أَلي وطنٌ ! أَأحسبُ أن لي وطناً !
يُخبئُ ريقَ عصفورٍ , و سُنبُلةٍ تَقُومُ على الغُرُوبِ كقدِّ غانِيَةٍ تتُوبُ لربِّها و تُودِعُ السُّمَّار .. !
أَلِي وَطنٌ فَسيحٌ كالرؤى , كالحُلمِ , كالتَّابوتْ !
ألي وطنٌ عميقٌ كالسرابِ , كصَبرِ أَرملةٍ , كَيَأسٍ لَمْ يَجِدْ في البَحرِ مُتَسعاً , فَحَطَّ بِمُقلةِ البَحَّارْ .. !
أَلي وَطنٌ عَصِيٌ كالهَوى , كالظُّلمِ , كالطَّاغُوتْ !
أَلي وطنٌ مُباحٌ كالمماتِ و كالدَمِ العربي , كَنخْلٍ قَدْ تَهدَّلَ طَلْعُهُ و استشرفَ الأَسْوارْ .. !
ألِي وَطَنٌ أَغُصُّ بِمَجدِهِ و أَمُوتْ !!
أيَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآ ... وطني ...
أَقَمْتَ الحُزنَ مِئذَنَةٌ عَلَى شُطْآنِ إصْبَاحِي ,
فَسَلْني كم تَهجَّى الدَّمْعُ أُغنِيَتي , و عَسَ اللَّيلُ مِصْباحِي ..
وَ كَمْ حَامَتْ عَلى الأَطلالِ ذاكِرتِي , و كَمْ هَامَتْ عَلى السَّاقِينَ أَقْدَاحِي,
و كَمْ أَرْهَقْتُ أَرْضَ اللهِ مُرتَحِلاً , و كَمْ صَافَحتُ فِي الطُّرُقَاتِ أَشْبَاحِي,
أَيا وَطَناً أرُبُّكَ بالدُّعاءِ , و بالصَّبْرِ الجَمِيلْ ,
مَا أبْعَدكْ ..
أَيَا وَطَناً أَدُسُكَ بالشِتَاءِ , و بالسَّفَرِ الَّطوِيلْ ,
مَا أَبْدَعَكْ ..
أَيَا وَطَناً تأَسَنَ فِي رُؤاي ....
أَرِحْ دَمِي .. أَرِحْ دَمِي .. أرِحْ دَمِي ...