عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 17-10-2003, 05:32 PM
الصورة الرمزية الريادة

الريادة الريادة غير متواجد حالياً

مشرف سابق

 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
التخصص: ادارة واقتصاد/ محاسبة
المشاركات: 225
افتراضي تراث الإسلام المسروق في الجراحة الحديثة (دراسة تفيد عامة المسلمين)


بسم الله الرحمن الرحيم


* بقلم: أحمد عبد الحي/ وسيد وسيم احمد (الهند)


تتناول هذه المقالة مساهمة الاسلام وتراثه في مجالات الجراحة الحديثة، ويمكن- عموما- تقسيمها الى أقسام ثلاثة:

1ـ إلهام.

2ـ المصادر.

3ـ التأثير.


الالهام:

ان القوة الدافعة والمحركة الرئيسية في الطب الاسلامي تأتي من القرآن الكريم، ومن تلك المتوارثات التي أخرجت الطب من غياهب ظلمات الجهالة والخرافات وأكسبته قدما راسخة وحولته علما شامخا.

وقد احتلت العلوم الطبية مكانة بارزة ضمن فروع العلوم المختلفة وتبلورت القوة الدافعة في قوله تعالى: (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ) (5 / 32) .

وعندما تاه الفكر اليوناني في سبات الظلام والتحلل احتفظ العرب بكنوز المعرفة وحافظوا عليها، بل ترجموها الى لغتهم مضيفين اليها مساهماتهم الفعالة ومشاركاتهم القوية وانجازاتهم القيمة، واداروا شعلة المعرفة إلى أوروبا التي كانت تتخبط في " عصور الظلمات " وطبقا لما أورده السيد وليم اسلار" "ان المهنة الطبية وصلت بينهم (العرب) إلى مكانة من الاحترام والأهمية يصعب موازاتها في التاريخ بأكمله ".

ولم يكن اليونانيون هم المساهمون الوحيدون في الجراحة بأي حال من الأحوال، فالجراحة في الهند قديما كانت متقدمة جدا في التجريب منطقية الاعتبار، معقولة الابتكار، تجيد استعمال الآلات والأدوات وتلك لا جدال "لها تأثير على الجراحة العربية".

وقد شاركت في هذه النهضة عقول مسلمة وردت من فارس والعراق وسورية ومصر واسبانيا والهند وقدمت مساهماتها العظيمة للطب الاسلامي مما أضفى عليه صبغته العالمية وضمن له الاستقرار من قرطبة حتى دلهى.

وقد فتحت ولادة أبي بكر محمد بن زكريا الرازي (856- 925 هـ) مجالا جديدا في الطب الاسلامي وجراحته وتوجت الفكر الاسلامي في هذا التخصص.

ومؤلفه كتاب " الحاوي في الطب " يعتبر بجدارة أعظم عمل طبي كتب منذ القدم من أي عالم في الطب، تناول فيه الامراض من قمة الرأس حتى اخمص القدم وضمنه أيضا بعض العلوم الاساسية مثل وظائف الاعضاء والتشريح والأقرباذين.

وقد كتب الرازي عن كل مرض اقوال قدامى اليونان والفرس والهنود ومؤلفين آخرين وختم كتاباته بملاحظاته وخبراته. ولم يكن الرازي مقلدا أعمى ولا ناقلا أصم لمن سبقوه فعمله "الشكوك على جالينوس" لا مراء يعتبر أعظم عمل طبى وجراحي ظهر في وقته .

وبعدها بخمسين عاما ظهر على المسرح عملاق آخر في شخص علي بن العباس المجوسي (994 هـ) وعمله "الملكي "بقي ا المرجع الثابت والسند الاكيد في الطب الاسلامي لما يقرب من قرن من الزمان.

ويتكون هذا الكتاب من 20 مجلدا شغل التشريح منها مجلد 2، 3 أما المجلد التاسع عشر فقسم الى 110 فصول تتناول الجراحة تفصيلاً .

