[Da_JokEr]

كاميرات الهيئة




الخميس, 11 يونيو 2009


ناصر نافع البراق



لم أكن وحدي الذي انتقد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مسائل من أهمها: إدراجها في سلكها الإداري والميداني عددا من صغار السن وبعض العوام، الذين لا دراية لهم ولا فقه بمسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكذلك من بعض المتحمسين الذين تحول الحماسة أعمالهم التي يفترض بها أن تكون نافعة للمجتمع إلى أعمال شخصية تحمل طابع العاطفة والتعصب .
لكنني في هذه المرة وبما أن الهيئة جهاز حكوميّ له ما له وعليه ما عليه، أقف معها في برنامجها بوضع كاميرات المراقبة في الأسواق، كما أجد أن كثيرا من مثقفي المجتمع، ومن بعض التيارات التي تعودنا أن تكون مصادمة للهيئة، هناك كثير من هؤلاء أيضا دعموا هذه الفكرة، وهي زرع كاميرات للهيئة لرقابة التجاوزات الأخلاقية في الأسواق.
البعض ينظرون إلى هذه المسألة بأن الهيئة تفرض نفسها، أو تحاول أن تزيد من نفوذها في الأسواق، أو أنها تحاول الإضرار بحرية المتسوقين، لكن، لماذا لم نعتبر الكاميرات الأمنية والكاميرات التي تراقب السرقات في الأسواق كذلك؟ هل لأن من يتابع الأفلام هم الهيئة فقط؟
نحن جميعا نقر ونعتقد بأن من الضرورات الخمس في الإسلام حفظ العرض وعدم الاعتداء عليه، والكاميرات التي تراقب السلع وتحفظ البضائع كثيرة، فهل تكون هذه الكاميرات التي تراقب تجاوزات السرقة مقبولة لدينا، وكاميرات مراقبة التجاوزات والتحرشات اليومية بالنساء غير مقبولة؟
العدالة والمنطق يوجبان علينا أن ننظر إلى هذه المسألة باعتدال وأن نتقبلها في حدود الدور المنتظر منها، ولا يتوقع من الهيئة أن تستخدم تلك الأفلام للتشهير بأحد، ولا للاعتداء على خصوصية أحد أيضا.
إن المتابع لما ينشر في بعض الصحف العربية لن يتفاجأ بمطالبة بعض النساء المثقفات في تلك البلاد بوضع كاميرات في الشوارع والأسواق للحد من ظاهرة التحرش الجنسي التي تفشت في الشوارع والمحلات التجارية من قبل أصحاب النفوس المريضة من متسوقين وباعة وعابري سبيل .
ولا بد دون الشهد من إبر النحلِ


جريدة المدينة
http://al-madina.com/node/147270

ونشوووفكم تاني