وما لا يخطر ببال، وواصل استقطاب الانتباه، والسير في بؤرة الاهتمام، ليس لأنه رئيس أقوى دولة في العالم فحسب، بل لأنه تميز في بساطته وشعبيته مع عمقه وانحيازه للتغير، توجه قبيل التقاط الصورة الرئيسية مع الملكة إليزابيث الثانية، إلى الملك عبدالله، فتهلل وجه أبي متعب له كعادته الصادقة، فانحنى أوباما للملك عبدالله احتراماً،كما في الصورة أدناه، ما جعل هذه الإنحناءة تكون مثاراً للأخذ والرد والتفسير والشرح في وسائل الإعلام ومنتديات الاهتمام وصفحات الإنترنت، التي نقلت الصورة الفوتوغرافية والتلفزيونية للمشهد الذي يبين كيف يتعاطى الزعماء العقلاء، مع زعيم صادق، وملك كبير، بأخلاقه ومثاليته وإنصافه وعدله وحكمته، وبقيمة بلده اعتدالاً وحجماً وسياسة واقتصاداً وثقافة. الصورة الأخيرة، تلك التي شاهدناها في القمة العربية التي سبقت قمة الكبار في لندن بأيام، وفيها من يحتاج أن يرتفع بألقابه التي يمنحها لنفسه بنفسه دون مصادقة من أحد، فيما الواقع والحديث لا يتواكب مع الصورة.
الكبار لا يحقدون... ولذلك تسمو بهم المراتب وتعلو بهم الرتب، وإن كره غيرهم... ألم يقل الشاعر العربي القديم، القادم أصلاً من أفريقيا:
لا يحمل الحقد من تعلو به الرُتبُ
ولا ينال العلا من طبعه الحسدُ؟!