أما ابو القاسم بن عباس الزهراوي الأندلسي (912- 013 ا) فقد كان أعظم جراح في العالم الاسلامي ومخطوطه " كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف " اعتبر مرجعا مدرسيا في العالم الاسلامي واوروبا على السواء وتمت ترجمتها الى اللاتينية في القرن الثاني عشر وظل الى قرابة قرن من الزمان اساس الجراحة ان لم يكن مرجعها الرئيس الموثوق به في اوروبا (الموسوعة البريطانية) .

وحسبما يقول سكوت "ابو القاسم كان مبتكر الجراحة الحديثة" بينما يقول جودي شاولياك عن أبي القاسم "كان ضمن المحتفي بهم من جراحي القرن الرابع عشر" ورفعه الى منزلة هيبوقراط وجالين. ويعتبر كتابه في الجراحة أول كتاب نشر في الجراحة يحتوي رسومات تفصيلية ووسائل توضيحية.

والشيخ الرئيس ابو علي حسن بن عبد الله بن سينا، لا شك أنه اسم آخر عظيم في تاريخ الطب الاسلامي،فقد شهدت مدينة بلخ (الآن في افغانستان) مولده في 980 كأعظم معلم وأكبر استاذ في الطب. وكتابه الشهير "القانون في الطب " يعكس عبقرية مؤلفه الى اليوم الذي لم يتفوق في الطب فقط بل كان استاذاً في الفلسفة والرياضيات والمنطق والموسيقى، العقيدة.

ويمكن الحكم على أهمية هذا الكتاب وتأثيراته الفائقة على الغرب بأنه تمت ترجمته وطباعته 16 مرة باللاتينية والعبرية خلال ثلاثين عاما فقط من القرن الخامس عشر ووصل الطب بابن سينا الى ذروة نهضته وقمة تقدمه، وتوفي ابن سينا عام 1037.

واستكمل بعده خلال القرن الثاني عشر حوالي 400 عالم شهير من الاطباء والجراحين المسلمين و"يجدر منهم بالذكر :

ابن زهر (1113- 1162) والذي أقام كتابه "التيسير" على المشاهدة والتجريب وخالف فيه بشجاعة جالين وابن سينا. ولم يكن ابن زهر مؤلفا نظريا فقط بل كان جراحا عمليا وتعليماته لها كبير الأثر ليس على الشرق فقط بل على اوروبا ايضا.

وابن رشد (1199)، والذي يعرفه العالم اليوم كفيلسوف كبير ومفكر قدير، كان ايضا جراحا عظيما وطبيبا شهيرا وحافظا جيدا. للتشريح، وحسبما قال عن نفسه ان معلوماته عن الجسم البشري "قوت وأوضحت ايمانه بعظمة الخالق ".

ومن الأعمال العظيمة في الجراحة الاسلامية كتاب "العمدة في صنعة الجراحة" والذي ألفه أمين الدولة أبو الفرج ابن القف ( 233 1- 286 1) الذي اتصف بإلمامه بالتشريح بجوار الجراحة، وكتابه المذكور اشتمل على 0 2 مقالة خصصها للاصابات وفيها 39 بابا.

أما مقالته عن الجراحة ففي رقم 9 1 واشتملت على 34 بابا ناقش فيها المشاكل الجراحية وعلاجاتها من الرأس إلى القدم.


التأثير

كيف وصل الطب الاسلامي إلى الغرب؟

قد يكون هذا مبكرا جدا، ففي 742 م أرسل هارون الرشيد وفوده إلى شارلمان والامبراطور الروماني وضمت وفوده في عضويتها أشهر الاطباء وافضل الجراحين.

كما استقر الاتصال بين العالم الاسلامي واوروبا عن طريق التجارة عبر القرافل كما يحتمل وصول رسالة مع اليهود.

وفي كل حقول الجراحة العصرية اليوم تنعكس مساهمة الارث الاسلامي الجراحي، انعكاسا واضحا في جوانب شتى:

------------------------------------------------------------------------------------------------------
* يتبع.......

 


توقيع الريادة  

 

رد مع اقتباس